غزة- وكالة قدس نت للأنباء /طرحت العديد من الأسئلة بعد لقاء الرئيس محمود عباس بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، حول مدى التقدم الذي يمكن أن تحرزه الإدارة الأمريكية بشأن عملية السلام وذلك في ظل البناء الاستيطاني والانحياز لإسرائيل.
كذلك حديث الرئيس عباس عن حلول لقضايا الحل النهائي بما يشمل اللاجئين والأسرى، استناداً للقانون والشرعية الدولية، والعمل على القبول بحل للدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية في ظل المبادرة العربية.
وأمام ذلك ما هي الخيارات السياسية فيما يمكن أن تقدمها الإدارة الأمريكية والبناء عليها لتحقيق خطوات عملية بشأن عملية السلام، وحول ذلك التقت “وكالة قدس نت للأنباء” بأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتورة عبير ثابت.
وحول الآلية التي سيعمل بها ترامب قالت ثابت: “الرئيس الأمريكي ترامب سيعمل بخطين متوازيين أولا منح إسرائيل حوافز اقتصادية وعسكرية وثانيا سيعمل على تكوين محور مكافحة إرهاب يتشارك فيه العرب وسنكون أمام استيطان مقبول من الفلسطينيين والعرب وسيتركز هذا الاستيطان في المناطق التي ستكون في محيط دولة إسرائيل.
عودة للمفاوضات برعاية أمريكية
وحول العقبات التي تواجه عملية السلام في ظل النشاط الإستيطانى أوضحت ثابت، أنه لن يكون هناك استيطان جديد في مناطق “أي 1” أو في مناطق شمال الضفة والتي سيشكل الاستيطان فيها فصل جغرافي بين مناطق الضفة الغربية وقد تضم أجزاء كبيرة من مناطق “سي” كمرحلة انتقالية نحو التسوية، بمعنى أن الاستيطان في المرحلة القادمة سيقنن والتي يشكل فيها النمو الاستيطاني قطع للتواصل الجغرافي بين أجزاء الضفة الغربية.
وفي معرض ردها على سؤال حول اللقاء الدافئ بين الرئيسين وهل يمكن البناء عليه بخطوات عملية لتحقيق السلام، فقالت ثابت:” من خلال المتابعة لاستقبال الرئيس والحفاوة التي قابلها ترامب للرئيس محمود عباس ومدى الثقة التي لمسناها في خطابه بالمؤتمر الصحفي نلمس أن ترامب جاد في إنهاء الصراع مع الإشارة إلى رغبة ترامب في تسجيل إنجاز تاريخى بسجله يسعى إليه وهو من خلال إنهاء الصراع العربى – الإسرائيلي وهذا ما شهدناه في دعايته الانتخابية والتي يحاول ترجمتها على الأرض من خلال كافة الإجراءات التي يقوم بها في ملفات مختلفة ومن أهمها الملف الفلسطيني – الاسرائيلى.
مواصلة حديثها، وهنا ترامب يرغب بإنهاء الصراع العربى الإسرائيلي وهذا لن يسجل فيه اى نجاحات دون التوصل لحل للقضية الفلسطينية وهنا نجد أن الدول العربية مجتمعة نقلت نفس الرسالة التي نقلها أبو مازن اليوم في المؤتمر الصحفي والتي تتلخص في حل الصراع بحل الدولتين دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعليه باعتقادي سنشهد في الفترة القادمة عودة للمفاوضات برعاية أمريكية وقد نشهد ازدهار اقتصادي بالضفة الغربية تحديدا وان سلمت حماس بشروط السلطة ستشهد غزة هذا الانتعاش الاقتصادي الفلسطيني.
عباس و ترامب
هذا وقال الرئيس محمود عباس “إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب متحمس، ويملك رؤية سياسية”.
وأوضح الرئيس عباس، في لقاء خاص مع تلفزيون فلسطين، اليوم الخميس، إن “ما بحثتاه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو أننا قدمنا أنفسنا، وقدمنا فلسطين وما تريده وترغبه وتطمح إليه، وما هي مواقف دولة فلسطين الدولية والمحلية، مثلا موقفنا من الإرهاب كان من اللازم توضيحه للرئيس ترامب، وموقفنا من الدولتين، ورؤيتنا للدولتين، ورؤيتنا للحل، فهذا ما استعرضناه معه، وفي وقت قصير”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال استقباله، مساء أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى في البيت الأبيض.
وقال ترامب “نريد إرساء السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وسنحقق ذلك” من دون أن يتطرق إلى كيفية انجاز هذا الأمر.
وأضاف عن هذا الملف الشائك الذي يطبعه تباعد كبير في المواقف بين الجانبين “بصدق، قد يكون الأمر اقل صعوبة مما يعتقده الناس منذ أعوام”.
فصائل : لا رهان على الإدارة الأمريكية
هذا و تباينت ردود الفصائل الفلسطينية على اللقاء، وكان الإجماع على أن الإدارة الأمريكية لا يمكن الرهان عليها في منح السلام للفلسطينيين، وإنما ستبقي منحازة لإسرائيل.
ورفضت حماس تصريحات الرئيس عباس خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب بأن جميع قضايا الحل النهائي قابلة للحل بما يشمل اللاجئين والأسرى، استناداً للقانون والشرعية الدولية.
ونقلت “وكالة قدس نت للأنباء” عن القيادي بالحركة الدكتور سامي أبو زهري قوله وفق تغريده له على شبكة التواصل الاجتماعي توتير: “نرفض تصريح عباس بأن جميع قضايا الحل النهائي قابلة للحل لان هذه حقوق وطنية لجميع الفلسطينيين ولا احد يملك التفريط فيها و لا احد فوض محمود عباس بتمثيل الشعب الفلسطيني وكل ما صدر عنه من مواقف لا يلزم أحداً “.
حركة ” فتح ” من جهتها ساندت اللقاء وأعلنت عن دعمها المطلق للرئيس عباس في زيارته للبيت الأبيض بالولايات الأمريكية المتحدة، ولقاءه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأضافت أنها على قناعة تامة بأن الرئيس عباس سوف يحمل مطالب شعبنا الفلسطيني إلى الإدارة الأمريكية بكل جدارة واقتدار، وهو المؤتمن على الثوابت الوطنية والمتسلح بجماهير شعبنا بالوطن والشتات.
وأشارت الحركة، إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية، هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وكل محاولات الالتفاف على وحدانية التمثيل الفلسطيني ستفشل كما فشلت سابقاً كل محاولات الانشقاق وفرض الوصاية على القرار الوطني المستقل.
بينما اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين ترامب وأبو مازن حلقة جديدة من بيع الأوهام، ومحطة إضافية في مسلسل الضغوطات الساعية لتجاوز الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ورأت الجبهة في تأكيد الرئيس أبو مازن بحصر “خيارنا الاستراتيجي في تحقيق مبدأ حل الدولتين” استجابة لهذه الضغوطات، وتجاوز لبرنامج الاجماع الوطني الذي ربط بوضوح بين الحق في الدولة مع العودة وتقرير المصير.
إن الإصرار المتعمّد على تغييب قضية حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها وفقاً للقرار الدولي 194، وباعتباره حق مركزي من الحقوق الوطنية، وحصرها بما نصّت عليه المبادرة العربية، ومن كونها من قضايا الحل النهائي “التي هي قابلة للحل” كما أشار الرئيس أبو مازن، يعني بأن المساومة على هذه القضية مقابل الدولة بات أمراً ممكناً خاصة في ظل الموقف الإسرائيلي المدعوم أمريكيا والرافض بالمطلق لأي حقٍ من حقوق اللاجئين.
من جهته عقب د.سالم عطالله عضو الأمانة العامة لحركة المجاهدين الفلسطينية على خطاب رئيس السلطة وترامب بتجديد التأكيد على عدم جدية الرهان على حسن النوايا الأمريكية ، وشدد عطالله على أن الادارة الامريكية المنحازة للاحتلال كانت ولازالت سببا في مأساة شعبنا ومعاناته ولم تكن الا سيفا مجرما يسلط على شعبنا وأمتنا.
وأضاف عطالله ان حصر الخيارات السياسية فيما يمكن أن تقدمه الادارة الأمريكية أمر مستهجن في وقت يتسلح به شعبنا بأوراق قوة عديدة، وتابع عطالله ان السلام الاقتصادي المزعوم أثبت فشله في تقزيم وتصفية القضية حيث أكد عضو الأمانة العامة على أن المقاومة لم تبرح أنها خيار الشعب وارادته وما عدا ذلك وهم وسراب.
وشدد عطالله على أن تعليق الأمال على البيت الأبيض مدخل ليس بصحيح لتحقيق انجازات دون التسلح بضغط الشارع الفلسطيني ، وختم عطالله حديثه بدعوة السلطة الى الانحياز الى الشعب والاسهام في تخفيف معاناته لا تشديد الحصار عليه والبحث عن المشروع الوطني بين صفوف شعبها وتمسكه بثوابته ومقاومته، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة عقد حوار وطني معمق لتجاوز الأزمات والمحن التي تعصف بشعبنا.