عريضة ودعوة دوليتان لـ «فيفا» تطالبانها برفع «البطاقة الحمراء» في وجه نوادي المستوطنات

2016/09/26
Updated 2016/09/26 at 9:35 صباحًا

25qpt959

الناصرة – «القدس العربي» : أطلقت منظمتا «أفاز» و «هيومن راتس ووتش» الدوليتان عريضة دولية موجهة لاتحاد كرة القدم الدولي «فيفا» بعنوان «فيفا ارفع البطاقة الحمراء في وجه المستوطنات الإسرائيلية.
و«آفاز» منظمة عالمية تعني «صوت» وتكتب بعدة لغات وتأسست عام 2007 لتحمل مهمة ديمقراطية بسيطة: تنظيم المواطنين من كل مكان كي يتمكنوا من المساعدة في ردم الهوة بين العالم الذي نعيشه اليوم والعالم الذي يريده أغلب الناس في كل مكان. أما «هيومن رايتس ووتش « فهي منظمة غير حكومية دولية تأسست في 1978 للدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لها. وتوضح العريضة أن إسرائيل تسمح بمشاركة ستة أندية كرة قدم في مستوطنات قامت على أرض فلسطينية مسروقة، بدوري كرة القدم الإسرائيلية مؤكدة على أن هذه تشكل عقبة أمام السلام وتم شجبها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتنبه العريضة في المقابل الى أن الفرق الفلسطينية تمنع من التحرك واللعب بحرية ضمن الدوري الفلسطيني. وتشير إلى أن اتحاد كرة القدم الدولي يعكف الآن على التحقيق بالسؤال إذا كانت هذه الفرق الاستيطانية سيسمح لها بالمشاركة في مباريات دولية. وتدعو لاتخاذ قرار يوفر النزاهة والمساواة، وتشير إلى أن قوانين منظمة «فيفا» تحظر استخدام ملاعب بلاد أخرى دون موافقتها، وأنها قد انتدبت ممثل جنوب أفريقيا فيها طوكيو سيكسوال لزيارة المنطقة والتحقيق بهذا الموضوع، منبهة الى أنه سياسي وله تطلعات عالية. وتحذر العريضة من أن «إسرائيل تحاول استمالة هذا المندوب وإقناعه بألا يوصي بفعل أي شيء ولذا من المهم رفع صوتنا بشكل عال وفعال ضمن ندائنا لسيكسوال وذلك من أجل دفع «فيفا» لمساءلة ومحاسبة اتحاد كرة القدم الإسرائيلي. وتخلص العريضة للتذكير بأن مسؤول «الفيفا» سيقدم توصياته خلال أسبوع، مما يعني الإسراع بتوقيع هذه العريضة، داعية الجمهور الواسع للانضمام لها.
أرض مغتصبة
وعلى هذه الخلفية تؤكد منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بحث جديد إن منظمة الفيفا» ترعى مباريات في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية على أراض انتزعت بشكل غير قانوني من الفلسطينيين. وتؤكد «المنظمة الدولية أنه على الفيفا تحمّل مسؤولياتها في حقوق الإنسان، ومطالبة» الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم» بنقل كافة الألعاب والأنشطة التي ترعاها الفيفا إلى داخل إسرائيل. وتقول ساري بشي، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين إن الفيفا تشوّه لعبة كرة القدم الجميلة، بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة. وتكشف أن المسؤولين الجدد الذين تولوا زمام الفيفا قطعوا التزامات جديدة في مجال حقوق الإنسان هذا العام، وعليهم إشهار البطاقة الحمراء في وجه أندية المستوطنات، والإصرار على التزام الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالقواعد». وتستذكر هيومن رايتس أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، لأن نقل القوة المحتلة للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة يشكل انتهاكا لـ «اتفاقية جنيف الرابعة» ويعتبر جريمة حرب، ولأن المستوطنات بنيت على أراض صودرت من الفلسطينيين. وتستذكر أن مباريات الاتحاد الإسرائيلي في المستوطنات هي بالفعل موضع نزاع بينه وبين «الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم»، الذي يدعي أن الاتحاد الإسرائيلي ينتهك قوانين الفيفا التي تحظرعلى أعضائها إقامة مسابقات في مناطق اتحادات أخرى دون إذن. كما تستذكر أن الاتحاد الفلسطيني عضو في الفيفا منذ 1998، باعتبار أراضيه تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، المعترف بها دوليا كـ «الأراضي الفلسطينية المحتلة» أو فلسطين. من جهة أخرى يقول الاتحاد الإسرائيلي، وهو أيضا عضو في الفيفا، إن على الاتحاد الدولي السماح له بمواصلة إقامة المباريات في المستوطنات، وينبغي عدم اتخاذ أي موقف بشأن الوضع في الضفة الغربية بزعم أنها «منطقة متنازع عليها».
يشار الى أن الفيفا أنشأت العام الماضي لجنة مراقبة لحل القضية، وقالت اللجنة إنها ستقدم توصياتها إلى اجتماع مجلس الفيفا في 13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في زيورخ.
لكن هيومن رايتس لا تنتظر انتهاء تحقيقات «فيفا» وتؤكد أن أبحاثها أن المسألة ليست مجرد خلاف بين الاتحادات الوطنية على تفسير قوانين الفيفا. فمن خلال سماح الفيفا للاتحاد الإسرائيلي بإجراء مباريات داخل المستوطنات، تنخرط بذلك في نشاط تجاري يدعم المستوطنات الإسرائيلية، خلافا لالتزامات حقوق الإنسان التي أكدتها مؤخرا. وتكشف أنها طلبت تعليقات من الفيفا والاتحاد الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكنهم ردوا جميعا بأنه لا يمكنهم إرسال ردود قبل وقت نشر البحث. وقالت الفيفا والاتحاد الإسرائيلي إنهما سيردّان في وقت لاحق.
وتوضح هيومن رايتس ووتش أنها وثقت سابقا كيف تساهم الشركات التجارية في الضفة الغربية في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وتستفيد منها. وتدلل على ذلك بالتأكيد على كونها أراضي أخِذت بصورة غير قانونية من الفلسطينيين، وتستغل الموارد الطبيعية التي تعود للفلسطينيين، التي يتم تخصيصها بطريقة تمييزية لصالح الإسرائيليين، في إطار نظام تمييزي يقدم الامتيازات للشركات الإسرائيلية في حين يمنع الشركات والمؤسسات الاجتماعية والبنية التحتية الفلسطينية من التطور.
كما تشدد على أن الاحتلال بنقله للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة ينتهك القانون الإنساني الدولي أيضا. وتتطلب المبادئ التوجيهية من الشركات احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومعايير القانون الدولي الإنساني أيضا. وتتنبه المنظمة الدولية الى ان السجلات المالية تظهر أن الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم أرسلا في السنوات الأخيرة ملايين الشيكلات سنويا إلى الاتحاد الإسرائيلي كجزء من علاقة مالية متبادلة يُمكن من خلالها للفيفا والاتحاد الأوروبي كسب المال من الألعاب الإقليمية والدولية التي تخوضها الفرق الإسرائيلية.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً