غزة / مثل غيره من المقيمين في برج الظافر 4 في غزة، لم يخطر في ذهن المعلم سابقا “أبو حازم” أن أحد أهم أحلامه المتحققة منذ 15 عاما، ستحوله الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع إلى مجرد ” مساهمة صغيرة” في كومة كبيرة من الركام …
قال المعلم “أبو حازم” الذي كان يقيم وعائلته ( 6 أشخاص ) إلى جانب العشرات من العائلات الفلسطينية التي باتت مشردة إثر قصف الاحتلال “برج الظافر4” و تدميره – قال أنه فوجئ من حارس البرج وهو يطالب سكانه بالخروج منه دون إبطاء لوجود تهديدات إسرائيلية بقصفه، فيما نجا السكان بأعجوبة، سيما وان بعضهم لم يتمكن من مغادرة البرج إلّا قبل لحظات من وصول فرق الدفاع المدني للمكان والبدء في المساعدة في إخلاء المواطنين، مشيرا إلى أنه لم يستطع إنقاذ أي من أوراقه الثبوتية أو أي من ملابسه، حيث اضطر و عائلته – كما الآخرين – إلى الخروج بملابس النوم.
كان يؤوي “برج الظافر 4″ في حي تل الهوى ( نحو 40 شقة ) مئات العائلات الفلسطينية، فيما حولت الحرب العدوانية الإسرائيلية كل الماضي الذي عاشوه، كما قال احد السكان ” ابو محمد” الذي كان غادر البرج لدقائق قبل الإنذار الإسرائيلي بقصفه – حولته إلى ذكريات.
أشار” ابو محمد” إلى أنه كان عائدا إلى البرج بعد أن غادره قبل دقائق من نزوح المواطنين منه، حيث فوجئ بالناس تخرج من البرج وكأن زلزالا سيصيب المكان، وكل منهم كان يبحث عن مكان آمن يلوذ فيه، لافتا إلى أنه ألقى بما كان يحمله من حاجيات كان اشتراها من إحدى البقالات و صعد مسرعا إلى الشقة حيث كانت تقيم عائلته؛ “لإبلاغها بضرورة الإسراع في مغادرة الشقة قبل القصف”؛ غير أنه فوجىء أن لا أحد فيها، فعاد مسرعا لينضم إلى جموع المشردين في المحيط، ليجد العائلة و سكان آخرين واجمون على مسافة قريبة من البرج، قبيل أطلاق طائرات استطلاع إسرائيلية صاروخا على سطحه حيث بدأ الناس في الصراخ، سيما النسوة والأطفال.
وأضاف” ابو محمد ” ، أنه لم تمر سوى أقل من عشر دقائق بين “صاروخ الاستطلاع” و الصواريخ الاربعة التي أطلقت على البرج من الجهة الغربية للبرج، ليتحول إلى “كومة كبيرة من حطام و نثار البسكويت”، موضحا أن عائلته كانت تقيم في البرج منذ سنوات طويلة، وأنه عاش طفولته فيه حتى كبر وأصبح الآن طالبا في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية في غزة.
واضاف أنه فوجئ من هول ما رأى حين نزوح العائلات من البرج قبل قصفه، مشيرا إلى أنه و غيره من السكان اعتقدوا في البداية أن الاحتلال كان ينوي قصف شقة سكنية أو شقتين؛ “لكن كلّنا الآن نبحث عن أسقف تؤوينا” !
القدس دوت كوم