الأسير المحرر محمد الكليبي … عانق الحرية في الثمانينات ووقع ضحية للتهميش والتقصير

2015/06/27
Updated 2015/06/27 at 10:57 صباحًا

9998594759

خاص دنيا الوطن ـ كتبت : همسه التايه

لم يشعر الأسير المحرر محمد الكليبي “أبو المهند” (55) عاما منذ أن تم الإفراج عنه وإطلاق سراحه على يد الإحتلال الإسرائيلي في الثمانينات من القرن الماضي، بطعم الحرية بعد أن سكن مجبرا خلف الشمس لأكثر من أربع سنوات ونصف، حيث صودر فرحه واغتيل حلمه بعد أن وقع أسيرا لكرسي سحق أمنياته، بعد أن بترت ساقاه نتيجة إصابته بمرض السكري وتعرضه لجلطة حادة بالقلب.

وما زاد الطين بلة الواقع المر الذي كابده الأسير المحرر الحاج الكليبي والذي تجاهل عمله الوطني باعتباره من المؤسسين للثورة والنضال وأحد أعضاء القيادة الذي لم يناضل من أجل الجلوس على الكرسي إنما من أجل نيل الحرية والتحرر من المحتل الغاصب وتحقيق الأهداف الوطنية وصولا للدولة الفلسطينية.

ورغم عيشه مع زوجته وأبنائه الستة في منزل واحد داخل مخيم طولكرم، إلا أنه لا يستطيع التواصل معهم في كل لحظة، لعدم قدرته على صعود الدرج رغم رعايتهم وإهتمامهم به وتوفير كافة إحتياجاته ومطالبه، حيث يقضي فترة طويلة رهين وحدته في الطابق السفلي من منزله، وتحديدا على باب شرفته المطلة على الشارع وكأنه يريد أن يروي للمارة بعيونه المليئة بالدموع المكبوته قصة الأسرى القدامى الذين جسدوا بعطائهم قصة نضال طويلة مجبولة بالإنتماء والعطاء وأصبحوا الآن في مهب الريح ورهائن للتهميش والتقصير.

ولم يكن انخراط الأسير المحرر الحاج الكليبي في العمل النضالي سوى مبادرة ذاتية دفعه إليها حسه وانتماؤه الوطني وضرورة تحرير وطنه وتحقيق أهداف شعبه في الحرية والإستقلال، حيث كان من أوائل من وزعوا المنشورات السرية، وشارك في التنظيمات والخلايا السرية والعسكرية، وشغل منب عضو مجلس مركزي في تنظيم جبهة النضال الشعبي.

وفي ظل كل ما يكابده الأسير من عدم إهتمام وانصاف لمسيرة عطاؤه ونضاله، يأمل الحاج كليبي تسهيل مهمته في الوصول إلى الإعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى والمعتقلين القابعين في سجون الإحتلال والذي يقام أم مقر الصليب الأحمر في طولكرم، من خلال توفير كرسي كهربائي متحرك له خاصة وأنه رهين كرسى يدوي يعاني التلف لا يستطيع من خلاله التنقل .والوصول للشارع ليبقى حبيس منزله .

ومنذ سنوات طويلة يسعى الحاج كليبي ومن خلال مخاطبته لعدد من المؤسسات الوطنية ومنها مكتب الرئيس أبو مازن ومكتب محافظ طولكرم إلى ضرورة العمل بشكل جاد على توفير كرسي كهربائي متحرك له باعتباره مطلب شرعي وحق من حقوقه كونه من الأسرى القدامى الذين أصبحوا في عداد المهمشين، مؤكدا أنه تقدم بالطلب منذ شهر تموز من العام 2013 ولغاية اللحظة لم يتم الرد على أي من مخاطباته .

“الأسرى القدامى يعانون الإهمال من قبل كافة الجهات التي تعنى بالأسرى وكأن ثقافة المرحلة الحالية لاتحتمل “قال الحاج كليبي . وأضاف ” يجب على صناع القرار والمسؤولين وذوي الشأن أخذ المناضلين بعين الإعتبار وتقدير دورهم الوطني وانتماؤهم من خلال العيش بكرامة داخل الوطن.

وطالب الحاج كليبي العاطل عن العمل كافة الجهات المعنية والتي تعنى بالأسرى بتحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى القدامى والإهتمام بهم وعدم تهميشهم والحفاظ على التواصل الإجتماعي بين مختلف الأسرى، ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم المشروعة و تأمين مطالبهم واحتياجاتهم، ودمجهم في المجتمع واستيعابهم في المؤسسات الرسمية والوطنية وعدم تهميش دورهم ونضالهم وتضحياتهم .

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً