ضابط إسرائيلي يعترف بوصول صاروخ الى اطراف حيفا
- بعد نفي الخبر طوال يومين، اعترف ضابط عسكري اسرائيلي بوصول صاروخين من قطاع غزة الى اطراف مدينة حيفا. وقال موقع “واللا” العبري، انه تم منذ يوم الثلاثاء اطلاق صاروخين من طراز R-160 باتجاه حيفا، وانه اعتراض احدهما فوق مدينة عتليت على شاطئ الكرمل، قبل مسافة قصيرة جدا من حيفا، فيما سقط الثاني في منطقة مفتوحة.
- وقد كشف اعتراض هذا الصاروخ عن قيام حماس بتطوير قدرات ذاتية على اطلاق الصواريخ على منطقة حيفا. واعترفت جهات في الجهاز الأمني في حديث مع “واللا”، بأن الجيش فوجئ بقدرة حماس على الوصول الى هذه المسافة بواسطة صاروخ R-160، ولذلك لم يتم اطلاع رؤساء السلطات المحلية على هذه الامكانية.
- في المقابل ادعى ضابط كبير في الجيش ان رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال افيف كوخابي، حذر في ديسمبر 2013 من هذا الصاروخ وقدرته على الوصول الى حيفا. وقال الضابط ان المقصود تحديا ملموسا، لأنه حتى اذا دمرنا مستودعاتهم الصاروخية، فانهم سيواصلون حيازة المعلومات التي تتيح لهم استئناف انتاج الصواريخ طويلة المدى.
- في السياق ذاته، تعمل قيادة الجنوب وشعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك على كشف البنى التحتية للقدرات الصاروخية لحماس، في سبيل تقليص التهديدات الموجهة الى إسرائيل. وحسب موقع “واللا” فقد تم تقسيم خارطة قطاع غزة الى عدة مناطق بناء على قواعد “التنظيمات الارهابية”. واطلق على هذه الخارطة اسم “خارطة وجع حماس”، وتشمل الأهداف الحساسة التي سيوجع قصفها حركة حماس، ومن بينها مستودعات الذخيرة ومصانع لإنتاج الصواريخ طويلة المدى، وبيوت القادة والقواعد وغرف الطوارئ وراجمات الصواريخ. وحسب إسرائيل فقد “تمكن الجيش خلال الأيام الثلاث الاولى من المعركة من تصفية النشطاء الذين يقومون بتفعيل منظومة الصواريخ متوسطة المدى”.
- وهاجم سلاح الجو حتى يوم الجمعة، اكثر من 1200 هدف في قطاع غزة. وقصف الجيش الإسرائيلي ليلة الجمعة /السبت، فرع البنك الاسلامي القومي في خان يونس. وقال شهود عيان ان السنة الدخان تصاعدت من المبنى، ولم يبلغ عن وقوع اصابات.
- كما افادت مصادر فلسطينية ان الجيش الإسرائيلي قتل ليلة الجمعة/السبت سبعة فلسطينيين في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد القتلى الى 111 منذ بدء عملية “الجرف الصامد” يوم الاثنين الماضي، بينما اصيب قرابة 700 مواطن بجراح مختلفة.
- · نتنياهو: جاهزون لعميلة برية
- وقال موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اوضح خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة 11 تموز،، في تل ابيب، ان الجيش والشاباك يحاربون بقوة متزايدة حركة حماس، وانه تم اصابة اكثر من الف هدف تابعة لحماس والجهاد الاسلامي، واليد لا تزال ممدودة. واوضح ان وتيرة القصف خلال العملية الحالية تفوق كثيرا وتيرتها خلال عملية “عامود السحاب”، وان الضربات العسكرية لحماس ستتواصل حتى تتأكد اسرائيل من عودة السكينة والهدوء لمواطنيها.
- وقال: “اريد التوضيح بأنه لا توجد اهداف “ارهابية” تتمتع بحصانة في قطاع غزة، ولكن يجب الإشارة الى ان قادة حماس ونشطاء حماس يختبؤون وراء سكان غزة، ويتحملون المسؤولية عن كل اصابة يتعرض لها السكان. وزعم نتنياهو: “الفارق بيننا بسيط، نحن نطور منظومات مضادة للصواريخ للدفاع عن مواطنينا وهم يستخدمون مواطنيهم للدفاع عن صواريخهم! انهم يطلقون النار بدون تمييز على مواطنينا ومدننا بهدف اصابتها، واحيانا يصيبون الجنود نتيجة خطأ، ونحن نصيب قواتهم المحاربة واحيانا، نتيجة خطأ نصيب المدنيين!”
- وفي رده على سؤال حول ما اذا كان الجيش يستعد لشن هجوم بري، قال نتنياهو: “ندرس كل الامكانيات ونستعد لكل شيء. هكذا وجهت الجيش، وهو يستعد وفقا لذلك. كل المواطنين يفهمون هدفنا دون ان ندخل في المعايير التكتيكية. ان معيارنا الأساسي هو اعادة الهدوء الى مواطني إسرائيل، وسأفعل كل شيء لتحقيق هذا الهدف”.
- · واشنطن تحاول الوساطة
- · كتبت صحيفة هآرتس” (الجمعة)، ان الولايات المتحدة تحاول اقناع إسرائيل بتأخير شن الهجوم البري على قطاع غزة، وتمكينها من بلورة خطوة دبلوماسية تقود الى وقف اطلاق الصواريخ، حسب ما قاله مسؤولون كبار في الادارة الامريكية. مع ذلك، لا تزال الجهود الامريكية في بدايتها فقط، ولم تسفر عن صيغة لوقف اطلاق النار.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما، قد تحدث ليلة الخميس/ الجمعة، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وطلب منه الامتناع عن تصعيد الاوضاع. وقال ان الولايات المتحدة مستعدة للتوسط بين اسرائيل والفلسطينيين. وحسب بيان صدر عن البيت البيض، فقد اقترح اوباما العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نوفمبر 2012، بعد عملية “عامود السحاب”. كما اعرب عن دعمه “لمحاولة اسرائيل الدفاع عن نفسها في مواجهة القصف الصاروخي من غزة”. ودعا اوباما الجانبين الى الامتناع عن اصابة المدنيين واعادة الهدوء.
وقالت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية، جين ساكي، ان وزير الخارجية جون كيري، يشعر بالقلق ازاء التصعيد في المنطقة وينوي بدء العمل لوقف اطلاق الصواريخ من غزة في سبيل اعادة الهدوء. وقالت ان الولايات المتحدة ستبذل كل جهد من اجل تحقيق الهدوء، مضيفة ان أي طرف ليس معنيا باجتياح إسرائيلي لغزة، ولذلك من المهم القيام بتدابير تضمن تخفيف التصعيد ومنع اصابة الابرياء.
وعلم ان كيري اجرى ثلاث محادثات هاتفية مع نتنياهو، مؤخرا، وكذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وناقش معهما سبل وقف اطلاق النار. ولكن هناك مشكلة رئيسية تواجه الاتصالات لوقف اطلاق النار وهي غياب وسيط موثوق. فالوساطة المصرية بين إسرائيل وحماس تكاد تكون اشكالية في هذه المرحلة بسبب العلاقات المتدهورة بين حكومة القاهرة وحماس في غزة. وتوجهت واشنطن وجهات دولية أخرى، بينها الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الى عدة دول كقطر والسعودية، كي تحاول تفعيل تأثيرها على حماس لوقف اطلاق الصواريخ. وتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى رئيس الحكومة التركية اردوغان، الذي تربطه علاقات وثيقة بقيادة حماس، كي يحاول التدخل لوقف اطلاق النار.
وفي إسرائيل قال رئيس الحكومة نتنياهو خلال لقاء مع اعضاء لجنة الخارجية والأمن في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، ان وقف اطلاق النار ليس مطروحا للبحث. وقال نواب حضروا الجلسة انه تم سؤال نتنياهو عدة مرات حول ما اذا كانت هناك اهداف سياسية للعملية العسكرية، وهل يجري اتصالات مع مصر او غيرها لتحقيق وقف اطلاق النار بوسائل دبلوماسية، فقال: “انا لا اتحدث مع احد الآن عن وقف اطلاق النار، هذا ليس مطروحا على جدول الاعمال بتاتا”.
الاجتياح البري بات قريبا
وكتبت صحيفة “يسرائيل هيوم” انه حتى بعد مهاجمة سلاح الجو لأكثر من 930 هدفا ارهابيا في قطاع غزة، ليس من الواضح متى ستنتهي عملية “الجرف الصامد”. لكنه يبدو ان الاجتياح البري بات قريبا. وقالت: “لقد ادعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان الاجتياح سيكون قريبا، وفي غزة نقلت التقارير انه طلب الى سكان البلدات المتاخمة للحدود ترك بيوتهم. لكن إسرائيل لم تؤكد هذه المعلومة”.
وحسب الصحيفة فانه من الأسباب التي تجعل الاجتياح البري يبدو قريبا، حقيقة ان عدد الأهداف في قطاع غزة التي لن تسبب وقوع اصابات بين “غير المتورطين” بدأت تنتهي، وكذلك حقيقة ان الجيش لا ينجح بخلق صورة انتصار او جعل حماس ترغب بوقف اطلاق النار.
وفي ضوء ذلك يواصل الجيش تركيز قواته حول قطاع غزة وتدريبها استعدادا للتوغل المحتمل. وقد بدأ الجيش بتجنيد قسم من الأربعين الف جندي احتياط الذين صادق المجلس الوزاري على تجنيدهم. ويجري ارسال قوات الاحتياط الى الشمال والمركز والجنوب، لاستبدال القوات النظامية التي ستصل الى غزة.
وقال قائد القيادة الجنوبية الجنرال سامي ترجمان، امس “اننا نعد كامل قدراتنا، لدينا ما يكفي من الأهداف وحماس تعرف ذلك، وستعرف بقية الأهداف خلال الأيام القريبة. نحن جاهزون لتوسيع العملية الى مقاييس اخرى، لقد تم اعداد الخطط والقوات مستعدة”.
وقال الجنرال بيني غانتس، قائد الاركان: “سنهاجم كل مكان يتحتم مهاجمته، سندافع في كل مكان يتحتم الدفاع عنه، وسنفعل ذلك بكل طريقة، في الدفاع والهجوم جوا وبرا وبحرا”. وقال وزير الأمن موشيه يعلون: “لقد تم تدمير مئات الأهداف، بينها بيوت نشطاء ومؤسسات سلطة ومنصات صواريخ ووسائل قتالية أخرى. لقد قتل عشرات “المخربين”، وسنواصل ضرب حماس وجباية الثمن الباهظ منها عن كل ما تفعله وفعلته في الأيام الأخيرة. سنواصل العمل حتى نحقق النتيجة المطلوبة، وقف النار وازالة التهديد الذي يتعرض له سكان إسرائيل وجنودها. انجازات الجيش حتى الآن كبيرة”.
من جهتها قالت حماس “ان القرار المتعلق بموعد انتهاء الحرب وشروط ذلك ليس في أيدي إسرائيل”. وقال الناطق بلسان الذراع العسكري: “لقد استخدمنا نسبة ضئيلة من قدراتنا، ونحن جاهزين لمعركة ستتواصل لأسابيع طويلة”.
ضابط إسرائيلي رفيع: اسقطنا اكثر من 800 طن من المتفرجات على غزة
- كتبت صحيفة “يسرائيل هيوم” ان التقارير حول نتيجة التعادل بين حماس واسرائيل تفاجئ (تغضب) كل من يشارك في الحرب ويعرف التفاصيل. أحد هؤلاء هو مسؤول رفيع ومؤثر، كشف الأمور كما يراها الجيش، وقال: “هناك فجوة كبيرة بيننا وبين حماس. من جانبنا حققنا انجازات متراكمة، ومن جانبهم حققوا فشلا متراكما. حتى الآن سقطت على غزة اكثر من 800 طن من الذخيرة، سحقت قدراتهم بشكل كبير. وفي المقابل فشلت كل مفاجأة أعدوها لنا: الانفاق والتسلل عبر البحر ومحاولة جباية ثمن منا بواسطة الصواريخ. وهذه الاخفاقات تشكل احدى الفوارق الأساسية بين الجولة الحالية من الحرب والجولة السابقة. اما الفارق الثاني فهو القبة الحديدية التي يتيح نجاحها لنا العمل بدون الضغط الذي تسببه الاصابات الكثيرة في الجبهة الداخلية”.
- “لقد حاولت حماس مواجهة تفوقنا من خلال التزود المكثف بالصواريخ. ويتضح لها ان ذلك لا يجدي نفعا، فبدل اخراج النيران من غزة، تجلب حماس النار على غزة. الصواريخ التي تنتجها يتم اعتراضها، وغزة تتلقى ضربات قاسية بشكل متواصل”.
- ويضيف هذا الضابط الرفيع: “نحن نعرف ان الجمهور يريد تحقيق انتصار فورا، ولكننا نفهم قيود القوة. لقد بلغنا، ولا احد يتخوف من المناورة البرية، ولكن يجب ان نتذكر بأن هذه وسيلة لتحقيق اهداف سياسية. هناك حالة من عدم الصبر والرغبة برؤية نمط حرب كحرب الأيام الستة، انتصار سريع وجارف، ولكن الامور لا تتم هكذا. يجب ان نتذكر بأن اسرائيل احتاجت الى سنتين كي تقرر خوض عملية السور الواقي، وسنة اخرى لتحطيم “قواعد الارهاب” في الضفة. لكن الوضع في غزة اكثر تعقيدا. نحن نواجه تحديات مركبة تطرحها حماس التي تطلق علينا الصواريخ من بين الجمهور، من داخل البيوت، ويجب معالجتها بنجاعة. يمكن الدخول الى غزة بقوة كبيرة وتحطيم حماس، ولكن ما سنحصل عليه في المقابل سيكون حالة فوضى في القطاع، كما في الصومال”.
- “توجد مفارقة في رغباتنا، فمن جهة نريد حماس ضعيفة، تفتقد الى القدرات العسكرية ولا تشكل عاملا مؤثرا في الحلبة الفلسطينية. ومن جانب آخر، نريدها قوية بما يكفي كي تسيطر على غزة وتكبح التنظيمات الأخرى. ومن الصعب جدا تحقيق هذا المزيج.”.
- وحسب هذا الضابط فان “الهدف الذي تم تحديده للجيش هو اعادة الهدوء الى بلدات الجنوب، اما ضرب حماس فهو هدف هامشي. ولكن ضرب التنظيم ينتزع منه قدرات ملموسة، ويفترض بها ان تخلق الردع الذي يتيح فترة متواصلة من الهدوء بعد انتهاء العملية الحالية. لا تزال هناك الكثير من الاهداف، والكثير من طول النفس. الوقت لا يعمل ضدنا بالضرورة، والضغط في غزة اكبر منه في إسرائيل. الحوار يجري حاليا عبر التفجيرات فقط، رغم ان الجانبان لا يرغبان بتوسيع التصعيد وكلاهما يملكان مصلحة في اعادة الهدوء”.
- ويرى الضابط ان “مصر هي التي ستحقق الهدوء في نهاية الأمر، رغم انها ليست ناجعة حاليا، ولكنه لا يوجد أي وسيط آخر.” ويرى ان “كل خطوط لأي اتفاق ستقوم على تفاهمات عملية “عامود السحاب”. اما المطالب الاخرى التي تطرحها حماس فهي مناسبة للمؤتمرات الصحفية، ولكنهم في غزة يعرفون انهم لا يديرون مفاوضات من موقف القوة. ورغم كل التصريحات فان التفوق المطلق يتواجد لدينا، وهذه ليست مسألة مفهومة ضمنا”.
- · اطلاق سراح ثلاثة من المشبوهين بقتل محمد ابو خضير
- ذكرت “يسرائيل هيوم” ان قضاة محكمة الصلح في بيتح تكفا، وقضاة المحكمة المركزية في اللد، أمرا باطلاق سراح ثلاثة من المشبوهين باختطاف وقتل الفتى محمد ابو خضير من شعفاط. وتم اطلاق سراح الثلاثة بدون قيود، باستثناء ايداع كفالة. وقال مصدر مقرب من التحقيق “ان الأدلة ضد الثلاثة الآخرين الذين تحتجزهم الشرطة راسخة، ومن المتوقع جدا تحويل ملفاتهم الى النيابة العامة تمهيدا لتقديم لوائح اتهام”.
- · الاحتلال يغلق ملف التحقيق بمقتل الطفل محمد الشوارمة
- كتبت صحيفة “هآرتس” ان الجيش الإسرائيلي أغلق ملف التحقيق في ظروف مقتل الفتى الفلسطيني محمد الشوارمة (14 عاما)، بنيران قوة من الجيش في شهر آذار الماضي. وقرر النائب العسكري العام عدم اتخاذ أي اجراءات ضد المتورطين في الحادث، بادعاء التوصل الى عدم وجود شبهة جنائية! ويدعي الجيش ان الشوارمة وصل مع صديقيه الى منطقة السياج الفاصل قرب قرية دير العسل الفوقا، جنوب غرب الخليل، واحدثوا فيه فتحة أتاحت لهم الدخول عبرها. وحسب ادعاء الجيش فقد تم توثيق خرق السياج بكاميرا المراقبة. لكن تحقيق “بتسيلم” بيّن ان الفتية الثلاثة تواجدوا في المنطقة لقطف العكوب، في سبيل مساعدة عائلاتهم.
- وفي حينه كانت قوة من وحدة المدرعات 77 تكمن في مكان قريب، ففتحت النيران على الفتية. ويدعي الجيش انه استخدم نظام “اعتقال مشبوه” لكن اثنين من الفتية تمكنا من عبور السياج والهرب، الى داخل المنطقة الاسرائيلية. وادعى الجيش انه اطلق النيران على القسم السفلي من جسد الشوارمة بهدف اصابته في ساقيه! ولكن الرصاصة اصابت وركه! كما ادعت النيابة العسكرية ان الكمين هدف الى اعتقال من يخربون السياج الأمني، وان التحقيق بيّن بأن القوة استعدت للعملية بشكل مهني وعملت وفق نظم فتح النيران، ولأنه لا تتوفر شبهات جنائية قرر النائب العسكري الرئيسي انهاء التحقيق دون اتخاذ أي اجراءات”!
- · مصرع جندي في حادث في الضفة
- كتبت “يسرائيل هيوم” ان جنديا اسرائيليا لقي مصرعه صباح الجمعة 11 تموز، جراء انقلاب سيارة جيب عسكرية في منطقة “شفي شومرون” في الضفة الغربية. واصيب جراء الحادث جنديين آخرين، احدهما جراحه متوسطة والآخر طفيفة. وقد انقلبت سيارة الجيب أثناء مهمة عسكرية.
- · احباط محاولة لتنفيذ عملية في إسرائيل
- ادعى احد الحراس العاملين على حاجز “عابر السامرة” انه حال دون وقوع عملية كبيرة في إسرائيل. وقال عيدان جملئيل لصحيفة “يديعوت احرونوت” انه حين كان يقف بالقرب من المعبر، ظهر يوم الخميس، وصلت سيارة “فولكسفاجن” تحمل لوحة ارقام فلسطينية الى الحاجز، ما أثار اشتباهه بها فأشار الى السائق بالتوقف على بعد عشرات الأمتار من الحاجز، وتوجه نحو السيارة. وكان يجلس في السيارة سائقها، في الاربعينيات من العمر، وشاب عمره 24 سنة. وقد حاول الشاب اخفاء كيس تحت ساقيه ما أثار اشتباه عيدان. ولما طلب عيدان بطاقة الهوية من السائق ابلغه انه لا يحمل بطاقة هوية، فازداد تشككه. وقام عيدان باستدعاء حارس آخر واخذ باستجواب السائق، الا ان الاخير بدأ يتأتئ، والاخر يحاول اخفاء الكيس، فادرك عيدان ان في الامر شيئا ليس جيدا. وعلى الفور امر الراكبين بالنزول من السيارة والابتعاد عنها، واقتادهما الى مسافة بعيدة عن السيارة لتفتيشهما. وبعد اكتشاف كتلة معدنية زرقاء داخل الكيس، تخرج منها عدة اسلاك، تأكد لعيدان ان المقصود عبوة، فتم استدعاء خبير المتفجرات الذي قام بمعالجتها وتفجيرها خارج السيارة. وتبين انه تم تركيب العبوة من اسطوانة غاز ومواد متفجرة. واعترف راكبي السيارة بأنهما كانا ينويان تفجيرها في إسرائيل، حسب ما تدعيه الصحيفة.
مقالات وتقارير
- حكومة المصالحة لن تتفكك ولا يريد أي طرف فلسطيني العودة الى الانقسام
- هذا ما يؤكده مسؤول سياسي رفيع في حركة حماس في حديث ادلى به لمراسلة صحيفة “هآرتس” عميرة هس. وتكتب هس ان حرب العاشر من رمضان، كما يسمي الفلسطينيون حرب تموز 2014، تعزز مكانة حماس، وهذا يقوله حتى الفلسطينيين الذين لا يؤيدون التنظيم، بشكل يتناقض تماما مع ما يراه الجهاز الأمني الاسرائيلي. وتضيف “ان قدرة حماس على اطلاق الصواريخ على إسرائيل رغم الهجمات الجوية على القطاع يعتبر انجازا، ويأمل الفلسطينيون، من انصار حماس والمعارضين لها، ان يتم ترجمة هذا الانجاز في المسار السياسي، ايضا”.
- ويستدل مما يقوله المسؤول السياسي الرفيع في تنظيم حماس غزة لصحيفة “هآرتس” فان هناك من يأملون في التنظيم بحدوث تغيير في مفاهيم “ادارة الصراع” بالنسبة للقيادة الفلسطينية كلها. وقال ان حكومة المصالحة لن تتفكك وليست هناك أي نية للعودة الى ايام الانقسام والتمزق بين قطاع غزة والضفة الغربية، وبين فتح وحماس. واضاف المسؤول الفلسطيني الذي طلب التكتم على اسمه، انه “عندما هاجمت اسرائيل شعبنا في الضفة لم نستطع الصمت، وكان يتحتم علينا ان نظهر كوننا شعبا واحداً وامة واحدة، وانه يتحتم علينا الدفاع عن شعبنا”. وفيما يلي نص المقابلة:
- · سؤال: الدفاع بأجساد وحياة سكان غزة؟
- جواب: هل تعتقدين أننا لا نتوق الى العيش بسلام ونمو وعدم المعاناة؟ لم نكن نحن من بدأ هذه الحرب. وكل قتلاها حتى الآن هم فلسطينيون، الكثير من الأولاد والنساء. هذه الحرب فرضت علينا، ونحن ندافع عن أنفسنا.
- · عندما قررتم تصعيد اطلاق الصواريخ، ألم تعرفوا ان اسرائيل سترد هكذا؟ لقد سبق وعملت ضد المدنيين وكان من المؤكد أنها ستكرر ذلك؟
- جواب: اولا، الصواريخ جاءت ردا على القمع في الضفة: الهجوم على المنازل والاعتقالات الواسعة واعدة اعتقال المحررين في صفقة شليط. لقد تواصل القمع 14 يوما، رغم نفي حماس لأي علاقة لها باختطاف المستوطنين الثلاثة، وعدم توفر أي دليل لدى اسرائيل يثبت وقوف حماس وراء الاختطاف. وعندما بدأت إسرائيل بمهاجمتنا بصورة وحشية، فقد الناس الصبر، وقاموا بالرد على الجرائم في الضفة الغربية. لم يكن بامكانهم الصمت، نحن نعرف ما الذي تستطيع اسرائيل عمله، وكنا نعرف ان اسرائيل ستهاجم، ولكن إسرائيل اعتقدت ان حماس ستصمت لفترة طويلة، ارادوا ان تكون الضفة منقطعة تماما عن غزة. علينا تغيير هذا التوجه والاثبات بأن الفلسطينيين هم شعب واحد، ولا يمكن الفصل بيننا.
- كنا نعرف ان اسرائيل تستخدم القوة المفرطة، لكننا لا نخاف، لسنا على استعداد للتسليم وترك اسرائيل تفعل ما تشاء طوال الوقت وفي كل مكان، بدون رد. نحن نريد العودة الى التهدئة ولكن على اسرائيل احترام اتفاق 2012 ووقف الهجمات الجوية وعمليات الاغتيال والسماح للصيادين بالخروج للصيد وللمزارعين بفلاحة أرضهم، والسماح بفتح المعابر ودخول المواد الخام، واحترام صفقة الافراج عن الأسرى. لقد حاولت اسرائيل التصرف بصفاقة والاثبات بأنه لا يمكن لأحد أن يقول لها لا، ولا يمكن لأحد معارضتها. اذا نظرت الى قائمة القتلى ستجدين ان 95% هم من المدنيين، فأي حرب هذه التي تديرها إسرائيل.
- وصواريخكم؟ فهي أيضا موجهة الى المدنيين؟
- جواب: انتم تعرفون ان هذه صواريخ بدائية لا تملك قوة التدمير الكامنة في صاروخ واحد من صواريخكم، والذي يمكنه تدمير 12 طابقا بضربة واحدة. فكم قتيلا قتلت صواريخنا؟ لا يمكن المقارنة. هذا نوع من الدفاع فقط، نحن نريد الدفاع عن أنفسنا. وكما قلت لك، قبل قتل المستوطنين كان الوضع في غزة يخضع للسيطرة، وبدون مشاكل. اما بعد ذلك، وعندما بدأت إسرائيل العمل ضد رجالنا، فقد كان هناك من قرر انه يجب العمل والاظهار بأننا شعب واحد وانه يتحتم الدفاع عن شعبنا في الضفة الغربية.
- حسب القانون الدولي يعتبر اطلاقكم للصواريخ ايضا غير قانوني.
- · جواب: لماذا?
- · بدون أي علاقة بالنتائج وبدائية الصواريخ، انها موجهة ضد المدنيين.
- جواب: لا تنسي اننا تحت الاحتلال واسرائيل هي التي تحتلنا وعلينا مقاومتها.
- · وكيف سيؤثر ذلك على حكومة المصالحة؟
- جواب: نحن نريد نجاح المصالحة. حماس الآن خارج الحكومة. لكن هذا لا يعني اننا نريد التسبب بمشاكل لها. نحن نريد مواصلة الدعم، فنحن نشكل عاملا حيويا في العملية . يجب ان لا يستنتج احد بأننا نريد الحرب لأننا خارج الحكومة، نحن لا نزال في بداية حكومة المصالحة بعد سبع سنوات من الانفصال، وهذا ليس سهلا. علينا اظهار الصبر والتصرف بحكمة. لن نرجع الى عهد التمزق، هذا قرار ولن يرجع احد في فتح او حماس الى الانفصال والانقطاع.
- · هل اتصلوا بك من السلطة في رام الله?
- جواب: نعم اتصل بي مسؤولون كبار، ونحن على اتصال مع بعضنا البعض.
- · هل تشعر بالرضا عن موقف السلطة؟
- جواب: لا أشعر بالرضا، فانا اتوقع من السلطة ان تبذل جهدا اكبر وان تساعد الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة. يتحتم عليها اتخاذ قرارات خلاقة وعدم الاختباء وراء الاتفاقيات، بعد ان اتضح بأن إسرائيل ليست معنية بالسلام. على السلطة التفكير بجدية بتغيير موقفها الاستراتيجي. لقد تحدثت عن ذلك مع عدد من المسؤولين الكبار. لقد اتضح عدم وجود فائدة من المفاوضات، ولا يمكن الانتظار الى ما لا نهاية حتى يتحرك المجتمع الدولي وتحدث تغييرات في الحكومة الإسرائيلية. ما يحدث على الأرض يعتبر مأساة، ويتحتم على السلطة الفلسطينية ان ترتبط بشكل اكبر بالشعب وتفحص مجددا طرق نضالها. هذا جزء من المصالحة التي يجب ان تشمل الجميع كي نرى كيف نحرر وطننا.
- · الى جانب اسرائيل?
- جواب: هل تريدين احراجي؟ قلت لك قبل عدة سنوات نحن لا يمكننا منحكم الاعتراف، بعد عدم احترام اسرائيل طوال 23 سنة لالتزاماتها. علينا نحن الفلسطينيين اعادة النظر في كيفية ادارة الصراع. لقد شكلنا حكومة مصالحة كي نطرح برنامجا قوميا وليس حزبيا. ومن بين الطرق المطروحة العمل معا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ليس من الطبيعي ان تتصرف حماس بطريقة وتتصرف فتح بطريقة اخرى، ويسود بينهما التناقض دائما. علينا التحالف والعمل معا، لأن ذلك سيحقق لنا الدعم من كافة الفلسطينيين. هناك من يقفون ضد المفاوضات، وهناك من يعارضون المقاومة (المسلحة).
- · لكنكم تفرضون طريقكم العسكري على الأخرين.
- جواب: لا يتعلق الامر بحماس لوحدها، التنظيمات الاخرى اطلقت النار أيضا، بما فيها فتح. كما قالوا في الاخبار لقد اطلقت مجموعة من فتح الصواريخ ايضا. وهناك في فتح من يدعمون المقاومة المسلحة.
- · أي مقاومة?
- جواب: صحيح ان هناك اختلاف في الرأي، لكن الفلسطينيين يؤمنون بكل انواع المقاومة، بما في ذلك الكفاح المسلح. انا افضل حل مشكلتنا بالطرق السلمية، لكن إسرائيل عملت طوال عشرين سنة على هدم حلم السلام، بالاستيطان وعدم احترام شريكها، عباس والسلطة. فماذا تبقى؟ إسرائيل لم تعط أي دليل يثبت نيتها بالسلام، ولذلك يجب التفكير بطرق أخرى.
- نتنياهو لم يبحث عن هذه العملية ويريد انهائها بشروطه
- هذا ما يكتبه يوسي فورتر في تقرير ينشره في “هآرتس” ويشير فيه الى ان سياسة الانضباط التي اتبعها نتنياهو ازاء حماس كلفته فقدان الدعم في اليمين، لكن غالبية الاسرائيليين يعتقدون انه انتهج موقفا صحيحا.
- ويقول فورتر ان نتنياهو لم يشرح، لا للجمهور ولا للكنيست، حتى الخميس، قراره بشن عملية “الجرف الصامد” على غزة، ففي ذاكرته لا يزال محفورا الخطاب الدراماتيكي الذي القاه ايهود اولمرت مع قرار الخروج الى حرب لبنان الثانية، قبل ثماني سنوات تماما. وقد اكتفى نتنياهو، حاليا، بتصريحين قصيرين او ثلاث، جاءت وكأنها صدفة. فهو يحذر من استخدام الكلمات الطنانة كـ”الحسم” و”الاجتثاث” و”التحطيم”. فقد قام بتخزين هذه الكلمات منذ جلس على كرسي رئاسة الحكومة الذي يرى منه ما لا يراه من هناك، أي من المعارضة. كما ان نتنياهو لم يطرح اهدافا سامية ورنانة للعملية، باستثناء “جباية الثمن البالغ” من حماس. وعندما زار قيادة اللواء الجنوبي، يوم الاربعاء، منح جرعة قصيرة للكاميرات كرر خلالها هذه الرسائل. لقد بدا قاتما ورماديا ومنكمشا، وعكس حضوره رغبة واحدة بأن ينتهي الأمر عاجلا. فنتنياهو، وخلافا لغيره من رؤساء الحكومة يبدو كمن يعرف حدود القوة العسكرية والمخاطر الكامنة في تحرير الرسن.
- ويضيف فورتر: في ظل الانتقادات التي سمعها من جهة معسكره السياسي، واتهامه بالتردد عندما حافظ على الانضباط طوال خمسة أيام رغم القصف الصاروخي على الجنوب، الا ان غالبية الاسرائيليين يقدرون سلوك نتنياهو بالذات. والحقيقة ان ذلك كان في صالحه. فطوال الايام الماضية دكت الطائرات الإسرائيلية غزة، وقتلت عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم أبرياء، وجرحت المئات، ولم تطالب أي دولة إسرائيل بوقف اطلاق النار. كما ان الاستطلاع الذي نشرته “هآرتس” يوم الاربعاء بيّن ان نسبة عالية تؤيد توقيت العملية، مقابل الذين يعتقدون انه كان يتحتم عليه اصدار الأمر قبل اسبوع.
- ويضيف ان نتنياهو بدا من خلال محادثات اجراها مع شخصيات سياسية خلال الأيام الأولى للحملة العسكرية، كمن يبحث عن اوسع دعم. ولم يخف خلال احدى المحادثات امتعاضه من بعض وزراء اليمين الذين صوروه كمتردد وانهزامي، دون ان يشاهدوا الصورة الواسعة، كما تحتم مكانتهم، ودون ان يفهموا الحتمية الاستراتيجية الكامنة في ضبط النفس. وقال عضو الكنيست ارييه درعي انه يعتقد بأن نتنياهو يبدو “موزونا”، وأضاف: “لا اعتقد ان نتنياهو يعرف تماما ما الذي سيفعله بعد عدة أيام، لم يبد لي انه يتوق الى احتلال غزة، لكنه تحدث عن الحاجة الى الاستعداد لمعركة طويلة وصعبة والتي قد تشمل اجتياحا بريا”.
- ويكشف فورتر تفاصيل محادثة هاتفية اجراها نتنياهو مع رئيسة حركة ميرتس عندما كان في طريقه الى مقر وزارة الامن في تل ابيب يوم الثلاثاء. فقد نصحته زهافا غلؤون بعدم الاستماع الى مثيري الحرب في المجلس الوزاري المصغر، وعدم خوض معركة برية ستكلف الكثير من الضحايا في الجانبين ولن تحقق أي تغيير على المدى الطويل. وقد سألها نتنياهو ما الذي تقترحه، فقالت: “يتحتم عليك معاقبة حماس، ولكن السعي، ايضا، الى خطوة سياسية، بمساعدة المصريين، تقود الى وقف اطلاق النار”. ويقول فورتر انه بعد عدة ايام سيشغر “بنك الاهداف” في غزة، وسيبقى كل ما كان يجب تدميره مجرد اكوام من الدمار والدخان، وسيثور السؤال مجددا: كيف يتم الخروج من ذلك؟
- ويذكر فورتر بمحادثة اجراها شمعون بيرس عشية حرب لبنان الثانية مع ايهود براك، سأله خلالها: مع العمل، فاقترح عليه براك التوجه الى القائد العام للجيش، دان حالوتس آنذاك، وسؤاله عما اذا كان يعرف كيف ينوي انهاء العملية؟ واوضح ان هذا هو الأمر الذي يجب معرفته عندما يتقرر الخروج الى عملية عسكرية.
- ويقول فورتر ان بيرس صوت بقلب مثقل بالهموم الى جانب العملية التي تطورت الى حرب، قادت الى اجتياح بري دام وسببت صدمة في لحظاتها الأخيرة. والبقية معروفة مما كتب في تقرير لجنة فينوغراد (التي حققت في اخفاقات الحرب).
- وحسب فورتر فقد تم جر نتنياهو الى معركة غزة الحالية رغما عنه. لقد صك على أسنانه طوال ايام، ونقل رسائل الى الجانب الثاني بشأن رغبته بالتوصل الى هدوء، وكان يأمل أن تقوم حماس بوقف اطلاق النار. وكان سيسره بالتأكيد العودة الى اللهجة التي رسخها شارون في خضم الانتفاضة الثانية، بقوله ان “التجمل بالصبر يعتبر قوة”. ولكن في الجناح اليميني اصبح هذا المصطلح رمزا للسلوك المترهل والجبان والخسيس.
- ويضيف ان عملية السور الواقي التي اشارت الى بداية نهاية الانتفاضة الثانية، ساعدت شارون على مسح اخطاء الانضباط والاحتواء، وبعد تسعة أشهر، في مطلع 2003، حقق انتصارا كبيرا في انتخابات الكنيست. وبالنسبة لنتنياهو يقول فورتر انه يعرف بأن اليمين، سواء الايديولوجي او العدواني، يشعر بخيبة أمل منه منذ ما قبل بدء فترة ضبط النفس. وقد وصل إلى عملية الجرف الصامد، ضعيفا وجريحا: فسلوكه في قضية الانتخابات الرئاسية الحقت به ضربه قاسية، خصوصا الليكود واليمين بشكل عام. وفي المقابل، يتهمه معسكر المركز – اليسار بعدم القيام بما يكفي للحفاظ على العملية السياسية. وبعد فترة وجيزة، عندما يشعر هرتسوغ وغلؤون بحرية أكبر، سيبدآن بملاحقته وحثه على الربط بين انهاء العملية العسكرية ومبادرة سياسية ما تقود الى استئناف المفاوضات مع ابو مازن. بل يرى فورتر انهما بدءا ذلك ولكن على مستوى منخفض، وسينضم اليهما بالتأكيد، بقوة أقل، تسيبي ليفني ويئير لبيد. الا ان استئناف المفاوضات يبدو كمهمة مستحيلة. فاي ثمن سيضطر نتنياهو الى دفعه وما الذي سيوافق عليه؟ هل سيوافق على اطلاق سراح الأسرى؟ ومن سيسمح له بإطلاق سراح أسير واحد بعد اختطاف وقتل الفتية الثلاثة؟ وهل سيجمد البناء في المستوطنات؟ لن يفعل ذلك بتاتا، لأن حزبه والبيت اليهودي ويسرائيل بيتينو سيفشلون ذلك.
- وعليه يقول فوتر ان نتنياهو لا يرى ما يدعو الى التفاؤل بعد العملية العسكرية. فلا شيء جيد يهدده، اذ ليس لديه حلفاء وشركاء طريق سياسي، لا في الائتلاف ولا في المعارضة. ذات مرة كان لديه افيغدور ليبرمان، لقد سارا معا في الانتخابات والمفاوضات الائتلافية وخلال الأشهر التي تلت ذلك، لكن هذا انتهى. اما يئير لبيد وتسيبي ليفني فيطمحان الى استبداله بأي شكل كان، وهما يجريان محادثات مكثفة ومتواصلة يناقشان خلالها امكانية توحيد حزبيهما وخوض الانتخابات القادمة معا. واما هرتسوغ الذي يظهر ان الارتباط بينه وبين ليفني يعتبر مطلوبا وطبيعيا، فانه بالذات يمتنع حاليا عن طرح أي اقتراح عملي. وبشكل ساخر، يبدو ان رئيس الحزب الوحيد الذي يمكن لنتنياهو ان يعتمد عليه مستقبلا، هو نفتالي بينت. فمع كل الكراهية والعبوات المشحونة والرواسب والحسابات ومشاعر الانتقام وسارة… فان المشترك بينهما في نهاية الأمر يتغلب على ما يفرقهما.
- قطاع غزة، وصلنا الى مفترق الدخول
- تحت هذا العنوان يكتب عاموس هرئيل في “هآرتس” ان عملية “الجرف الصامد” بدت في نهاية الأسبوع، وكأنها تقترب من نقطة القرار. فهل تنوي إسرائيل حقا تفعيل القوات البرية في غزة، أو انها مجرد تؤدي الاصوات اللازمة في سبيل ردع قيادة حماس في غزة وإجبارها على العودة في اللحظة الأخيرة إلى الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار؟ ويقول ان الاجتماع المتواصل للحكومة المصغرة بعد ظهر (الخميس) ودعوة وسائل الإعلام لتصوير تدريب القوات النظامية على حدود غزة تمهيدا لعمل عسكري محتمل، والرسائل الهاتفية التي يبثها الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين في بلدات شمال غزة، لإخلاء منازلهم – تدل ظاهريا على جدية النوايا. وكما هو الحال في عمليات الجيش الإسرائيلي السابقة في غزة، فان تسارع الاستعداد البري يسرع قليلا الساعة السياسية. لقد بنت إسرائيل خلال عدة أيام على التوقعات التي لم تتحقق حتى الآن، بشأن التدخل المصري بشكل فعال لإقناع حماس بوقف اطلاق النار. وسواء كنت القاهرة تماطل لأنها لا تهتم باستمرار ضرب حماس بالقنابل الإسرائيلية أو سواء كان التأخير يعكس قوة شكوك سكان غزة بمصر، فانه على ما يبدو هناك حاجة الى قنوات اتصال إضافية. وهذا هو السبب الذي جعل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، يناقش مع وزير الخارجية الامريكية، جون كيري، امكانية المبادرة الى تسوية مشتركة، وهذا هو أيضا السبب في كون الدول الأوروبية التي اكتفت حتى الآن بالتعبير عن الفهم العام لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بدأت النظر في التدخل على ضوء صور الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في هجمات سلاح الجو في غزة.
- ويضيف هرئيل: لقد أعلن مجلس الوزراء عن اطلاق العملية مساء يوم الاثنين، بعد بضعة أسابيع من الصدامات التي بدأت على نار هادئة وتصاعدت تدريجيا على حدود غزة. وصودق في بداية العملية العسكرية على زيادة الغارات الجوية والبدء بإعداد ألوية الجيش لعملية برية. وفي الوقت نفسه، صعدت حركة حماس النار، التي بلغت ذروتها مع إطلاق الصواريخ التي سقطت في زخرون يعقوب في الشمال، وصحراء يهودا وديمونة. ولكن حماس فشلت حتى مساء الخميس، باختراق الغلاف الدفاعي الإسرائيلي. وتبين ان القبة الحديدية تعتبر الورقة الأكثر اهمية في أيدي اسرائيل. فمعدلات نجاحها تتحسن بشكل خاص عندما يتم اطلاق النار للمدى الطويل. فاطلاق الصواريخ لمسافة حوالي 70 كلم، باتجاه تل ابيب أو مطار بن غوريون، يسمح للقبة الحديدية بالكثير من الوقت لاعتراض الصاروخ واسقاطه.
- ويضيف ان المنظومة الدفاعية الحالية، التي تشمل سبع بطاريات تغطي الجنوب ووسط البلاد، لا تزال بعيدة عن الكمال، ولكنها تقلل من الخسائر الإسرائيلية. ولكن الاحصائيات ستنتصر في النهاية، وستقع كما يبدو إصابات أشد (خاصة طالما واصل المواطنون الشعور بالغطرسة وتسلق أسطح المنازل لالتقاط صورة أفضل لاعتراض الصواريخ). وفي هذه الأثناء، يسود الشعور بأنه تم نشر فقاعة أمنية مانعة تقريبا حول المواطنين.
- ويضيف: ان مشكلة الحكومة والجيش الإسرائيلي هي انه من الصعب جدا تسويق النسبة العالية من اعتراض الصواريخ كصورة فائزة للجمهور الإسرائيلي، الذي اعتاد اعتبار اظهار القبضة القاسية والهجومية بمثابة كل شيء. ان تتبع عناوين الصحف في الأيام الأخيرة يوضح شيئا عن شكل النظرة. فصحيفة “يسرائيل هيوم”، التي تعتبر بوقا لرئيس الحكومة ظهرت يوم الخميس كأنها غير متوافقة مع الرسالة التي بثها مكتب نتنياهو (الذي يتخوف من عملية برية)، عندما دعت إلى “اعادة غزة إلى عصر الحجارة”. و”يديعوت أحرونوت”، التي تكون دائما أكثر كفاءة في قراءة روح العصر، كرست مقالة كبيرة للضابط رفيتال، قائدة بطارية القبة الحديدية السابعة، التي تم تجهيزها ونشرها هذا الاسبوع. رفيتال تحمينا من الصواريخ – في هذه الأثناء، هذه هي قصة المعركة بالنسبة للصحيفة.
- ويضيف هرئيل: في الجانب الهجومي تبدو الأمور أكثر متعبة. فالصعوبة الكبرى التي يواجهها الجيش الإسرائيلي تكمن في ضرب قاذفات الصواريخ متوسطة المدى، كل ما يسقط بين أشدود وزخرون يعقوب. فالدروس المستفادة من حرب لبنان الثانية والعمليات السابقة في غزة تم استيعابها بشكل جيد في الجانب الفلسطيني، أيضاً. فتسليح معظم الصواريخ يجري تحت الأرض ويتم اطلاقها عبر شقوق ضيقة. وتم نشر قاذفات الصواريخ في ساحات المنازل المكتظة ويصل النشطاء لإعدادها للعمل عبر أنفاق تحت الأرض تخرج من داخل البيوت. وما يسمى نافذة الوقت لتدمير القاذفة، قصير جدا. إن هذه الحرب هي حرب غير متماثلة في صورتها: فالقوة المفرطة التي تستخدمها إسرائيل لا تساعدها بالضرورة، لأن الاستخدام غير المراقب لهذه القوة من شأنه ايقاع الكثير من الضحايا المدنيين في الجانب الفلسطيني.
- ويرى هرئيل ان الاحباط الذي يسببه هذا الوضع خلق للحظة، وبتشجيع من وسائل الاعلام، مواجهة في الجبهة الداخلية بين جنرالين بارزين في هيئة الأركان العامة، قائد القوات الجوية عمير ايشيل ورئيس الاستخبارات العسكرية، اللواء أفيف كوخافي. ففي شعبة الاستخبارات يدعون ان التغطية الاستخبارية تتحسن باطراد. وحتى بعد ظهر الخميس تم قصف حوالي 500 حفرة دفنت فيها منصات الصواريخ، والتي شملت حسب تقييم الاستخبارات، قرابة 2000 صاروخ. ويومي الخمس والاربعاء، تم تحقيق تغيير للأفضل في القدرة على إغلاق الدائرة – أي اكتشاف النشطاء المرتبطين بمنظومات القصف واصابتهم. صحيح ان عدد ضحايا حماس ارتفع كثيرا يوم الخميس، لكنه كان هناك الكثير من المصابين في صفوف المدنيين.
- ويتحدث هرئيل عن جلسة الطاقم الوزاري المصغر، امس الاول ويقول انه لم لا يصدر بيانا مفصلا. وعاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليمطر المواطنين بالكليشيهات خلال ظهور قصير أمام الكاميرات، بينما كان يحيط نفسه بضباط يرتدون الزي العسكري، دون ان يجدد كثيرا. لكن المحلل محمود عباس في رام الله، أجاد تقييم نتائج الاجتماع. وقال ان إسرائيل متجهة نحو عملية برية كبرى في غزة. وقال مصدر أمني كبير لصحيفة “هآرتس”: “نحن نقف حقا على مفترق طرق يمكن الدخول منه إلى قطاع غزة”. والأسباب معروفة: اسرائيل حافظت على الانضباط لفترة طويلة، وحماس تواصل إطلاق الصواريخ بل زادت من وتيرتها، يوم الخميس، والمنظمة لا تزال تملك ثلثي الصواريخ متوسطة المدى التي كانت في حوزتها في بداية الحملة (أي أنها قد تواصل اطلاق النار، وإذا لم تفعل ذلك فان الجيش الإسرائيلي لن يتصرف بقوة أكبر لوقف القصف).
- وحسب رأي هرئيل فان إمكانية شن عملية برية يصبح أكثر احتمالا في الأيام التالية. ويتعزز هذا التقييم على خلفية الانطباع بأن حماس ترفض في هذه الأثناء مختلف جهود الوساطة وتبث لمن يتحدث معها أنه لا يوجد شيء للحديث عنه حاليا. ولكن مسالة عمق المناورة البرية للجيش الإسرائيلي لا تزال مفتوحة. والأرقام مثيرة للاهتمام: في عملية “عامود السحاب”، التي لم يتم تفعيل القوة البرية خلالها، تم تجنيد نحو 75 ألف جندي احتياط. وهذه المرة سمح مجلس الوزراء للجيش الإسرائيلي بتجنيد نحو 40 ألف جندي، لكن الجيش لم يجند حتى الآن اكثر من النصف. كما ان الذين تم تجنيدهم لا ينتمون الى فرق الاحتياط التي سيتم تفعيلها في قطاع غزة. ففي معظمهم من الجنود الذين يشغلون مناصب في غلاف الوحدات النظامية (اللوجستي والاستخبارات وغيرها)، في الجبهة الداخلية وكتائب المشاة النظامية التي تم احضارها من الضفة الغربية ومن الحدود الشمالية إلى حدود غزة.
- ويرى هرئيل ان هناك اختلافين رئيسيين بين التوغل البري في غزة حاليا وخلال عملية “الرصاص المصبوب” في أوائل عام 2009. ويكمن الأول في القبة الحديدية التي توفر للحكومة مجال أمن في الجبهة الداخلية وتمنع وقوع خسائر فادحة. والثاني هو أن صواريخ حماس باتت تغطي ثلثي أراضي إسرائيل. ودحر فرق إطلاق الصواريخ الى عمق المساحة المبنية في غزة، لن يبعد الكثير من الإسرائيليين عن دائرة النار. كما ان معالجة منظومة نيران حماس يتطلب أسابيع، إن لم يكن أشهر. والحكومة لا تبدو وكأنها تملك النفس المطلوب لهذا الغرض. ان الاعتراف بهذا الواقع المعقد يخلق اسس التوتر بين القيادتين السياسية والعسكرية، بعد عدة أسابيع من التنسيق الوثيق والأجواء الجيدة. فلدى نتنياهو بدأ التذمر من رئيس الأركان، بيني غانتس والجنرالات الذين لا يجلبون الحلول الإبداعية لهذا الوضع. وفي الجيش، خصوصا في الوحدات الميدانية، لا يفهمون تماما ما يريده السياسيون، ولماذا لا يصدرون تعليمات أكثر وضوحا. ويضيف هرئيل انه في غياب إنجازات حاسمة، تجري بين الجانبين، إسرائيل وحماس، معركة صورية. فكل التحركات تجري تحت التغطية الإعلامية المستمرة، في بث حي يقوم أكثر من أي وقت مضى على المعلومات والصور التي ينقلها المواطنون من خلال الهواتف المحمولة والشبكات الاجتماعية. ومن الواضح أن الجيش الإسرائيلي يبذل محاولة يائسة لعدم منح حماس فوزا إعلاميا.
- الحذر، رصاص مصبوب
- تحت هذا العنوان تكتب صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية ليوم الجمعة، ان إسرائيل شنت عملية “الجرف الصامد” بعد ضبطها للنفس طوال عدة أسابيع، وعدم الرد على اطلاق النار غير المحتمل على مواطني الجنوب، والذي يتواصل حاليا، بل واتسع نحو المركز. ولكن لا يمكن أن يكون الرد على ذلك بعمليات قتل جماعي للمدنيين الأبرياء. فصباح الخميس أصبح عبد الله أبو غزال، طفل في الخامسة من عمره، القتيل الفلسطيني الـ 77 في العملية. لقد قتل جراء قصف سلاح الجوي لبيت لاهيا. وقد سبقه عشرات المدنيين الذين قتلوا في العملية، بينهم نساء وأطفال. وقتل ثمانية من عائلة الحاج في خان يونس يوم الخميس؛ وقبل ذلك قتل في خان يونس تسعة مدنيين أثناء مشاهدتهم لمباراة كأس العالم؛ وقتلت ثلاث نساء في قصف منزل ناشط الجهاد الإسلامي حافظ حمد في بيت حانون؛ وقتلت عائلة شلط، الزوجين وطفليهما، في منزلهم في مخيم الزوايدة. وكادت عائلة كوارع في خان يونس تفنى عن بكرة ابيها، يوم الثلاثاء، حيث قتل ثمانية من أفراد العائلة، بينهم ستة أطفال، في عملية وصفها سلاح الجو بالخطأ. لقد غادرت العائلة المنزل بعد تحذيرها بأن سلاح الجو سيهاجم المنزل، وبعد اصابة المنزل بصاروخ صغير، عادت العائلة الى السطح، على افتراض أن سلاح الجو لن يهاجم المنزل إذا رآهم. لكن أملهم تلاشى بشكل فظيع.
- وتضيف الصحيفة: “كلما تقدمت عملية “الجرف الصامد”، تتضح اهداف القصف الجوي، والتي تشمل هذه المرة منازل نشطاء من حماس والجهاد الإسلامي. ولكنه وفقا للقانون الدولي، فان بيوت المواطنين، حتى وإن كانت تعود لمقاتل أو إرهابي، ليست هدفا عسكريا، ويشكل تفجيرها هجوما عشوائيا لا يميز بين المواطنين ومن يشاركون في العمليات العسكرية. بعد عملية “الرصاص المصبوب”، التي قتل خلالها مئات المدنيين الأبرياء، دفعت إسرائيل ثمنا دوليا باهظا. وكان عليها استخلاص دروس “الرصاص المصبوب” والحرص على عدم إيذاء المدنيين قدر الإمكان. لكن الأيام الأولى من “الجرف الصامد” تثير القلق بأن إسرائيل لم تستوعب شيئا. وعلى إسرائيل أن تسارع بقوة الى اقحام طرف ثالث للتوسط من اجل إنهاء القتل وتركيز العمليات العسكرية على أهداف مشروعة.
- أضرار القبة الحديدية
- تحت هذا العنوان يكتب اوري مسغاف في “هآرتس” ان مطوري القبة الحديدية انتجوا أعجوبة تكنولوجية وأنقذوا الكثير من الأرواح، ولكن اختراعهم اللامع هذا يسبب اضرار على المستوى الاستراتيجي. فهو يسمح للإسرائيليين بالمضي بدون شيء والشعور بامتلاكه. فهو يضخم لديهم عامل الضحية والتعاسة إلى آفاق جديدة، وفي الوقت ذاته مواصلة حياتهم في ارتياح نسبي. كما أنه يجعلهم كالمدمنين يلتصقون بالإذاعة والتلفزيون، وفي الوقت ذاته تحرير أنفسهم من أي حساب أو نقد لدائرة العداء والعنف الدورية غير المنتهية.
- ويضيف: ان القبة الحديدية هي سلاح يوم القيامة بالنسبة للحكومات الإسرائيلية. انها تتيح لها الخروج مرة كل سنتين “لعملية محدودة” في سبيل تزويد الوقود بشكل صحيح لخزانات الكراهية والشيطنة، واعادة اكتساب ثقة الرعايا المطيعين، الذين فهموا في الأمس فقط بأن الحكومة تخدعهم علانية. لقد تم وبجرة قلم شطب التقارير حول الركود، وميزانية الأمن، ورواتب المسؤولين الكبار، وفساد الشرطة، وهياج اليمين والتحريض وكل ذلك عبر الثمن المحتمل لعملية محدودة.
- ويضيف: أي اختراع عبقري طورته لنا “رافائيل”، والذي “يتيح طول النفس للحكومة” بينما يظهر “الشعب الموحد” والجبهة الداخلية ضبط النفس”. ويتساءل: “ضبط النفس؟”. أريد أن أرى كيف كان الإسرائيليون سيتصرفون ويتحدثون لو انقضت لمرة واحدة على حي اسكاني هنا اربع طائرات “اف 16” واسقطت عليهم القنابل الذكية بوزن طن. وأين الوحدة حين رفض نزلاء احد الأبراج الفخمة السماح بدخول سكان جفعات عمال الى ملاجئهم، عندما طرقوا الأبواب مع أطفالهم.
- ويضيف: ان الكراهية وحدها هي التي لا تزال قائمة كالغراء. في العملية المحدودة، الرحيمة والجراحية هذه قتل عشرات الفلسطينيين وجرح المئات. ويتم سحق مدينة بأكملها، تعتبر الأكثر ازدحاما في العالم. لقد طالب رئيس تحرير “يسرائيل هيوم” باعادة غزة إلى العصر الحجري. وستتعاظم الأرقام. ولكن الاسرائيليين سيواصلون الغوص في انفسهم وفي بؤسهم الوحيد. في مواصفات القبة الحديدية لا يظهر الأمر، ولكن هذه المنظومة لا تعترض الصواريخ فقط. فقد اتضح أنها تعترض الفكر الحر ايضا، وتفرض على مستخدميها العمى، والصمم، والخبل. هل سأل أحد نفسه لماذا وكيف بدأت “جولة التصعيد” الحالية؟ من الذي صعدها؟ ومن وما الذي تخدمه؟ لماذا تسقط فجأة الصواريخ من السماء؟
- يجب القول لصالح الحكومة أنها أوضحت لرعاياها فورا بعد خطف الأولاد، انها ماضية الى حرب قاضية مع حماس وضد الوحدة الوطنية الفلسطينية. وبموجب اوامرها وبشكل مريح لها، يواصل الإسرائيليون الترديد بانصياع تام ان هذه الحرب تهدف الى “اعادة الهدوء الى الجنوب”. لكن هذه كذبة. اذ لا يمكن اعادة شيء لا وجود له. سكان جنوب يعيشون تحت النار منذ 14 عاما. وكذلك سكان قطاع غزة المحاصرين. إذا كانوا يريدون حقا ضمان الهدوء لهم يجب السعي بشجاعة وبشكل خلاق من اجل التوصل الى حل نظامي، ونشر قبة حديدية سياسية من فوقنا. ولكن هذا كما يبدو لا يستحق انتاجه.
- اليهود والعرب، قوموا واصنعوا السلام
- تحت هذا العنوان يوجه الفنان محمد بكري عبر “هآرتس” رسالة الى الشعب الإسرائيلي يقول فيها انه قرر الكتابة اليه لأنه يؤمن بأنه مثله ومثل بقية البشر، يتوق الى السلام والهدوء والسكينة. ويقول: “لن احكي لكم عن الأوضاع، فكلنا نشعر بشكل سيء، كلنا نعيش بقلق ازاء ما يحدث. في الأجواء تحلق رائحة الموت الذي يشبه مصباح التحذير الأحمر، بأنه سيحدث هذه المرة شيئا رهيبا إذا لم نتحرك”. ويضيف: “اومن ان غالبية الناس في هذه الدولة الصغيرة يريدون حلا نهائيا يحمل السلام الحقيقي والعدالة الاجتماعية والسياسية. توجد بيننا اقلية صغيرة تستمتع من عدم الهدوء وحالة العداء بين الشعبين، وكلنا نعرف من هي هذه الأقلية. فهي تقوم كل مرة وترتكب عملا يخرب على العملية السلمية وتبني جدارا آخر بيننا وبينكم”.
- والحل بسيط، يضيف بكري: ان نسمي الكلب باسمه. اخرجوا الى الشوارع، فالوقت لم يتأخر بعد، يوجد شريك للسلام لم يكن مثله في الجانب الفلسطيني، لا تضيعوه! انا لا اريد ان يأتي يوم نبكي فيه ايام أبو مازن. قوموا من أجل أولادنا، قوموا وافعلوا شيئاً، إسرائيل ليست مستوطنة، إسرائيل هي دولة صغيرة وجميلة بدون المستوطنات. على حكومة إسرائيل ضمان مستقبل اولادنا. قوموا وافعلوا شيئا، اصنعوا السلام”.
- يجب الانتقال الى خطوة استراتيجية. تحت هذا العنوان يكتب الرئيس السابق لجهاز الشاباك الإسرائيلي آفي ديختر، في “يسرائيل هيوم” ان شباك الفرص الذي تم فتحه الآن امام دولة إسرائيل يتيح لها القيام بخطوة استراتيجية تقود الى تدمير مستودعات أسلحة التنظيمات الارهابية في غزة، حماس والجهاد.
- ويضيف: “يمكنني طمأنة اولئك الذين يعتقدون ان الردع الإسرائيلي امام حماس تعرض الى الضرر. يكفي النظر في صور “المخربين” الذين يتصورون وهم ملثمون، خشية ان نتعرف عليهم ونصفي الحساب معهم، كي نفهم ان الردع لا يزال قائما. ولكن المشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي المعدات العسكرية الخاضعة لسيطرتهم، وسهولة قيام قيادتهم (السياسية والعسكرية) باستخدامها ضد المدنيين في إسرائيل، في وقت يحوطون فيه انفسهم بحزام واق من المدنيين الفلسطينيين في غزة. حماس تدرك جيدا أن الجيش الإسرائيلي سيحاول جاهدا عدم إيذاء المدنيين، بينما يطلق النار بهدف اصابة السكان الإسرائيليين من دون تمييز.
- ويضيف ديختر: اذا لم يتم تدمير البنية التحتية العسكرية للإرهابيين في غزة سنواصل العيش بين جولة وأخرى من اطلاق الصواريخ، في وقت تتقلص فيه الفترة الزمنية بين جولة وأخرى ويتزايد مدى الصواريخ. لقد تمكنوا الآن من ادخال نصف سكان إسرائيل في حرب الاستنزاف. والضربات الجوية لا توقف ولا تحد من نيرانهم على اسرائيل. فإرهابيو حماس وقادتها يعملون وفقا لقدراتهم، وليس وفقا لمنطقنا. لقد حان وقت الانتقال من العمليات التكتيكية (الرصاص المصبوب، عامود السحاب، الجرف الصامد) الى خطوة استراتيجية، تصيب بشكل دراماتيكي قدرات الإرهابيين على مهاجمتنا. وهذه ليست خطوة ستستغرق شهراً او شهرين، وانما سنة او سنتين. لا يوجد أي سبب يجعلنا نترك الجمهور الإسرائيلي عرضة للنيران لسنوات إضافية. لقد هزمنا إرهاب الانتحاريين، ويمكننا القضاء على ارهاب الصواريخ. ان القيام بموجة اعتقالات لآلاف الإرهابيين في غزة واستمرار الهجمات سيوفر الاستخبارات اللازمة لاعادة تشكيل الإرهاب في غزة من جديد. وهذا هو المطلوب من قيادتنا المدنية والأمنية.
- · يجب تصفيتهم حتى آخر المخربين
- تحت هذا العنوان يلخص الجنرال (احتياط) تسفيكا فوغل، في “يسرائيل هيوم”، الأيام الثلاثة الأولى للهجوم على غزة، ويقول انه تم شن الف هجوم، واسقاط قرابة الف طن من المتفجرات على اجزاء مختلفة من قطاع غزة، وتدمير مستودعات كبيرة من الأسلحة والكثير من مختبرات ومصانع الانتاج، وشل المئات من منصات الصواريخ المدفونة تحت الأرض، وتصفية عشرات المخربين من حماس وعددا من القادة الكبار، او اخراجهم من دائرة العمليات. وهذا كله يثبت قدرات سلاح الجو، ولكنها لا تعني نقطة انكسار وبالتأكيد ليست نقطة حسم لدولة حماس.
- وحسب فوغل فان “الحرب التي فرضت علينا في الظروف الحالية توفر للحكومة الاسرائيلية فرصة، ربما لن تتكرر، للقضاء على حماس. فحماس تضررت وباتت أقل جاهزية للمحاربة كالسابق، لقد انشغلت منذ “عامود السحاب” بمحاولة البقاء اكثر من محاولة تضخيم قوتها”.
- ويرى الكاتب ان الاسرائيليين يخيفون أنفسهم اكثر مما يخيفهم العدو، ويرى في الهجمات الجوية التوقيت المناسب للتوغل البري، لأن تفعيل النار من الجو مع مناورة القوات البرية، سيخلق لدى العدو شعورا بالملاحقة كمن سيتم صيده، وسيجبره على التحرك والانكشاف.
- وحسب رأيه فان المدن التحتية التي بنيت في قطاع غزة خلال السنوات الماضية منذ “الرصاص المصبوب”، تهدف الى اتاحة تحرك المطاردين دون كشفهم من قبل العيون التي تلاحقهم، وكذلك لاطلاق الصواريخ، ولكنها لا تتيح خوض حرب تحت الأرض.
- ويضيف: “الحرب تنطوي على أهداف يجب تحقيقها، ويمكن لتحقيقها الكامل فقط ان يملي نهايتها. والحرب لا تقاس بمصطلحات الثمن وانما بمصطلحات قيم التضحية ومحبة البلاد والتمسك بالهدف. ولذلك يتحتم على حكومة اسرائيل الإيعاز للجيش بضرب المخربين، من اسماعيل هنية وحتى آخر حفاري الأنفاق. ففي دولة الارهاب لا يوجد فرق بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية، فكلهم يريدون تدميرنا، ولذلك فان الحكم عليهم يجب اني كون واحدا!”
- المطلوب: الهدوء وصور انتصار. تحت هذا العنوان يكتب يوآب ليمور في “يسرائيل يهوم” ان إسرائيل تبحث عن انجاز ملموس في عمليتها ضد حماس، بشكل يحقق الردع لأطول فترة ممكنة، ويعتبر تصفية شخصية رفيعة في حركة حماس الى جانب الحاق ضرر كبير ببنيتها التحتية وعودة الهدوء، يعتبر شرطا اساسيا لإنهاء الحرب. ويدعي ليمور ان إسرائيل لم تخطط للتدهور الآن نحو مواجهة في غزة. ويكتب انه في بداية الأسبوع ساد الاعتقاد بأن حماس ليست معنية بالتصعيد، وكان الرد على اطلاق الصواريخ من غزة ملائما لهذا التكهن. وفقط عندما بدأت حماس بالهيجان، يوم الاثنين، اضطرت إسرائيل الى العمل. وعندها، ايضا، تطلب الأمر عددا ليس قليلا من الساعات حتى بدأت العملية بالتدحرج.
- ويضيف: يمكن التساؤل عن سبب تأخر إسرائيل في الرد. ويدعي نقاد الجيش أنه جر قدميه. وانه منذ اختطاف الأولاد عرض رئيس هيئة الاركان برامج طفيفة صممت كلها لتقليل المخاطر. اما المدافعين عن الجيش، فيدعون انه تصرف بمسؤولية، وحرص على عدم الانجرار بأعين مفتوحة نحو التصعيد الزائد. وعندما تم التحديد بأن الهدف الاستراتيجي للجيش هو تحقيق الهدوء في الجنوب– لم يكن التفكير باحتلال قطاع غزة أو إسقاط نظام حماس – وانما كان محاولة لتحقيق هذا الهدف من خلال تفعيل القوة كملاذ أخير.
- ويضيف ليمور: ” هذا الادعاء منطقي، خاصة إذا فحصنا التسرع بتفعيل القوة في حرب لبنان الثانية، التي تعتبر الحدث المثير للحزن بالنسبة للجيش الإسرائيلي خلال العقد الماضي، وحتى اذا فحصنا عواقب استخدام القوة أثناء عملية “الرصاص المصبوب”. لقد كان لضبط النفس الذي يتلاءم مع نوايا بنيامين نتنياهو، والذي قد يدفع ثمنا سياسيا بسبب ما ابداه من حذر – فوائد أيضا: الشرعية الكبيرة التي اكتسبتها إسرائيل في جميع أنحاء العالم وعلى الساحة المحلية والتي ثبت لها أن إسرائيل فعلت حقا كل شيء لتجنب التصعيد. مع ذلك، يضيف: سيطالب الجيش الإسرائيلي بسؤال نفسه بصراحة، عما اذا استعد بشكل صحيح لتطورات هذا الأسبوع، وما اذا كانت نيته “احتواء” احداث الاختطاف في يهودا والسامرة، لم تمل عليه واقعا مشابها، ومنعته من الاستعداد للتصعيد في الجنوب؛ كما عليه ان يسأل نفسه عما اذا كانت التكهنات بأن حماس ارتدعت وستمتنع عن اطلاق النار بشكل مكثف، ليست الا رغبة تتجاوز الحقائق الملموسة، وهل كانت جميع عناصر العملية – القوات، الجاهزية والاستخبارات – قد التقت مع “الجرف الصامد” كما يجب.
- ويقول ان الاجوبة على ذلك كثيرة الوجوه وتتعلق بطابع متخذي القرارات بشكل لا يقل عن التحليل البارد للأحداث. لقد انعكست احدى النتائج الإشكالية للوضع في نقطة بدء العملية، والتي قد تؤثر على نهايتها ونتائجها. فعلى عكس عملية “الرصاص المصبوب”، والتي بدأت بشن هجوم جوي واسع النطاق، ومفاجئ، أو “عامود السحاب” التي بدأت باغتيال القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري، لم تمتلك اسرائيل هذه المرة ورقة فائزة في جعبتها. فقد نزل كل قادة المنظمات الإرهابية الى الانفاق مباشرة بعد العثور على جثث الأولاد يوم الاثنين من الاسبوع الماضي، وتمت مهاجمة العديد من الأهداف الجيدة خلال المناوشات التي دارت بين الجماعات الإرهابية والجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الثلاثة التي انقضت بين اختطاف نفتالي فرانكل، وغيل عاد شاعر وايال يفراح، وبين بدء العملية هذا الأسبوع. وتضاف الى ذلك حقيقة ان حماس، ايضا، وليس الجيش الإسرائيلي وحده، استخلصت العبر من “عامود السحاب”، وحاولت تقليص نقاط ضعفها الرئيسية – انكشافها من قبل مخابرات الجيش الإسرائيلي، ونتيجة لذلك فقد زادت من قدرات رجالاتها على البقاء.
- ويتحدث ليمور عن “المفاجآت الاستراتيجية” التي اعدتها حماس، في محاولة لموازنة تلك التي اعدتها إسرائيل. ومن بينها التسلل عبر البحر الى منطقة زيكيم والتي تم احباطها من قبل الجيش بفضل معلومات مسبقة والعمل المهني لسلاح البحرية. مع ذلك يقول: “يجب ان تعتمد نقطة الانطلاق على ان حماس لم تكشف كل اوراقها بعد. فمدى الصواريخ، مثلا، فاجأ الجمهور، ولكنه لم يفاجئ الجيش الذي اكتشف ذلك قبل عدة أشهر. لكنه لم يكن واضحا في حينه ما اذا كان المقصود صواريخ تم تهريبها الى القطاع او تم انتاجها فيه. ولكنه تغلغل في الوعي ان حماس ستعمل على مضاعفة المفاجأة التي قامت بها خلال “عامود السحاب” عندما قصفت تل ابيب والقدس، وانها ستسعى هذه المرة للوصول الى حيفا. واتضح، هذا الأسبوع امتلاك حماس لصواريخ M-302سورية الصنع. ويسود الاعتقاد بأن حماس تملك العشرات من هذه الصواريخ، والى جانبها صواريخ تصل الى 70 و80 كلم، وغالبيتها من صنع محلي، بالاضافة الى صواريخ غراد والقسام ذات المدى القصير – 40 كلم. هذه الكمية من الأسلحة تتيح لحماس خوض الحرب لأيام طويلة، والقصف المدروس الذي نفذته هذا الأسبوع لمسافات طويلة يدل على انها تستعد فعلا لمعركة ليست قصيرة، وتحتفظ لنفسها بما يكفي من الأسلحة طوال المعركة.
- آن أوان وقف اطلاق النار
- تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) عاموس يدلين، رئيس معهد دراسات الأمن القومي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، في صحيفة “يديعوت احرونوت” ان حماس فرض المواجهة على اسرائيل خلافا لارادتها، ولكنه من المحتمل ان يكون نادما على ذلك.
- ويضيف: عندما اطلق الجيش عملية “الجرف الصامد” لم يتم اطلاع الجمهور على أهدافها. ويمكن لأهداف هذه العملية ان تكون: الدفاع عن سكان الدولة، خلق حالة من الردع، توجيه ضربة الى قدرات حماس، والتسبب في انهيار الحركة. واذا افترضنا ان الغرض الاستراتيجي الذي سعت اليه إسرائيل هو خلق الردع، فقد تحقق ذلك كما يبدو (بأقل تكلفة)، وفي الأيام القريبة سيكون من المناسب انهاء المعركة. واذا استجابت حماس لاقتراح وقف اطلاق النار، بشروط إسرائيلية، فهذا سيعني انها ارتدعت فعلا، ولكن اذا رفضت الاقتراح الإسرائيلي، فستشحن إسرائيل بطاريات الشرعية بشكل يسمح لها بتوسيع اهداف وحجم العملية.
- ويضيف يدلين: عندما فرضت على إسرائيل حرب مشابهة في عام 2006، قررت الحكومة توجيه ضربة صارمة الى حزب الله، في سبيل خلق حالة ردع متواصلة. وتم دعم ذلك القرار بالشرعية الدولية الواسعة التي استمتعت بها اسرائيل خلال الأسبوع الأول للحرب. وفي نظرة الى الوراء، لو كانت اسرائيل قد اوقفت تقدم الجيش بعد الاسبوع الأول، الذي تم خلاله تدمير الصواريخ طويلة المدى وغالبية حي الضاحية في بيروت، لكانت الحرب قد اعتبرت في حينه بمثابة انجاز كبير.
- ويرى يدلين ان الوضع امام حماس الآن يشبه تماما الوضع في حينه، ويقول انه في الوقت الذي تستمتع فيه إسرائيل بشرعية دولية ومحلية، ومتفوقة عسكريا، فقد منيت حركة حماس بضربات قاسية منذ بدء المعركة، وفشلت تقريبا في كل خطوة قامت بها. وتم احباط كل “مفاجآتها” حتى الآن. كما ان سلاح الجو يهاجم غزة بقوة تفوق الف ضعف قوة المواد المتفجرة التي تطلقها حماس على إسرائيل. كما ان حجم العمليات الحالية يفوق حجمها في عملية “عامود السحاب”. ومع ذلك، كلما طالت المعركة، كلما وقعت احداث صعبة وغير متوقعة، ولذلك من المناسب الاكتفاء بتحقيق الردع، اذا تم تحقيقه. وفي الوضع الحالي، يبدو الجهد العسكري لحركة حماس عاجزا امام القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الاسرائيلي، خاصة امام النجاح الساحق للقبة الحديدية. مع ذلك يكفي اصابة احد الصواريخ لتجمع سكاني اسرائيلي أن يغير الصورة بشكل مطلق.
- ويضيف: اذا رفضت حماس وقف اطلاق النار او خرقته بعد فترة قصيرة، سيكون من السهل على إسرائيل توسيع اهداف العملية وتعميق الضربة لحماس واستخدام المفاجآت والقدرات الأخرى التي افتقدت اليها سلة الآليات العسكرية الحالية. ويشير يدلين الى افتقاد حماس للدعم المصري منذ تغيير النظام في مصر وطرد الاخوان المسلمين من السلطة، بل وتحولها الى عدو للنظام المصري. كما يشير الى اغلاق غالبية الانفاق التي قامت على امتدار مسار فيلادلفي، الأمر الذي الحق ضررا كبيرا بقدرة حماس على التسلح والتمويل، ولذلك فان غالبية الصواريخ التي تستخدمها حماس حاليا هي من صنع محلي. واذا رفضت حماس وقف اطلاق النار من المناسب ان يعمل الجيش على ايجاد طرق خلاقة لانزال ضربة قاصمة ومتواصلة بقدرات حماس الحالية والمستقبلية. فمن شأن خطوة كهذه ان تطيل فترة الهدوء المتوقع بعد انتهاء العملية.
- تم تحقيق ثمن باهظ
- تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) يوآب غلانط، القائد السابق لقيادة الجنوب في الجيش الاسرائيلي في صحيفة “يديعوت احرونوت”، انه من المناسب بعد ثلاثة أيام من العملية العسكرية في قطاع غزة، اجراء تقييم للأوضاع، وفحص الانجازات التي تم تحقيقها حتى الآن، وتقييم وجهة المعركة. ويقول ان نقطة البداية بالنسبة لإسرائيل في هذه المعركة مريحة جدا، قياسا بالسنوات السابقة. فالمصريين يمنعون تزويد الأسلحة لغزة ومنظومة القبة الحديدية توفر دفاعا ناجعا في مواجهة صواريخ غزة.
- ولكن هناك نواقص، يضيف غلانط. فحماس تملك مخزونا من الصواريخ طويلة المدى، وقدرات متطورة على انتاج الصواريخ محليا. فلقد عملت حماس خلال السنوات الماضية على اعداد منظومة من الانفاق تحت المناطق المأهولة، وعلى مداخل القطاع وحدوده، بهدف استخدامها لتنفيذ العمليات والتهريب. ويعتبر غلانط حركة حماس عدوانية ولكنها ضعيفة. فوضعها الأساسي متضعضع، ومنذ بداية الحملة وهي تفقد املاكها بشكل يومي، واصبحت قدرتها على انتاج الأسلحة منخفضة قياسا بكمية النيران التي تطلقها. وهي تواجه عزلة استراتيجية، فقد ادارت لها مصر وسوريا ظهرهما، وانخفضت فاعلية تزويد الوسائل القتالية الايرانية للتنظيم بسبب العمليات الإسرائيلية (كما ثبت في ضبط سفينة الاسلحة كلوز سي) وبسبب الجهود المصرية لاحباط عمليات تهريب الأسلحة الى سيناء ومنها الى غزة.
- وفي الجانب الاسرائيلي يبدو ان كل جهد دفاعي يعمل بشكل جيد. فغالبية الصواريخ التي تهدد السكان يتم اعتراضها من قبل القبة الحديدية، كما يتم صد المحاولات القليلة لتنفيذ عمليات. وفوق هذا فان حماس لا تملك اليوم ما يهدد السلاح الهجومي الاساسي الإسرائيلي، طائرات سلاح الجو. وبشكل عام فان حجم الاصابات الضئيلة نسبيا التي حققتها حماس في إسرائيل، والضرر القليل الذي سببته للبنى التحتية (مقارنة بالوضع المعكوس في غزة) يشكل دليلا على ميزان القوى بين الجانبين. وتتمنى حماس حدوث خطأ إسرائيلي يتسبب بالحاق اصابات واسعة بالمدنيين الفلسطينيين، او نجاحها هي بالحاق اصابة واسعة بالمدنيين الاسرائيليين.
- ويقول غلانط ان العملية التي يجري تنفيذها حاليا موزونة وصحيحة، ويجري الى جانبها الاستعداد لتوغل بري. ويرى من الصحي تفعيل القوة البرية والمخاطرة بحياة الكثير من الجنود في سبيل تحقيق هدف مناسب وواضح ومعرف. ويشير الى انه خلال عملية “الرصاص المصبوب” التي قادها شخصيا، تم تفعيل القوة البرية في سبيل الوصول الى منصات اطلاق الصواريخ او قريبا منها وصدها، خاصة ان إسرائيل لم تملك في حينه منظومة القبة الحديدية. ولكن في الوضع الحالي، عندما يتم صد النيران الموجهة الى إسرائيل بشكل شبه مطلق من قبل القبة الحديدية، وتقلص تهريب الاسلحة الى القطاع بشكل كبير، يمكن توجيه العملية البرية لتحقيق هدف تكتيكي محلي او لجباية ثمن من خلال اصابة نشطاء حماس، وفي اكثر الحالات تطرفا، يمكن ان تكون هناك حاجة الى العملية البرية لاحتلال القطاع وتدمير سلطة حماس.
- وعليه يرى غلانط ان إسرائيل تقف امام طريقتي عمل اساسيتين، تختلف احداهما عن الثانية: الاولى – جباية ثمن كبير وخلق الردع المؤقت ما سيتطلب القيام بعملية اخرى بعد عدة أشهر او عدة سنوات. والثانية – تغيير الواقع في قطاع غزة الى حد تدمير سلطة حماس واحتلال القطاع كله. ومن المناسب، حسب رأيه، في هذا الوقت، وامام التحديات الامنية المعقدة، التي تواجهها إسرائيل اختيار البديل الاول وبذل كل ما يتطلب لمنع التدهور نحو البديل الثاني. ويمكن تصفية الحساب المفتوح مع حماس في الظروف الملائمة والموعد المناسب لإسرائيل، ذلك ان توازن القوى يتيح ذلك في كل وقت.
- الطريق للنزول عن الشجرة
- تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان في صحيفة “يديعوت احرونوت”، “اننا سنسمع في الأيام القريبة مصطلحا جديدا من المدرسة العسكرية هو “الاضرار الجانبية” والذي يحمل بشرى سيئة لسكان قطاع غزة. فالأضرار الجانبية تعني اصابة غير المتورطين، أي المدنيين العاديين. فقد قرر المجلس الوزاري المصغر توجيه الجيش للانتقال الى المرحلة الثانية من الهجمات الجوية . ويمكن الافتراض بأن الانتقال الى المرحلة الثانية سيلحق اضرارا جانبية اكبر من تلك التي حدثت خلال الأيام الثلاث الأولى للعملية. وفي اللحظة التي سيبدأ فيها سلاح الجو بتنفيذ المرحلة الثانية ستتغير المعادلة، بين اصابة الاهداف العسكرية الشرعية، كالمواقع التي يتم منها اطلاق الصواريخ على اسرائيل، وبين مقاييس الأمن التي يتم انتهاجها اليوم من قبل الجيش للامتناع عن اصابة المدنيين الأبرياء. ولن يكون ذلك في صالح سكان غزة. وعندما تتقلص اطراف الأمن سيتزايد كتاب الاهداف التي سيهاجمها سلاح الجو، وستضاف اليها عشرات وربما مئات الاهداف التي لم يتم التعرض لها حتى اليوم، ومن بينها: المباني الاسكانية التي تستخدم لتخزين الصواريخ. المناطق المأهولة التي يتم اطلاق الصواريخ منها، المؤسسات التعليمية والدينية التي يحذر سلاح الجو من المس بها خلال شهر رمضان.
- ويضيف فيشمان: ان حماس تزيد من وتيرة اطلاق النار على إسرائيل، لكن الجمهور الغزي هو الذي سيدفع الثمن الباهظ والذي سيفوق ما يدفعه الآن. وحين تتضعضع قيود “الأضرار الجانبية” سيزداد بشكل ملموس عدد الضحايا من المدنيين، الامر الذي من شأنه جعل مصر ودول الغرب تولي اهتماما اكبر بما يحدث وتقوم بتفعيل الضغوط على الجانبين لوقف جولة الحرب الحالية. وربما يكون هذا هو ما ارادته الحكومة الإسرائيلية عندما قررت الانتقال الى المرحلة الثانية من الهجمات الجوية: دعوة العالم للضغط على الجانبين لوقف النار قبل ان يبدأ احصاء عدد الضحايا في غزة بالمئات وليس بالعشرات. وهذه أيضا طريقة للنزول عن الشجرة، مهما كانت مثيرة للسخرية، خاصة وانه يمكن لإسرائيل ان تكتفي بعدد الأهداف التي دمرتها حتى اليوم في قطاع غزة.