أربع ملاحظات حول الوضع

2014/07/26
Updated 2014/07/26 at 11:20 صباحًا

10488069_799160206795048_6096803277678831111_n

١- كيف حصل أن دولة لها قمر صناعي عسكري في الفضاء، مصنع نسيج في ديمونا، صواريخ عابرة للقارات، طورت القبة الحديدية، المظلة العجيبة الذكية التي تحمي التجمعات السكانية في وسط البلاد، وغيرها وغيرها، لم تعرف عن الطاقة الكامنة الفتاكة للانفاق في غزة. هذا “السلاح” الذي كان يستخدم في فيتنام، ومزق الامريكيين قبل بضع عشرات السنين ودفعهم للخروج من هناك نازفين ومُهانين. دون أن يكون المرء ساخرا، ينبغي أن يعترف، بان شعب اسرائيل كان عديم الحظ مرات عديدة في الماضي، حين لم يأخذ بجدية، مثلا، اعلان الرئيس أنور السادات، بانه مستعد لان يضحي بمليون جندي كي يحرر اراضيه. وعندها وقعت عليها حرب يوم الغفران. وبالسلام مع مصر فوجئنا أيضا. وفي حرب لبنان الثانية اكتشفنا بان جيشنا البري جاف، اصلحنا، واكتشفنا في الجرف الصامد بان الجيش البري يعمل بروعة، ولكننا الان فوجئنا بسلاح الانفاق.

تخيلوا أن ذات صباح كنا سنستيقظ مع عملية كبرى نفذها في دزينة من البلدات مقاتلو حماس الذين خرجوا من الثغور في الارض. بشكل عام أحد ما ملزم بان يعطي الحساب على هذا القصور؛ ام أن استخباراتنا، النشطة جدا في حملاتها الجيمزبوندية عرفت عن الانفاق ولكنها لم تقدر على نحو سليم قدرتها على الفتك. ليست لجان التحقيق هي اللازمة بل الفحص المتشدد فيما اذا كانوا لا يعدون لنا مفاجأة مشابهة في الشمال.

٢- طالما كنا نوجد في مواجهة عسكرية، تنشأ ذات المشكلة: نعرف كيف نبدأ، ولكن لا نعرف كيف نخرج. أو أننا نخرج في وقت مبكر أكثر مما ينبغي ولمدى قصير اكثر مما ينبغي.

أمران ينبغي أن يكونا واضحين هذه المرة. 1. لا نخرج من غزة قبل ان نعرف بيقين بانه عطل آخر الانفاق. 2. ينبغي العمل على تجريد غزة من الصواريخ. ثمة ميل للنسيان بان غزة ليست كيانا مستقلا، بل حزبا – حركة ارهابية تسمى حماس، سيطرت على قسم من الاراضي الفلسطينية. فهل يتصور احد ما ان تستولي معارضة ما، في فرنسا مثلا، على ارض ما وتلقي بافراد شرطة الجمهورية من الاسطح فتسيطر بذلك على قسم من الدولة؟ على الدول العربية العادية، القلقة من انتشار الاسلام المتطرف أن تحرص على الا تستولي منظمة ارهابية على الحكم في السلطة الفلسطينية كلها. عندنا ايضا يوجد متطرفون. سيأتي يوم ورجال “شارة الثمن” وزعران التلال سيسيطرون هم ايضا على جزء من اسرائيل. فالحديث يدور عن مرض معدٍ.

٣- بعد الضربة التي تلقتها حماس من الجيش الاسرائيلي، الذي اسقط عليهم منازلهم ومخابئهم، فجر معظم انفاقهم (هكذا ينبغي الامل) – احد لا يفاجأ بانهم امتشقوا “جندي مخطوف” يزعمون انه يوجد في أيديهم. الجندي المفقود من المجنزرة التي كاد كل جنودها يقتلون بالاصابة المباشرة اعلن عنه الجيش الاسرائيلي كمفقود. حقيقة أن رجل حماس أعلن رقم العسكري لا تعني شيئا. ينبغي الامل الا ينشغل شعب كامل في ختام الحرب بالابتزاز العاطفي الذي يوجد او لا يوجد له غطاء. قصة جلعاد شاليط لا يجب أن تكرر نفسها.

٤- ادارة الحرب، في الداخل وفي الخارج أيضا، كانت ناجحة. وهذا بفضل الثنائي بيبي وبوغي. نتنياهو يبدي لاول مرة مؤشرات النضج الزعامي، يتصرف بشكل جدي ومتوازن كمن يمكن الاعتماد عليه. فقد أدار المعركة العسكرية والسياسية بعقل. أبدى تفكرا في اتخاذ القرارات وفي الاعلام على حد سواء، مما أعاد لنا ثقة اوروبا وكذا جون كيري اليائس، بهدف اغلاق صفقة. كيف ننتهي من هنا؟ ينبغي استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. “الهدوء مقابل الهدوء” ليس كافيا، خشية أن نعود الى ذات السيناريو أو أسوأ منه بعد سنة. أمامنا الفرصة الاخيرة للامساك بحمامة السلام من جناحيها.

هآرتس

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً