غزة- وكالة قدس نت للأنباء /تحاول حركة حماس وفي ضوء المستجدات المتلاحقة على الساحة الفلسطينية خاصة والعربية عامة، أن تعيد ترميم علاقاتها التي أصابها العطب مع بعض الدول الحليفة لها، فهل حصلت حماس على ضوء اخضر من بعض الدول العربية للتقارب مع إيران بناء على قاعدة” تبادل المصالح”.
ولعل أبرز هذه الدول التي تحاول حماس إعادة العلاقة معها، هي” إيران”، والتي تعتبر ممول وداعم مالي ورئيسي لحماس، على الرغم من فترات التوتر التي وقعت بين الطرفين منذ أن أيدت حماس الثورة السورية عام 2011، الأمر الذي أدى إلى برود وشبه قطعية بين حماس وإيران، مع إبقاء باب التصريحات المرحبة بدعم المقاومة مفتوحا.
وفي ضوء ذلك هل إعادة العلاقات الحمساوية – الإيرانية، جاء ضوء اخضر من مصر بما لا يتعارض ذلك مع تقدم العلاقات بين الطرفين، وكيف سيكون شكل العلاقة المستقبلية ما بين حماس و إيران ، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تضرب المنطقة بين الفينة و الأخرى.
ضوء أخضر مصرى لحماس
وحول علاقة الترميم بين حماس وإيران قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فهمي شراب: “حاولت حماس وكانت تحاول أن تعود بالعلاقات مع إيران إلى ما قبل أزمة سوريا عام 2011، والآن إيران لها الكلمة الطولى، لذلك تتقدم العلاقات الحمساوية- الإيرانية رغم الاعتراض السوري”.
وأضاف شراب في حديث لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، وأيضا حماس تريد أن تصلح العلاقة مع النظام بعد أن تراجعت داعش وهزيمتها في العديد من المناطق السورية وتقدم النظام، مما دفع بعض الأطراف الدولية التي كانت تمانع من وجود الرئيس السوري بشار الأسد على رأس النظام، الآن باتت مقتنعة و تطالب بوجوده وتتقبله وأن يكون جزء من النظام السوري، والآن حماس أدركت يجب أن تكون على علاقات مع دمشق واستعادة العلاقة، وهذا قد يأتي لاحقا.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية- الحمساوية وتحسين العلاقة مع إيران أوضح شراب، الدور المصري مهم واهم دور لأنه يحدد هل مسموح لحماس أن تتقدم تجاه إيران أم لا، بما لا يتنافي مع التفاهمات وتعطيلها، وتوقعاتي أن هناك ضوء اخضر من النظام المصري، كون النظام المصري له علاقات طيبة الآن بإيران الآن، وكان يريد أن يستعيض عن ما قطعته السعودية عنه من موارد قبل عام من إيران وكانت العلاقة قوية وما زالت.
مواصلا حديثه، وبالتالي لا يوجد ضوء احمر، بل بالعكس هناك ضوء أخضر لحماس بأن تتقدم نحو إيران وهي بحاجة إيران المالية ودعمها السياسي واللوجستى بكل شيء، وإيران يمكنها أن تقدم الدعم المالى، كون حماس تعيش في أزمة وحماس بأمس الحاجة لكل هذا الدعم المالي والعسكري وكانت تصريحات القيادة الإيرانية بأنها لم تتوقف عن دعم القسام والعديد من فصائل المقاومة بالمال والسلاح،وحماس الآن معنية بالحصول على دعم مالي من إيران.
دعم إيراني
يذكر أن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، العميد محمد باقري، كان قد أعلن قبل شهر، أن إيران لا تميز بين الحركات التي تواجه الصهيونية، وتقدم الدعم لـ”حزب الله” وحركة “حماس” على حد سواء.
وشدد باقري وفق ما ذكرته وكالة الانباء الإيرانية” إرنا”، على أن السلطات الإيرانية لا تميز بين هذه الحركات، موضحا في هذا السياق: “إيران لا تفرق في دعمها بين حزب الله وحركة حماس وتساعدهما في مواجهة الكيان الصهيوني”.
وأعرب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية عن اعتزاز بلاده “بحملها راية الشعب الفلسطيني خفاقة وبدفاعها عن قضيته”، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني من أهل السنة وأن نفس المساعدات الإيرانية التي تقدم لـ”حزب الله” تمنح لحركة “حماس” أيضا.
وكان البرود قد اعترى العلاقة بين الجانبين، بعد تبني حماس لموقف مؤيد للثورة السورية، وعدم تأييد النظام السوري أو السياسة الإيرانية هناك عام 2011 وما بعده.
وجاء التحول الجديد لدى قيادة حماس، مؤخراً بانتخاب يحيى السنوار قائداً لها وهو الأقرب في القيادة إلى الجناح العسكري المدافع تقليديا عن العلاقة مع حزب الله وإيران.
وتبدي الكثير من الدول العربية والإسلامية، المنشغلة في مواجهة السياسة الإيرانية في المنطقة، قلقاً متزايداً، من إعادة التقارب بين حماس وطهران إلى سابق عهده.
تعويض ما أصاب تحالفاتها من عطب
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طلال الشريف في تعقيب له على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين حماس وإيران: “إن حماس منذ تقديم وثيقتها الجديدة وهي تفتح على علاقات مع الجميع تعويضا عما أصابها في تحالفاتها من عطب وآخرها محاصرة الدور القطري ولذلك لا غرابة في استعادة أو تطوير العلاقة مع إيران خاصة وأن حماس بدت أكثر تعرضا للمحاصرة وتتوقع أكثر من خطوات لتحجيمها بعد زيارة ترامب للرياض واتهامها بالإرهاب.
ونوه الشريف في تحليل كتبه على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك وفق ما رصده تقرير”وكالة قدس نت للأنباء”، أن حماس تحاول بناء حائط صد مركزه مصر وتحسين العلاقة مع جمهورية مصر العربية خاصة إذا ما سعت الولايات المتحدة لإستصدار قرار من الأمم المتحدة باعتبار حماس منظمة إرهابية وعليه حماس بالفعل تبتعد عن العلاقة القديمة بجماعة الإخوان حيث باتت مقتنعة ولو مؤقتا أن هذه العلاقة تزيد من حصارها.
وحول التعاون ما بين إيران وحماس وخاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك قال الشريف:”ربط موضوع ايران بشعار التعاون من أجل القدس فهو صحيح هم وايران يلتقطون الفعل الذي جري في القدس ومقتنعون بأن الفعل في القدس مرشح لحمل أجنداتهم في المرحلة المقبلة في غياب شبه تام عن ذلك من قبل السلطة في رام الله والمحور السعودي وبذلك تضمن إيران نقطة ارتكاز بقوة حماس وتضمن حماس تطوير العلاقة مع ايران كخط دفاع يتجدد إذا ما ضاق الحصار عليها وزادت دول التحالف السعودي الضغط ولم تنجح تفاهماتها مع دحلان ومصر رغم أنها تتطور بشكل سريع”.
يذكر أن وفد من حركة حماس قد اختتم قبل أيام “زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران والتي بدأها 4 أغسطس، تلبية لدعوة إيرانية وجِهت لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وقيادة الحركة للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني.
وأجرى الوفد الذي ترأسه عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، وعضوية صالح العاروري ومحمد نصر وأسامة حمدان وزاهر جبارين وممثل الحركة في طهران خالد القدومي، عدة لقاءات مع قادة إيرانيين.
وناقش الوفد خلال لقاءاته عدة قضايا، على رأسها قضية القدس وأحداث المسجد الأقصى الأخيرة، وحصار غزة، وانتفاضة القدس، إضافة إلى العلاقات الثنائية وضرورة الدفع بها إلى الأمام.
تحاول إصلاح علاقتها بسوريا دعم مالى.. ضوء أخضر مصري لحماس بأن تتقدم نحو إيران
Leave a comment