غزة- وكالة قدس نت للأنباء /لم يعد هناك شيء تخفيه الإدارة الأمريكية، وأصبح اللعب مع السلطة الفلسطينية على المكشوف، إما الرضوخ والقبول بالشروط” الابتزاز السياسي” أو العقاب، و العقاب هذه المرة رفض تجديد ترخيص مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ما لم تدخل بمفاوضات تصب بالصالح الإسرائيلي .
بالطبع هذا الابتزاز المرفوض، رآه العديد من المحللين السياسيين،أنه خطوة استفزازية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لصالح إسرائيل، على حساب القضية الفلسطينية، وذلك وفق ما كشف عنه من نقاط أمريكية مجحفة لتجديد المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية .
فهل هذا القرار هو عبارة عن سحب الاعتراف الأمريكي بمنظمة التحرير الفلسطينية، من اجل تمرير ما يسمي ب” صفقة القرن”، وما هو المطلوب فلسطينيا لمواجهة القرار الأمريكي، خاصة أن القضية الفلسطينية هي اللاعب الأساسي في المنطقة .
رسائل استباقية وعقابية
الكاتب و الباحث السياسي الدكتور ناصر اليافاوي عقب على إغلاق مكتب م – ت – ف ، في أمريكا قائلا:” بأنه لم يعد مستغربا اى إجراء تقوم به إدارة ترامب ضد شعوب العالم ، والفلسطينيين خاصة ، بحكم التساوق العقدى الأيديولوجي بين أقطاب اليمين في أمريكيا، وإسرائيل “.
متابعا حديثه، “وفى شأن عدم تجديد ترخيص مكتب المنظمة في أمريكيا ، فالأمر متوقع لدينا ،كرسائل استباقية وعقابية على الفلسطينيين ، بعد النجاح الدبلوماسي وما تبعه من تهديدات بالتوجه إلى محكمة الجنايات والانتربول لملاحقة جرائم إسرائيل .”
وفي معرض رده حول ما تسعى إدارة ترامب لتحقيقه، قال اليافاوي في تعقيب لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، “هناك عدة نقاط تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقها منها (( إجبار السلطة على عدم التوجه إلى المحاكم الدولية لإحراج إسرائيل ، وكذلك الرضوخ لمطالب إسرائيلية والشروع بمفاوضات دون شروط مسبقة، أيضا الرضوخ للإملاءات الصهيوامريكية المزدوجة ، بالتعاطي مع الواقع الدولي الجديد دون قيد أو شرط، وذلك الوعد بالاعتراف بيهودية الدولة، وأيضا تضييق الخناق على الأسرى و الفصائل الفلسطينية ، وعدم التعاطي معهم ماليا ولوجستيا )).
وذكر اليافاوي أن”المطلوب من الطرف الفلسطيني هو عدم الرضوخ لأي مطلب أمريكي، لان ذلك سيتبعه سلسلة من المطالب التي تصب في خدمة إسرائيل وتضر بالمصالح الوطنية، وعليه لابد من السلطة العمل على خلط الأوراق والرد بهجوم سياسي مضاد والتوجه لكافة المحاكم الدولية ، ولن تخسر شيء في ظل التغطرس والتكتل اليميني الأعمى”.
إغلاق المكتب لفترة قصيرة
هذا و سلمت الإدارة الأميركية مكتب منظمة التحرير الفلسطينية رسالة بعدم تجديد ترخيص المكتب في واشنطن، بينما أكد مصدر بمجلس الأمن القومي الأميركي أنه لن يجدد ترخيص عمل المكتب، وجاء ذلك مع انتهاء الترخيص الذي يجدد كل ستة أشهر انتهت اليوم.
وأضاف المصدر وفق ما ذكرته قناة “الجزيرة” القطرية أن “الإدارة الأميركية تأمل أن يكون إغلاق المكتب لفترة قصيرة”، مؤكدا أن” الإدارة بهذه الخطوة لا تقطع علاقاتها مع منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية، وأن تركيز الإدارة سيبقى منصبا على التوصل لاتفاق سلام شامل بين إسرائيل والفلسطينيين.”
بينما أعربت الرئاسة الفلسطينية عن استغرابها الشديد مما يدور من حديث عن نوايا أميركية لإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وقال نبيل أبو ردينه الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية إن” أي تحرك أميركي لإغلاق المكتب التمثيلي للمنظمة يمثل خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الأميركية الفلسطينية الأمر الذي يترتب عليه عواقب خطيرة على عملية السلام.”
وأضاف في بيان صحفي أن “هذه الخطوة تمثل ضربة لجهود صنع السلام ومكافأة لإسرائيل، التي تعمل على عرقلة الجهود الأميركية من خلال إمعانها في سياسة الاستيطان ورفضها قبول مبدأ حل الدولتين”.
مصلحة وأمن إسرائيل
بينما أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أن خطوة رفض واشنطن تجديد ترخيص مكتب منظمة التحرير، تعني دعمًا واضحًا أمريكيًا لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، ما يعني وبوضوح شديد أن أمريكا لا يهمها سوى مصلحة إسرائيل وأمن إسرائيل، أما المنطقة العربية فهي قابلة للشطب والتعديل.
وأضاف زكي في تصريح لـ”وكالة قدس نت للأنباء”، “أنه يحق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يمدد ستة أشهر، وهذه المرة لم يتم التمديد، وإن استمر الأمر كذلك، فلن تكون واشنطن طرفًا يمكن أن يكون راعيا لعملية السلام، باعتبارها منحازة بشكل واضح لإسرائيل”.
وتابع زكي “أن هذا الانحياز ليس بالجديد، لأنه كان واضحاُ منذ بدايات القرن 19، فإسرائيل هي محطة متقدمة للاستعمار القديم الجديد، ولها وظائف في كل مرة يتم استخدامها من أجل تحقيق هدف ما”.
مفاوضات مع دون شروط مسبقة
ومن رسائل الابتزاز الأمريكية مقابل العودة للمفاوضات قال الكاتب و المحلل السياسي الدكتور ذوالفقار سويرجوقائلا:” إن الولايات المتحدة تبدأ نوع جديد من الابتزاز السياسي للفلسطينيين بوضع شرط العودة للمفاوضات مع الإسرائيليين دون شروط مسبقة..مقابل تجديد رخصة عمل المكتب التمثيلي للمنظمة في واشنطن و الذي يتم تجديده كل 6 أشهر .
وأشار سويرجو وفق ما رصده تقرير” وكالة قدس نت للأنباء”، أن “هذه رسالة واضحة من إدارة ترامب للفصائل المجتمعة في القاهرة بعد أيام بان أي إستراتيجية سياسية جديدة سيتفق عليها الفلسطينيون يجب أن تكون تحت سقف المفاوضات غير المشروطة حسب الرؤية الأمريكية و أن أي خروج عن النص يعني إجراءات أمريكية جديدة و ضغوطات جديدة ضد الفلسطينيين .
وحول ترتيبات المنطقة وهل يمكن أن يكون هذا الترتيب بعيدا عن التواجد الفلسطينية أو رضاهم يجيب سويرجوقائلا:” لا شيء يمر بدوننا و لتذهب أمريكا حيثما تريد ، و يبقى الموقف الفلسطيني الموحد و الإستراتيجية الموحدة هي الأساس و ما تبقى هو ساحة نضال لن تتوقف الا بإحقاق الحق الفلسطيني المقدس “.
تفاصيل مبادرة ترامب للسلام
يذكر أن القناة 12 العبرية كشفت بالأمس عن بعض تفاصيل مبادرة ترامب للسلام ، والتي تمثلت في أن (( ترامب سيضع أمام الفلسطينيين مهلة 90 يوما للدخول في مفاوضات مباشرة مع (الإسرائيليين) وإلا فسيغلق مكاتب المنظمة في واشنطن / الاعتراف بدولة فلسطينية، وسيتبنى ترامب مبدأ تبادل الأراضي وليس بالضرورة أن تكون حدود الدولة الفلسطينية 67 / الالتزام بكل حاجات (إسرائيل) الأمنية / سيتم دفع ملايين الدولارات لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني مقدمة من الدول العربية السنية / تمثل السعودية محورا رئيسيا في هذه الخطة، وهي تمارس الآن الضغط على الرئيس أبو مازن لقبول الخطة / الخطة هي إقليمية إذ سيتم دعوة الدول العربية للمشاركة في تطبيق الخطة / لن يتم طرح إخلاء مستوطنات في المرحلة الأولى / لن يتم الحديث عن القدس في المرحلة الأولى، ومتى أصبح هناك حلا للقدس فسيدرس ترامب نقل السفارة اليها )).
بحاجة لموقف وطني جامع
من جهته قال الكاتب و الباحث السياسي منصور أبو كريم، إن “الضغط الأمريكي على منظمة التحرير الفلسطينية لتمرير صفقة القرن قد بدأ، عبر اشتراط تجديد رخصة مكتب المنطقة في واشنطن بعدم الذهاب للمنظمات الدولية، لأن واشنطن تريد ترتيب أوضاع المنطقة من جديد عبر تصفية القضية الفلسطينية، عبر طرح فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة أو بلا حدود، في إطار أوسلو 3 . ”
وذكر أبو كريم في تدوينه له وفق ما رصده تقرير” وكالة قدس نت للأنباء”، أن “هذا الموقف بحاجة لموقف وطني جامع وخروج مسيرات منددة بالموقف الأمريكي.”
كذلك عقب الكاتب و المحلل السياسي د. هاني البسوس على ذلك بالقول:” إن إدارة الرئيس الأمريكي (ترامب) تمارس سياسة الخداع والابتزاز في الشرق الأوسط ، و هددت الرئيس الفلسطيني وتهدد بإغلاق مكتب بعثة فلسطين في واشنطن إذا لم تُقدم السلطة الفلسطينية على المفاوضات مع إسرائيل!
وأشار البسوس في تدوينه له، أن “عدم تجديد الولايات المتحدة الأمريكية لترخيص عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، يكشف عن الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية الحالية (ترامب)، و سياسياً القرار عبارة عن سحب الاعتراف الأمريكي بمنظمة التحرير الفلسطيني”.
وقف الملاحقة أو التجديد
هذا و كان وزير الخارجية رياض المالكي ذكر، أن السلطة الفلسطينية لن تقبل أي ابتزاز أو ضغوط، سواء فيما يتعلق بمكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أو بمفاوضات السلام.
ويحظر القانون على الحكومة الأميركية التجديد للمكتب إلا بشروط بينها عدم قيام السلطة الفلسطينية بملاحقة مسؤولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
واستندت الخارجية الأميركية في قرارها إلى تصريحات لمسؤولين فلسطينيين تعهدوا فيها بملاحقة إسرائيل أمام المحكمة بسبب جرائمها ضد المدنيين الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يلتقي مسؤولون في مكتب المنظمة يوم الاثنين بمسؤولين في الخارجية الأميركية للتباحث حول القرار، وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة تجدد تصريح عمل المكتب كل ستة أشهر منذ بداية الثمانينيات.