الأمسية الافتتاحية لمهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى “السبعة وأربعين” تغني فلسطين والعودة والحب وهموم الناس.. بالعربية والإنكليزية

2018/07/19
Updated 2018/07/19 at 10:27 صباحًا

الايام – يوسف الشايب:استطاعت فرقة “السبعة وأربعين” (Soul 47) أن تملأ مدرجات مسرح حديقة الاستقلال بمدينة البيرة، مساء أمس، في الأمسية الافتتاحية لمهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى، حيث عجت المدرجات بمحبي الفرقة، وغالبيتهم العظمى من اليافعين والشباب، ومن الجنسين، كانوا يرددون أغنيات الفريق الذي يضم أعضاء من فلسطينيي الداخل والشتات والأردن، وتشتهر بتقديمها للتراث الفلسطيني وتراث المنطقة لحناً وغناء بطريقة مغايرة، حيث تمزج عدة أنماط موسيقية في آن، علاوة على مزجها لعدة لهجات وحتى لغات في تقديمها لأغنياتها، وخاصة العربية والإنكليزية.
ورافقت فرقة دبكة، الفنانين الثلاثة الذين حالت سلطات الاحتلال دون مشاركة رابعهم، بعض أغنياتها، فيما قدم عدد من أعضاء فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية بلباسهم غير الرسمي لوحات استعراضية مرافقة لأغنياتهم الحماسية، خرجت بشكل تقليدي، وشكلت إضافة للحفل الذي يمكن اعتباره مدخلاً موفقاً لموسم 2018 من المهرجان.
وكان لافتاً ذلك التفاعل الكبير للحضور في المدرجات مع الأغنيات التي يحفظون عدداً كبيراً منها، حتى تلك التي لم تصدر إلا منذ أشهر في إطار الاسطوانة الجديدة للفريق بعنوان “وعد بلفرون”، ومنها أغنيات “مشينا”، و”القمر”، و”Moved Around”، و”More Light”، وغيرها من الأغنيات التي تتحدث عن فلسطين، والعودة، والحواجز، والحب، والعدالة، والمساواة، والاستيطان، بل وتستعيد أغنيات تراثية بقالب جديد جعلها واحدة من أشهر الفرق لدى الشباب في فلسطين والوطن العربي حالياً، ومنذ سنوات.
وتضم الفرقة، التي تأسست في العاصمة الأردنية عمّان قبل خمسة أعوام، كلا من رمزي سليمان في الإيقاع والدبكة، والذي يعتبر بمثابة “الكابتن”، وكان له دور كبير في إلهاب حماسة الجماهير، وطارق أبو كويك على الغيتار وفي الغناء، وهو المعروف بلقب “الفرعي”، وولاء سبيت على الإيقاع وفي الغناء أيضاً، وحمزة أرناؤوط المعروف بلقب “الجهاز”، ولم تسمح له سلطات الاحتلال بمشاركة رفاقه حفلهم في افتتاح مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى.
وقدمت الفرقة عدداً من الأغنيات التراثية بطريقة حداثية، من بينها الأغنية التراثية الفلسطينية “احلق يا حلاق بالموس الذهب”، وسبق أن غناها فنانون فلسطينيون وعرب عدة، لكنهم قدموها بطريقة مغايرة كلياً تحاكي روح العصر، وضمنت لها رواجاً بين الشباب.
ومن بين الأغنيات الرائجة التي قدمت الفرقة، أغنيتهم “رف الطير”، ويقول مطلعها “رف الطير وعلا الطير رد الطير وهدى الطير، لكن شكله رجع غير بغير الغصن اللي يطمن فينا .. مشي الصف ومشي السير شوف البوست واعمل شير، طمن أهلى إنا بخير وابعت صورة من الديرة”.
ومن بين الأغنيات التي قدمتها فرقة “السبعة وأربعين”، تلك التي تتكئ على موسيقى تراثية فلسطينية مجددة، حملت اسم “Every Land”، وهي أغنية بالعربية والإنكليزية كالعديد من أغاني الفرقة، أهداها مقدموها الى كل المعذبين في الأرض من أقصاها إلى أقصاها، وتقول في مطلعها بالعربية “من أفريقيا لفلسطين صرخة ومخيمات لاجئين”، وتتحدث عن كل المناطق والشعوب المعذبة في العالم من الاحتلال، والاضطهاد، والتفرقة العنصرية.
وعلى مدار ساعة ونصف الساعة اهتزت المدرجات دون توقف، ما عكس قدرة فائقة لدى أعضاء الفرقة على إثارة حماس الجمهور، بموسيقى معاصرة، وبلغة شبابية، ما ينافس الأغنيات الأجنبية الرائجة لدى شرائح واسعة من الشباب الفلسطيني والعربي، دون التنازل عن تلك الرسائل الوطنية والإنسانية السامية.
وكان المهرجان انطلق بكلمة لمديرته إيمان حموري أشارت فيها إلى أن النسخة التاسعة عشرة للمهرجان هي مساحة متجددة للأمل نفتح بها كوّة بالجدار ليعبر النور من أجل الأرض والإنسان، حيث يتحول الإبداع إلى طيور تحلق نحو الشمس والحرية، لافتة إلى أن شعار هذه الدورة هو “سبعون عاماً على النكبة .. سبعون عاماً على نضالنا من أجل العودة” .. وقالت: النكبة بكل أدواتها تترك أثراً مستمراً من دير ياسين إلى الخان الأحمر اليوم، وما زال حقل الدم الممتد حيث يصعد شهداؤنا منذ الثلاثاء الحمراء وحتى آخر من ارتقى في غزة، مؤكدةً أن “مرور كل هذا الزمن يدفعنا لاتخاذ مسار إجباري واحد هو التمسك بحق العودة”.

Share this Article