مئات الشقق بـ “كهرباء مؤقتة” والشركة ترفض منح اشتراكات للمواطنين

2016/07/24
Updated 2016/07/24 at 9:03 صباحًا

13833144_1827429680812450_456966769_o

رام الله –الحياة الجديدة- محمد مسالمة- بصوت متعب، تستغيث الدكتورة نداء فرهود من رام الله اصحاب القرار قائلة “الكهرباء ليست كافية، وانا عندي حالة انسانية، امي مريضة بالتهاب رئوي حاد وبحاجة لجهاز الاوكسجين 24 ساعة، والجهاز يعمل بالكهرباء، والعمارة موصولة بتيار مؤقت ما يهدد حياتها، والسبب أن شركة كهرباء القدس ترفض استقبال طلبات الاشتراكات الجديدة”.

شركة كهرباء محافظة القدس اتخذت قراراً برفض طلبات الاشتراك الجديدة، ومنذ حوالي 4 شهور، يحاول اصحاب المنشآت الحصول على التيار الدائم بالاشتراك الرسمي مع الشركة، لكنها ترفض، وتضطر نداء أن تحصل على كهرباء شقتها في العمارة السكنية بمدينة البيرة من خلال الخط المؤقت الذي تمنحه شركة كهرباء محافظة القدس للشركة التي تتكفل بالبناء.

أضافت نداء أن الكهرباء المؤقتة لا تحتمل الكثير من الضغط، فهي تعمل لساعات وتفصل بشكل مفاجئ، ما يضطرهم للعيش تحت طوارئ خاصة بسبب الحالة الانسانية التي تعيشها والدتها، اضافة الى خوفها على مقتنياتها من أجهزة كهربائية، قد يتسبب هذا الانقطاع المفاجئ الى حرقها، وربما الى تماس كهربائي يفقدها حياتها هي وعائلتها.

سعر الكهرباء المؤقتة مضاعفة

تابعت نداء في حديث لـ “حياة وسوق”: تقدمنا لشراء البيت منذ 3 سنوات، وعندما استلمنا المنزل منذ عدّة شهور،  اضطررنا ومن معنا بالعمارة لأخذ التيار الكهربائي المؤقت”، مشيرة إلى انهم في انتظار شركة كهرباء القدس لتوافق على طلب الاشتراك.

وأوضحت أن سعر فاتورة الكهرباء للخط المؤقت مضاعفة، وأن الاجهزة الكهربائية لا تستخدمها لخوفها عليها من التلف، “عدم المؤاخذة، الموظف يا دوب بيقدر يحصل ثمن الجهاز عشان يقدر يشتريه..”.

الفارس: 15 مشروعا بحاجة للكهرباء والأزمة تتفاقم

تواصل “حياة وسوق” مع مجموعة من الشركات العقارية، والتي تقوم ببناء الشقق السكنية، والتي بدورها أكدت وجود مشكلة كبيرة. ويقول المهندس خالد الفارس، وهو المدير التنفيذي لشركة النبالي والفارس العقارية إن المشكلة قائمة منذ 4 شهور، حيث رفضت شركة كهرباء محافظة القدس استقبال الطلبات لتمديد خطوط للمشاريع التي تمتلكها الشركة، وهي حوالي 15 مشروعا، تتضمن 400 شقة سكنية، مشيراً الى أن الأزمة تتفاقم يوماً بعد الآخر، نتيجة لالحاح المواطنين على تسلّم بيوتهم.

وقال الفارس إن شركته ملتزمة بتسليم الشقق للمواطنين، لكن البيت دون كهرباء لا معنى للحياة فيه، موضحا ان بعض المشاريع تعيش فيها عائلات، حيث اضطرت للاقامة في بيوتها بعد تسليم بيوت الأجرة،  مشيرا إلى أن هؤلاء السكان يعيشون على الكهرباء المؤقتة التي تمنحها شركة الكهرباء للمكاتب العقارية عندما تبدأ بالبناء، وهذا يشكل خطراً على حياتهم وعلى مقتنياتهم.

وقال الفارس إن “شركة الكهرباء لا تبالي في التزامها بتقديم الكهرباء، لأنها شركة احتكارية، وهي صاحبة الامتياز الوحيدة في رام الله، لكنها مجبرة على تقديم الخدمة بالقانون والاعراف” حسب قوله، وأوضح أنه اذا ما استمر هذا التأخير، فان شركته ستتكاتف مع الشركات الاخرى المتضررة في التوجه للقضاء، حيث ان الأمر يتعلق بحياة المواطنين واموالهم وحقوقهم.

وعلى الرغم من ذلك فان الفارس يقدّر معاناة شركة كهرباء محافظة القدس من الديون المتراكمة عليها لشركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية، لكنّه لا يعفيها من تخليها عن مسؤولياتها تجاه الملتزمين بدفع المستحقات عليهم، ومنهم شركة النبالي الفارس، حيث أكد ان “جميع المستحقات المالية مدفوعة للشركة، ولكن الشركة تقصّر وربما تعالج قضية ديونها بالشكل الخاطئ” حسب قوله.

من جانبه، أكد مدير مكتب ماس العقاري، المهندس حسن المصري أن رد شركة كهرباء محافظة القدس عندما توجّه لترخيص مشروعه كان: “لا يوجد كهرباء”، على الرغم من أنه توجّه للشركة قبل الشروع في البناء ووافقت على اتمام اجراءات الترخيص من الناحية الفنيّة للكهرباء.

وأوضح المصري لـ “حياة وسوق” ان تنفيذ مد خطوط الكهرباء مجمّد عند شركة الكهرباء، بحجة أن المسؤولين في الشركة أصدروا قرارا بمنع منح خطوط جديدة، حيث أن الشركة لا تستطيع توفير المزيد من الطاقة الكهربائية من شركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية.

ويعلّق المهندس المصري على ذلك بالقول: “الشركة ليست سوبر ماركت والكهرباء ليست سلعة تنفد، وعلى الشركة توفيرها بأسرع وقت للمواطنين”، مشيراً الى أن عدد الشقق التي يمتلكها مكتبه العقاري 18 شقّة و6 محلات تجارية بحاجة لكهرباء دائمة.

وأوضح ان المشروع قيد التشطيب والتسليم للمواطنين الذين قاموا بشراء عقارهم، مؤكداً ان هناك بعض المرافق كالمصعد لا يعمل الا من خلال خط الكهرباء الدائم لأنه مشغله طاقة 3 فاز، والخط المؤقت يحتمل 1 فاز.

“كهرباء القدس”: رسوم الخطوط مدفوعة ولكن!

رد شركة الكهرباء على هذا الانفعال الانساني والاقتصادي كان في حديث نائب رئيس الشركة المهندس علي حمودة، حيث قال ان الشركة عاجزة عن سداد ديونها لشركة الكهرباء القطرية الاسرائيلية، وبالتالي فانها لا تستطيع استقطاب المزيد من الخطوط المزودة للتيار الكهربائي، مع أنه يؤكد أن رسوم خطوط الربط الجديدة مدفوعة للشركة الاسرائيلية، لكنّ الديون المتراكمة تجعلها ترفض تشغيل الخطوط.

وأكد حمودة لـ “حياة وسوق” أن شركته اتخذت قراراً بعدم تزويد المواطنين بالاشتراكات الجديدة، طالما بقيت شركة الكهرباء الاسرائيلية رافضة لتزويدها بخطوط ربط جديدة، علماً بأن الديون المتراكمة للقطرية الاسرائيلية حوالي 1,3 مليار شيقل.

الشركة عاجزة عن حل القضية

وقال حمودة إن شركته تمنح المشاريع القائمة خطوط مؤقتة ثمن الاستهلاك من خلالها غال، وذلك بهدف استعجال المواطنين في القدوم لشركته وتصويب أوضاعهم بالاشتراكات ومد خطوط دائمة، لكنه صمت عندما تم سؤاله: لكنّ شركة كهرباء القدس لا تعطيهم فرصة لتصويب اوضاعهم، فماذا يفعلون؟! يقول إن الأمر خرج من يد شركة الكهرباء وهي الآن تعجز عن حل القضية.

وتابع: نعلم أن هناك حالات انسانية في الشقق السكنية، وأن الخطوط المؤقتة تشكل خطورة، وثمنها غال، لكنّ مجلس الادارة من الممكن أن ينظر في الشقق التي تحوي حالات انسانية، ويتم مد خطوط مباشرة لتلك المشاريع.

وقال ان شركة كهرباء محافظة القدس لا تتحمل اي جزء من المسؤولية حول الخسائر البشرية والمادية في الشقق غير الموصولة بخطوط كهرباء دائمة، في ذات الوقت يقول ان الشركة ملزمة امام القضاء في تقديم خدمة الكهرباء لأنها الوحيدة صاحبة الامتياز في محافظة رام الله والبيرة.

تهديد باللجوء إلى القضاء

وقال المهندس حسن المصري أن مكتبه العقاري سيتوجه للقضاء حال استمرت المشكلة قائمة، لأن شركة الكهرباء اصبحت احتكارية بنظره، ولا تبالي في حل المشاكل الفنية التي تعاني منها المشاريع العقارية.

ويسرد رد أحد موظفي شركة الكهرباء عندما تقدم بطلب مساعدة فنّية ولم تستجب له الشركة: ” قال لي، احنا الشركة الوحيدة وما في غيرنا، واللي بدك اياه اعمله” حسب قوله.

يستهجن المهندس خالد الفارس رفض شركة محافظة القدس لطلبات الاشتراكات الجديدة، ويؤكد أن موقف شركته أمام المواطنين المتملكين للشقق لا يحسد عليه، وأن هناك عشرات السكان يضغطون على الشركات العقارية بشكل يومي، حيث انهم بحاجة للكهرباء في منازلهم.

نداء: “دفعنا دم قلبنا، ولا نرضى الخسارة”

الدكتورة نداء، ترفع صوتها لمجلس الوزراء، ولسلطة الطاقة من أجل توفير الكهرباء، وتقول انها تتواصل مع الشركة بشكل مستمر، ولا تمضي عدّة ايام حتى تعاود الاتصال بهم، وهم يعاودون وعدها مرّة اخرى، “لا حياة لمن تنادي”.

وتؤكد أنها ستسلك المجرى القانوني في الحصول على حقها، “نحن قمنا بشراء الشقة، ودفعنا دم قلبنا ثمنها، وبالآخر يقولون لنا لا يوجد كهرباء، ومعنى ذلك، انني لا

 

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً