نابلس – القدس دوت كوم – رحمة خالد- بين حطامي جدار الضم والتوسع العنصري ومصانع “جيشوري” الاسرائيلية، تتمدد مزرعة (حاكورتنا) في طولكرم لتنتج مقاومة من نوع آخر بمشاريعها الاستثمارية لتثبت وجودها ودعمها للسوق الفلسطيني وتحدي عراقيل الاحتلال.
فالمجفف الشمسي وانتاج الغاز الطبيعي هما من المشاريع الحديثة التي ابتكرتها مزرعة حاكورتنا لحماية المزارعين من الخسارة إثر الفائض في العرض وسد الاحتياجات اليومية من الغاز الطبيعي أو ما يعرف علميا بغاز الميثان.
ويقول صاحب المزرعة فايز الطنيب، إن “الهدف الأساسي من مزرعة حاكورتنا هو استثمار الأرض بحمايتها من المصادرة لتوسطها جدار الفصل والمصنع الاسرائيلي، والنهوض بمشاريع تساعد المزارع الفلسطيني وتخرج بطرق بديلة لإنتاج الغاز”.
وحول آلية عمل المجفف الشمسي؛ الذي يقوم بتجفيف الخضار والفواكه، يوضح الطنيب: “يعمل المجفف الشمسي على الخلية الشمسية والمكون من بيت بلاستسكي وأرضية خشبية وشبك داخل البيت لتوضع عليه الخضراوات والفواكه”.
ويضيف صاحب المشروع: “يعتمد المجفف على نظام الخلية الشمسية المرتكزة على نسبة التبخر ونظام المراوح الموجودة في طرفي المجفف والتي تورد الهواء الخارجي لداخل البيت البلاستيكي وتصدر الهواء الرطب لخارج البيت”.
ومن الجدير ذكره أن المشاريع الابتكارية في المزرعة هي جهد شخصي ويساعد فيها طلبة الزراعة المتدربين من جامعة خضوري في طولكرم.
ويقول فارس القصص أحد الطلبة المتدربين: “نسعى من خلال تدريبنا في المزرعة لإفادة المزارعين عبر ابتكار مشاريع زراعية بالطرق البسيطة واستخدام المواد العضوية، ووجودنا هو حفاظ على المزرعة ومقاومة من نوع آخر”.
ويشرح الطنيب آلية انتاج الغاز الطبيعي بالطرق البديلة والبسيطة: “نستخرج الغاز من روث الأبقار لاحتوائه على كمية عالية من غاز الميثان”. ويتابع: “يخلط دلو واحد من الروث مع ثلاثة من الماء ويوضع الخليط في خزان مياه كبير الحجم وبداخله خزان آخر به ثقوب لاحتواء الغاز المتصاعد من الروث”.
ويقول الطنيب حول آلية معرفة امتلاء الخزان بغاز الميثان: “يمتليء الخزان بالغاز كلما ارتفع عن الخزان الموجود بداخله، ويحتوي الخزانان على ثلاثة مخارج للماء وللروث الصلب ومخرج لاخراج الغاز واستخدامه بصيغته النهائية”.
ولا يقتصر اعتماد المشروع في مدخلاته على روث الأبقار بل يتعداه لمخلفات المطبخ فيقول عدي نجل فايز الطنيب وأحد المشرفين على مشاريع المزرعة: “تستهدف حكورتنا المواد العضوية في مشاريعها، فروث الأبقار ومخلفات المطبخ هي مواد عضوية خالصة وكافية لانتاج الغاز الطبيعي”.
ويتميز الغاز المنتج بانعدام رائحته ولونه على غرار الغاز المستورد.
ويضيف عدي: “نسعى لتطوير مشروع انتاج الغاز باستخدامه لتدفئة البيوت البلاستيكية خلال فصل الشتاء”.
ومن الجدير ذكره، أن مزرعة حكورتنا تبلغ مساحتها حاليا 15 دونما، بعد أن صادر الاحتلال أكثر من نصف مساحتها، وكانت عام 1985 معسكرا لتدريبات جيش الاحتلال وهددت بالمصادرة وتعرضت للتجريف لأكثر من مرة.