هل تبحث اسرائيل عن أهداف أخرى أم ستعود بالفلسطينيين إلى المربع الأول ؟

2014/08/21
Updated 2014/08/21 at 9:14 صباحًا

images
رام الله – الحياة الجديدة – نفوذ البكري – ما ان اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء امس الأول، انهيار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في العاصمة المصرية القاهرة، حتى صدرت التعليمات لجيش الاحتلال بتجديد عملياته العسكرية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، معيدة المشهد ذاته من تشريد ونزوح للعائلات وسقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح جلهم من النساء والأطفال.
التعنت الاسرائيلي خلال جولات المفاوضات، وانسحاب وفدها المفاوض من القاهرة مساء الثلاثاء الماضي، طرح سؤالا يتمثل في: هل اختاق اسرائيل التهدئة بهد البحث عن اهداف جديدة؟ ام محاولة لجر الفلسطينيين إلى المربع الأول من الصراع؟
الكاتب توفيق أبو شومر المختص بالشؤون الإسرائيلية قال انه حتى اللحظة فان تواصل اسرائيل الضغط الدبلوماسي لتحقيق اكبر المكاسب لها سيما وانه لا توجد قناعة إنهاء الحرب على غزة وهذا الضغط من شأنه أن يعيد الوضع إلى نقطة الصفر.
وأوضح شومر « للحياة الجديدة « انه لحتى اللحظة فهناك نقطة مهمة أزعجت إسرائيل تمثلت بالوحدة الفلسطينية التي تجسدت في الوفد الفلسطيني الموجد في القاهرة وفي ارض الميدان ولهذا تحاول إسرائيل شق هذه الوحدة من خلال تسريب بعض الأنباء والادعاء باعتقال خلية في الضفة تخطط ضد السلطة الوطنية كما أنها استغلت إطلاق الصواريخ بلا دليل للتأكيد أن المقاومة الفلسطينية هي التي تخترق التهدئة لان الأساس لها هو إفشال المفاوضات وإرجاع المسالة للجانب الإسرائيلي باعتباره هو الأقوى ويفرض الحل ولا يفرض عليه.
وعن التوقعات المحتملة فقال شومر ان إسرائيل تهدف إلى إدارة الحرب الصامتة وسياسة الردع الدائم وليس الحرب والاجتياح كما أن إسرائيل تراهن على ايجاد شرخ في الوفد الفلسطيني والملل للجانب المصري الا ان ذلك لم يحدث ويجب مواصلة الجهود والتمسك بوحدة الموقف والهدف وكذلك التمسك بالجانب المصري كشريك وليس وسيطا لان كل هذا يسهم في إفشال المخطط الإسرائيلي.
وعن اجتماع الكابنيت فأوضح شومر أن هذا الاجتماع يأتي في إطار الاجتماعات الدائمة بلا قرارات فاعلة والجانب السياسي لا يعلن عما لديه وإنما التسويق لاستهداف قادة المقاومة الفلسطينية والمؤسسات الأكاديمية.
وعن تشخيص المرحلة الراهنة قال د. مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر إن ما يدور من اختراق وتصعيد يشير إلى أن إسرائيل لا تهتم بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار والدليل المراوغة التي اتبعتها على مدار الأسابيع الماضية، كما أن نتنياهو ليس لديه نية لفتح المعابر ويراهن فقط على التصعيد في محاولة لتخلي المقاومة عن بعض مطالبها وهذا من الشيء الذي لن يحدث كما انه يراهن على الخلافات الفلسطينية بخاصة وان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الأحمد تطرق إلى وجود « الأيادي الخفية « ولهذا تسعى إسرائيل إلى إحداث الخلافات الداخلية وعلى الأقل إلا يكون الوفد الفلسطيني بصورة موحدة.
وحول ما هو مطلوب على المستوى الفلسطيني اكد أبو سعدة ضرورة التمسك بشكل رئيس بالمبادرة المصرية وعدم البحث عن أي بديل لا سيما وان إسرائيل تحاول إضعاف المفاوضات والتهرب من القضايا ولهذا السبب يجب التمسك بوحدة الوفد والموقف الفلسطيني لمواجهة سياسة التهرب الإسرائيلي.
وان كان لرجال السياسة آراؤهم وتصريحاتهم فان لفصائل المقاومة مواقفها الخاصة والثابتة حيث قال «أبو مجاهد» الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية لـ«الحياة الجديدة» «إن الاحتلال هو الذي فرض المعركة وحاول عدم التوصل لوقف إطلاق النار وأجهض الجهود المصرية سيما وانه لم يكن لديه أي نية للاتفاق وبدا يتلاعب بالألفاظ وإفراغ المطالب الفلسطينية من مضمونها الحقيقي».
وأوضح أن المقاومة أعطت فرصة للاحتلال للموافقة على الشروط الا انه رفض أي نص له علاقة بالمطار والميناء وكادت الأمور على وشك الانهيار لولا التدخل المصري ولهذا فان المقاومة ترحب وتثمن كافة الجهود كافة لتحقيق المطالب الفلسطينية وفي حال عدم موافقة إسرائيل على ذلك فان فصائل المقاومة لديها مجموعة من الخيارات منها حرب الاستنزاف الطويلة مع الاحتلال إلى حين إجباره على قبول المطالب الفلسطينية.
من جانبه حمل القيادي « أبو خالد « الناطق باسم كتائب المقاومة الوطنية « الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية «الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اختراق التهدئة وكذلك التلاعب بالوقت وأعصاب الوسيط المصري والوفد الفلسطيني لكسب الوقت بهدف تمرير المفاوضات وإطالة عمرها كما فعل في المفاوضات السياسية مع السلطة الوطنية ولهذا فإن الاحتلال يتحمل المسؤولية مع التأكيد أن الخيارات مفتوحة وسترد فصائل المقاومة على الاختراق واللجوء إلى الخيارات الأخرى لمعاقبة الاحتلال.
وبعد استعراض مواقف وتصريحات رجال السياسة والمقاومة فان لسكان قطاع غزة معاناتهم ومأساتهم المتواصلة بخاصة لأولئك الذين تمكنوا من الرجوع إلى بيوتهم طوال فترة التهدئة وكانوا يحلمون بساعات أطول من التهدئة والهدوء الا انهم وجدوا أنفسهم من جديد تحت دائرة القصف والاستهداف، وعادوا لحزم الأمتعة والعودة إلى مراكز الإيواء أو بيوت الأقارب والمعارف، وسط حالة من القصف والرعب التي طالت العديد من الأطفال والنساء والمسنين واستهداف عائلات بأكملها وتدمير البيوت عليهم.
وفي ظل تواصل الغارات والاستهدافات الإسرائيلية تواصل فصائل المقاومة إطلاق صورايخها تجاه البلدات الإسرائيلية حيث تسلمت «الحياة الجديدة» البيانات الصادرة عن تلك الفصائل ومنها كتائب الناصر صلاح الدين التي تواصل القصف في إطار حملة سياط الموت فيما أطلقت مجموعة الشهيد أيمن جودة التابعة لحركة «فتح» عدة صواريخ وكذلك أعلنت كتائب المقاومة الوطنية مسؤوليتها عن إطلاق عدة صواريخ تجاه المواقع الإسرائيلية.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً