أشاد القيادي في حركة حماس، وعضو مجلس الشورى فيها الدكتور أحمد يوسف بدور قطر في دعم الشعب الفلسطيني، وبالزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة، مؤكدًا أن قطر كانت طوق النجاة لغزة في كل وقت، وقدَّمت مساعدات بشكل كبير عندما كانت تُقطع السُبل.
وأكد يوسف الذي يرأس مؤسسة بيت الحكمة في حوار مع الوطن أن المنحة القطرية للشعب الفلسطيني في غزة حرَّكت الوضع الداخلي بشكل كبير، وغزة اليوم أصبحت ورشة عمل لإعادة البناء، وقال إن الناس في غزة يعيشون في حالة أفضل من السابق وأن الزيارة التي قام بها سمو الأمير أوجدت أفقًا سياسيًا، وقطر لم تبخل ولم تقصر منذ البداية، وكانت طوق النجاة لنا في كل أزماتنا الداخلية، وقدموا مساعدات مادية بشكل كبير جدًا عندما كانت تُقطع عنا السُبل، وعندما كان الأوروبيون يقطعون مساعداتهم.
وأكد القيادي في حماس أن الفلسطينيين باتوا اليوم أقرب من أي وقت مضى للمصالحة، ويتحاورون بروح أخوية عالية؛ حيث باتت الأوضاع كما يقول: الأوضاع أفضل بكثير وبات هناك إمكانية للتوصل لمصالحة حقيقية، ولحل كافة الملفات العالقة، وأكد يوسف أن الرئيس عباس أبومازن لا يريد أن يلتقي أوباما وهو مكبل ببعض الملفات التي تعيق أي مبادرة للسلام فإذا وجد عند الأميركيين حلولاً وخيارات إيجابية، فربما يمضي قدمًا في هذه الحل وإذا لم يكن هناك شيء لدى الأميركيين فإن المصالحة وإنهاء الانقسام هو الملف الرئيسي، وأكد الدكتور يوسف أنه سيكون للمصريين اليد العليا في ترتيبات الوضع الأمني الفلسطيني، ونفى الدكتور يوسف وجود اتصالات بين حماس وإسرائيل حول ملفات هامة، وقال مؤكدًا أن المباحثات التي جرى تداولها مؤخرًا في الإعلام ليست مباحثات مباشرة وتتعلق بجندي إسرائيلي مفقود منذ الخمسينيات، وتبحث إسرائيل عن رفاته وإسرائيل أدخلت بعض الوسطاء في الموضوع، ونفى يوسف إمكانية انزعاج حماس من إغلاق الحكومة المصرية للأنفاق في غزة وإغراقها بالمياه العادمة، وقال نحن لسنا بحاجة لكل هذه الأنفاق، وهي وكانت مطلوبة سابقًا أصبحت عبئًا علينا وعليهم.
وحول تداعيات قرار حماس مغادرة دمشق وأثره على علاقتها بإيران وحزب الله أكد القيادي في حماس أن الحركة برَّأت ذمتها وانتصرت للشعب السوري رغم أنها لا تمتلك فضاءات عربية أو إسلامية كثيرة يمكن أن تتنقل من خلالها، وقال إن العلاقة مع حزب الله فيها وضوح في الأجندة في قضية الصراع مع إسرائيل، باعتبارها العدو المركزي للأمة، وكشف الدكتور يوسف عن محاولات إيرانية لثني حماس عن موقفها من خلال قطع المخصصات المالية لأشهر، وقال إنهم عادوا عندما أدركوا أن هذا موقف مبدئي من الحركة وأنها لا يمكن أن تساوم على قضية استباحة الدم السوري. وعلى صعيد الانتخابات الداخلية في حركة حماس كشف القيادي في الحركة عن إرهاصات تبشر بعودة خالد مشعل لقيادة الحركة التي لازال له حق شرعي بالترشح لدورة ثانية فيها، مخالفًا بذلك تصريحات سابقة له عبَّر فيها مشعل عن رفضه الترشح لفترة ثانية.
بداية ما هي مؤسسة بيت الحكمة التي تترأسونها حاليًا وما طبيعة عملها؟
-مؤسسة بيت الحكمة مؤسسة مستقلة عمرها ثلاث سنوات كان رئيسها السابق وزير العدل الفلسطيني الدكتور ناهض الريس ومجلس أمنائها مجموعة مشكلة من كافة التيارات السياسية، وقد حرصنا على ذلك وهو بوابة مفتوحة للجميع لدينا ثلاث دوائر للعمل، ولدينا فريق المناصرة وهو مجموعة من الشباب الجامعيين الذين يجيدون اللغة الإنجليزية وهم يفتحون القنوات ويتواصلون مع المؤسسات والوكالات غير الحكومية، ويستقطبون الداعمين والناشطين الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، ولدينا مجموعة أخرى نسميها (ذا ليدرز) أي الكبار، وهذه المجموعة ترعى موضوع المصالح الفلسطينية عن طريق هيئة الوفاق الفلسطيني، ومؤخرًا انتخبت بشكل دوري لرئاسة هذه المجموعة، ولدينا النشاط العام في المركز حيث نقوم بتنظيم دورات تدريبية وورشات عمل بالتعاون مع بعض المؤسسات الدولية ذات الخبرة في هذا الموضوع؛ حيث نعقد دورات للشرطة وللبرلمانيين ولدينا إصدارات في مجالات كثيرة، وكذلك نتعامل مع زائري فلسطين فغالبًا ما تكون المحطة الأولى لدينا حيث نعطيهم فكرة عن الوضع الفلسطيني الداخلي والرؤية الفلسطينية للسياسة الخارجية وقبل مجيئي إلى هنا كان لدينا وفد برلماني بريطاني ووفد من مؤسسات المجتمع المدني وغالبًا يتركز السؤال المركزي حول وضع غزة والحصار وما هو المطلوب منا كأوروبيين أو بريطانيين من اجل التخفيف من الحصار ومحاولة التأثير على دوائر القرار السياسية في بريطانيا لدفعها لتغيير سياستها.
كيف تتخيلون أن يتم موضوع المصالحة الفلسطينية، فاتفاق الدوحة ينص على أن يكون الرئيس أبومازن هو رئيس الحكومة التوافقية والاتفاق أيضًا يعني عودة تشكيل الأجهزة الأمنية فكيف يمكن أن تتم تلك المسائل من وجهة نظر حماس؟
-المصالحة إذا صدقت النيات فإن طريقها واضح ومن السهل إنجازها، ولكن يجب أن تتوفر النيات الصادقة، ومن الصحيح أن هناك بعض الضغوطات الأميركية والممارسات الإسرائيلية لقطع الطريق أمام المصالحة الفلسطينية، كما أن إسرائيل تريد إبقاء حالة الانقسام حتى ابتلاع الضفة الغربية، وتريد إسرائيل أن تلقي الفلسطينيين في غزة، كما تعتقد إلى سيناء أو تجد لها حلاً آخر،
{ ضمن تفاصيل المصالحة حماس مرتاحة اليوم بتوليها الأمن ووجود أون امني واحد في غزة فهل يمكن أن تقبل حماس عودة أجهرة أمنية يكون عملها وقف الهجمات على إسرائيل كما تفعل حماس الآن؟
-هذه القضايا هناك عليها تفاهمات وإعادة بناء الأجهزة الأمنية سيكون للإخوة في مصر اليد العليا في ترتيبات الوضع الأمني الفلسطيني والخوف من إشكاليات تفجر الصراع من جديد قد تجاوزناها ولم يعد هناك احتقان كما كان عليه الحال في العام 2007 ولدى الناس اليوم الرغبة في العمل يدًا بيد مع بعضهم وتجاوز كافة أخطاء الماضي التي وقعت للشعب الفلسطيني فكلنا أدركنا أن الخاسر الوحيد من الوضع هم الفلسطينيون.
{ تواردت أنباء عن وجود اتصالات بين حركة حماس وإسرائيل وعلَّق القيادي في حماس محمود الزهار على الموضوع بالقول هناك إن الاتصالات هي حول قضايا إنسانية فما حقيقة تلك الاتصالات؟
-هذه قضية من الصعب الحديث حولها فهي سر من الأسرار، ولكن لا علاقة لها بالسياسة ولا بالأمن، وهي ليست مباحثات مباشرة وربما تتعلق بجندي إسرائيلي مفقود منذ الخمسينيات، وتبحث إسرائيل عن رفاته وإسرائيل أدخلت بعض الوسطاء في الموضوع من أجل إمكانية البحث عن رفاة الجندي في غزة الذي قتل في الخمسينيات، وعمليًا ليس هناك اتصال مباشر أو مباحثات مع الإسرائيليين، وهناك بعض القضايا الإنسانية التي يتدخل فيها أوروبيون لإيجاد حل.
{ من هم الوسطاء؟
-هم أوروبيون غالبًا أو الطرف المصري في معظم الأحيان والإخوة في مصر هم المحطة الرئيسية لإيجاد مخارج وحلول لبعض الإشكاليات التي تتم كموضوع التهدئة حيث يحدث أحيانًا تجاوزات ومخالفات إسرائيلية وعدم التزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة ويقوم حديث مع الإخوة في مصر بأن الطرف الإسرائيلي لم يلتزم، وبالتالي فإن المصريين هم من يتواصلون مع الإسرائيليين أو يقوم الطرف الإسرائيلي بتقديم شكوى للمصريين بأن الطرف الفلسطيني لم يلتزم بكذا وكذا، واعتقد بوجود بعض المشاكل والقضايا التي يتم حلها عن طريق مصر أو عن طريق بعض الأوروبيين الذين يتدخلون أحيانًا لحل الإشكاليات كما كان في ملف جلعاد شاليت وغيره.
{ في بداية حكم الإخوان الجديد في مصر كان هناك تفاؤل كبير لدى حركة حماس واليوم نرى مصر تغرق أنفاق غزة وشريان حياتها بمياه المجاري، فهم أنتم خائبو الأمل من الرئيس المصري محمد مرسي مع استمرار الحصار وإغلاق الأنفاق التي لم يغلقها حتى الرئيس المخلوع حسني مبارك؟
هذا ربما حكم قاسٍ على الإخوة في مصر ومصر فضاء مفتوح بالنسبة لنا ونحن نقدر ظروف مصر ولكن الجهد الأكبر الذي تبذله مصر اليوم هو في ملف المصالحة والعطاء الحقيقي هو في تقديم النصائح.
{ما الفائدة من النصائح إذا أغلقت الأنفاق هل ستعيشون على النصائح؟
-نحن لسنا بحاجة لكل هذه الأنفاق وهم فتحوا المعبر لإدخال مواد البناء ولا اشكالية في ذلك ومواد البناء تدخل لإعادة بناء ما دمرته الحرب والسيارات تدخل مباشرة من معبر رفح ولا اشكالية والأنفاق كثيرة وكانت مطلوبة في فترة من الفترات واليوم لم يعد الكثير منها مطلوبا وأصبحت عبئًا علينا وعليهم.
{هل هذا يعني انه تم إغلاق الأنفاق بطلب من حماس ؟
لا أبدًا المصريون لا يرون فيها ضرورة ويرون انه قد يساء استخدامها أمنيًا لأن المعبر الرئيسي يدخل كل ما تحتاجه غزة من مواد ويدخل مواد وكالة الغوث الاونروا وقبل كانت كانت الإمدادات مقيدة بأعداد قليلة من السيارات والآن السوق مفتوح وحماس ليست منزعجة من اغلاق الأنفاق وهي تعلم أن مصر لن تغلق هذه البوابة إلا إذا فتحت البوابات الأخرى أي فتح معبر رفح تجاريًا دون أية قيود، والأنفاق كانت في فترة من الفترات مطلوبة كلها لأنها كانت المصدر الوحيد للمواد الطبية والإغاثية وكل ما يحتاجه الفلسطينيون من مستلزمات المؤسسات الفلسطينية ولله الحمد اليوم كل هذه الأشياء تأتي، إما عن طريق معبر كرم أبو سالم أو عن طريق المعبر المصري وقد تجاوزنا الحاجة الماسة للأنفاق وليس لدينا أي اعتراض على ما يقوم به الإخوة المصريون.
{حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان كسرا الحصار على غزة فهل انتم متفائلون بعد جملة الزيارات بعد العدوان الأخير، وهل شعرتم بتغير الموقف الدولي؟
– بالتأكيد إن المنحة القطرية حركت الوضع الداخلي بشكل كبير وغزة اليوم أصبحت ورشة عمل لإعادة بناء الطرق والأحياء السكنية وحجم المال الذي منحته قطر حرك القطاع وقلل نسبة البطالة الموجودة بشكل كبير جدا ولا شك أن الناس في غزة يعيشون في حالة افضل من السابق والزيارة أوجدت أفقًا سياسيًا وعندما يأتي رئيس دولة عربيًا إلى قطاع غزة هذا أوجد دلالات كبيرة جدا وقطر لم تبخل ولم تقصر منذ البداية وأنا جئت إلى قطر منذ العام 2007 وقطر كانت طوق النجاة لنا في كل أزماتنا الداخلية وقدموا مساعدات مادية بشكل كبير جدا عندما كانت تقطع عنا السبل وعندما كان الأوروبيون يقطعون مساعداتهم وفي قطاع التشغيل وتحريك الوضع الفلسطيني وإعادة البناء قطر تقدمت ومنحتنا 500 مليون دولار ولا زالت علاقاتنا قوية، وقطر تحاول سياسيًا تخفيف الضغط عن الحكومة وبالتأكيد لقطر اتصالات مع الأميركيين كي يرفعوا ايديهم عن المصالحة الفلسطينية، وقطر داخل المشهد الفلسطيني منذ البداية كانت تعمل وتسعى لفض الاشتباك بين الإخوة في فتح وحماس، وبالنسبة لنا قطر واحدة من الدول العربية التي قدمت الكثير من اجل فلسطين وبشكل متميز.
{ كيف يمكن دفع الأوروبيين لرفع الحظر عن الحركة وماذا تفعلون اليوم في سبيل ذلك؟
-الأوروبيون وضعوا حماس على قائمة الإرهاب بعد سلسلة من العمليات الاستشهادية وقالوا انه إذا توقفت حماس عن تلك العمليات سنرفع الحظر وهذا الكلام سمعناه في العام 2004 وأوقفت حماس العمليات وكان من المفترض أن يتحرك الأوروبيون في العام 2005 ولكن للأسف استمرت القضية ولم تراجع أوروبا ملفاتها وقراراتها وهم يعلمون اليوم علم اليقين أن هذا موقف خاطئ لأن حماس لم تقم بأي عمل يضر بالمصالح الأوروبية وليس لها أية أجندة مع الخارجية سوى التواصل والتضامن.
{هل تقدمتم بطلب للأوروبيين لإعادة النظر؟
-ذلك موجود وحدثت نقاشات حولها وقالوا في العام 2007 اذا تشكلت حكومة الوحدة الوطنية سنرفع الحظر ونتعاطى مباشرة مع حركة حماس أو على الأقل نوابها المنتخبون ولكن للأسف هناك ضغط أميركي وأوروبا لا تستطيع أن تقوم بأمر دون الرجوع للأميركان والأميركيين محكومون بضغوطات اللوبي الصهيوني.
{ بعد خروج حركة حماس من سورية وقيام النظام في دمشق بأغلاق مكاتبها كيف هي علاقتكم اليوم مع حزب الله ومع الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، ولاسيما الفصائل الموالية للنظام السوري كالقيادة العامة برئاسة احمد جبريل؟
-علاقتنا مع حزب الله فيها وضوح في الأجندة في قضية الصراع مع إسرائيل باعتبارها العدو المركزي للامة ولنا كإسلاميين ووطنيين في المنطقة فقد كانت علاقتنا علاقة تعاون وتنسيق والآن بعد الملف السوري حركة حماس قدمت بما فيه الكفاية من محاولات استنقاذ الوضع في سوريا والأخ خالد مشعل التقى مع بشار الأسد ومع القيادات العسكرية وذكروا لهم أن هذا النهج العسكري للحل الأمني سوف يضر بمصالح سوريا وسيحرجنا نحن أيضا فنحن نكن للشعب السوري كل التقدير والاحترام وقد قدم للقضية الفلسطينية الكثير واحتضن الفلسطينيين واعتقد أن بعض فصائل العمل الوطني موجودة في سوريا خسرت الكثير من مكانتها بسبب انحيازها للنظام السوري وهذا ربما تسبب في حجم الدمار الكبير في مخيم اليرموك في دمشق وبعض المخيمات الفلسطينية الموجودة في سوريا وقتل الكثير من الفلسطينيين وتهجيرهم من المخيمات إلى شتات جديد ونزوح جديد وبعض القيادات الفلسطينية المتواجدة في سوريا تتحمل وزر ما جرى للفلسطينيين هناك.
{سوى تنظيم احمد جبريل هل هناك من يساند النظام السوري؟
-لا فهم اكثر التنظيمات المنخرطين في القتال وحدثت خلافات كثيرة بين الفصائل بسبب ذلك والفصائل الموجودة هناك لديها فقط مكاتب وليس اكثر من مكاتب لأن عمل الفصائل الحقيقي انتقل للداخل ولهذا فإن القيادات الفلسطينية في الخارج غير موحدة وبينها خلافات وعلى دائرة الولاء والبراء هناك مشاكل كثيرة موجودة هل الولاء لسوريا أو القضية الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية أم لحركة حماس في الداخل، ولكن هم مسؤولون عن جزء مما أصاب الفلسطينيين في الخارج في المخيمات والتاريخ شاهد على الجميع واعتقد أن حماس برأت ذمتها وانتصرت للشعب السوري ولقضية الشعب السوري، وكان من المحرج أن تبقى حماس في سوريا في ظل حمام الدم والقتل اليومي للسوريين ورحيلهم موقف قدر لهم من قبل الشعب السوري ومن قبل امتنا العربية والإسلامية التي تتابع المشهد الدامي فقد أكبرت لحماس اتخاذها لمثل هذا القرار الاستراتيجي بمغادرة دمشق رغم أنها لا تمتلك فضاءات عربية أو إسلامية كثيرة يمكن أن تتنقل من خلالها.
{ كيف تقدرون علاقتكم مع إيران فهناك من يقول إن هناك ازدواجية في تعاطي حماس مع إيران فزعيم الحركة خالد مشعل وإسماعيل هنية يحافظان على مسافة وووقفا مع ثورة سورية والزهار ذهب إلى طهران وقال ما يتناقض مع سياسة حماس العامة؟
– الإيرانيون توقعوا أن تقف حماس وتدعم النظام على اعتبار أن رؤية إيران للأزمة السورية تقوم على أساس وجود مؤامرة على سوريا، وبالتالي كان يجب على حماس وفقًا لوجهة النظر الإيرانية أن تتفهم حجم التآمر الموجود على سوريا على اعتبار أن تلك محاولة لإضعاف سوريا باعتبارها إحدى ركائز معسكر الممانعة واعتقدوا أن إيران وحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي هو معسكر صمود في وجه كل محاولات الغرب لإجهاض مشروع الجهاد والمقاومة سواء على ارض فلسطين أو في لبنان لذلك توقعوا أن تتخذ حماس موقفًا داعمًا للنظام السوري ولكن حجم الدم والمجازر جعل حماس ترفض الاصطفاف مع نظام يديه ملطخة بدم الشعب السوري ونحن قلنا إن الثورات العربية وما جرى في تونس وليبيا ومصر مثل ما جرى في سوريا وكان يمكن أن يحصل في بلدان عربية أخرى فهذه أنظمة دكتاتورية حكمت لعقود طويلة بالحديد والنار والناس في ظل الانفتاح والفضاء الواسع إعلاميًا لم تعد الشعوب تتحمل أو تطيق هذا الحال من الظلم والقهر بأن تتسلط عائلة أو قبيلة على مقدرات البلاد والثورة في سوريا قامت كباقي الثورات كمثل ما حدث في تونس وليبيا أو اليمن.
{ ألم يجر موقف حماس من النظام السوري رد فعل سلبي من طهران ضد حماس؟
-الإيرانيون حاولوا في البداية واجلوا دفع بعض الأموال التي كانت تدفع للحكومة والحركة كمحاولة للضغط واستمر ذلك لمدة ثلاثة أو أربعة شهور ثم عادوا عندما أدركوا أن هذا موقف مبدئي من حركة حماس وأنها لا يمكن أن تساوم على قضية استباحة الدم السوري ونحن كفلسطينيين لدينا رؤية ومشروع وعانينا من القهر والاضطهاد من الاحتلال وظلم الجميع ولا يمكن لنا أن نقف مع الظالم وقلنا لهم نحن موجودون وان رغبتم بمساعدتنا باعتباركم في إيران تقولون إن القضية الفلسطينية قضية مركزية والإمام الخيمني أوصى بدعم الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم والى جانب اعتباركم لإسرائيل غدة سرطانية يجب إزالتها فهذا الموقف وبما يتماشى مع قرارنا المستقل بخصوص الشعب السوري إن أحببتم مساعدتنا فأهلاً وسهلاً وان لم ترغبوا فأهلاً وسهلاً ونحن لن نخسر إيران إذا أوقفت دعمها فالكثير من الدول العربية قد أوقفت دعمها ولا زالت علاقتنا جيدة معها.
{ وبالنسبة للموقف التركي هل انتم راضون عنه وهل يتطور إيجابًا؟
– تركيا دولة اسلامية وقد قطعت معظم علاقاتها الأمنية بإسرائيل وليس هنا كتواصل بين تركيا وإسرائيل بشكل كبير جدا وربما يعرف الأتراك أن هناك ضغوطاً أميركية عليهم لإعادة فتح العلاقات والارتباطات مع الإسرائيليين، ولكن موقفهم كان واضحًا وقالوا لابد من رفع الحصار عن الفلسطينيين في غزة، ولابد من الاعتذار عن كل ما جرى في مرمرة ولا بد من تعويض من أصيب وذوي من قتل واعتقد أن الموقف التركي لا زال على حاله وتركيا ولله الحمد نقدر لها جهدها ومساعدتها للفلسطينيين بشكل كبير جدا وهم اعطونا أملاً بأننا جزء من هذه الأمة ولسنا منقطعون عن عمقنا العربي الإسلامي الاستراتيجي.
{ فيما يتعلق بالانتخابات الداخلية لحركة حماس خالد مشعل قال أولاً إنه لن يترشح ثم سمعنا إن هناك ضغوطًا من داخل الحركة تمارس عليه كي يترشح لعدم وجود بديل فما الذي يحدث على الساحة الداخلية لحماس؟
-هذه القضية اقترب الدخان الأبيض فيها من الظهور والقرار يرجع للأخ أبو الوليد والآن هناك إرهاصات تبشر بعودة الأخ أبو الوليد ليستكمل الدورة التي لازال له حق شرعي بالترشح لدورة ثانية فيها.
{ وأنتم ماذا تعتقدون؟
-الآن هناك إرهاصات بأنه سوف يعيد النظر في قراره السابق بعدم الترشح باعتبار أن القرارات لها علاقة بالمنطقة وبالظروف التي نمر بها بشكل عام وهذه مرحلة انتقالية تحتاج لتثبيت الوضع وعدم وجود أية تغييرات قد يكون لها تداعيات أو انعكاسات بشكل أو بآخر.
{ بعد مرور مدة طويلة على إصدار وثيقة القاهرة حول إعادة بناء منظمة التحرير إلى أين وصل ملف دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة؟
-هذا الملف أحد ملفات المصالحة وملفات الرزمة التي يفترض أن تكون متزامنة مع بعضه البعض فهناك وضوح في الرؤية لدينا على الأقل في قضية الالتحاق بالمنظمة وان نكون مكونا أساسيًا للمنظمة كي تصبح ممثلا أساسيًا ووحيدًا وشرعياً للشعب الفلسطيني، وهناك أوراق عمل موجودة لإعادة تفعيل وإصلاح وإعادة بناء المنظمة باعتبار أن منظمة الترحيل ينبثق عنها مجلس وطني جديد سيصبح بوصفه مجلس الشورى وهو من يرسم ملامح المستقبل للمشروع الوطني الفلسطيني واعتقد أن هذه القضية كموضوع المصالحة أن الأمور تسير ببطء، ولكن الوضع افضل ونحن اصبحنا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز المصالحة.
{هل هذا يعني أن لا اشتراطات لديكم على ميثاق المنظمة والاتفاقيات التي الزمت بها كاتفاق أوسلو؟
-هذه قضايا ستتم نقاشها ومراجعتها مع انعقاد أول مجلس وطني منتخب.
وهناك عدة ملفات ستسير متزامنة مع بعضها البعض وربما أبطأ الرئيس أبومازن العملية خشية أن يكون لدى الأميركيين شيء مفاجئ يربك حسابات الرئيس وهو يريد ان يتريث قليلا كي يرى ما في جعبة اوباما وكي يرى فيما اذا كان لدى الاميركيين حلول سحرية جديدة لإنجاز العملية السلمية وليرى فيما اذا كان الاميركيون فقط يتقنون العلاقات العامة وان فلسطين ستكون احدى محطات الرئيس اوباما في زيارته المرتقبة للمنطقة وكافة هذه الامور باعتقادي سوف تتضح بعد زيارة أوباما وسيكون هناك وضوح.
{ ولماذا تعولون على زيارة اوباما؟
– أنا لا اعول ولكن ربما ان الرئيس ابومازن يعول شيئًا وفلسطين ليست على اجندة الاميركيين حاليا.
{ تم تسجيل قوائم انتخابية في غزة بعد تأجيل الموضوع مرارًا هل يمكن القول ان الفلسطينيين ذاهبون لانتخابات رئاسية وتشريعية دون اية مشاكل؟
– أتمنى ذلك ولكن في ظل وضوح الأهداف لعملية المصالحة فأعتقد أن كافة العقبات سيتم تذليلها وفي غزة كان يفترض تسجيل 350 ألف ناخب وسجلت نسبة كبيرة منهم، وبالتالي فقضية السجل الانتخابي بات جاهزًا في غزة، وفي الضفة وبالرغم من ان هذا ملف فني إلا انه ولله الحمد فإن إنجازه يعتبر محطة ويبعث الأمل لدى الفلسطينيين بأن باقي الملفات الأخرى سوف تمضي بذات السهولة واليسر؟.
{ هل تتوقعون أن تتقدم حماس بمرشح للانتخابات الفلسطينية؟
-هذه القضية حتى الآن لم تمت مناقشتها في اطار من اطارات الحركة او مستوياتها التنظيمية ولكن ربما سنأتي لنقاش القضية في المرحلة القادمة لنرى إذا كانت الحركة سوف ترشح رئيسًا في ظل تجاذبات الوضع الإقليمي والدولي وإمكانية إعادة محاصرة حماس وأنها قد تدعم شخصيات وطنية مقبولة يمكنها قيادة الوضع الفلسطيني وحتى هذه اللحظة لا يوجد نقاشات في الموضوع.
{ كتبتم سابقًا عن إمكانية تحقيق وتجسيد حل الدولتين أو دولة واحدة في قوميتين كيف ترون هذا الحل اليوم؟
-هناك قول مشهور لبسمارك في الحديث عن الأحكام السياسية؛ حيث قوال يمكن أن اسمع خطوات حصان السلام من بعيد ونحن كفلسطينيين وإسلاميين في فلسطين قد وافقنا على تأسيس دولة فلسطين على حدود 67 للحفاظ على وحدة الفلسطينيين قوميين وإسلاميين وعاصمتها القدس، وكنا نتوقع من العالم أن يحل قضية اللاجئين وإعادتهم فلدينا القرار 194 الذي يقضي بحق العودة والتعويض.
الوطن القطرية .