في وقت الشدة.. “حماس” تنظر الى ايران وحزب الله

2013/08/21
Updated 2013/08/21 at 9:22 صباحًا

f1235481_Mideast-Israel-Palest_Horo3

غزة/ تتطلع حركة المقاومة الاسلامية حماس، التي أذهلتها التطورات في مصر، وأضناها ضيق ذات اليد، الى اصلاح ما فسد من علاقاتها مع الحليفين التقليديين، ايران وحزب الله اللبناني.

واحتفلت حماس، وهي فرع من الاخوان المسلمين، بانتخاب قيادي الجماعة، محمد مرسي، رئيسا لمصر، عام 2012، متوقعة ان يعزز ذلك مكانتها الدولية، ويشدد قبضتها على قطاع غزة.

ومن ناحية أخرى، أخلت الحركة مكاتبها في دمشق، غضبا من الحرب الاهلية الدموية في سوريا، كاسرة “محور المقاومة”، الذي يتحدى اسرائيل والغرب في المنطقة بقيادة إيران.

وغضبت ايران، التي ظلت لسنوات تمد حماس بالمال والسلاح أشد الغضب، مما اعتبرته خيانة لصديقها الحميم، الرئيس السوري بشار الاسد، وقلصت بشدة مساعداتها لحماس. كما عبر حزب الله اللبناني، شريك طهران الشيعي، عن استيائه الشديد.

وتقول مصادر سياسية، انه بعد عزل مرسي، في الثالث من تموز/يوليو، أجرت حماس اتصالات مباشرة، وغير مباشرة مع ايران وحزب الله، إذ باتت تحرص على إحياء التحالفات القديمة، واستعادة التمويل.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على هذه المساعي، طلب عدم نشر اسمه: “عقدت بعض الاجتماعات… لتنقية الأجواء. لا مقاطعة (لحماس) ولكن في الوقت نفسه لم تعد الأمور الى سابق عهدها بعد”.

والتقى موسى ابو مرزوق، النائب السابق لرئيس المكتب السياسي لحماس، بمسؤولين من حزب الله وايران، في لبنان، الشهر الماضي، وعقدت بعد ذلك اجتماعات أخرى.

وقال هاني حبيب، وهو محلل سياسي في غزة: “لدى حماس مصلحة في مراجعة علاقتها بإيران وحزب الله لأسباب كثيرة. خلاصة الأمر أن لكل طرف من الأطراف هناك، مصلحة في هذه الشراكة”.

وتحكم حماس قطاع غزة منذ عام 2007، بعد حرب أهلية قصيرة مع حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومع سيطرة الاخوان المسلمين على الحكم في مصر، شعرت حماس بأنها في غنى عن القلق الشديد على علاقتها مع ايران.

وترك خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، الذي أقام طويلا في دمشق، مقره هناك، العام الماضي، بسبب الحرب الاهلية الدائرة بين قوات الرئيس السوري، تدعمها تعزيزات من ايران وحزب الله، وبين مقاتلي المعارضة، وأغلبهم سنة.

وقال محمود الزهار، أحد كبار قادة حركة حماس، انه لم يحدث قط تعليق للعلاقات بين طهران وحزب الله، مشيرا الى بطء في الاتصالات فقط، بسبب الانتخابات الرئاسية التي أجريت أخيرا في ايران.

وقال الزهار، وهو من المتشددين لرويترز في مقابلة: “لا نعرف بعد طبيعة السياسة الايرانية الجديدة، ولكن ما يصلنا من معلومات بشكل غير مباشر، أن السياسة السابقة سيتم اعتمادها من قبل الادارة الجديدة”.

وتأمل حماس ان يستأنف الرئيس الايراني الجديد، حسن روحاني المساعدات المالية.

ويقدر دبلوماسيون المساعدات التي كانت ايران تقدمها لحماس بنحو 250 مليون دولار في العام، لكن مسؤولا فلسطينيا، قدر ما يقدم الآن بنحو 20 في المئة فقط من هذا المبلغ. بينما قدر ايهود يعري، وهو خبير اسرائيلي في شؤون الشرق الاوسط النسبة بنحو 15 في المئة فقط، مشيرا الى عدم تقديم اي سلاح كذلك.

وقال يعري: “تهريب الاسلحة عبر الانفاق الى غزة قريب من الصفر”.

ولا تعبر أنفاق التهريب حاليا سوى كميات ضئيلة جدا من المواد والاسلحة وغيرها، حيث يعمل الجبش المصري على هدمها.

واتهمت السلطات المصرية حماس بالتدخل في شؤون مصر، ولمحت الى ان فلسطينيين يساعدون الاسلاميين المتشددين، الذين ينشطون في سيناء.

وقال وزير الاقتصاد في حكومة حماس، علاء الرفاتي، ان القيود على الانفاق التي انتشرت وتوسعت نتيجة حصار اسرائيل للقطاع، كبدت غزة 230 مليون دولار على الاقل، في شهر تموز/يوليو وحده. لكنه نفى تماما وجود أزمة مالية.

وقال لرويترز، امس الاثنين، انه توجد بعض المشاكل، ويجري التغلب عليها، مضيفا ان تجارة الانفاق، وهي مصدر حاسم لدخل حماس من الضرائب، انخفضت بمقدار 60 في المئة، منذ عزل مرسي.

وفي ضربة اضافية، تعكرت هذا الصيف علاقات حماس الوطيدة مع قطر.

وزار الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق، غزة، في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ووعد بتقديم ملايين الدولارات من المساعدات، لكنه تنازل لابنه الامير تميم، في حزيران/يونيو، ولم يبد الأمير الجديد نفس الاهتمام بحماس.

والمأزق الذي تواجهه حماس في مسعاها لرأب الصدع مع ايران وحزب الله، ليس سياسيا فحسب، بل هو عقائدي أيضا، إذ عليها ان توازن بين جذورها المرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين السنية، وبين مصالحها الحيوية المرتبطة باقامة شراكة مع خصوم اسرائيل.

وأم اسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس في غزة، يوم الجمعة، صلاة الغائب على “الشهداء المصريين” لكنه شدد على ان الحرب مع اسرائيل لها الاولوية.

وقال: “نحن نفهم بأن أولوية مقاومتنا هي تحرير الأرض، واستعادة الحقوق، واعادة شعبنا الى الاراضي التي هجروا منها”.

وأضاف: “ليس لنا أي دور عسكري ولا أمني لا في مصر ولا في سيناء، ودورنا العسكري والأمني هو هنا، على أرض فلسطين، وضد العدو الصهيوني”.

وخاضت حماس منذ تأسيسها عام 1988، عدة مواجهات مع اسرائيل، كانت أخراها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقد استمرت ثمانية ايام، وقتل خلالها 170 فلسطينيا على الاقل، وستة اسرائيليين، وانتهت بتهدئة توسط فيها مرسي.

ويري المحلل الاسرائيلي يعري، ان ايران ستتقاضى ثمنا من حماس، مقابل اعادة دفء العلاقات. وقال: “ستطلب منهم التوقف عن معارضة الاسد، ووقف اي انتقاد لتدخل حزب الله (في سوريا) والدعم الايراني للاسد”.

وحرص الزهار الذي فقد اثنين من ابنائه في الصراع مع اسرائيل في السنوات الأخيرة، وله ثقل كبير في حماس، على الحفاظ دوما على علاقات طيبة مع ايران.

لكنه يقول ايضا، ان حماس التي يقدر عدد مقاتليها بنحو 30 الفا، اجتازت مواقف عصيبة، حين كان الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، حليف الولايات المتحدة، يساهم في فرض الحصار على غزة.

وقال الزهار: “لقد أصبحنا أقوى في ظل ظروف كان فيها المحيط حولنا بأكمله عدائيا. “مقاومتنا تعتمد أولا على الله ومن ثم على قدراتنا الذاتية، والتاريخ يشهد بأننا خرجنا في كل مرة أقوى من سابقاتها”.

القدس دوت كوم .

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً