أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21 أيار 2017

2017/05/21
Updated 2017/05/21 at 10:36 صباحًا

مصادر امريكية: “ترامب لا يحضر مع مبادرة سياسية الى الشرق الاوسط”
* توقيع صفقات اقتصادية وامنية ضخمة في الرياض، وتوضيح لترامب: نقل السفارة خط احمر *
تناولت الصحف الاسرائيلية في عناوينها الرئيسية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط، والتي بدأها، يوم امس السبت، في السعودية، وسينهيها في اسرائيل والسلطة الفلسطينية غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء. ووسط التكهنات الكثيرة التي سبقت الزيارة حول ما اذا كان ترامب سيطرح مبادرة سياسية لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، خلال زيارته الحالية، اوضح مسؤول رفيع في البيت الابيض، بأن ترامب لا يحمل أي مبادرة معه، وليس هذا هو الهدف من الزيارة.
وننشر فيما يلي ملخصا لما نشرته الصحف الرئيسية الثلاث، “هآرتس”، “يديعوت احرونوت” و”يسرائيل هيوم” حول الزيارة.
“هآرتس”: “ترامب سيطالب نتنياهو وعباس ببناء خطوات لإعادة الثقة”
صحيفة “هآرتس” تتناول الزيارة من خلال لقاء اجرته مع مسؤول رفيع في البيت الأبيض، والذي بان الرئيس ترامب، سيطلب من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتخاذ خطوات بناءة للثقة من اجل خلق اجواء ملائمة لاستئناف المفاوضات السلمية بين الجانبين. وسيطلب ترامب من نتنياهو كبح البناء في المستوطنات، ومن عباس العمل ضد “التحريض” في السلطة الفلسطينية. مع ذلك اوضخ المسؤول بأن ترامب لن يعرض مبادرة سلمية خلال الزيارة، وسيركز على تحسين العلاقات مع اسرائيل، بعد الاساءة اليها خلال فترة سابقه براك اوباما.
وقال المسؤول ان الرئيس ترامب “اطلق تصريحا عاما بشأن موقفه من البناء في المستوطنات، ويأمل بأن تأخذه الحكومة الاسرائيلية في الحسبان. كما كان ترامب مباشر جدا مع الرئيس عباس بشأن ما يجب عمله في موضوع “التحريض” والدفع لعائلات “المخربين”. وكان شديد الوضوح في هذه القضايا وسيكون واضحا بشأنها خلال الزيارة، أيضا”.
في هذا السياق، تضيف الصحيفة، من المقرر ان يجتمع المجلس الوزاري بعد ظهر اليوم في ديوان رئيس الحكومة في القدس، لمناقشة زيارة ترامب الذي سيصل ظهر غد الاثنين الى اسرائيل، والتركيز بشكل خاص على الخطوات السياسية التي يريد دفعها من اجل تحريك العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل والدول العربية. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع انه من المتوقع ان يصادق الوزراء خلال الاجتماع على خطوات في المجال الاقتصادي “تهدف الى تخفيف نسيج الحياة المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
ومن بين المقترحات التي ستطرح، توسيع العمل في جسر اللنبي على مدار الساعة يوميا لتسهيل دخول وخروج الفلسطينيين من والى الأردن، تحسين المعابر في الضفة الغربية التي يدخل منها العمال الفلسطينيين الى اسرائيل، وتوسيع المناطق الصناعية الفلسطينية في ترقوميا، قرب الخليل، وفي الجلمة، قرب جنين، وخطوات اخرى للتسهيل على التجار في قطاع غزة. ولم يتضح بعد ما اذا كان نتنياهو سيعرض على الوزراء خطة للبناء للفلسطينيين في المناطق ج في الضفة، والتي تسيطر عليها اسرائيل بشكل كامل. ويمكن لخطوة كهذه ان تواجه بالمعارضة الشديدة من قبل وزراء البيت اليهودي وبعض وزراء الليكود.
وقال مسؤولون كبار في البيت الابيض، بأن زيارة ترامب لا تهدف الى تحريك المحادثات السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين او تدشين مبادرة سياسية جديدة. وحسب اقوالهم، فان الادارة الامريكية تتواجد في مراحل مبكرة جدا من الجهود المتجددة لتحريك العملية السلمية، ومعنية بالتصرف بشكل حذر. وقال المسؤول الامريكي الرفيع، ان “الرئيس يعتقد بأنه يمكن تحقيق السلام وان التوجه الجديد يمكن ان ينجح، لكنه يعرف اننا في مرحلة مبكرة جدا. ولذلك فإننا لا نعتقد بعد بأنه حان الوقت لترتيب لقاء بين القادة او عقد لقاء ثلاثي. هذا مبكر جدا”.
يشار الى ان ترامب المعني جدا بتحريك العملية السلمية، سيصل الى اسرائيل بشكل غير مسبوق، في رحلة مباشرة من الرياض التي وصلها امس السبت. وكانت العملية السلمية هي احدى القضايا الرئيسية التي ناقشها ترامب في السعودية. وحسب ما نقله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مساء امس السبت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الامريكي ريك تيلرسون في الرياض، فقد قال الملك السعودي للرئيس الأمريكي انه مقتنع بقدرته على تحقيق التقدم تمهيدا لاتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين وان السعودية على استعداد للمساعدة في ذلك.
وحسب اقوال الجبير فان عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية كانت احدى القضايا الرئيسية التي نوقشت خلال اللقاء بين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس دونالد ترامب في الرياض، امس. وقال الوزير ان الملك اعرب عن تفاؤله خلال اللقاء بشأن القدرة على تحقيق تقدم في العملية السلمية، واثنى على رؤية واصرار ترامب على دفع الموضوع. واضاف وزير الخارجية السعودي ان الملك اكد استعداد المملكة للعمل مع الولايات المتحدة من اجل تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل والدول العربية.
وكان ترامب قد وصل الى المملكة العربية السعودية، امس، في اول جولة رئاسية يقوم بها خارج الولايات المتحدة. واستقبل في الرياض بلافتات كبيرة علقت في الشوارع تحمل صورته وصورة الملك سلمان الى جانب اعلام البلدين. وتم خلال الزيارة منح الرئيس الامريكي اعلى وسام مدني في المملكة.
ووقع ترامب والملك سلمان على صفقة ضخمة لبيع اسلحة امريكية للسعودية قيمتها 110 مليار دولار. وتشمل الصفقة دبابات وسفن حربية ومنظومات للدفاع الصاروخي ورادارات ومنظومات اتصال وتكنولوجيا السيبر، ووعد بأن يتم تركيب الـ 150 مروحية من طراز توماهوك التي ستبيعها شركة لوكهيد الامريكية للمملكة، في السعودية وليس في الولايات المتحدة. كما يشمل الاتفاق تعاونا بقيمة 350 مليار دولار اخرى سيتم نشرها على مدار العقد القادم.
ومن المتوقع ان يشارك ترامب في السعودية، اليوم، في قمة تضم عشرات رؤساء الدول العربية والاسلامية، والقاء خطاب امامهم يعرض من خلاله رؤيته للعلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي. وقال مسؤول في البيت الابيض ان الخطاب لن يتضمن تطرقا مباشرا الى عملية السلام الاسرائيلية – الفلسطينية، وانما سيركز على دور القادة العرب والعمل بجدية ضد التطرف الاسلامي.
بالنسبة لإسرائيل سيكون الخطاب الاهم هو الذي سيلقيه ترامب في متحف اسرائيل في القدس يوم الثلاثاء. وقال مسؤولون امريكيون ان ترامب لن يستغل خطابه في القدس من اجل عرض رؤية بشأن العملية السلمية، وانما سيركز على التحالف الاسرائيلي – الامريكي. كما قالوا ان الخطاب لن يتضمن أي تصريح يغير السياسة الامريكية ازاء مكانة القدس او نقل السفارة اليها. وقال المسؤول الأمريكي ان “الرسالة في الخطاب هي رسالة تضامن وصداقة. رسالة اعتراف حقيقي بتاريخ اسرائيل وما مرت به وكيف نشأت وكيف تزدهر اليوم. لا تتوقعوا رؤية بشأن السلام في الخطاب – ليس هذا هو سبب وصوله الى هنا، وليس لدى هذه الادارة أي توجه لإملاء شروط”.
يديعوت أحرونوت: “استقبال ملوكي لترامب في السعودية”
صحيفة “يديعوت أحرونوت” ركزت في عنوانها الرئيسي على الاستقبال الملوكي الذي حظي به ترامب في السعودية، والصفقات الاقتصادية والامنية التي وقعها، حيث تكتب ان حجم الصفقات التي تم توقيعها في قصر اليمامة الفخم في الرياض، امس، بين الولايات المتحدة والسعودية، تصل الى 380 مليار دولار، من بينها 110 مليار دولار لصفقات امنية سيتم تنفيذها خلال الفترة القريبة، وتشمل اسلحة، طائرات حربية ومروحيات ومنظومات متطورة للدفاع الصاروخي، والبقية سيتم تنفيذها على مدار عشر سنوات، بينها صفقات في مجال التطوير والبنى التحتية. وحسب مصادر سعودية فان الحديث عن مبلغ اكبر، يصل الى 460 مليار دولار.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال ان “الأمر لم يعد مجرد شراكة استراتيجية، فواشنطن والرياض اصبحتا شريكتان في مسائل الامن ومحاربة الارهاب”.
ومقابل اتفاقيات التعاون وصفقات الشراء، وقع ترامب والملك سلمان على “اتفاق الرؤية المشتركة”. ولم يتم كشف تفاصيل هذا الاتفاق، بل ان المستشارين تهربوا من الرد على تساؤلات بشأنه، الا انه يبدو بانه يعرف في اطاره الاعداء المشتركين ويرسم الخطوات الأمنية والسياسية. وطلب ترامب دعم السعودية لاستئناف العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، فيما طالبه الملك السعودي بالتجند للصراع ضد ايران. واتهم وزير الخارجية السعودي ايران بأنها ترفض التصرف كدولة طبيعية، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي ريك تيلرسون، ان “ايران اسست اكبر تنظيم ارهابي في العالم، حزب الله، وتواصل دعمه، وفي المقابل تدعم الارهاب في اليمن و60 تنظيم ارهاب اخر”.
وذكّر وزير الخارجية السعودي بمبادرة السلام السعودية – العربية، التي اعدها القصر الملكي في الرياض في عام 2002، وقال انها ستطرح على الطاولة خلال زيارة ترامب الى اسرائيل. وحسب اقواله فان استئناف العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين هي احدى المسائل الرئيسية التي ناقشها الملك سلمان مع الرئيس ترامب. وقال ان الملك اعرب عن تفاؤله ازاء القدرة على تحقيق تقدم في العملية السلمية واثنى على اصرار ترامب على دفع الموضوع، وقال ان بلاده مستعدة للمساعدة في هذا الجهد. مع ذلك اوضح الملك بأن نقل السفارة الامريكية الى القدس هو خط احمر بالنسبة له.
وقد استقبل ترامب في السعودية كالملوك، حيث كان الملك المسن في انتظاره في المطار، وحطم رمز السلوك الذي يمنع لمس النساء حين صافح يد السيدة الاولى مالينيا ترامب، واهتم بأن تجلس الى يمينه في المراسم الرسمية في القصر التي تم خلالها منح الرئيس “ميدالية الملك عبد العزيز” (مؤسسة المملكة) المصنوعة من الذهب الصافي، وهو اعلى وسام في المملكة.
كما تمكن رجال الاعمال الذين رافقوا ترامب من تحقيق مكاسب. فخلال عدة ساعات تم توقيع عشرات اتفاقيات التعاون مع شركات خاصة وحكومية، في مقدمتها صفقة بقيمة 50 مليار دولار مع شركة ارامكو السعودية، اكبر شركة نفط في العالم، واتفاق بقيمة 15 مليار دولار مع شركة جنرال الكتريك.
واختتم ترامب يومه الاول في السعودية، بالمشاركة في “رقصة السيوف” التقليدية مع مضيفيه السعوديين. وتنتظره اليوم قمتان: الاولى مع قادة دول الخليج والامارات، والثانية مع 17 زعيما من العالمين العربي والاسلامي، والذين سيلقي على مسامعهم “خطاب الاسلام”.
“يسرائيل هيوم”: “ترامب: اعمل جاهدا لتحقيق السلام”
صحيفة “يسرائيل هيوم” تكرس عنوانها الرئيسي للزيارة من خلال نشر لقاء اجراه محرر الصحيفة بوعاز بيسموط، مع الرئيس ترامب، ويكتب فيه ان ترامب نفذ وعده له بمنحه لقاء حصريا قبل سفره الى اسرائيل رغم المصاعب التي واجهته خلال الاسبوع الأخير، في ظل قرار وزارة القضاء تعيين محقق خاص لإجراء تحقيق في موضوع ضلوع روسيا في الانتخابات الرئاسية الامريكية. ويضيف بيسموط انه بعد تبليغه بإلغاء اللقاء يوم الاربعاء، بسبب قرار وزارة القضاء، ومغادرته للبيت الابيض بعد انتظاره للقاء، تلقى اتصالا هاتفيا يبلغه بأن ترامب سيلتقيه في اليوم الثاني. وحسب الكاتب فقد اعتذر ترامب عن وقته القصير، لكنه قرر اجراء اللقاء تنفيذا لوعده.
ويقول بيسموط: “هذه ليست المرة الاولى التي يذكرني فيها بأنه شخص يلتزم بكلمته. فقبل فترة وجيزة من ادائه لليمين الدستوري، قال لي حين ذكرته بوعده كمرشح بنقل السفارة الى القدس، انه ليس شخصا يخرق وعوده. وعندما سألته، يوم الخميس الماضي، عما اذا تراجع عن نيته هذه بسبب الضغط العربي، قال ان هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن ذلك، واضاف: “هناك الكثير من الأمور التي نعمل عليها. سنتحدث عن ذلك لاحقا”.
سألته عما اذا كان يشتبه بأن سلسلة التقارير في الأيام الاخيرة هي جزء من خطوة منسقة، فقال: “لا اعرف ما هو السبب، بوعاز، لكن الأمر سيء”. واتهم وسائل الاعلام بمحاولة عصر التقارير المتعلقة بروسيا وكومي، حتى النهاية، والتي يدعي انها تقارير مغرضة. وقال: “انهم يستخدمونها (التقارير عن روسيا) كذريعة (لمهاجمتي) وهذا مثير للسخرية”. واوضح ترامب بأنه سيواصل المهمة التي انتخب من اجلها، تحسين الاقتصاد واعادة امريكا الى مجدها. وقال: “لقد تحسن وضعنا جدا منذ الانتخابات. يسمون هذا “قفزة ترامب”.”
سألته عما اذا كانت اللقاءات التي اجراها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وملك الأردن عبد الله، والرئيس المصري السيسي، وقياديين اخرين من المنطقة قد جعلته يتراجع عن رغبته بدفع مبادرة سياسية، فقال: “توجد اليوم امكانية كبيرة جدا للقيام بصفقة”. وفسر ذلك بالقول ان لديه طاقم ناجح. “ديفيد فريدمان هو سفيرنا (لدى اسرائيل)، انه صانع صفقات كبير، انه يصنع الصفقات بشكل مدهش. وكذلك جيسون غرينبلات – هذا الدمج، سوية مع شخصيات اخرى، يعني اننا نملك فرصة جيدة للتوصل الى اتفاق”.
قلت له انه بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس كولومبيا، واتفاق السلام الذي تحقق هناك، انا اشعر بالحسد. سألته عما اذا كان الصراع لدينا يختلف، وما اذا كان يعتبره صراع ديني او اقليمي. فقال: “اعتقد انه يدمج بين الأمرين. وانا اعتقد انه سيتم حله، وسنتوصل الى اتفاق”. وسألته عما اذا كان يجب على اسرائيل ، في اطار تفاؤله هذا، التخوف من فرض قيود ما على البناء وراء الخط الأخضر، فقال: “لا اريد التطرق الى هذا. باستثناء ذلك انا اعتقد فعلا اننا سنتوصل الى اتفاق”.
خلال اللقاء رغب الرئيس بإجراء محادثة خلفية معي (ليست للنشر). انها مثيرة حتى اكثر من اللقاء نفسه، وبدا بأنه يحبنا فعلا، ويريد مصلحتنا. ومن الواضح كالشمس بأن العلاقات بينه وبين رئيس الحكومة نتنياهو دافئة. انه يتدبر معه ويقدره جدا. وعندما طلبت منه تفسير ما اذا كان سيقوم بزيارة حائط المبكى من دون مرافقة ممثلين اسرائيليين له لكي يتجنب الخلاف، اوضح انه لا يستبعد امكانية انضمام نتنياهو اليه. وقال: “لم نقرر بشكل نهائي حتى الان، كيف ستتم زيارتي الى حائط المبكى. نحن نكن الاحترام الكبير لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقرار الذهاب الى الحائط مع الحاخام يأتي في الأساس بناء على النهج المتبع في المكان. وهذا يمكن ان يتغير”.
ولا يفهم ترامب كيف راهن الرئيس اوباما على ايران على حساب السعودية، ولذلك فانه يصحح ذلك من خلال زيارته الحالية. في مرحلة معينة من المحادثة بيننا دعا الى الغرفة نسيبه وكاتم اسراره جارد كوشنير، الذي سيكون الان المسؤول عن الجهود الكبيرة التي يأمل البيت الابيض تحقيقها خلال فترة ولاية ترامب الاولى: خلق شرق اوسط تحدد فيه المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة جدول الاعمال، منطقة تعتبر فيها ايران مرة اخرى في الجانب الشرير، ومنطقة يمكن فيها للأطراف التوصل الى صفقات. باختصار، اختلاف بدرجة 180 عن اوباما.
سألته عما اذا كانت لديه رسالة للإسرائيليين بمناسبة زيارته التاريخية، فقال بدون تردد: “انا احب الشعب في اسرائيل. انا اعمل بجهد كبير لكي يتحقق اخيرا السلام لشعب اسرائيل وللفلسطينيين، وآمل ان يحدث ذلك بأسرع مما توقعه احد من قبل. هذه فرصة كبيرة جدا، وهذا جيد للجميع. هذه صفقة جيدة للجميع. هذا الانجاز سيكون بين عناويني الرئيسية اذا نجحت بتحقيقه. لدينا الناس الملائمين للعمل في هذا الموضوع”.
مسألة السفارة وخارطة “محرجة”
في خبر اخر تنشره “يسرائيل هيوم” حول زيارة الرئيس ترامب، تكتب ان الرئيس نفسه عرف زيارته الى المنطقة بأنها تهدف الى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها وتشكيل تحالف ضد المتطرفين. لكنه مع عودته الى الولايات المتحدة ستتبقى امامه عدة ايام فقط لحسم مسألة نقل السفارة الى القدس وما اذا سيوقع مجددا الأمر الرئاسي الذي يؤجل تطبيق قرار الكونغرس الامريكي بهذا الشأن. واذا لم يوقع هذا القرار فستبدأ وزارة الخارجية بتطبيق القانون، لكن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا.
مثال على حساسية هذا الموضوع وصل في نهاية الاسبوع، من جهة الشبكات الاجتماعية. فعشية بدء جولة الرئيس في المنطقة، نشر البيت الأبيض شريطا قصيرا يصف محطات الزيارة المختلفة. وقد اثار هذا الشريط الحرج عندما عرض خارطة لإسرائيل على حدود 67، ومن ثم ازال الشريط من الشبكة بعد فترة قصيرة. وفي الوقت نفسه تقريبا، نشر ترامب خارطة على حسابه في الفيسبوك، مع عنوان يشير فيه للوصول الى “القدس – اسرائيل”. وهذه المرة ظهر الجولان ويهودا والسامرة في الرسم.
“غالبية النواب يدعمون نقل السفارة”
وتكتب الصحيفة في خبر آخر ان غالبية اعضاء الكنيست يدعمون نقل السفارة الامريكية الى القدس، حسب ما يستدل من استفتاء اجرته الصحيفة في الكنيست. لكنه يتبين مما تنشره الصحيفة انها بنت هذه “الغالبية” على استفتاء يثير السخرية في كونه يعتمد على استفتاء اراء 21 نائبا فقط من اصل 120 نائبا، أي اقل من الثلث. وحسب هذه المعطيات فقد قال 13 نائبا من هؤلاء، انهم يدعمون نقل السفارة. واعرب اربعة منهم عن دعمه لنقل السفارة، ولكن في اطار اتفاق سياسي فقط.
وسئل النواب عما اذا كانوا يعتقدون بأن ترامب سينفذ وعده الانتخابي بهذا الشأن، فنفى غالبيتهم هذه الامكانية، وقال 9 منهم فقط بأن ترامب سيعمل على نقل السفارة.
اعتقال جاسوس عراقي عمل لصالح اسرائيل في لبنان
تكتب صحيفة “هآرتس” ان دائرة الامن العام في لبنان، اعلنت امس السبت، عن اعتقال مواطن عراقي بتهمة التجسس لإسرائيل. وحسب الدائرة فقد اعترف المعتقل بتجنيده من قبل جهة في وزارة الأمن الاسرائيلية.
وقالت اجهزة الامن اللبنانية ان المعتقل (م. ي)، اعتقل في اطار محاربة التجسس لصالح اسرائيل على الأراضي اللبنانية، والعمل على تفكيك شبكة التجسس هذه. وجاء في التقرير ان (م. ي) اعترف خلال التحقيق معه بأنه تم تجنيده من قبل رجل مخابرات اسرائيلي يعمل في احدى وحدات وزارة الأمن، المكلفة بالعمل في الدول العربية والتي يشمل عملها تنفيذ اغتيالات وتدريب قوات. كما نشر بأن المشغل الاسرائيلي طلب من الجاسوس توفير معلومات حول الجيش اللبناني وشخصيات في لبنان، بالإضافة الى محاولة تأسيس شبكة للتجسس داخل لبنان. وافادت اجهزة الامن اللبنانية بأن المتهم اجرى اتصالا مع شقيقه في العراق ونسق التواصل بينه وبين مشغله الاسرائيلي بهدف جمع معلومات حول نشاط السلطات العراقية.
وقالت اجهزة الامن اللبنانية بأنه تم احضار المتهم امام القاضي، ويتواصل التحقيق معه بهدف اعتقال متعاونين اخرين معه. ولم يتم نشر تفاصيل حول الشخص ومهنته ومدى وصوله الى مصادر المعلومات في لبنان.
يشار الى انه تم ابراز نبأ اعتقال الجاسوس في وسائل الاعلام المتماثلة مع حزب الله، كقناة المنار. وتحرص وسائل اعلام حزب الله وسلطات الامن في لبنان على النشر عن اعتقالات من هذا النوع، رغم ان حجم التقارير عن اعتقالات مشابهة تقلص في السنوات الاخيرة.
فرض قيود على ايهود اولمرت في السجن عقابا على تسريب معلومات سرية
تكتب صحيفة “هآرتس” ان مصلحة السجون الاسرائيلية، قررت امس السبت، تقييد اجازات رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، وذلك على خلفية الاشتباه بقيامه بكشف معلومات سرية لمحاميه خلال اللقاء بينهما في سجن معسياهو، حيث يقضي اولمرت عقوبة بالسجن. وكانت سلطات السجون قد قررت يوم الجمعة تقييد المحادثات الهاتفية لأولمرت اثر الكشف عن الموضوع.
وتشتبه سلطات السجون بأن محامي اولمرت حمل معه اجزاء من مذكرات يكتبها اولمرت في السجن، والتي تشمل معلومات تعتبر سرية. وتم يوم الجمعة احتجاز احد محامي اولمرت والتحقيق معه. وقال محامو اولمرت ان اجازات اولمرت من السجن لم تلغ لكنه تم وقف الزيارات لديه. وحول تقييد محادثاته الهاتفية قالوا انه سيتم وقفها على عدد من المحامين وربما ايضا على ابناء عائلته بدرجة قرابة اولى فقط. واكدت سلطة السجون فرض القيود على اولمرت لكنها قالت انه سيعاد النظر فيها اليوم الاحد، بعد استمرار التحقيق لمعرفة نوعية المعلومات التي سربها وماهيتها.
وجاء بأن اولمرت بدأ بكتابة سيرته الذاتية منذ دخوله الى السجن، ويتناول فيها فترة ولايته للحكومة. ويفترض بما يكتبه من صفحات ان يصل الى المسؤول الامني في وزارة الامن لفحصه، لكنه يسود الاشتباه بأنه تم في عدة مرات تحويل الصفحات التي اخرجها المحامون الى الناشر من دون اخضاعها للفحص الامني.
ويشار الى ان اولمرت دخل الى السجن قبل سنة ويحتجز في قسم الشخصيات الرسمية رقم 10 في سجن معسياهو. وكان قد حكم عليه بالسجن لمدة 19 شهرا بتهم تلقي رشوة وتشويش اجراءات القضاء.
اعتقال طفلة فلسطينية على معبر قلنديا
كتبت “هآرتس” ان قوات الامن الاسرائيلية، اعتقلت امس السبت، طفلة فلسطينية في الرابعة عشرة من عمرها، على معبر قلنديا، بتهمة حيازة سكين. ووصلت الطفلة الى المعبر عبر الطريق الخاص بالسيارات، فأمرها رجال الامن بالتوقف، لكنها لم تصغ لهم وواصلت التقدم سيرا على الاقدام باتجاههم. وحسب بيان الشرطة فقد لاحظت القوة المرابطة هناك بأنها تحمل سكينا، وعندها نفذت القوة اجراء اعتقال مشبوه. ولم تقع اصابات، وتم اعتقال الطفلة.
الى ذلك تم يوم الجمعة تسجيل مواجهات كثيرة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في الضفة وعلى حدود قطاع غزة. واعلن الهلال الاحمر الفلسطيني بأنه تم اصابة 11 فلسطينيا في الضفة بعيارات المطاط، كما تم معالجة 50 مصابا جراء استنشاقهم للغازات. وفي القطاع اصيب متظاهران بجراح بالغة الخطورة، و30 اخرين جراء استنشاق الغاز. وكانت احداث يوم الجمعة استثنائية من حيث عدد نقاط اندلاعها وعدد المشاركين فيها، ويسود الاشتباه باندلاع مواجهات اشد في الضفة وغزة مع استمرار اضراب الاسرى عن الطعام.
جمعية الأنثروبولوجيا تطالب بالتوصل الى اتفاق مع الاسرى الفلسطينيين
كتبت “هآرتس” ان جمعية الأنثروبولوجيا الإسرائيلية، نشرت يوم الخميس، بيانا يطالب وزير الامن الداخلي غلعاد اردان بالتوصل الى اتفاق مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية.
وجاء في البيان الذي بادر اليه غاي شليف ومتان كمينار، ان الجمعية “تنظر بقلق كبير الى اضراب الاسرى الامنيين في السجون الاسرائيلية عن الطعام. اعتقال الاف الفلسطينيين، ومن بينهم المئات بدون محاكمة، هو نتاج مباشر للاحتلال الذي نعارضه. حل مسألة الأسرى هو جزء لا يتجزأ من انهاء الاحتلال”.
كما جاء في البيان ان “بعض مطالب الاسرى الفلسطينيين تتعلق بحقوقهم الانسانية الاساسية. وكمهنيين يعملون، ايضا، بتفرد وهشاشة الانسان وتعلقه الوثيق بغيره، نشير بشكل خاص الى الحقوق التالية: الحق بإقامة حياة عائلية من خلال زيارات الاقارب من الدرجتين الاولى والثانية، زيارات التوحد مع الزوج او الزوجة، والمحادثات الهاتفية؛ امتلاك التعليم، سواء بواسطة جهاز التعليم الفلسطيني او الجامعة المفتوحة في اسرائيل، التي يعمل قسم منا فيها؛ العلاج الطبي المناسب والارادي، وحرية رفض العلاج الطبي القسري، خاصة التغذية القسرية”.
ويطالب اعضاء الجمعة الحكومة الاسرائيلية ووزير الامن الداخلي غلعاد اردان، بشكل خاص، ببدء مفاوضات عاجلة مع قيادة الأسرى المضربين، بهدف التوصل الى اتفاق يحترم حقوقهم ويمنع المس بحياة الانسان، والذي سيعني تعميق العداء وابعاد كل امكانية لحل الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني”.
يشار الى ان جمعية الأنثروبولوجيا الإسرائيلية تضم حوالي 130 عضوا، وتم التصويت على البيان خلال المؤتمر السنوي للجمعية، الذي عقد في الاسبوع الماضي في كفر قاسم. وايد البيان 18 عضوا، مقابل معارضة عضوين وامتناع اربعة عن التصويت.
مشروع قانون يدعو الى تعيين محامي خاص يطلع على المعلومات السرية في ملفات الاعتقالات الامنية
تكتب “هآرتس” ان اعضاء اللجنة الوزارية لشؤون القانون، سيقررون اليوم، ما اذا سيدعمون مقترح تعيين محام خاص، يتمتع بدرجة تصنيف امني عالية، لكي يتمكن من الاطلاع على مواد التحقيق السرية بهدف مساعدة المشبوهين في المخالفات الأمنية. ففي الوقت الحالي لا يسمح لمحامي المشبوهين بالاطلاع على كل الادلة التي تم جمعها ضد موكليهم، بسبب فقدانهم للتصنيف الامني الملائم. وسينضم المحامي الذي سيتبع للدفاع العام، الى تمثيل المشبوهين ومساعدة المحكمة على فحص الأدلة.
وقد طرح هذا القانون النائب بتسلئيل سموطريتش، البيت اليهودي، ويحظى بدعم المعهد الاسرائيلي للديموقراطية الذي يدعي بأن هذا المحامي سيساعد على حماية حقوق المشبوهين. كما يدعم مشروع القانون رئيسا جهاز الشاباك سابقا، النائب يعقوب بيري (يوجد مستقبل) والنائب ابي ديختر (ليكود).
وجاء في مقدمة مشروع القانون ان “مسألة ما اذا يجب كشف مواد سرية في اطار الاجراءات القضائية هي ليست مسألة رسمية، وانما تتعلق بجذور الاجراء القضائي بين الطرفين”. وجاء ايضا، ان “هذه المسألة تؤثر بشكل جوهري واساسي على طبيعة الاجراءات ذات الصلة، وعلى قدرة الانسان على الدفاع عن نفسه بشكل ملائم، وقدرة المحكمة على التوصل الى الجوهر الأساسي لكل اجراء قضائي، وهو فحص التناقضات المختلف عليها فعلا بين الطرفين، وتركيزها والحسم العادل فيها”.
ودعا الباحثون في المعهد الاسرائيلي للديموقراطية، البروفيسور يوفال سيني والبروفيسور عميحاي كوهين، والعميد احتياط ليران ليبرمان، اعضاء اللجنة الوزارية لدعم مشروع القانون، لأن الترتيب الحالي المتعلق بالاعتقالات الادارية والاجراءات الأمنية الاخرى يثير مصاعب، في ضوء نهج ترسيخ القرارات القضائية على معلومات سرية لا يعرفها المعتقل او محاميه.
يشار الى ان الاجراء المتبع حاليا، هو قيام المحكمة بفحص طلب الجهات الأمنية بحضور جانب واحد فقط (الجهة الأمنية). وجاء في توجه المعهد الاسرائيلي للديموقراطية ان “المحامي الخاص لن يعتبر ممثلا للمعتقل ولن يسلمه المواد السرية، وانما سيمثل مصالحه امام المحكمة فقط، من خلال فحص عادل لسرية الادلة وطرح ادعاءات ضد طلب الجهات الأمنية”.
منع النائب مسعود غنايم من دخول الاقصى
تكتب “يسرائيل هيوم” ان الشرطة منعت امس، النائب مسعود غنايم (القائمة المشتركة) من دخول المسجد الاقصى. فقد تم تشخيصه من قبل قوة الشرطة وتم ابلاغه بأنه لا يمكنه التواجد في المكان. وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو قد قرر قبل سنة، في اعقاب خرق النظام في الاقصى، منع كل النواب من دخول المكان. وقبل عدة اشهر وفي اعقاب الهدوء في المنطقة، اوصى قائد الشرطة في القدس، يورام ليفي، بالسماح للنواب بدخول المكان. ومن المتوقع ان يتخذ نتنياهو قرارا بهذا الشأن بعد انتهاء شهر رمضان.
المتدينون يهددون رئيس قسم القوى البشرية في الجيش بمصير هتلر
تكتب “يسرائيل هيوم” ان الجهاز الامني وكافة اطراف الطيف السياسي شجبوا بشدة، التحريض على رئيس قسم القوى البشرية في الجيش، الجنرال موطي الموز، من قبل المتدينين الذين تظاهروا يوم الجمعة امام بيته ضد تجنيد المتدينين في الجيش، ووزعوا منشورا كتب فيه “نهايتك ستكون مثل هتلر ورفاقه”.
وتحدث وزير الامن افيغدور ليبرمان مع الجنرال الموز وشد على يده. وقال في بيان لوسائل الاعلام ان “التحريض القاسي ضد رئيس قسم القوى البشرية وضد الجيش وجنوده وقادته، غير محتمل ويشكل تجاوزا للخط الأحمر. انا ادعم الجنرال الموز بشكل كامل”.
كما تحدث رئيس الأركان الجنرال غادي ايزنكوت مع الموز واعرب عن اشمئزازه من الهجوم عليه. ودعا ايزنكوت سلطات تطبيق القانون الى العمل من اجل اعتقال المسؤولين عن العمل البشع. ومن جهته قال الموز نفسه يوم الجمعة ان “الجناح المقدسي يعتقد انه اعلى من الشعب والقانون، ويجب انتهاج قبضة قاسية ضده. الجيش ليس محصنا امام الانتقادات، لكن هناك شكل وطرق للانتقاد”.
واعتبر الراب حاييم دروكمان المقارنة بين التجنيد للجيش والمحرقة في اوشفيتس مسألة حقيرة وقال “هذه مقولة شريرة تدنس التوراة والله معا”.
وقال النائب العزار شطيرن (يوجد مستقبل) والذي شغل منصب رئيس القوى البشرية سابقا، انه “لا امل بأن يرمش الموز امام مثل هذه المنشورات”. وقال النائب افي ديختر (ليكود) ان “المتطرفين الذين حرضوا على رئيس قسم القوى البشرية لا يمثلون المجتمع المتدين”. ودعت النائب اييلت نحمياس فاربين (المعسكر الصهيوني) الى تطبيق القانون بحق هذه المجموعة المتدينة. كما قال رئيس “يوجد مستقبل”، النائب يئير لبيد، ان “من يهاجم قادة الجيش بهذا الشكل يجب ارساله الى السجن”.

مقالات
يجب مفاوضة المضربين
تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، انه على الرغم من عدم اهتمام الجمهور الاسرائيلي الا ان اضراب الاسرى الفلسطينيين يدخل يومه الخامس والثلاثين. لقد امتنع وزير الامن الداخلي غلعاد اردان، حتى اليوم، عن محاولة حل الاضراب من خلال التفاوض مع الاسرى حول مطالبهم. وبدلا من عمل ذلك، حاول كسر المضربين عن الطعام وفرض نهايته بالقوة. اردان يهدد المضربين بتغذيتهم قسرا. انه يتمسك بتوجهه، على الرغم من اعلان نقابة الأطباء في اسرائيل بأنها ترفض تغذية الأسرى قسرا، ويعلن استعداده لاستيراد اطباء من الخارج لتنفيذ ذلك. وفي المقابل يحاول اردان كسر معنويات المضربين ودب الشقاق بينهم وبين زعيمهم، كما فعل في “حملة التورطيت” (قطعة بسكويت مغلفة بالشوكولاتة). لكن محاولاته هذه باءت بالفشل. والان يبدو ان الاحتجاج غير العنيف اندلع الى خارج جدران السجون وتسلل الى الشارع الفلسطيني، وغير من طابعه واصبح عنيفا.
اذا لم تسارع الحكومة الى الاستيقاظ والعثور على طريقة لمعالجة اضراب الأسرى فورا، يمكن لمئات الأسرى الموت. حوالي 850 اسيرا يضربون عن الطعام الآن، وحالتهم الصحية تزداد تدهورا. التغذية القسرية هي طريقة مرفوضة تتعارض مع الأخلاق الطبية، وهناك من يعتبرها وسيلة تعذيب بكل ما يعنيه الأمر. أضف الى ذلك، انه اذا تواصل التدهور في اوضاعهم الصحية واحتاجوا الى العلاج في المستشفيات فستنشأ مشكلة توفير الأماكن والقوى العاملة المطلوبة لذلك في الجهازين الصحي والامني.
حتى الأيام الأخيرة انعكس دعم الشارع الفلسطيني للإضراب في التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. والان، عندما يترسخ التخوف الملموس على حياة البشر، تصبح لمحاولات التعبير عن التضامن طابعها العنيف على شاكلة الاحتجاج المدني الشامل. لقد وقعت منذ يوم الاربعاء مواجهات بين قوات الامن والمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. هذه المواجهات استثنائية من حيث عدد نقاطها وعدد المشاركين فيها والجرحى.
من المناسب استخلاص الدروس من تجربة الماضي، وعدم انتظار الموت الزائد للمضربين والمتظاهرين او التصعيد الشامل في الشارع الفلسطيني، لكي تتم الموافقة على مفاوضة الأسرى. بعض رجال الاستخبارات في اسرائيل يعتقدون انه يمكن انهاء الأزمة بواسطة تسوية تشمل التنازل الرمزي. من المفضل ان يصغي اردان لهم ويبدأ فورا بمفاوضة قيادة المضربين. من المهم التذكير بأن غالبية مطالب الأسرى خفيفة وتتعلق فقط بشروط اعتقالهم. انها ليست مطالب بإطلاق سراحهم من السجن. مثلا: تركيب هواتف عمومية في اقسام المعتقلات لكي يتمكنوا من محادثة ابناء عائلاتهم تحت المراقبة والتعقب؛ تسهيلات في زيارة العائلات؛ السماح لهم بالتسجيل للدراسة الاكاديمية وامتحانات البجروت (التوجيهي)؛ حل مشاكل الاكتظاظ في غرف المعتقلات؛ تركيب مكيفات هوائية؛ فحص طبي اعتيادي سنوي لكل اسير. هل يساوي هذا التدهور نحو انتفاضة ثالثة بدلا من الاصغاء للمضربين؟
بعد انتصار روحاني، على الغرب الوقوف ضد سياسة العقوبات التي يفرضها ترامب.
يكتب تسفي برئيل، في “هآرتس” ان فرز الاصوات في ايران لم ينته بعد، لكن التهاني بدأت بالوصول. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني، من اوائل المهنئين، امس السبت، للرئيس الايراني حسن روحاني بإعادة انتخابه. كما انضم حكام الكويت وقطر الى المهنئين، ويبدو انه حتى ساعات المساء سيكون غالبية قادة العالم قد شكروا الله لأنه لم يجعل الايرانيين يستبدلون صورة رئيسهم. كما ان السوق المالي في طهران اظهر تفاؤلا عندما ارتفعت الأسعار فيه، يوم الجمعة، بصورة جيدة، واطمأنت الشركات الدولية عندما فهمت بأنها لن تضطر الى اتخاذ قرارات صعبة، منها على سبيل المثال، تجميد استثماراتها المتوقعة في ايران لو كانت النتائج مختلفة.
كما في كل ديموقراطية غربية، هكذا هذه المرة، ايضا، وكما في انتخابات 2013 وقبلها في 2005، لا يمكن توقع نتائج الانتخابات مسبقا. كما لم يكن بالإمكان معرفة كم ستبلغ نسبة التصويت، والتي فاجأت امس، حتى الإيرانيين انفسهم. فلقد تجاوزت نسبة التصويت كل المعطيات الرسمية، ووصلت الى 75%، أي بزيادة 15% عن الانتخابات السابقة. لقد كان هذا هو النجاح الكبير لحسن روحاني، الذي سعى خلال حملته الانتخابية لإقناع حوالي 40% من الممتنعين بشكل عام عن التصويت. صحيح انه لم يقنع هؤلاء جميعا بالوصول للتصويت، لكن الزيادة الملموسة لعبت لصالحه. فلقد قلصت عدد غير المبالين، واوضحت بأن غالبيتهم يتواجدون في الجانب الاصلاحي. هذه المشاركة الكبيرة ونسبة الفوز التي وصلت الى حوالي 57% (مقابل اكثر بقليل من 50% في الانتخابات السابقة، وحوالي 39% لمنافسه ابراهيم رئيسي) تدل اكثر من أي شيء آخر، على ان غالبية الايرانيين على استعداد لمنح فرصة اخرى لروحاني.
منح الفرصة يعني الثقة والشرعية بمواصلة طريق الاصلاحات الداخلية وربط ايران بالعالم. ولا يقل عن ذلك اهمية، الرسالة التي حولها المواطنون للنخب المحافظة، ومن بينها الزعيم الروحي، والحرس الثوري والجهاز القضائي، الذين سيكون عليهم ترجمة اختيار الجمهور للاستراتيجية السياسية والدبلوماسية. السؤال الأساسي بالنسبة لهم سيكون كيفية تصنيف فشلهم: هل اختار الجمهور روحاني بسبب الاتفاق النووي، الذي دعمه الزعيم الروحي ايضا، ام انه تم انتخابه من اجل دفع حقوق الانسان، وهو المجال الذي شهد مواجهة بينه وبين القيادة المحافظة. هل يدل التصويت على منح اعتماد اقتصادي للرئيس، ومن هنا سيكون على القيادة الدينية السماح لروحاني بإدارة الاصلاحات الاقتصادية كما يشاء، ام ان هذه النتيجة ناجمة عن عدم نجاح المحافظين بترشيح شخصية بارزة بشكل اكبر، ولها مكانتها، ولذلك فانه لا يجري الحديث هنا عن فشل طريقة النظام وانما فشل شخص فقط، ويمكن تصحيحه في الانتخابات القادمة.
مهما كانت تفسيرات المحافظين لهزيمتهم، فان النتيجة تحتم الان على روحاني استغلال الفرصة الثانية التي حصل عليها، اذا لم يكن يرغب بإنهاء ولايته الثانية والأخيرة كما انهاها الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي، كشخصية ضعيفة، مخيبة للآمال، مهدت الارض لانتخاب احمدي نجاد. روحاني ليس خاتمي. كان يمكن الانطباع من قيادته خلال الحملة الانتخابية التي لم يتردد خلالها بمهاجمة الحرس الثوري وخصومه السياسيين مباشرة، بل المح الى عيوب طريقة الحكم نفسها. كما عرف روحاني كيف يدير بحكمة المفاوضات مع القوى العظمى في الموضوع النووي. ولا يقل اهمية عن ذلك، تحييد الضغوط التي مورست عليه خلال المفاوضات. صحيح انه يستمتع طوال الوقت بدعم الزعيم الروحي، آية الله علي خامنئي، الذي تبنى الاتفاق النووي كجزء من ايديولوجيته، لكنه من دون روحاني ورجال طاقمه، كان يمكن للمفاوضات ان تنتهي بشكل آخر، وربما من دون اتفاق. المفهوم الغربي يخطئ عندما يدعي انه تم تحديد كل شيء من قبل الزعيم الروحي ولذلك فانه ليس مهما من يكون رئيس الدولة.
لم يكن لكل رئيس اسلوبه الخاص فحسب، وانما، ايضا، مفاهيمه التي حاول تطبيقها. هكذا كان هاشمي رافسنجاني، الذي دفع سياسة السوق الحرة في ايران ووضع قاعدة للعلاقات الخارجية السليمة بين ايران واوروبا. اما خاتمي فقد علم ايران شعار “الحوار بين الثقافات” واقنع خامنئي بالموافقة على تجميد المشروع النووي وبدء حوار مع الولايات المتحدة، وهي المبادرة التي افشلها الرئيس بوش، بعدم رده عليها. واظهر احمدي نجاد للمحافظين بأنه يمكن لرئيس منهم ان يسيء اكثر مما يفيد قضاياهم، وانهى ولايته بتمزق مدوي للعلاقات مع خامنئي. الرئيس في ايران يدير طوال الوقت مفاوضات سياسية مع البرلمان ومع النخب العسكرية، الأيديولوجية والاقتصادية. يمكنه تشكيل تحالف من اجل دفع قضاياها ويجب ان يتمتع بالقدرة على النظر مباشرة في عيون الزعيم الروحي. لقد اظهر روحاني قدرة لافتة في غالبية هذه المجالات، وامام الدعم العام الواسع الذي حظي به امس، سيكون خامنئي بالذات هو الذي سيضطر الى الاثبات بأنه لا يعمل ضد ارادة الشعب، أي يعرقل مبادرات روحاني.
نتائج الانتخابات ستتحدى منذ الان، ايضا، المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة برئاسة ترامب. لقد حصل الاتفاق النووي وعلاقات العالم مع ايران على اربع سنوات اخرى من الاتفاق. هذه فترة مصيرية سيتم في نهايتها انتخاب رئيس ايراني جديد سيحسم في منتصف فترة ولايته كيف وهل سيواصل تنفيذ الاتفاق النووي. اذا كان توقيع الاتفاق النووي في 2015 قد اعتمد في الأساس على استعداد الغرب للثقة بايران بقيادة روحاني، فسيضطر خلال الفترة القادمة لاستبدال ثقته بإنشاء بنى تحتية سياسة واقتصادية تضمن ليس فقط استمرارية الاتفاق النووي وانما، أيضا، تحييد الطموح الى تطوير السلاح النووي في المستقبل. الان سيكون على دول الغرب، خاصة دول اوروبا، تحويل ايران الى شريك اقتصادي وسياسي والوقوف في مواجهة سياسة دونالد ترامب المتوحشة التي تتحدث بلغة العقوبات. ايران ستبقى دولة مشبوهة وسيتم اختبارهم تحت المجهر الدولي، ولكن بعد تصريح غالبية الجمهور الايراني بنواياه، حان الوقت لإعادة التفكير بالنموذج الذي صاغته السياسة العالمية تجاهها حتى الان.
القوا بالكرة في ملعب الأجيال القادمة
يكتب يوسي بيلين، في “يسرائيل هيوم” ان احدى المزايا الكبيرة التي ينالها سكرتير الحكومة، هي الحق بتصفح بروتوكولات جلسات الحكومة الاسرائيلية على مختلف اجيالها. قسم من المواد مثير، ويجعلك، احيانا، تفغر فاها امام الامور (احيانا تكون هراء) التي قيلت من قبل مدراء الدولة – من اليمين واليسار.
اعترف بأنني استغليت جيدا هذه الميزة الخاصة، عندما شغلت هذا المنصب في 1984، وخلال وقت الفراغ كنت أقرأ في تلك الصفحات التي اصابها الاصفرار. وحاولت، اكثر من أي شيء آخر، فهم الجهة التي سعت لقيادتنا اليها تلك الحكومة التي تم تشكيلها عشية حرب الأيام الستة، والتي تفككت في صيف 1970، لأنه في تلك السنوات تم ترسيخ وقائع. وكما تم فور قيام الدولة في 1948 تحديد حقائق في مجال الدين والدولة، ومسألة الدستور الذي لم يتم سنة ابدا، وموضوع مبنى جهازنا السلطوي، هكذا تم بعد حرب الأيام الستة، تحديد وقائع في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، والتي بقيت ترافقنا حتى ايامنا هذه، كموضوع رئيسي في الخلاف الذي يمزق المجتمع.
قلت لنفسي في حينه انه من المؤسف بأنني لوحدي اتصفح تلك الصفحات. لقد رغبت بأن يفهم الكثيرين ايضا ما الذي حدث في تلك الأيام التي سبقت الحرب، وخلال ايام الحرب، والتي تم خلالها تحديد اولى الوقائع على الأرض، وخاصة خلال الأشهر التي تلت الحرب، والتي تم خلالها حسم مصير الكثيرين منا. ولذلك سرني كشف وثائق 1967.
لقد وقعت مسؤولية ضخمة على كاهل اولئك الاشخاص، الذين وجدوا انفسهم مسؤولين عن منطقة تضاعف بأربع مرات مساحة اسرائيل السيادية، في الرابع من حزيران، ولكنهم لم ينجحوا في مهمتهم. لقد كانوا “بالغين ومسؤولين” مثل وزير الأديان زيراح فيرهافتيغ، الذي حذر من اللهجة التي تقول “اننا نسيطر على كل شيء، ولا يجب ان تقول بعد بأننا نحتضن اذرع العالم. في كل الاحوال كنت سأقول انه يجب ان نضع لأنفسنا حدود ما”. وقد سأل رئيس الحكومة ليفي اشكول، عما اذا كان مصير غزة يتساوى مع مصير طبريا. ولسبب ما، رد عليه اشكول العجوز والمريض: “لا يوجد خيار آخر امامي”. وكان هناك “حمائم” من امثال وزير التعليم زلمان اران، الذي قال انه سيكون من الوهم التصديق بأنه يمكن السيطرة على العرب في المناطق من دون منحهم الحقوق، وابا ايبن الذي فضل طرح تساؤلات، وكان هناك “صقور”، مثل الوزير بلا حقيبة مناحيم بيغن، ووزير الامن موشيه ديان، ووزير العمل يغئال الون، الذين تنافسوا فيما بينهم حول الضم و”تشجيع” الفلسطينيين على الهجرة. وكعادته، طرح ديان المعضلة الحقيقية حين قال: “سنضطر الى اتخاذ قرار: اما ان ننصرف من هناك، مع اتفاق مع الحسين، او نأخذ ذلك على مسؤوليتنا”. كان يمكن، في حينه، الخروج من الضفة وضم الحد الأدنى منها، لكنه لم يتم اتخاذ قرار.
الصورة التي ترتسم هي لمجموعة من الاولاد الذين دخلوا الى حانوت للشكولاتة، خلافا لما حدث قبل 19 سنة من ذلك، عندما ادرك المعلم، دافيد بن غوريون، كيف يتمسك بالجوهري ويتخلى عن البقية. اولئك الرجال الأخيار، اعضاء حكومة 67، ورطونا عندما فرضوا وقائع على الأرض من دون ان يفهموا الى اين تقود، والقوا بالطابة في ملعب الأجيال القادمة.
الفائز الحقيقي: خامنئي
تكتب سمدار بيري في “يديعوت أحرونوت”: “مع كل الاحترام للخبراء والمحللين وجماعة المتبرعين بالنصائح والتوصيات، الا انه تم ضبطهم جميعا، تقريبا، بدون سراويل في نهاية الاسبوع. لقد حذروا من ان نسبة التصويت للرئاسة ستكون منخفضة ومهينة، وحددوا بأن الشبان المحبطين بسبب ضائقة البطالة سيحاسبون الرئيس روحاني في صناديق الاقتراع. وتحدثوا عن الوعود التي لم تتحقق، وعن اليأس الذي سيبقي على المصوتين في بيوتهم. قامروا على جولة انتخاب ثانية، ومواجهة مباشرة، رأس الى رأس. ومن ثم همس العارفون بأنه تم ارسال المنافس الجديد، ابراهيم رئيسي، الى الانتخابات لكي يشق الطريق نحو تعيينه زعيما روحيا لإيران. قالوا انه يتم ارساله الى الاختبار على حساب الشعب، نوع من التدريب الرسمي في القصر الرئاسي الى ان يغادر خامنئي المريض الحياة قريبا.
ماذا قالوا، ايضا؟ ان المؤسسة الدينية لا تريد روحاني، وعلى الفور طمأنوا البيت الأبيض بأن رئيسي ايضا، سيحافظ على الاتفاق النووي. وفي اللحظة الاخيرة، عندما خرج خامنئي لحث اصحاب حق الاقتراع على الانتخاب و”شطب الهراء” الذي قيل في استوديوهات التلفزيون في طهران، تم تفسير كلماته على انها هجوم على روحاني ودعم جارف لرئيسي الذي سيكون الفائز المفاجئ.
لكن ليس هذا ما حدث. فنسبة التصويت العالية امس الاول، اكثر من 70% من اصحاب حق الاقتراع، والطوابير الطويلة التي امتدت امام صناديق الاقتراع، اجبرت وزارة الداخلية على تمديد ساعات التصويت مرتين. في منتصف النهار، عندما بدأ رئيسي وانصاره يتذمرون من “التشويش” و”العيوب التقنية”، كان من الواضح ان من يتذمر هو ليس الفائز. لقد روت الصور كل الحكاية: لقد جاء الشبان بحشودهم من اجل منح صوت الامل الوحيد: حتى وان كان روحاني لا يملك صلاحيات القرار في القضايا الأمنية والسياسة الخارجية، فقد اعتبروه بقوته المحدودة، وايضا بفضل حليفه، الرئيس السابق، الاصلاحي الوحيد، محمد خاتمي، على انه الشخص الذي سيواصل الجهود من اجل تحسين الوضع الاقتصادي.
لقد اقسم روحاني، ايضا، قبل لحظة من التصويت بمواصلة فتح ابواب ايران امام المستثمرين من العالم الكبير. وقد اهتم الرئيس الأمريكي ترامب قبل لحظة من صعوده الى الطائرة في الطريق الى السعودية، بإلقاء طعم للمصوتين الايرانيين. فقد وعد ترامب، كما وعد روحاني، بتوسيع الغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران.
هكذا نجح الزعيم الروحي خامنئي بصيد ثلاثة عصافير بطلقة واحدة. من جهة، عرض امام العالم نوع من الديموقراطية وفقا لصيغة شيعية. لقد تدخلت السلطة (بشكل فظ) في المرحلة الاولى من التصويت فقط، من خلال عملية التصفية لأكثر من الف مرشح. ومن جهة اخرى، لم يعرقل خامنئي بتاتا حصول الرئيس روحاني على الغالبية الكبرى من الاصوات (دون اعادة المصوتين الى جولة ثانية، كما حذر الخبراء). ومن جهة ثالثة، فان رئيسي، كما يبدو، تلقى ركلة في الجزء اللين من القسم السفلي من جسده. خامنئي لن يوافق على الاعلان عن بديل له في حياته. والان، مع هزيمته، سيتم اخراج رئيسي من المنافسة. وبالنسبة لخامنئي فلتتوقف لجنة الخبراء عن التآمر من وراء ظهره وتستخلص النتائج.
من السهل التكهن بأن قادة الاجهزة في طهران سيلتصقون بشاشات التلفزيون اليوم، ويتعقبون مهرجان ترامب في السعودية. اعادة انتخاب الرئيس الذي حقق لإيران الاتفاق النووي، يحمل في طياته رسالة مزدوجة: الحرس الثوري تلقى انذارا شديدا من خامنئي، بعدم استخدام القبضات الحديدية، وعدم التدخل وتشويش الانتخابات “البراغماتية”. اما روحاني الذي التزم بعدم التخلي عن الاتفاق النووي واخراج ايران من العزلة الدولية، فقد حظي بالدعم غير المباشر من الشخص الذي يحدد سياسة ايران.
البساط الاحمر الذي انتظر ترامب في الرياض، ولقاءات العمل الثلاث والمثيرة التي سيعقدها مع حكام العالم العربي والاسلامي، موجهة، على الاقل من جانب السعوديين، ضد ايران. من جانبه، يسعى ترامب الى تحقيق صفقات اقتصادية، وانشاء حلف “ناتو عربي”، لإعلان الحرب على الارهاب، ومن المتوقع ان يحذر اليوم من ذكر اسم ايران، وابقاء الباب مفتوحا امام طهران.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً