جبهات حلب تشتعل و «الحصار» يتسبب بأزمة غذائية

2016/07/12
Updated 2016/07/12 at 9:43 صباحًا
People inspect the damage at a site after it was hit by shelling carried out by rebels at Syrian government-held areas of Aleppo, Syria, in this handout picture provided by SANA on July 11, 2016. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. FOR EDITORIAL USE ONLY. TPX IMAGES OF THE DAY

People inspect the damage at a site after it was hit by shelling carried out by rebels at Syrian government-held areas of Aleppo, Syria, in this handout picture provided by SANA on July 11, 2016. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. FOR EDITORIAL USE ONLY.     TPX IMAGES OF THE DAY

شهدت مدينة حلب، كبرى مدن شمال سورية، يوماً عصيباً أمس في ظل هجمات واسعة شنّتها فصائل المعارضة على مناطق سيطرة القوات النظامية في وسط المدينة وأحيائها الغربية، في مسعى واضح منها للتخفيف عن «جبهة الملاح» حيث فشل المعارضون الأحد في إبعاد الجيش الحكومي عن طريق الكاستيلو ومنعه بالتالي من حصار ما يصل إلى 250 ألف نسمة يقطنون الأحياء الشرقية من المدينة.

وجاءت معارك حلب على وقع أنباء عن تقدّم سريع ومفاجئ لتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي، إذ أفادت قناة «الجزيرة» بأن الطيران الروسي يشن غارات على مدينة تدمر «بعد دخول التنظيم اليها». وكانت القناة أوردت قبل ذلك أن التنظيم «وصل إلى مشارف مدينة تدمر وسط البادية السورية». لكن «تنسيقية مدينة تدمر» قالت إن عناصر «داعش» تسللوا إلى الأحياء الشرقية من تدمر فقط وحققوا مع سكانها ثم «انسحبوا بسلام» من دون خوض معارك من الجيش النظامي.

وتُشكّل عودة «داعش» إلى تدمر، إذا ما صدقت المعلومات عن ذلك، نكسة لا يُستهان بها للجهود التي قامت بها روسيا التي قدمت دعماً عسكرياً ضخماً للقوات النظامية لطرد التنظيم من هذه المدينة التي توصف بـ «لؤلؤة البادية» في آذار (مارس) الماضي. وقُتل يوم السبت طياران روسيان كانا يساندان القوات السورية في صد هجوم لـ «داعش» قرب تدمر، لكن مروحيتهما أُسقطت بصاروخ «تاو» أميركي، وفق ما قالت وزارة الدفاع الروسية. وزار الرئيس فلاديمير بوتين أمس دير فالام العتيق في شمال روسيا وطلب من الرهبان إقامة الصلوات على أرواح العسكريين الروس الذين قتلوا في سورية. وقال الكرملين إن بوتين أكد لرهبان الكنيسة الأرثوذكسية «أنه لا يجوز أن ننسى أولئك الذين يعملون ويحاربون ويضحون بحياتهم في سبيل خدمة الوطن»، وإنه ذكر في هذا السياق الطيارين الروسيين اللذين قتلا في تدمر خلال «مشاركتهما في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن القومي الروسي».

في غضون ذلك، شنت فصائل من المعارضة السورية هجوماً واسعاً ضد مواقع سيطرة القوات النظامية في حلب، رداً على إغلاق هذه القوات الطريق الوحيد المؤدي الى الأحياء الشرقية في المدينة ما تسبب بأزمة مواد غذائية وأساسية.

وترافق الهجوم مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها الحكومة ما أسفر، وفق التلفزيون الرسمي السوري، عن سقوط ثمانية قتلى وأكثر من 80 جريحاً، بينما قتل ثلاثة مدنيين في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس» إن «الفصائل المعارضة شنّت هجوماً واسعاً على أربعة محاور ضد نقاط التماس مع النظام داخل مدينة حلب».

ودارت صباح الاثنين، وفق مراسل لـ «فرانس برس» في الأحياء الشرقية، اشتباكات عنيفة داخل المدينة لا سيما في منطقة حلب القديمة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة عليها. وشملت المعارك، وفق المرصد، منطقتي سيف الدولة وبستان القصر، وهما خطا تماس في الجزء الجنوبي من المدينة. وأفاد «المرصد» أن الفصائل أطلقت «منذ فجر اليوم (أمس) حوالى 300 قذيفة على الأحياء الغربية، وبينها السريان والميريديان والمشارقة وغيرها». لكن مدير «المرصد» قال إن الفصائل لم تحقق أي خرق نتيجة «القصف الجوي لقوات النظام على مناطق الاشتباك» وعلى أحياء أخرى في الجهة الشرقية. وأوضح أن هجوم المعارضة أمس يأتي «رداً على تقدم قوات النظام شمال مدينة حلب باتجاه طريق الكاستيلو»، المنفذ الوحيد المتبقي للأحياء الشرقية.

وأكد محمود أبو مالك من المكتب الإعلامي لـ «حركة نور الدين الزنكي» المقاتلة أن «كتائب الثوار استخدمت في هجومها على وسط مدينة حلب كل أنواع المدفعية الثقيلة والرشاشات»، مشيراً إلى أن الهدف من الهجوم «تخفيف الضغط عن جبهة الملاح وحندرات»، في إشارة الى المعارك الدائرة في منطقة الكاستيلو. وأغلقت القوات النظامية الخميس طريق الكاستيلو بعدما تمكنت من السيطرة عليه نارياً وواصلت التقدم باتجاهه لتصبح حالياً على بعد حوالى 500 متر منه.

وتسبب قطع طريق الكاستيلو في تفاقم أزمة نقص المواد الغذائية والأساسية في الأحياء الشرقية لحلب. وأظهرت صور التقطها مراسل «فرانس برس» أسواقاً فارغة بمعظمها من المواد الغذائية والخضار، كما سُجّل نقص في البنزين والمازوت والغاز للاستخدام المنزلي. وكان عدد كبير من السكان سارعوا مع بدء المعارك الى شراء المواد التموينية بكثرة، ما أدى إلى فراغ الأسواق من المنتجات.

الحياة اللندنية

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً