امّة المخيمجية | كوكتيل «بارد»

2014/11/01
Updated 2014/11/01 at 10:35 صباحًا

camps_20141027_pic2

نهر البارد – مش عارف شو عم بيصير معي! صرلي كم يوم من بداية استهداف الجيش في «المحمرة» و «المنية» و «بحنين» وطرابلس، عندي شعور مش قادر أوصفه! شي هيك زي الكوكتيل. جد ومش عم امزح! لأني ما قادر أوصف الحالة. حزن على بكا على فرح، ممزوج بشوية شماتة. طبعاً مش بالجيش.. معاذ الله! إنما بالٌلي كانوا مبارح، يعني أيام معركة البارد، ينعتونا بأبشع الاوصاف والكلمات، وانو نحنا اللي فوّتنا الدب على كرمنا.

وقتها لا كان في داعش ولا بعدها خلقانة، بس كان إلها اسم حركي. كتار من يللي حرٌضوا على المخيم بيعرفوه. هدول يومها كانوا بدهم ينزلوا بالجفوتة والرشاشات على المخيم عشان يحاربوا الارهاب (الفلسطيني طبعاً) وانو يا سكان المخيم انتو اللي بتتحملوا المسؤولية! مع إنو يومها ما ضلّ فلسطيني بالعالم الاٌ وأعلن التبرؤ من هالظاهرة! دفعنا ثمن كبير جداً لهالإتهام، وبعدنا عم نعدّ العصي على جنابنا. وشو نهر البارد وشو عكار! وشهدا الجيش من وين كانوا وبعدهم؟ من عكار وببنين والمحمرة.. وهالقرى يللي ربينا سوا فيها إحنا وهمّ.
وقتها ما كنا فاهمين الطبخة صح. ويمكن تحملنا أذى كتير وصبرنا لأنه بالنهاية مخيم نهر البارد لا يمكن أن يكون بيوم من الايام بؤرة ومرتع للإرهاب، ولا بيقبل يكون هيك. واهل نهر البارد للي ما بيعرف, بشهادة شركة الكهربا، اكثر ناس كانوا ملتزمين بدفعها. اليوم بعد ثمان سنين على هالنكبة، كتير من الناس يلٌلي ظلمونا ايامها، فهموا اخيراً انه معركة البارد كانت بداية لعبة الشرق الاوسط الجديد، والارهاب الٌي عمّ وطمّ وانتشر في كل بقاع الارض. ثمان سنين ونحنا والجيش قلب واحد وما صار ضربة كف بالبارد.
اليوم عم نشوف بكل اسف القبضايات يللي كانو يدافعوا عن الجيش وهيبة الدولة، واللي إحنا أكثر ناس منحترمها ومنقدرها ومنصونها، اليوم عم نشوف هاي الناس يلٌي ما كان يهمها إنو اهل البارد من طائفة السنّة، مع احترامنا للطائفة السنية (لإنو إحنا النا طائفة واحدة اسمها فلسطين) هاي الناس اليوم عم تقتل الجيش وتنصب الكماين لأفراده، وبالوقت نفسه، عم يتجلى منظر التضامن في البارد مع الجيش، عم يتضامن و يستقبل جرحاه بمستوصفاته بالترحاب والعناية. ابن البارد يللي بيعتبر حالو شريك للجيش بالنصر اللي حصل سنة 2007 بيعتبر حالو كمان ضحية هذا الارهاب اللي عم بيتعرضلوا الجيش بهالايام. اليوم عم تتضح الصورة اكثر. واليوم كل ولاد البارد عم يشعروا نفس «شعور الكوكتيل» اللي انا حاسس فيه. مش عارفين نفرح، لانه انكشفت اللعبة وطلعنا ابرياء ( مع انو احنا كنا مقتنعين ببراءتنا) ولا نبكي؟ ونحزن على البلد الي حبيناه وعشنا في كنفه سنوات الطفولة والشباب والكهولة واحنا ما زلنا على امل العودة لبلادنا. مش عارفين نضحك مثلا من هالاغبياء يللي عم ينكشفوا يوم بعد يوم واللي مارسوا علينا لعبة التحريض والخداع ولبسوا لباس الشرف والوطنية وقتها.
نصرخ؟ نقول حرام يلي عم بيصير بلبنان، جنة الارض ورمز التعايش؟
هو فعلا «كوكتيل» مش قادر أوصفه. لكن بالنهاية يمكن فرحانين إنو تعلمنا درس كبير رح تمتد نتائجه لأجيال عديدة.
ان المؤمن لن يلدغ من جحر مرتين، ونهر البارد لن يكون ممرا ولا مستقرا لا اليوم اليوم، ولا غدا، لأي ارهاب. وانه نهر البارد رح يبقى واحة امن وامان وطمأنينة بوجود الجيش الوطني اللبناني وقلوبنا النضيفة الممتنة.

الاخبار اللبنانية – زياد شتيوي

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً