في ختام جلسة عاصفة: المصادقة في القراءة التمهيدية على قانون القومية
تكتب صحيفة “هآرتس” ان الكنيست صادقت، يوم أمس الأربعاء في القراءة التمهيدية، على مشروع قانون القومية الذي قدمه عضو الكنيست آفي ديختر (الليكود)، وبحسب اتفاق تم مع الحكومة، لن يتم دفع مشروع القانون خلال الشهرين القريبين، ليتم تنسيقه مع مشروع القانون الحكومي.
وقالت وزيرة القضاء أييلت شكيد، امس، ان مشروع القانون الحكومي يهدف إلى دفع القضاة للتعامل بشكل متساوي مع مسألة الطابع اليهودي لإسرائيل كما هو حال تعاملهم مع طابعها الديمقراطي في القرارات التي يحدث فيها تصادم بين هاتين القيمتين.
وبحسب أقوال شكيد: “خلال العشرين عاما الماضية منذ قمنا بسن قانون كرامة الإنسان وحريته ونحن نرى الجهاز القضائي يمنح القيم الديمقراطية قيمة أكبر من القيم اليهودية للدولة. إن قانون القومية الجديد سيجعل من قيم يهودية الدولة حاضرا ليتحول إلى أداة في يد القضاة”.
وتتعارض أقوال الوزيرة، ظاهرا، مع تصريح الهدف المرفق بالقانون الذي أعلنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال هذا الأسبوع في الكنيست. فقد قال نتنياهو بأن القانون الحكومي سيحدد كون إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، كما أن هذه المسألة سيتم إرساؤها في القانون الأساس لدولة إسرائيل، والنشيد الوطني ومكانة القدس باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل. وتجاهل نتنياهو في خطابه سلسلة البنود المثيرة للجدل التي ظهرت في الصيغ التي اقترحها اليمين خلال السنوات الماضية وعلى رأسها المطالبة بربط قضائي بين الطابعين اليهودي والديمقراطي لدولة إسرائيل في الجهاز القضائي.
وقدرت جهات في حزب الليكود هذا الأسبوع أن تجاهل نتنياهو لهذه القواعد يشير إلى أن مشروع القانون قد لا يشملها أصلا في المقترح الحكومي الذي سيتم اقتراحه بعد نحو شهرين.
وتكتب “يسرائيل هيوم” في هذا الصدد انه مع انتهاء جلسة ساخنة وصاخبة، صادقت الكنيست على قانون القومية الذي بادر اليه رئيس لجنة الخارجية والامن افي ديختر (من حزب الليكود). ودعم القانون 45 عضوا من الائتلاف وصوّت ضد القانون 41 عضوا من المعارضة. وتم ابعاد ثلاثة اعضاء كنيست من القائمة المشتركة خلال الجلسة، وهم حنين زعبي وعبد الحكيم حج يحيى اللذان قاطعا خطاب الوزير زئيف الكين الذي رد على القانون من قبل الحكومة، وجمال زحالقة الذي قام بتمزيق اقتراح القانون وتم ابعاده من الجلسة وهو يصرخ “ابارتهايد”.
وخلال تلخيص الجلسة من قبل الحكومة والمبادر للقانون، افي ديختر، تم التوصل الى القرار بألّا يتم العمل على القانون في الفترة القريبة حتى تتم المصادقة عليه في قرار حكومي.
وقال افي ديختر ان هدف القانون هو “الحفاظ على مكانة دولة اسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي، وترسيخ قيمها كدولة ديموقراطية ويهودية بواسطة قوانين اساس كما هو مذكور في وثيقة الاستقلال”. وعلى عكس الصيغة السابقة للقانون، تنص الصيغة الحالية على ان “اللغة العربية ستحظى بمكانة خاصة في الدولة وستكون لمتحدثيها منالية لغوية في خدمات الدولة”. ويرسّخ بند اخر نشيد الدولة، علمها ورمزها الرسمي. كما انه ينص على انه “يحق لكل مواطن في الدولة، دون تمييز ديني او قومي، ان يسعى للحفاظ على ثقافته، تراثه، لغته وهويته”.
وقال عضو الكنسيت مسعود غنايم (من القائمة المشتركة) بعد الجلسة: “لم يتم اقرار من هو اليهودي بعد، فكيف يمكن ان يُصادق على قانون الدولة اليهودية؟”. وعلى حد تعبيره، فان هدف القانون هو انتهاك حقوق المواطنين العرب.
نتنياهو يؤجل المصادقة على مخططات بناء في المستوطنات
تكتب صحيفة “هآرتس” انه بناء على طلب صادر عن ديوان رئيس الحكومة، تم تأجيل اجتماع جلسة لجنة التخطيط العليا التابعة للإدارة المدنية، التي كان من المفترض أن تجتمع هذا الأسبوع لكي تصادق على مخططات البناء في المستوطنات. وكان موظف إسرائيلي رفيع الشأن قد صرح بأن مكتب نتنياهو طالب بتأجيل المداولات إلى ما بعد زيارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إلى إسرائيل، وهي الزيارة التي يتوقع أن تجري بتاريخ 22 أيار.
وصرح الموظف رفيع الشأن، الذي طلب عدم ذكر إسمه بسبب الحساسية الديبلوماسية، أن هذا التأجيل يهدف إلى منع حدوث حالة توتر أو خلاف في الرأي بين إسرائيل والولايات المتحدة حول مسألة البناء في المستوطنات قبل وقت قصير من قدوم ترامب إلى إسرائيل. فمثل هذه المواجهة ستفشل الزيارة بأسرها، وستحول موضوع المستوطنات إلى قضية رئيسية في المحادثات، وهو ما يعني منح الفلسطينيين سلاحا يستخدمونه في تعزيز مكانتهم أثناء زيارة ترامب إلى بيت لحم ولقائه بعباس.
وتسعى الحكومة الاسرائيلية الى منع تكرار الأزمة التي اندلعت مع الإدارة الأميركية السابقة، حين صادقت الحكومة أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في آذار 2010، على بناء 1.600 وحدة سكنية في حي رمات شلومو خارج الخط الأخضر في القدس الشرقية.
وصرح الموظف رفيع الشأن ذاته بأن اجتماع اللجنة سيتم تأجيله لبضعة أسابيع، وسيجرى في شهر حزيران. “لم نرغب بإجراء مداولات حول الاستيطان في موعد قريب من موعد زيارة ترامب”، حسبما قال الموظف “إن هذا التأجيل هو أمر اضطراري نقوم به بضغط من الواقع”.
اليوم لقاء بين ممثل الصليب الاحمر والاسير مروان البرغوثي
تكتب صحيفة “هآرتس” ان ممثل الهيئة الدولية للصليب الأحمر سيلتقي اليوم (الخميس) للمرة الأولى بمروان البرغوثي، حسب ما أعلنته هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين. وان تم ذلك، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها شخص من الخارج مسؤول فتح المضرب عن الطعام منذ بدء الإضراب قبل نحو ثلاثة أسابيع ونصف. وقد صادقت مصلحة السجون على وجود تفاهم لإجراء الزيارة ولم تذكر موعدا محددا، إلا أنها اوضحت بأن الزيارة ستجرى حتى نهاية الأسبوع.
وفوجئ نادي الأسير الفلسطيني امس بتراجع سلطة السجون عن اتفاق يقضي بالسماح لمحامي من طرف العائلة بزيارة البرغوثي. فقد أعلن المحامي خضر شقيرات أنه يوافق على الشروط التي وضعتها مصلحة السجون، والذي يحظر عليه القيام بزيارة أي أسير آخر مضرب عن الطعام باستثناء البرغوثي. وتمت الموافقة على زيارته وتنسيق موعدها، إلا أنه تم الغاء الزيارة قبل بضع ساعات من موعدها من دون طرح مبررات. وكان المحامي شقيرات وعائلة البرغوثي قد ادعوا أن ما يحدث هو مماطلة مقصودة وقرار سياسي لمنع إجراء الزيارة.
وعلى التوازي، تستمر نشاطات إسناد الأسرى. فقد انطلقت مساء أمس قافلة تضم عشرات السيارات من باقة الغربية باتجاه الناصرة، كما سيعلن عن إضراب رمزي عن الطعام في خيمة التضامن التي يتواجد فيها رؤساء لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية في إسرائيل. وأصدرت اللجنة نداء للجمهور العربي يدعو للانضمام إلى إضراب ليوم واحد تضامنا مع الأسرى. وإلى جانب ذلك، سيتم إطلاق التكبيرات في تمام الساعة 12 من ظهيرة اليوم في المساجد، إلى جانب قرع أجراس الكنائس تعبيرا عن دعم الأسرى.
يذكر أن الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام توجهوا يوم الثلاثاء الماضي إلى البابا فرانسيسكوس مطالبين إياه بالتدخل أمام الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي، وإسماع صوتهم والسعي لتحصيل مطالبهم. وتم توجيه هذا الطلب بواسطة فدوى البرغوثي، زوجة مروان، التي التقت بزعماء الكنيسة الكاثوليكية في رام الله، ونقلت إلى البابا رسالة تصف حالة الأسرى الفلسطينيين، من وجهة النظر الفلسطينية.
الناطق بلسان الجيش يهاجم “بتسيلم” ويبرر تهديد فلسطيني بإطلاق النار
تكتب “هآرتس” ان الناطق بلسان الجيش ورئيس هيئة القوى البشرية في الجيش، الجنرال موطي ألموز، نشر مساء الأربعاء على صفحته في الفيسبوك ردا على مقطع الفيديو الذي نشرته جمعية “بتسيلم،” والذي يظهر فيه احد ضباط الجيش وهو يأمر أحد جنوده بسحب سلاحه وتحضيره لإطلاق النار على فلسطيني بالقرب من مستوطنة “يتسهار”.
وكانت الصحفية عميرة هس، قد نشرت هذا الأسبوع مقالا هاجمت فيه “الضابط ذي الشامة الموجودة على شفته العليا” خلال شهر شباط المنصرم. حيث يظهر الضابط وهو يأمر الجندي بتهيئة سلاحه لإطلاق النار تجاه الفلسطيني المتطوع في جمعية “بتسيلم” أحمد زيادة، ومن ثم اعتقاله بأسلوب عنيف. واعتبر ألموز الضابط “قد تصرف كما هو متوقع منه، وهو يحظى بكامل دعم وتأييد قادته”.
البيت الابيض: ترامب لا يزال يفحص امكانية نقل السفارة
تكتب “يسرائيل هيوم” ان نائبة المتحدث باسم البيت الابيض، سارة هاكبي، ردت على تصريحات اسرائيل بالقول ان ترامب قرر تمديد تأجيل تطبيق القانون الذي ينص على نقل السفارة الامريكية الى القدس. وقالت ان الرئيس “لا يزال يفحص” قضية النقل الى القدس وانه لم يتم التوصل الى قرار بعد.
وسيضطر الرئيس في الاول من حزيران الى التوقيع على الامر الذي يؤجل قرار الكونغرس بنقل السفارة الى القدس. وفي حال لم يوّقع عليه، سيتم نقل السفارة من تل ابيب الى القدس.
واوضحوا في مكتب رئيس الحكومة نتنياهو انه حتى لو لم يتم التوقيع على الامر المؤقت فانه “لم يتم تلقي رسالة بشأن قضية السفارة. موقف اسرائيل هو ان على كل السفارات ان تكون في عاصمة اسرائيل، القدس، وعلى رأسها سفارة الولايات المتحدة.
في المقابل، يزور الولايات المتحدة حاليا ثلاثة وزراء من الحكومة الاسرائيلية: اوفير اوكونيس، يسرائيل كاتس واييلت شكيد. وقد التقى الثلاثة، على انفراد، مع سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي سيتولى منصبه في الاسبوع المقبل.
وقال الوزير اوكونيس بعد اللقاء: “انني متأكد من ان ترامب سيقوم بنقل السفارة خلال فترة ولايته الاولى”. وقال الوزير يسرائيل كاتس انه عرض على فريدمان مبادراته الاقليمية، الجزيرة الاصطناعية والمطار امام غزة، والتواصل مع العالم العربي عبر شبكة سكك حديد مع مخرج الى البحر المتوسط. وقالت الوزيرة شكيد انها “تأمل بان يفي الرئيس بوعده امام ناخبيه والا يوقع على الوثيقة التي تنص على تأجيل القانون الامريكي بنقل السفارة”.
منذ عام 1967: ازداد عدد سكان القدس ب 174%
تكتب “يسرائيل هيوم” انه طرأ ازدياد ملحوظ في التعداد السكاني في القدس منذ 1967 وحتى 2015: وتشير المعطيات التي وصلت الى الصحيفة من معهد القدس لدراسة السياسات، الى ازدياد بنسبة 174% خلال هذه الفترة، من 197.700 الى 542.000 يهودي في القدس.
في المجمل العام، يصل عدد سكان القدس الى 865.700 نسمة وهو ما يشكل ضعفي التعداد السكاني في ثاني اكبر مدينة، تل ابيب-يافا. وتشير المعطيات الى ان عدد المواليد في القدس خلال عام 2015 بلغ 24 الف مولود جديد، يشكلون نسبة 13% من المواليد في اسرائيل. بالمعدل العام، فان عدد الاولاد للعائلة في القدس هو 3.9، مقابل 3.1 في اسرائيل عامة، و فقط 2.2 في تل ابيب-يافا.
ويزداد معدل الخصوبة في القدس خلال السنوات الاخيرة لدى الوسط اليهودي مقابل انخفاضه في الوسط العربي. فقد كان عدد الاولاد للعائلة اليهودية 4.3 في عام 2015، مقابل 3.2 في الوسط العربي.
ويقول الباحث في المعهد، يائير اساف شابيرا: “يعبر الازدياد لدى الوسط اليهودي عن ازدياد القسم اليهودي والمتدين ويعبر الانخفاض في الوسط العربي عن عمليات التحديث”. في عام 2015، وصل الى القدس 3138 مهاجرا جديدا- وهو الرقم الاكبر منذ سنوات الالفين.
المعطى الاقل تشجيعًا هو المعطى الذي يشير الى ان 47% من سكان القدس يعيشون تحت خط الفقر: 27% من الوسط اليهودي و79% من الوسط العربي يعيشون تحت خط الفقر.
ويلخّص اساف شابيرا قائلًا: “يتعلق الازدياد في التعداد السكاني في القدس بالبناء المكثف للحارات الجديدة منذ ان تم توحيدها، بالاساس في المناطق التي ضُمت اليها عام 1967”.
نتنياهو يتخوف من اصرار ترامب على التوصل الى سلام اسرائيلي – فلسطيني
تكتب “يديعوت احرونوت” نقلا عن عدد من كبار الوزراء ان نتنياهو يتخوف من الاصرار الذي يبديه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي- فلسطيني وتعامله مع الموضوع كصفقة ينبغي انجازها بأي ثمن. وقال هؤلاء ان القلق الأكبر لدى نتنياهو مرده عدم امتلاكه لتلك “الكوابح” التي كان يمتلكها في عهد الرئيس السابق، براك أوباما. ففي حينه كان نتنياهو يستخدم الكونغرس الجمهوري ضد اوباما الديمقراطي، لكن الكونغرس اليوم جمهوري مثل الرئيس. ولذلك قرر نتنياهو ان يناور ما بين القبول بما يطلبه ترامب وبين ما توفره أخطاء ابو مان ورفضه لعدد من الطلبات.
إلا ان ديوان نتنياهو نفى هذا الانطباع وقال ليديعوت احرونوت ان نتنياهو غير قلق بتاتا. فالرئيس ترامب يريد تحريك المسيرة ولكنه لا ينوي ممارسة الضغوط على اسرائيل. وقد صرح شخصيا بذلك وهذا ما فعله أيضا مبعوثه الى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات. بل انهم في محيط نتنياهو يتوقعون بان يعلن ترامب اعترافه بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
مقالات
“يجب أن ندافع عن الأطفال”
تحت هذا العنوان انشأت “هآرتس” افتتاحية جاء فيها: “هل فقدتم عقولكم تماما؟”، تساءل وبحق، والد إحدى الطفلات التي حضرت في يوم تعزيز العلاقات ما بين الشرطة والمجتمع، الذي عقد في مدينة رمات هشارون، حيث قامت الشرطة باستعراض لنشاطات عديدة، من ضمنها عملية التأكد من قتل “مخرب”، على مرأى ومسمع مئات التلاميذ من صفوف الرابع والخامس الابتدائي، الذين وصلوا من جميع المدارس الابتدائية في المدينة. فقد قام أربعة من رجال الشرطة من وحدة “يسام” باقتحام المكان على متن دراجات نارية، وفتح النار تجاه “مخرب”. وبعد سقوطه على الأرض، نزل افراد الشرطة عن الدراجات النارية وواصلوا إطلاق النار عليه، أثناء كونه ملقى على الأرض، لكي يتأكدوا من قتله، كما أوضحوا للتلاميذ.
إن هذه الحادثة الخطيرة تثير القلق لعدة أسباب. فأولا هنالك مسألة تعريض الأولاد الصغار لمضامين بهذا العنف، وهي مسألة ينبغي أن تثير قلق كل والد ووالدة ومرب ومربية. “ألم يكونوا قادرين على جلب شرطي سير يظهر لك كيف يقوم بإعطاء مخالفة لأحد المخالفين؟ هل كان على الأطفال أن يروا كيف يتم إفراغ مخزن رصاص؟”، قال الأب غاضبا. “هل تعد هذه رسالة لحماية المجتمع؟ إن الأمر يرعب الأطفال، بشكل عام.
ليست هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن مضامين غير لائقة تقوم قوات الأمن باستعراضها أمام الأطفال في عروض على هذه الشاكلة، وهي عروض تجريها القوى الأمنية، حيث يقوم كلاب الهجوم بنهش “مشبوهين”، ويسمحون لهم بالعبث بالأسلحة، والسيطرة على باص مخطوف أمام الطلاب، واستخدام وسائل تفريق المظاهرات.
وكانت بلدية رمات هشارون قد أعلنت عن أن مظاهر كهذه لن تستعرض أمام الأطفال في المستقبل. ومع ذلك، فقد كان من المفترض أن تتدخل وزارة التربية والتعليم وأن تصر على حظر تعريض الأطفال الصغار للمضامين العنيفة. وفي تلك الأثناء لم يتبق أمام المعلمين والأهالي سوى اظهار الحيطة والحذر من المضامين التي يتعرض لها الأولاد وأن يعملوا من خلال استخدام الأدوات المدرسية والبلدية التي يملكونها لحمايتهم من المضامين غير اللائقة.
هذا، وكما أشار رئيس بلدية رمات هشارون، آفي غروبر، وبصدق، فعلى ضوء قضية اليؤور أزاريا، لم يكن من المعقول أن تقوم الشرطة باستعراض لإنسان ملقى على الأرض والتأكد من مقتله. وكانت محاكمة أزاريا قد نشرت البلبلة والشقاق في أوساط الشعب، وفي الجيش والكنيست والحكومة فيما يتعلق بأوامر فتح النار. وكان وزير الأمن السابق موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان، غادي أيزنكوت، قد حذرا من الخطر الكامن في نشر رسائل تتعارض وأوامر فتح النار. وقال ايزنكوت: “هنالك قيم واضحة في الجيش وأنا أصر على الالتزام بها، وخصوصا أوامر فتح النار، فإن لم نتأكد من تطبيق هذه القوانين، فإن الجيش سيتعرض للضرر” وأضاف: “لو أراد شخص إحلال أخلاقيات العصابات، فعليه أن يعلن ذلك”.
الآن، وتحت كنف الشرطة، تم إحلال أخلاقيات العصابة وتغلغلت في المدارس الابتدائية. وحين يكبر الأطفال ويتجندوا في الجيش، فإن أوامر إطلاق النار المحدثة، التي تشمل التأكد من قتل إنسان ملقى على الأرض، ستكون قد تغلغلت جيدا في النفوس، ولربما كان هذا هو الهدف الحقيقي للمسؤولين المركزيين عن الحدث: وزير الأمن الداخلي غلعاد أردن ووزير التربية والتعليم نفتالي بينت.
“روسيا تحاول تجنيد الولايات المتحدة لعملية سياسية في سورية تؤدي إلى إنهاء العمليات القتالية”
كتب عاموس هرئيل في “هآرتس”: قد يؤشر الإعلان المفاجئ عن انطلاق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارة إلى واشنطن، إلى وجود تطورات جديدة في الجهود الساعية لتحقيق وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية الدائرة في سورية. فمن المفترض ببلافروف التقاء نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، وفي الخلفية هنالك عمليتان تسيران بالتوازي أطلقتهما موسكو: مبادرة الإعلان عن مناطق يقل فيها التصعيد في عدة مواقع في أرجاء سورية، إلى جانب محاولة دفع اتفاقية واسعة لتقاسم القوى في الدولة، والتي قد تؤدي في قراءة متفائلة، مستقبلية، إلى وقف الأعمال القتالية.
زيارة لافروف، التي أعلن عنها الروس يوم أمس الأول، سبقتها محادثات هاتفية بينه وبين تيلرسون وبين الرئيسين، فلاديميير بوتين ودونالد ترامب. ومن الصعب بمكان التقدير بأن لافروف كان سيكلف نفسه عناء زيارة واشنطن لكي يتحدث فقط عن مواقع المناطق الآمنة التي ستلتزم أسلحة الجو الروسية والسورية بالامتناع عن مهاجمتها. إن هذه خطوة يمكن أن يتم الاتفاق عليها، ظاهرا، على المستويات العسكرية. كل هذا، إلى جانب كون الإدارة الأميركية تحاول الامتناع عن الظهور بمظهر المتدخل في هذه القضية أمام الخارج. ويبدو أن الروس يسعون لتجنيد الأميركيين، على الأقل عبر موافقة صامتة، لتجديد المساعي لتحقيق تسوية شاملة.
وعبر إعلانات رسمية، وزيارات تم إجراؤها مؤخرا من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الامن أفيغدور ليبرمان، على انفراد، إلى كل من الولايات المتحدة وروسيا، فقد أشارت القيادة الإسرائيلية إلى موضوعين يهمانها بشكل خاص في سورية: مواصلة الجهود المبذولة لمنع تسلح حزب الله وإمداده بوسائل قتالية نوعية (سواء عبر مواصلة الهجمات الجوية الإسرائيلية في سورية، التي تنشر، جهات إعلامية عربية معلومات بخصوصها) والمطلب بمنع اقتراب مقاتلي حزب الله ومقاتلي حرس الثورة الإيراني من الحدود السورية الإسرائيلية في هضبة الجولان.
فيما يتعلق بالمناطق الآمنة، يبدو من المعقول أنه ستكون لإسرائيل مصلحتان شديدتا الوضوح: الأولى، أن لا يشمل أي اتفاق منعها من تنفيذ هجمات جوية، في حال الحت الحاجة الأمنية العاجلة من ناحيتها. والثانية أن تشمل المناطق الآمنة أيضا منطقة الحدود في هضبة الجولان (وبذا يتم منح التزام بألا تكون هنالك في المستقبل هجمات جوية سورية قريبة من الحدود). وقد تم التداول بخصوص تحديد هذه المناطق الآمنة في أرجاء سورية خلال محادثات الآستانة، عاصمة كازخستان، ودارت نقاشات حول مدينة درعا الجنوبية، القريبة من الحدود الأردنية، والواقعة على بعد نحو أربعين كيلومترا شرقي الجولان السوري.
وكان ممثلو روسيا، وتركيا وإيران قد وقعوا على مبادرة المناطق الآمنة هذا الأسبوع في آستانة. فيما رفضت بضع منظمات متمردة سورية شريكة في المحادثات، التوقيع على الاتفاقية. أما منظمات أكثر تطرفا، كجبهة النصرة التي تتماهى مع تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فهي غير شريكة في هذه المفاوضات.
وإلى جانب المناطق الآمنة، يبدو أن موسكو لديها اهتمامات أكثر طموحا. فالروس يفترضون أنه اذا حظيت مبادرة المناطق الآمنة بنجاح ما، فسيكون بالإمكان استغلال الأجواء الإيجابية لكي يعودوا فيطرحوا حلا سياسيا، سيتم في إطاره وقف العمليات القتالية في سورية، وسيتم إعادة تشكيل سورية من جديد، كاتحاد فدرالي غير محكم ومكون من مناطق نفوذ، غالبيتها سيتم تقسيمها على أساس طائفي. إيران ونظام الأسد يعارضان خطوة كهذه، وذلك خوفا من موافقة الروس تحت أية ظروف على عزل الأسد من منصب الرئاسة، طالما تم ضمان أمن الطائفة العلوية والحفاظ على المصالح العسكرية والاقتصادية المعروفة للروس في سوريا.
لقد احتلت التطورات في سورية مكانة مركزية في زيارة رئيس الألوية المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، يوم أمس إلى إسرائيل. حيث التقى دانفورد مع كل من رئيس الحكومة، ووزير الأمن، ورئيس هيئة الأركان غادي أيزنكوت، ومع ضباط في الجيش. وإلى جانب الخطوات الروسية في سورية، فقد تمت أيضا مناقشة الهجمة التي تقودها الولايات المتحدة على داعش في كل من سورية والعراق، وهو مجهود تشارك فيه إسرائيل بشكل أساسي عبر نقل المعلومات الاستخبارية. هذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها دانفورد إلى إسرائيل منذ استلامه لمنصبه في أيلول 2015.
وقام دانفورد بزيارة إسرائيل في الوقت الذي تجري فيه في الأردن مناورات عسكرية مترامية الاطراف، بمشاركة وحدات عسكرية أميركية، وذلك في اطار المناورات السنوية المشتركة التي تنفذها الأردن والولايات المتحدة، ويشارك فيها 7400 جندي من عشرين دولة. وتركز هذه المناورات على عمليات حماية الحدود، قيادة وسيطرة الوحدات والتصدي لهجمات السايبر. وكان النظام الروسي قد رد بشكل عصبي على هذه المناورات المشتركة واتهم الأردن مؤخرا بانه “شريك في مؤامرة أميركية إسرائيلية” هدفها قضم أراض سورية في منطقة درعا.
الأردن منزعج منذ فترة طويلة من العمليات القتالية الدائرة بين النظام السوري والمتمردين في منطقة درعا القريبة من حدوده، بعد انتصار القوات الحكومية على المتمردين في مدينة حلب شمالي الدولة. وخلال تشرين أول الماضي، بدأ النظام السوري بصب جهود كثيرة في القتال على جبهات أخرى، من ضمنها جنوب سورية، حيث يشارك سلاح الجو الروسي في عمليات القصف، كما أن هنالك تقارير عن وجود مقاتلين من حزب الله ومرشدين إيرانيين في المنطقة. وبالتوازي مع ذلك، يواصل فصيل محلي تابع لداعش السيطرة على المثلث الحدودي الصغير الفاصل بين سوريا، الأردن وإسرائيل، على الجانب السوري من الحدود في جنوب هضبة الجولان. وقد أعلن ضباط عسكريون أردنيون خلال الأعوام الماضية عبر وسائل الإعلام الأردنية، بأن بلادهم ستقوم بتنفيذ “عمليات دفاعية في العمق” ضد التهديد القادم من سورية”، ويبدو أن هدف هؤلاء كان يشمل تجنيد القبائل البدوية الرحالة بين طرفي الحدود لمواجهة هجوم محتمل تجاه الأردن من الجانب السوري للحدود.
حماس معنية بالانتقام: تسعى للقيام بعملية في يهودا والسامرة
يكتب يوآب ليمور في “يسرائيل هيوم” ان حركة حماس تبذل مجهودًا كبيرًا في سبيل التخطيط لعملية في يهودا والسامرة انتقامًا لمقتل مازن الفقها. على ضوء هذا المجهود غير الاعتيادي، يقوم الجيش الاسرائيلي ايضًا بعمليات مضادة، وقام باعتقال “ارهابيين” في منطقة الضفة الذين حصلوا عن اوامر من غزة بالقيام اما بعمليات قتل جماعي او اختطاف.
لقد كان الفقها هو المسؤول من قبل حماس عن تخطيط عمليات في منطقة يهودا والسامرة، وتم اطلاق النار عليه في تاريخ 24 اذار من هذا العام بالقرب من منزله في القطاع، واتهمت حماس اسرائيل بالاغتيال. بعد عملية تحرّي طويلة والتي شملت عشرات الاعتقالات، أعدمت الحركة بعض المتعاونين الذين قدموا المساعدة لاسرائيل بالقيام في ذلك على حد ادعاء الحركة.
لقد كان الفقها مقرّبا من احد المسؤولين في الحركة في القطاع، وهو يحيى السنوار- كانا مسجونان معا وتم اطلاق سراحهما في اطار صفقة شليط- وعلى ما يبدو فان السنوار هو الذي امر ببذل جهود اضافية من اجل الانتقام. وينبع قرار السنوار القيام بعمليات في منطقة يهودا والسامرة بدلًا من القطاع، من عدم رغبة حماس بالتصعيد، ومن التخوف من ان العمليات التي تخرج من منطقة القطاع ستؤدي الى ردود فعل اسرائيلية قاسية، وقد تتدهور الاوضاع حتى تصل الى جولة قتال اضافية في الجنوب. مع ذلك، ترفض اسرائيل التفرقة بين الجبهات، وتم ايصال رسائل واضحة الى حماس بأن اي عملية ستحدث في منطقة يهودا والسامرة ستجابه بالرد في القطاع.
لقد تصرفت اسرائيل بنفس الطريقة حين تم اختطاف الشبان الثلاثة في صيف 2014، بواسطة سلسلة من الافعال التي ادت في نهاية المطاف الى حرب الجرف الصامد. وينبع التخوف الاسرائيلي من الافتراض بانه الان ايضًا قد تؤدي عملية كبيرة، بالاضافة الى الاوضاع الصعبة في غزة- ازمة اقتصادية، حصار سياسي وتقليص الرواتب- الى جولة اضافية، وهو ما لا يرغب به الطرفان.
تتلاءم محاولات حماس مع الحساسية الامنية التي من المتوقع ان تسود المنطقة في الاسابيع القريبة في اعقاب ثلاثة احداث مركزية: زيارة الرئيس ترامب، يوم توحيد القدس والذي سيحظى باهتمام خاص، مع مرور نصف قرن على توحيد القدس، وحلول شهر رمضان.
لم تحصل الاجهزة الامنية على اخطارات واضحة، لكن التقديرات هي ان العمليات ستكون من قبل جهات منظمة من ناحية، على رأسها حركة حماس، وعمليات فردية من الناحية الاخرى على ضوء قدوم رمضان والوضع الاقتصادي في غزة. لقد انضمت الاجهزة الامنية الفلسطينية الى محاولات الجيش لمنع العمليات وهم ايضًا قاموا بمنع عشرات العمليات المخططة.
التوقعات هي ان تزداد محاولات القيام بعمليات في حال تم التوصل الى اتفاقية خلال زيارة ترامب. التخوف هنا هو ان تحاول جهات اسرائيلية متطرفة القيام بعمليات ارهابية ايضًا من اجل اشعال المنطقة، ولذلك من الممكن ان يتم اتخاذ خطوات مضادة من قبل جهات مختلفة من اجل تقليص التهديد.