هنا غزة.. عتالة مقابل 2 شيقل

2015/09/07
Updated 2015/09/07 at 8:07 صباحًا

Porterage%20214
الحياة الجديدة – علاء الهجين – يضبط المواطن العشريني ابراهيم الديري من سكان الصبرة وسط مدينة غزة المنبه عند الساعة الخامسة صباحا ليستيقظ ويجهز نفسه بعد أن يتناول فطوره للذهاب الى عمله بمجال “العتالة”, في منطقة تسليم كوبونات وكالة الغوث, لنقل الحاجات التي يستلمها اللاجئون مقابل مبالغ زهيدة تتراوح ما بين 2- 3 شواقل.
الديري واحد من مئات العتالين في غزة اجبرتهم ظروف الحياة على مهنة شاقة، مقابل أجر زهيد يساعدهم على توفير قوت يومهم.
يقول ابراهيم: “أخرج من البيت للعمل من أجل جني لقمة العيش, ومهما كان مجال عملنا صعبا وشاقا الا انه أفضل من البقاء بالمنزل ومشاهدة أفراد عائلتي يعانون الجوع والفقر دون مغيث لهم, فلا نجد غير أماكن توزيع الكوبونات من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين, فنحن بدورنا ننتظر الشخص المستلم للكوبون ونقوم بإيصالها لعربته مقابل شواقل معدودة لا تكفي لشراء ادنى احتياجاتنا في ظل الغلاء المتزايد للأسعار”.
ويضيف: “ننتظر ساعات طوال تحت أشعة الشمس الحارقة وصول اشخاص لاستلام كابوناتهم, وبمجرد ان نلمحهم نهرول نحوهم طالبين منهم ان نوصل حملهم الى عربة تقوم بنقلها وتوصيلها الى مكان سكناهم, فأحيانا يوافقون ومرات كثيرة يتم الرفض كونهم يحضرون معهم افرادا من عائلتهم للمساعدة”.
ويتابع: “أعمل بهذا المجال منذ سنتين لأنني لم أجد عملا آخر في ظل الحصار الاسرائيلي الخانق على أهالي القطاع, واغلاق المعابر منذ عدة سنين, فيوميا أكون موجودا بالمكان من الساعة السادسة صباحا لغاية الساعة الواحدة ظهرا, وعند مغادرتي مكان عملي أكون مرهقا جدا خاصة ان عملنا يعتمد على العتالة والأحمال الثقيلة فكيس الطحين يزن 50 كيلوغراما, وعند وصولي للبيت أستحم واتناول غدائي وارقد الى النوم مباشرة ولا استيقظ الا باليوم التالي لأستعد للذهاب الى العمل من جديد”.
وفي غزة آلاف العمال في مجال العتالة مقابل عائد مادي بسيط لا يستطيع العامل ان يسد منه قوت افراد عائلته, لكنه يكون مجبرا على العمل كي لا يجلس بالبيت يتابع معاناة ابنائه.
ويقول الفتى سامي ابراهيم “13 عاما” من حي الشجاعية شرق مدينة غزة انه يخرج كل صباح من منزله متجها الى أماكن توزيع الكابونات والمؤن على أهالي قطاع غزة, مشيا على الأقدام لمسافة تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات كونه لا يستطيع دفع ايجار السيارة اذا ما اراد الوصول بسرعة, لكنه يصر على العمل الشاق لأنه يساعد أسرته المكونة من ثمانية اشخاص لأن والده مريض.
يقول سامي: “قطعت دراستي قبل عام بسبب الوضع الاقتصادي السيء الذي تعاني منه اسرتي منذ سنين, وتوجهت الى العمل وطرقت ابوابا للعمل لكنهم سدوا الباب بوجهي ومنهم من نصحني ان اكمل دراستي وانتبه لمستقبلي افضل من العمل, لكن لا أحد منهم يعلم مدى سوء وضعي المادي, اللي ايده بالمي مش زي اللي ايده بالنار”.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً