عمال غزة بين واقع سيئ ومستقبل مجهول

2017/05/04
Updated 2017/05/04 at 4:35 مساءً


غزة -خليل الشيخ- (الأيام الالكترونية): تحدث عمال عاطلون، حول الواقع السيئ والمستقبل المجهول المتعلق بأسرهم وأبنائهم بسبب تعطلهم عن العمل وغياب مصادر أرزاقهم، في اليوم العالمي للعمال، أمس.

وعبر هؤلاء عن احتجاجهم الكبير على أوضاعهم المعيشية القاسية في ظل استمرار البطالة منذ عدة سنين.
وقال العامل محمود الشنباري (40 عاماً) من بيت حانون: “الاحتفال بيوم العمال العالمي تحول إلى شعارات فقط، دون أية بوادر إيجابية بتحسين واقع هؤلاء العمال الذين يموتون من الجوع.
وبدا الشنباري مقهوراً وهو يتحدث لـ”الأيام” عن حالة الفقر التي يعيشها بسبب تعطله عن العمل، وعجزه عن توفير قوت أبنائه، مشيراً إلى أنه فقد فرصة عمله بسبب الحصار وتدمير المصانع، وانتشار البطالة.
ويعاني الآلاف من العمال غياب فرص العمل، بسبب الحصار المفروض، سواء الذين عملوا في إسرائيل سابقاً، أو العاملون في مجال الصناعة والزراعة المحلي، بالإضافة إلى آلاف الخريجين.
يقول العامل رفيق مهنا من مخيم جبالياـ إن الأزمة بدأت منذ عدة سنين، وتفاقمت إلى أن وصلت إلى حد عجز العمال عن توفير القوت اليومي لأسرهم.
وأضاف لـ”الأيام”: “ما يزيد الأمر تعقيداً هو اللامبالاة الواضحة من صناع القرار، والجهات المختصة، التي من المفترض أن تبادر بمساعدة العمال وأسرهم”، لافتاً إلى أن الظروف تزداد تعقيداً، وتحولنا إلى جيش من الجياع.
ونفى مهنا (35عاماً) تقديم مساعدات من الجهات المختصة سواء في غزة أو في رام الله، مؤكداً أن تغييب برامج مساعدة وخلق فرص عمل لهؤلاء العمال يُعد انتهاكاً خطيراً لحقوقهم في العيش الكريم.
بدوره، قال العامل أدهم داوود(49عاماً) الذي يعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد، ويفتقد فرصة العمل منذ أكثر من خمسة أعوام، أن أمله في إيجاد فرصة عمل في مجال البناء تلاشت تماماً، خصوصاً وأنه تقدم بالسن ولم يعد يستطيع ممارسة أعمال شاقة تتطلب جهداً عضلياً.
أضاف، أنه يحتاج للعمل بمهن بسيطة لكي يجد ما يقيت به أبناءه، معرباً عن أمله في أن يكون الأول من أيار لهذا العام مناسبة جديدة للنظر بعين الاهتمام لحشود العمال العاطلين عن العمل.
يذكر أن البطالة شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال العشر سنوات الماضية من21.7% في العام 2007 إلى 26.9% في العام 2016، بحسب ما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء في وسائل الإعلام، أمس، مشيراً إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى نحو 41.7% في قطاع غزة.
أما العامل شريف محمود (35 عاماً) الذي بدا عصبياً وهو يتحدث لـ”الأيام” عن التجاهل الذي يشعر به العمال، تجاه قضيتهم فقال: “لا أحد يتدخل لصالح فئة العامل، والجميع يتحدث عن الموظفين وموعد صرف الرواتب ونسبة الخصومات منها، أما العمال فلا يوجد أي جهة تتبنى حقوقهم أو مطالبهم”.
وقال: “صحيح أن الوضع تغير خلال العامين الماضيين بعد حركة الإعمار الجزئية التي تشهدها غزة، لكن هناك الآلاف من العمال لا يزالون عاطلين عن العمل وبحاجة لإيجاد فرص لإعالة أسرهم”.
وقُدر عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة بنحو (207 آلاف عامل) في مختلف محافظات غزة.
شكاوى من ضعف الأجر
ورغم حصولهم على فرصة عمل في مجالات مختلفة، إلا أن الكثيرين من هؤلاء العمال يشتكون من ضعف أجرهم وظروف عملهم غير المتكافئة.
فالعامل بشير أبو صفرة (32 عاماً) الذي يعمل في مشغل خياطة، لا يتقاضى سوى (30 شيقلاً) عن كل عمل ليوم واحد.
أوضح لـ”الأيام” أنه يعمل لمدة قد تزيد في غالبية الأحيان على (12 ساعة)، وبالكاد يلتزم مشغله بتسديد أجرته أسبوعياً.
أكد “أبو صفرة” أنه لا يستطيع ترك العمل رغم قسوته وأجرته المتدنية، بسبب غياب فرص العمل، لكنه يحلم بزيادة أجرته اليومية كي يستطيع إعالة أسرته المكونة من خمسة أفراد.
كما يعمل الشاب يوسف بركات (28 عاماً) من بيت لاهيا في مجال البناء بأجرة لا تزيد على (30 شيقلاً) يومياً، بمشقة كبيرة.
قال لـ”الأيام” أنه يعمل في ذلك المجال منذ سنوات، لكنه تنقل للعمل لدى عدد من المقاولين، بحثاُ عن زيادة في أجرته اليومية، مشيراً إلى أنه يبذل جهداً مضاعفاً لإثبات جدارته.
وفشلت كل محاولاته لزيادة أجره اليومي، أو حتى تقليص ساعات العمل اليومية، وأبلغه صاحب العمل بأنه لا يستطيع ذلك، وهدده بتشغيل عامل آخر بدلاً منه إذا واصل الاعتراض.
يمثل العاملان “أبو صفرة” و”بركات” مثالين لغالبية عمال قطاع غزة الذين حظوا بفرص عمل قليلة، ويعانون من زيادة ساعات العمل، وقلة الأجر، ويعملون في مهن متواضعة، وفي مشاغل خاصة.
وقدرت أوساط عمالية بأن عدد هؤلاء العمال يقدر بآلاف العمال في جميع مناطق القطاع، ويعملون في مجالات: البناء، مشاغل الخياطة، الصناعة والزراعة، المطاعم والاستراحات، المحلات التجارية، عمال نظافة المستشفيات، والحراسة.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً