هل قُدِّر لك أن تكونَ شاهدَ حبْ ؟! ( محمود جودة)

2016/07/13
Updated 2016/07/13 at 10:55 صباحًا

thumbgen (3)

 

 

 

كان نصيبي أن أجلس في العتمة، للعتمة حظٌ من اللحظات الحلوة، كانت حفلة الشباب قد اكتمل نصابها، ودخل العريس محمولا على أكتاف الأصدقاء والبسمة تملأ وجوه الحاضرين.

كنت أنا أجلسُ بجانبِ السمّاعات الكبيرة والتي كانت تصدح بأغنية “الحجّالة” – هذه من أروع الموسيقى التي تطرب لها أذنك .. تطير بك حيث الجمال المؤلل بالفرح، كما فعلت بي فقد أخذتُ عيني إلى سطح منزلٍ مقابل لي تمامًا، حيث تجمّعت النسوة ليشاهدن حفل الشباب في ساحة المُخيم.

كن يتجمعن كرفِ الحمام بجانب بعضهن مزخرفات بالفرح الذي يُنقط من أكمام أثوابهن التي كانت تشمر عن السواعد المرمرية، كُن يتضاحكن في تمايلٍ منتظم الحركة ويتوشوشن وهن يُشرن إلى أحد ما يعرفنه يرقص في ساحة الحفل.

لاحت لعيني خيال ظفيرة كانت تتمرجح كلما تمايلت صاحبتها على أنين المغني الشعبي شفيق كبها ولحظات حتى امتلأ كفها بحبات الحلو، وأخذت تنثره على رؤوس الحاضرين، كانت “تكبش” من سلةٍ وضعتها على سور البناية وترمي، وأنا أروح مع الظفيرة .. هي ترمي وأنا أروح وآكل ما يصلني من حبّات الحُب.

استمرت السيدة برمي حبّات الحلو حتى رأيت يد أخرى تتسلل إلى سلّةِ الحلو وتأخذ منه ما وسع كفها الأبيض، وابتعدت قليلًا عن جاراتها، وقنصت بها شابًا كان يرقص والفرح يرشح من جبينه وهو يحمل طفلة شديدة الحلا على كتفيه، تلفَّت الشاب وأظنه قد اعتقد أن هذه إصابةً عشوائية؛ فحبات الحلو تتساقط على الجميع بدون استئذان أو قصد، أو هكذا بدى له.

واصل الشاب تمايله وهو يمسك بيدي الطفلة.. مرة أخرى ترميه الصبية بحبةِ حلوٍ أخرى، هذه المرة كانت الرمية في رأس الطفلة الصغيرة، فشاهدت الطفلة الرامي وصرخت: عمو عمو .. خالتو نادية ضربتني في راسي.

 

التفت الشاب مباشرةً إلى أعلى البناية وابتسم تلك الابتسامة التي تعلو وجوه الشهداء وهم يشاهدون مكانهم في الجنة.. وبعث بقبلة، هذه القُبلة التي قدّر لي أن أكون شاهدًا عليها.

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً