المعونات الغذائية.. مساعدات صغيرة تحيي آمالا كبيرة

2014/01/19
Updated 2014/01/19 at 10:47 صباحًا

 

imag777

حياة وسوق – بعيدا عن مدينة الخليل ومركزها، وعن نشاطها الاقتصادي وصخبه، حي صغير مرتفع مكتظ البيوت، يتربع في طرفه البعيد منزل اسمنتي صغير، يكاد يختفي بين أكوام البيوت والأسوار المحيطة. وكلما اقتربت منه يبدأ جزء أكبر من جدرانه بالظهور، فيلقاك اسمنته المشقق القديم، ونوافذه الحديدية المهترئة. أما داخله فجدران داكنة تكسوها الرطوبة، وتزينها ممرات سيول اجتاحت المنزل إثر الموجة الثلجية التي ضربت المنطقة أواخر العام الماضي.
في هذا البيت القديم المهترئ تعيش حنان صبيحة كل يوم قصة مثابرة جديدة تسعى خلالها لتوفير قوت زوجها الذي يعاني من إعاقة عقلية وحركية، وخمسة أطفال يعاني ثلاثة منهم من إعاقات عقلية وحركية مشابهة. وتصف حنان معاناتها اليومية قائلة: “زوجي يعيش على الأدوية والمهدئات. أنا أتحمل مسؤولية الزوج والأطفال، إضافة إلى مسؤولية توفير أكلنا وشربنا”.
وتضيف حنان، “زوجي كثير المرض ويحتاج دائما لأدوية متنوعة، بعضها تقدمه لنا وزارة الصحة، والبعض الآخر نشتريه، لكني لا أملك عملا، فالاهتمام بثلاثة أطفال من ذوي الإعاقة ووالدهم هو أكبر عمل. وكنت دائما أنتظر ما يعطف علينا به رب العالمين وعباده الطيبين، إلا أن الكوبونات الغذائية ساعدتنا على إيجاد مصدر دائم للطعام في المنزل”.
وحول جدوى المساعدات الغذائية المقدمة لأسرتها تقول حنان: “رغم أن الأغذية المقدمة لنا تنتهي سريعا إلا أننا نتدبر أمرنا، ووجودها يساعدنا على توفير مبلغ بسيط لاحتياجاتنا الأخرى، كتوفير حفاظات وحليب للبنت الصغرى، وأدوية للأب دائم المرض، فنحن كعائلة لا نملك أي نوع من أنواع الدخل، وأصبحت الكوبونات هي دخلنا”.
ويعتبر نظام الكوبونات الذي يشمل 63 ألف مستفيد يتوزعون على 127 محلا تجاريا في الضفة الغربية، بمثابة نظام حديث لتنظيم عملية الحصول على المساعدات الغذائية، فمؤسسة مجتمعات عالمية (مؤسسة CHF الدولية سابقا) تقدم مساعدات غذائية لأكثر من 203 آلاف مستفيد في الضفة الغربية وقطاع غزة بتمويل من برنامج الأغذية العالمي (UN-WFP) والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).
ويقول سعيد النتشة صاحب محل تجاري في الخليل: “سهل نظام الكوبونات الإلكترونية من توزيع الأغذية، وقلل كثيرا من حدوث أية أخطاء في الحسابات واستلام المساعدات”.
ويشكل استلام المساعدات عن طريق الكوبونات طريقة رائدة في تقديم المساعدات الغذائية، فيقول سعيد: ” أشعر النظام الجديد المستفيدين بأنهم زبائن في المحل وليسوا مستفيدين، فهم يدخلون وينتقون أصناف الطعام التي يريدونها من قائمة الأغذية المسموح بصرفها”.
ويضيف سعيد: “بعد التعاون مع مؤسسة مجتمعات عالمية انتقلت للعمل مع والدي في البقالة، وتمكنا من توسعة محلنا وتجديده بالكامل، لأننا أصبحنا نملك دخلا ثابتا ودائما”.
إضافة للمساعدات الغذائية الدورية، تقدم مؤسسة مجتمعات عالمية مساعدات عاجلة كاستجابة للحالات الطارئة التي تتعرض لها بعض المناطق في فلسطين. تقول سناء التي أحرق منزلها بالكامل نتيجة تماس كهربائي خلال العاصفة الثلجية الأخيرة: “حضر طاقم مؤسسة مجتمعات عالمية في اليوم التالي للحريق وأحضر معه معونات غذائية عاجلة، فكل محتويات منزلنا كانت قد احترقت”.
وحول سرعة الاستجابة للحالات الإنسانية الطارئة، يقول أمين الزير نائب مدير برنامج الأمن الغذائي في مؤسسة مجتمعات عالمية ان “طاقم المؤسسة يعمل بالتعاون والتنسيق المشترك مع جميع المحافظات، والبلديات، والمجالس القروية، واللجان المشكلة في حالات الطوارئ. وفي حال حدوث أي طارئ يتم إبلاغ المؤسسة التي تصل إلى الأسرة المتضررة في أقل من 48 ساعة”.
إضافة لعملها في تقديم المساعدات الغذائية الطارئة والدورية للشعب الفلسطيني، تعمل مؤسسة مجتمعات عالمية (مؤسسة CHF الدولية سابقا)، في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1994 على تنفيذ برامج متنوعة في مجالات الحوكمة، والبنية التحتية، إضافة إلى تمكين المرأة والشباب، والتنمية الاقتصادية.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً