توجهات «ملك إسرائيل» العدوانية!!بقلم :هاني حبيب

2018/11/21
Updated 2018/11/21 at 9:30 صباحًا


«بيبي ملك إسرائيل» هكذا هتف أعضاء حزب الليكود، في أحد الاجتماعات الأولى للحزب إثر تراكم تحقيقات الفساد المختلفة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية اوائل العام الجاري، وبدلاً من الدفاع عن نفسه، اتهم نتنياهو وسائل الإعلام باختلاق هذه التحقيقات والفضائح، بعد ذلك بثلاثة اشهر، ردد رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ نفس الصفة: نتنياهو ملك إسرائيل، مشيراً الى انه – رئيس الحكومة – «قوي بصورة لا تصدق» .. مع ذلك قال بورغ إن نتنياهو ليس قائداً تاريخياً.
كانت صفة ملك إسرائيل، حكراً على عدة رؤساء حكومة اعتبروا كقادة تاريخيين، مثل بن غوريون وشارون، الا أن نتنياهو، مع انه لم يمتلك الشخصية القيادية بالمعنى التاريخي، إلا أن قدرته على إنقاذ نفسه من الاحابيل والمؤامرات التي حيكت له في إطار حزب الليكود، او في نطاق حكوماته المتعددة والتلاعب برؤساء الأحزاب والكتل السياسية، والإفلات في الغالب، ان لم يكن دائماً من المساءلة، جعلته اقرب الى المشعوذ اللاعب بورق اللعب، او بالبلورة السحرية، او بالبيضة والحجر، حسب الصياغة العربية، حولته الى «بيبي ملك إسرائيل»، وهو يستحق هذا اللقب، عن جدارة نظراً لما أشرنا اليه من «مواهب». واذا ما افلت في الانتخابات القادمة، وبقي رئيساً للحكومة، فإنه يصبح اول رئيس وزراء إسرائيلي يشغل هذا المنصب لأطول فترة زمنية على الإطلاق، وحينها، يصبح ملكاً لإسرائيل بالمعنى الزمني ايضاً!!
ولا بد هنا من التذكير، بأن نتنياهو هو ذاته الذي كان يلوح طوال العام الجاري، في وجه الائتلاف الحكومي، باجراء انتخابات مبكرة للكنيست، خاصة على ضوء الخلافات حول قانون التجنيد في آب الماضي، وقد كرر هذا التلويح والتهديد اكثر من مرة كلما نشبت خلافات مع احزاب الائتلاف الحكومي، غير ان تداعيات الحرب الاخيرة القصيرة على قطاع غزة، اكدت انه كان يراوغ من خلال هذا التهديد، اذ عندما باتت الانتخابات المبكرة على الأبواب استخدم شعوذته في إخضاع منافسيه المطالبين بانتخابات مبكرة، مثل بينيت ودرعي وكحلون، واضطرهم الى مراجعة مواقفهم واظهرهم كقادة صغار يطلقون التهديدات من دون ان يمتلكوا المقدرة على تنفيذها، الأمر الذي حال دون انتخابات مبكرة للكنيست يرفضها نتنياهو صاحب التهديد الأول بها!!
او ان نتنياهو سيدفع ثمن الإبقاء على حكومة مقلصة تجنباً لانتخابات مبكرة، يقول ان الحرب على غزة لم تنته بعد، لكنه يعلم انه ليس بمقدوره عملياً التوجه لحملة عسكرية واسعة على القطاع، وربما تستمر هذه الحرب في اطار الاستنزاف المستمر دون ان تتدحرج، بقرار، الى حرب شاملة، وربما يشجع ذلك التوصل الى تهدئة، تعفيه من القيام بحرب تطالب بها احزاب عديدة في الائتلاف الحكومي بعدما بات وزيراً للحرب، لذلك قد يلجأ الى تنفيذ تهديده المعلن بإخلاء الخان الأحمر، الا ان ذلك لم يعد كافياً لإقناع الائتلاف الحكومي بأحقيته كوزير للحرب، لذلك، من المرجح ان يعود نتنياهو لأجندته الأمنية، التي تجعل من إيران التهديدَ الوجودي للدولة العبرية، نتنياهو ظل يردد ذلك طوال الوقت، كونه يعلم ان لا حل عسكرياً مع قطاع غزة، وفي اللحظة التي يعلم فيها نتنياهو ان قواته قادرة على تحقيق انتصار حاسم في قطاع غزة، وان الوضع الفلسطيني المنقسم لم يعد يحترم مصالح إسرائيل، للتوجه الى هذه الحرب بصرف النظر عن اي دوافع داخلية إسرائيلية، لذلك، من المرجح ان يغتنم نتنياهو فرصة التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز رداً على العقوبات الأميركية، بتوجيه ضربة قوية الى القوات الإيرانية في المضيق، وبعيداً نسبياً عن الأراضي الإيرانية، وهكذا يحقق الهدف من كونه وزيراً للحرب في إسرائيل، بعيداً عن التورط في حرب على قطاع غزة ليست مضمونة العواقب والنتائج.
الحرب على مضيق هرمز، في حال نشوبها، ستغير من الخارطة السياسية والأمنية في منطقة الخليج والإقليم برمته، وسيفتح الباب أمام عملية تطبيع عربية خليجية مع الدولة العبرية على أوسع نطاق، بخلاف اي عملية عسكرية ضد قطاع غزة، اذ من شأنها إحراج هذه الدول في تقدم عملية التطبيع في وقت تجتاح فيه القوات الإسرائيلية قطاع غزة، خاصة وان نتنياهو سيزور إحدى الدول العربية، في الأيام القادمة، بعدما قام فعلاً قبل أسابيع بزيارة رسمية الى دولة عمان، فأين أولويات نتنياهو في هذه الحال؟!

Share this Article