“عزبة أبو آدم” أصغر تجمع سكاني في فلسطين

2018/04/10
Updated 2018/04/10 at 8:25 صباحًا


سلفيت- وفا- “7” أفراد فقط، هو عدد قاطني “عزبة أبو آدم” الواقعة في المنطقة الشرقية من قرية سرطة غرب سلفيت، والتي اعتبرت بحسب بيانات جهاز الاحصاء المركزي أصغر التجمعات السكانية في فلسطين.
تعلو عزبة أبو آدم (150 دونما) شارعا رئيسيا يعبره مئات المستوطنين يومياً، وتطل على أكبر وأخطر المستوطنات المقامة على أراضي محافظة سلفيت، فمن الشرق مستوطنتي “بركان الصناعية”، و”بركان السكنية”، التي تلتهم أجزاء من قرية سرطة، ومن المنطقة الجنوبية مستوطنة “بروخين” المقامة على أراضي قرية بروقين، ومن الجهة الجنوبية الشرقية مستوطنة “ارائيل” الصناعية.
عائلة أبو آدم، أول من سكن العزبة قبل أكثر من مئة عام، داخل مغارة طبيعية دون احداث أي إعمار فيها، لم تكترث لخطر العوامل البيئية والسلاسل الحجرية داخلها، ثم أضافوا إليها فيما بعد بيتين صغيرين، وسقيفة للمواشي، شهدوا من خلالها على التهام الاستيطان للأراضي الفلسطينية.
عبد الرؤوف صلاح المولود عام(1952)، يقول لـ”وفا”: سكن والدي “أبو آدم” في العزبة، وأنجب ثمانية أطفال داخل المغارة، رغم المعاناة.. بدأنا بزراعة الأرض، ثم تعلمنا ضرب الفأس، والحراثة، وبناء السلاسل.
“كانت والدتي تذهب إلى بئر القرية القريب لجلب ماء الشرب، والوضوء، في جرة صغيرة، تضعها على رأسها، وتسير بها مئات الأمتار، وعندما كبرنا أصبحنا نركب على الدواب، ونسير في الجبال للحصول على المياه من واد المطوي” يضيف صلاح.
سافر أشقاء عبد الرؤوف إلى الكويت، وبقي وحيداً مع والده، فهو أصغرهم سناً، التزم العَمل في أرضه، وترك تعليمه المدرسي خلال المرحلة الابتدائية، وتتبع تقليم أشجار الزيتون، وفلاحة الأرض.
“وجود الفلاح في أرضه كوجود الماء في الكون، في ماء.. في حياة، ومن المستحيل أن يجدني أحد في مكان سوى على هذه البقعه، فالعزبة هي هويتي الوحيدة في فلسطين”، يذكر صلاح.
استولى الاحتلال على 30 دونما من أراضي صلاح، وبقي ما يقارب 120 دونما.
ويبين، أنه قبل العام 1967 كانت العزبة تتمتع بالأمن، والأمان، والحرية والنوم دون إزعاج، والمكان عامر بالبدو ومواشيهم، ولكن اليوم يمنعنا الاحتلال بعد ساعات العصر من التواجد بالأرض، ويقوم بطردنا.
ويضيف، الأرض تنتج الخضار والمونة كاملة، حتى سيجارتي ازرعها بأرضي، ولا نحتاج لشراء شيء، لكن آفة الخنازير حرمتنا من زراعة المحاصيل، ناهيك عن مضايقات المستوطنين بالهجوم على الأرض بشكل مستمر، وتحويل معظمها إلى مكب لنفايات المستوطنات الصناعية، وخلال الانتفاضة كان الجيش يلاحقنا بالرصاص الحي، أثناء تواجدنا بالأرض، وتفتيش العزبة، والحصار، ثم فرض علينا إقامة شارع رئيسي سريع جوارنا للمستوطنين.
وِصال صلاح تقول: نمتلك مئات الدونمات، ولا أستطيع أن ابني بيتاً لابني بجانبي، وها نحن نعمل على إعادة تأهيل المغارة التي عاش فيها زوجي وهو صغير، لنعطي بيتنا المتواضع لابننا الأصغر حتى يتزوج فيه، ونضمن أن تبقى العزبة مأهولة بالسكان.
وتكمل، باقون هنا حتى الممات، نجلس تحت الزيتون وظل الأشجار بعيدا عن المشاكل، خيرات الأرض موجودة، ونزرع القمح، والفول، والعدس، ونطهو طعامنا على الحطب.
رئيس مجلس قروي سرطة إبراهيم عبد السلام يذكر لـ”وفا”، تشكل عزبة أبو آدم نموذجا لتحدي الفلّاح الفلسطيني لبطش الاحتلال، ومنعه من محاولة الزحف على أراضي قرية سرطة، على الرغم من انعزال العزبة عن العالم، وفقدانها مقومات الحياة الأساسية حتى العام 2003، والبنية التحتية كالماء والكهرباء، وفي العام 2016 تم وصلها مع قرية سرطة بطريق معبدة، سهلت على ساكنيها الوصول إلى مراكز التعليم والصحة.
ويبين عبد السلام، أن الاحتلال يسعى لإزالة هذه العزبة ليتمكن من التهام الأراضي، ووجود هذا المواطن هو مانع للاحتلال من الوصول الى هنا، ولكن مشكلة العزبة في رخص البناء، حيث هدم الاحتلال منزلا لهم في العام 1998.
ويتابع: حتى اليوم يمنعون من بناء غرفة واحدة اضافية في المنطقة، كما تحتاج هذه الأراضي إلى عمل مضنٍ، لحراثتها، وجني المحاصيل، عدا عن الحاجة لأيدٍ عاملة في الأرض، وهو لا يستطيع إدخال أي معدات لتسوية الأرض، وعمل اللازم فيها.
“يحتاج المواطن الى دعم صموده والسعي نحو تمكينه من البناء في هذه العزبة، ليهيئ السكن لأولاده، ويرّغبهم بالتواجد فيها، وعدم الرحيل إلى القرية، وإذا لم يكن هناك إعانة ودعم قد يصبح حال العزبة كـ “أبو البصل”، وغيرها”، ويؤكد .

Share this Article