اسرائيل صعدت ضد رئيس مجلس ادارة “اورانج” و”استدعته للاستماع الى أقواله”
القدس المحتلة – الحياة الجديدة – وكالات – وجهت اسرائيل دعوة الى رئيس مجلس إدارة شركة اورانج للاتصالات ستيفان ريشار ليشرح خطة المجموعة لمراجعة علاقاتها التجارية مع شركة اتصالات اسرائيلية، والتي اثارت جدلا حادا تحاول المجموعة احتواءه. وتسعى إسرائيل من وراء التصعيد ضد رئيس شركة أورانج، لردع رؤساء ومديري شركات عالمية عن الإدلاء بتصريحات ضد إسرائيل أو التفكير بمقاطعتها، وعبر منظمو مؤتمر المنظمات اليهودية الذي يعقد في لاس-فيغاس بمبادرة من المليارديرين شلدون أدلسون وحاييم سابان، عن موقف مماثل حيث أكدوا أن ريشار سيكون «عبرة لمن تسول له نفسه التفكير بمقاطعة إسرائيل». فيما ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” امس، ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا موسعا نهاية الأسبوع لبحث الطرق والوسائل لمحاربة المقاطعة على اسرائيل، ووعد برصد 100 مليون شيقل لهذه الحملة.
وصرح مسؤول حكومي طلب عدم كشف هويته امس، لوكالة فرانس برس ان “الحكومة دعت (رئيس مجلس ادارة اورانج ستيفان ريشار) الى زيارة اسرائيل”. واضاف المسؤول ان ريشار كان يسعى الى عقد اجتماع مع السفير الاسرائيلي في فرنسا يوسي غال، الا ان توجيهات صدرت للسفير برفض عقد الاجتماع. واضاف “صدرت توجيهات للسفير في باريس بعدم عقد اجتماع هناك وابلاغ رئيس مجلس الادارة انه سيتم الترحيب بزيارته لاسرائيل”.
وتحاول مجموعة الاتصالات الفرنسية منذ الاربعاء احتواء الجدل الحاد الذي اثارته تصريحات ريشار في القاهرة عن سعي مجموعته الى “سحب علامة اورانج التجارية من اسرائيل”. وفسر هذا التصريح على انه رغبة في مقاطعة اسرائيل ما اثار عاصفة من الانتقادات في اسرائيل، بما فيها من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لكن ريشار صرح السبت لوكالة فرانس برس ان “اورانج موجودة في اسرائيل لتبقى”، نافيا مجددا اي انسحاب لشركته التي تنشط في اسرائيل من خلال فرعين. واوضح ان ارادة الشركة انهاء الترخيص الذين يجيز للشركة المشغلة الاسرائيلية بارتنر استخدام علامة اورانج في اسرائيل وكذلك في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين تحتلهما اسرائيل منذ 1967، مدفوعة باستراتيجيتها المتعلقة بعلامتها التجارية فقط، لا لاي اعتبار سياسي.
اسرائيل هي البلد الوحيد الذي تنشط فيه اورانج بدون استثمار علامتها بموجب اتفاق ابرمته مجموعة اورانج البريطانية مع بارتنر قبل ان تشتري فرانس تلكوم اورانج في العام الفين. وبدلت فرانس تلكوم اسمها الى اورانج في 2013. غير ان بارتنر لم تقتنع بتصريحات ريشار واعتبرت انها ترمي الى “التلاعب بالرأي العام في اسرائيل والعالم” وطلبت الاتصال به مباشرة.
وادلى ريشار بتصريحاته بعد اسابيع على نشر تقرير يتهم اورانج بدعم الاستيطان الاسرائيلي بشكل غير مباشر من خلال بارتنر.
وجاءت هذه التصريحات ايضا في ظروف حساسة تتعرض فيها اسرائيل لحملة مقاطعة عالمية غير حكومية من اجل زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية عليها لانهاء احتلالها الاراضي الفلسطينية.
وامس، اعتبر وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت الذي يترأس حزب “البيت اليهودي” المتطرف والمناصر الشرس للاستيطان ان استنفار “اصدقاء اسرائيل في العالم أجمع من يهود وغير يهود” ضد اورانج كان مفيدا. وقال على هامش المؤتمر السنوي حول الامن في هرتسليا قرب تل ابيب “كثيرون منهم قالوا لاورانج انهم سيلغون اشتراكاتهم. الضغط أثمر، وصححت اورانج موقفها واعتذرت”. واضاف “لتعلم الشركات او المنظمات التي تفكر في مقاطعة (اسرائيل) اننا سنرد … وان عشرات الملايين من انصار اسرائيل عبر العالم يملكون قدرة شرائية ومقاطعة. فالمقاطعة سيف ذو حدين”.
وفي هذا المناخ الحساس، يتوجه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي يترأس اليوم اكبر حزب يميني في فرنسا، “الجمهوريون”، الى تل ابيب ورام الله اليوم الاثنين للقاء نتنياهو والرئيس محمود عباس، كما يلقي كلمة في مؤتمر هرتسليا.
وكان نتنياهو أكد خلال جلسة الحكومة الأسبوعية صباح امس أنه يتعين على اليمين واليسار الوقوف سوية ضد المقاطعة لـ”صد المهاجمين”، حسب تعبيره. وقال إن إسرائيل تعد “منظومة هجومية” ضد المقاطعة إ. وأضاف أنه «بالنسبة لدعاة المقاطعة فإن المستوطنات في الضفة الغربية ليست لب الصراع وإنما مدينة تل أبيب». وزعم أنه «فيما تسعى إسرائيل لدعم العملية السياسية، تتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة وتدفع بقرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن»، واصفا ذلك «بالنفاق المنظم».
وسجلت إسرائيل مكسبا سياسيا بدفع رئيس مجلس إدارة شركة أورانج للتراجع عن تصريحاته حول مقاطعة إسرائيل.
وكان نتنياهو عقد اجتماعا موسعا نهاية الأسبوع لبحث الطرق والوسائل لمحاربة المقاطعة على اسرائيل، ووعد برصد 100 مليون شيقل لهذه الحملة وفقا لما نشرته صحيفة “يديعوت احرونوت” امس.
وحضر هذا الاجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية جلعاد اردان وكبار المسؤولين الأمنيين والقضائيين، حيث اتفق في هذا الاجتماع مع الوزير اردان على رصد 100 مليون شيقل للحملة التي وصفها بالرحب على المقاطعة ضد اسرائيل، في الوقت الذي أكد الوزير اردان بأن هذا المبلغ قد يصل الى 300 مليون شيقل، من خلال الحملة التي سيقوم بها ويطلب من خلالها دعم الجاليات اليهودية في العالم.
وأضافت الصحيفة بأن الاجتماع بحث الطرق والسبل للتعاون بين كافة وزارات الحكومة الاسرائيلية وكذلك الاجسام المختصة في اسرائيل لمواجهة حملات المقاطعة ، وكذلك التعاون مع الجاليات والمنظمات اليهودية في مختلف انحاء العالم.
ووافق نتنياهو على نقل 10 ملفات مختصة في المقاطعة عمل عليها العديد من الموظفين، كذلك يفكر نتنياهو بتعيين السفير الاسرائيلي في بريطانيا دانيال طاوب كمستشار خاص للشؤون القضائية المتعلقة في المقاطعة في مكتبه، والذي شغل سابقا نائب المستشار القضائي لوزارة الخارجية.
نتنياهو يرصد 100 مليون شيقل لمحاربة المقاطعة
Leave a comment