أضواء على الصحافة الإسرائيلية 25 آب 2014

2014/08/25
Updated 2014/08/25 at 10:01 صباحًا

عباس يعد بمفاجأة سياسية!

قالت صحيفة “هآرتس” ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعضاء الوفد الفلسطيني غادروا القاهرة، امس، بعد محادثات اجراها عباس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وشخصيات مصرية. وقال عباس لقناة “صدى البلد” المصرية، قبل مغادرته، انه ينوي اعلان “مفاجأة سياسية” في الأسبوع القادم، مشيرا الى أنه سيتم عرض المبادرة على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال زيارته الى المنطقة.

وقال عباس ان المقصود ليس اعلان الحرب على إسرائيل وانما اقتراحا لحل غير اعتيادي للمسألة الفلسطينية. وحسب قوله فانه لن يتم تقبل الاقتراح بترحيب من قبل الادارة الامريكية، لكنه سيصر على تنفيذه. وقال: “منظومة العلاقات مع الولايات المتحدة تهمني جدا لكن هذا لا يعني انني افعل ما تريده الولايات المتحدة”. واوضح: “حتى عندما توجهنا الى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بفلسطين عارض الامريكيون ذلك ولكننا قدمنا الطلب”.

وقال عباس ان مبادرته تحظى بتأييد عربي، وسيعرضها قريبا امام القيادة الفلسطينية. وحسب تكهنات مصادر في رام الله فان مبادرة عباس تشمل التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة، ومن بينها المحكمة الدولية للجنايات في لاهاي، وهي خطوة امتنع عنها عباس حتى الآن رغم ضغط الفصائل الفلسطينية. وكان موسى ابو مرزوق من قيادة حماس، قد اعلن، امس، دعم حركته لتقديم الطلب.

وعلى الصعيد الداخلي، من المحتمل ان يقترح عباس اجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية او انشاء جهاز مشترك لكل الفصائل حتى اجراء الانتخابات. وفي هذا الاطار طرحت فكرة اعادة هيكلة منظمة التحرير، كي تضم الى صفوفها حماس والجهاد الاسلامي. وسيكون لهذا القرار معنى شخصيا بالنسبة لعباس الذي يسعى الى ايجاد وريث له في السلطة الفلسطينية.

وقال النائب الإسرائيلي نيتسان هوروبيتش من حركة “ميرتس” امس، انه فهم من حديث مع جهات فلسطينية ان عباس ينوي اعلان حكومة وحدة بين الضفة وغزة. وكانت “هآرتس” قد نشرت، امس، ان عباس ينوي مطالبة مجلس الامن بقرار يحدد جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتنقل صحيفة يسرائيل هيوم عن احد المساعدين الكبار للرئيس الفلسطيني ابو مازن قوله ان “عباس يشعر باليأس بعد عقدين من المفاوضات الفاشلة مع اسرائيل، ولذلك فان الفلسطينيين يطالبون الآن بتحديد موعد للانسحاب الإسرائيلي الى حدود 67، و الخطة التي يتحدث عنها عباس حاليا تتضمن التوجه الى مجلس الأمن ومطالبته باتخاذ قرار ينهي الاحتلال الإسرائيلي.”

وقال المصدر انه في حال قيام الولايات المتحدة بمنع اتخاذ القرار، كما يتوقع، فان الفلسطينيين سيبدؤون خطوات الانضمام الى المحكمة الدولية في لاهاي، حيث يمكنهم العمل في المجال القضائي واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.

وفيما يتعلق بالاتفاق في غزة، قال مصدر فلسطيني رفيع لـ”يسرائيل هيوم” ان رئيس السلطة سيقترح تجنيد مجموعة من شرطة حماس الى قوات الأمن الفلسطينية، كي يساعدوا على فرض سيطرة السلطة على المعابر الحدودية مع مصر واسرائيل بعد تأهيلهم لذلك في منشآت الجيش المصري. وحسب المصدر فقد رحب الرئيس المصري بهذه الخطوة.

اغتيال المسؤول المالي في حماس محمد الغول

اعلن الجيش الإسرائيلي، امس، عن اغتيال محمد طلعت الغول، الناشط المسؤول عن تحويل الأموال الى رجال حماس. ونقلت “هآرتس” عن شهود عيان قولهم ان صاروخا اصاب سيارة الغول في حي الرمال، غرب غزة. وحسب المصدر فقد كان الغول لوحده في السيارة التي قصفتها طائرة اسرائيلية، لكن عشرة مدنيين اصيبوا جراء تفجير السيارة.

وقال مسؤول رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي ان الجيش سيواصل التركيز على رجال حماس. وامتنعت حماس عن التطرق رسميا الى عملية الاغتيال.  كما لم يتم نشر تفاصيل اضافة حول الغول باستثناء اسمه وعمره (30 عاما)، وهو من اقرباء محمد الغول، وزير القضاء في حكومة حماس السابقة.

واوضحت مصادر في القطاع ان الغول كان مسؤولا في الأساس عن دفع الرواتب وليس من اصحاب المراكز الرفيعة في حماس، لكنه يبدو ان إسرائيل ارادت من ذلك بث رسالة الى حماس تقول ان الاستهداف سيطال حتى رجالها الاداريين.

ويف هذا السياق كتبت “يسرائيل هيوم” ان محمد الغول كان يدير الحسابات البنكية لحماس في قطاع غزة، ومنظومة تحويل الأموال الى التنظيم لشراء الأسلحة ودفع رواتب نشطاء كتائب عز الدين القسام. وحسب تقديرات مصادر فلسطينية فان اغتياله سيشوش ميزان المدفوعات داخل حماس، وقد تجد صعوبة في امتلاك وسائل قتالية.

   وقال مصدر فلسطيني رفيع في حديث مع “يسرائيل هيوم” ان الغول كان الوحيد الذي يدير قسما من حسابات حماس خاصة في الخارج، وربما لا يوجد غيره في التنظيم من يعرف في أي البنوك اودع الأموال.

اغتيال نشطاء آخرين في القطاع

وتضيف “هآرتس” انه بالاضافة الى اغتيال الغول، فقد تم التبليغ امس عن اغتيال ناشط كان يستقل دراجة نارية في بيت لاهيا. وتكهنت جهات في غزة، امس، ان عمليات الاغتيال ستقود الى تشديد الحرب الاستخبارية من قبل حماس، والتي تنعكس في العثور على المتعاونين مع إسرائيل وقتلهم، كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم اعدام 18 متعاونا.

وقصف سلاح الجو الإسرائيلي، امس، 65 هدفا في القطاع. وقال مسؤول في سلاح الجو انه تم قتل ناشطين في مخيم جباليا اطلقا القذائف باتجاه سديروت، كما قتل ناشطين في حي العطاطرة واخرين من الجهاد في غزة.

إسرائيل أبادت 89 عائلة فلسطينية في القطاع

ذكرت صحيفة “هآرتس” انه تم منذ بداية الحرب شطب 89 عائلة نهائيا من سجل السكان الفلسطيني في قطاع غزة. وقال موظفون في وزارتي الصحة والداخلية ان عائلة جودة من تل الزعتر، في شمال القطاع، اضيفت، امس، الى سجل العائلات التي ابادتها  إسرائيل، حيث تم قتل الأم واولادها الأربعة داخل منزلهم الذي تم قصفه بدون سابق انذار.

وبلغ عدد القتلى في القطاع، امس، 16 قتيلا. وافادت مصادر فلسطينية ان سلاح الجو قصف مركزا تجاريا كبيرا في رفح ودمره كليا. وكان هذا المركز يضم عشرات المحلات التجارية، وتقدر الخسائر بملايين الدولارات. كما قصف الجيش منطقة متاخمة لبرج الفيروز، فيما اشارت مصادر فلسطينية الى ان إسرائيل تتعمد قصف الابراج الإسكانية خلال اليومين الأخيرين.

اصابات اسرائيلية في ايرز واشكلون

وتم يوم امس اطلاق اكثر من 135 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة باتجاه اسرائيل، تم توجيه غالبيتها الى البلدات المجاورة للقطاع. وسقط 120 منها في مناطق مفتوحة وخمسة في مناطق مأهولة. وتم اعتراض عشرة صواريخ، من بينها صواريخ وجهت الى القدس واشدود وغان يبنيه.

وسقط صاروخ في منطقة الشارون دون انطلاق صافرة انذار تحذيرية. واصيب شخصان بجراح بالغة، بينما اصيب شخص ثالث بجراح متوسطة جراء شظايا قذيفة سقطت في موقف معبر ايرز. وتم خلال اخلاء المصابين اطلاق 11 قذيفة هاون أخرى باتجاه المعبر. وتقرر في أعقاب القصف اغلاق المعبر الذي يستخدم عادة لعبور الفلسطينيين الذين يدخلون الى اسرائيل لتلقي العلاج. وقالت وزارة الأمن انه سيسمح بفتح المعبر فقط في الحالات الطبية الحرجة. وحسب منسق اعمال الحكومة فقد كان يفترض مرور 53 مريضا من غزة، امس، لتلقي العلاج في إسرائيل.

وافادت مصادر اسرائيلية ان منزلا اصيب في اشكلون، مساء امس، جراء اصابته بشظايا صاروخ تم اعتراضه. وقبل ذلك اصابت قذائف الهاون حظيرة في المجلس الاقليمي اشكول، ومزرعة دواجن في المجلس الاقليمي بئير طوبيا.

وعقدت لجنة الخارجية والأمن البرلمانية اجتماعا في مقر وزارة الأمن في تل ابيب، امس، لسماع تقارير عسكرية واستخبارية. وقرر اعضاء اللجنة الابقاء على الحالة الخاصة في الجبهة الداخلية، الا ان رئيس اللجنة زئيف الكين (ليكود) قال انه سيتم تمديد الأمر حتى الثاني من ايلول فقط، كي يتم ضمان انتهاء وزارة المالية من تلخيص موضوع التعويضات لسكان الجنوب.

وصادق اعضاء اللجنة على طلب الحكومة تجنيد 10 آلاف جندي احتياط، وفق امر الاستدعاء 8. وتقرر تقديم ميزات اقتصادية لكل جندي احتياط تم تجنيده وفق الأمر 8 منذ بداية الحرب. واوضح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة، أمس، انه لن يتم فتح السنة الدراسية في الأول من أيلول في المدارس غير المحمية في المنطقة الجنوبية.

ضابط في سلاح الجو: “الجيش وسلاح الجو لا يستطيعان وقف النار”

نقلت الصحف الإسرائيلية تصريحات لضابط في سلاح الجو، قال انه في الوضع الحالي لا يملك الجيش القدرة على وقف اطلاق الصواريخ بشكل مطلق، لا من الجو ولا من البر. وأضاف انه على ضوء تكثيف اطلاق قذائف الهاون فان الجيش وسلاح الجو يعملان بصورة أشد عدوانية في الأيام الأخيرة.

ونقلت “هآرتس” عن الضابط قوله ان الجيش وسلاح الجو يركزان حاليا على ضرب راجمات قذائف الهاون وقادة حماس. وحسب سلاح الجو فانه يلاحظ تركيز حماس في الأيام الأخيرة على اطلاق قذائف الهاون ويقلص من اطلاق الصواريخ لمسافات متوسطة وطويلة، كمنطقة غوش دان وما بعدها. مع ذلك، لم يغير الجيش من سياسة اطلاق النيران في كل ما يتعلق بإصابة المدنيين الذين لا يشاركون في الحرب.

وقال الضابط “ان قذائف الهاون تشكل التهديد الرئيسي حاليا الذي يصيب الاسرائيليين ولذلك فقد تم تغيير المهام، ونحن على استعداد لمواصلة الحرب ولن يوقفنا شيء”. وفي رده على سؤال حول ما اذا كان يعتبر محاولة اغتيال محمد ضيف بمثابة نجاح، قال ان حقيقة الوصول اليه تعتبر نجاحا، واعرب عن امله بأن تحضر المخابرات تدريجيا الأنباء التي تنتظرها إسرائيل.

ونقلت “يسرائيل هيوم” عن الضابط قوله ان حماس اطلقت خلال الحرب النار على طائرات إسرائيلية بواسطة المدفعية وصواريخ الكتف. واضاف: “لقد فوجئنا بالمستوى المتقدم لصواريخ الكتف التي تملكها حماس، وقد اطلقت عددا كبيرا من هذه الصواريخ، ولكنه يقل عما تم اطلاقه خلال عملية “عامود السحاب” لأننا هذه المرة ركزنا على هذه الوحدات وأصبناها.

وقال انه لن يفاجأ اذا تم اطلاق الصواريخ على الطائرات، في الوقت الذي تخاطر فيه الطائرات الحربية الآن في سبيل معالجة قذائف الهاون. وحسب الضابط فان حماس “لا تزال تملك طائرات بدون طيار وطائرات شراعية، وانها تتوق الى تحقيق انجاز، ويمكن ان تفاجئنا”.

70% من سكان محيط غزة أخلوا بيوتهم

كتبت صحيفة “هآرتس” ان مقتل الطفل الإسرائيلي دانئيل تراغرمان جراء اصابته بقذيفة هاون في ناحل عوز، شكل نقطة تحول في تعامل اسرائيل مع اخلاء سكان البلدات المحيطة بقطاع غزة. وخلافا للسياسة التي كانت متبعة منذ بدء عملية “الجرف الصامد”، اخذت وزارة الامن على عاتقها، منذ يوم الجمعة، ايجاد حلول للعائلات التي تطلب اخلاء بيوتها. واوضح رئيس الحكومة ووزير الامن، خلال جلسة الحكومة، امس، ان كل عائلة ستطلب المغادرة ستحصل على تمويل كامل من ميزانية وزارة الأمن. وتوجهت قرابة 400 عائلة خلال الأيام الثلاث الأخيرة الى الوزارة طالبة ترتيب مأوى لها بعيدا عن حدود غزة.

ويتضح ان النسبة الكبيرة من سكان بلدات محيط غزة اختارت اخلاء بيوتها والمغادرة. وقالت احدى المواطنات في كيبوتس “عين هشلوشاه”، ان “التوجيهات الرسمية طلبت من السكان عدم التطرق الى هذه المسألة كإخلاء للبيوت والبلدات، وانما كمغادرة مؤقتة للانتعاش، لكنه يجب تسمية الولد باسمه”، اضافت، “فلقد اخلينا الكيبوتس لأنه لم يعد بالإمكان البقاء هناك”. وتم امس اخلاء غالبية سكان الكيبوتس الى نزل للشبيبة في منطقة القدس.

وجاء تغيير السياسة الرسمية في اعقاب الضغط الذي مارسه قادة السلطات المحلية والسكان، بعد اكثر من شهر ونصف من اضطرارهم الى توفير حلول بأنفسهم. ويسود التقدير بأنه لم يتبق في البلدات المحيطة بقطاع غزة اكثر من 30% من السكان، واما في البلدات البعيدة عن مرمى القذائف فقد بقي قرابة 80% من السكان. وقال رئيس الدولة للسكان، خلال جنازة الطفل تراغرمان، امس: “ليس من حقنا مطالبتكم البقاء هنا، ولكننا نشعر ببالغ التأثير ازاء المشاعر الصهيونية التي تنبض فيكم”.

طائرات حربية سترافق الطلاب الى مدارسهم!

في وصفها لحالة الفزع التي تسود البلدات الجنوبية عشية افتتاح السنة الدراسية، كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان “طائرات حربية سترافق الطلاب الى مدارسهم، ومنشآت للحماية ستنتشر على طول الطرق المؤدية الى المدارس، وسيتم نقل ما لا يقل عن 25 طالبا معا، في ساعات غير ثابتة وغير اعتيادية”. وتضيف: “هذا ليس مشهدا من سيناريو لفيلم سينمائي، وانما هي الاستعدادات التي يقوم بها مجلس اشكول الاقليمي لافتتاح السنة الدراسية الجديدة. فالأوضاع في الجنوب متوترة بشكل خاص، ولكن قبل اسبوع من افتتاح السنة الدراسية، يصل التوتر والارتباك الى قمته في كل انحاء البلاد.

لقد عايش سكان المركز والشمال، ايضا، انطلاق صافرات الانذار خلال حرب “الجرف الصامد”، ويتخوفون في الجهاز التعليمي من امكانية انطلاق صافرات الانذار مرة أخرى عندما يتواجد الأولاد في المدارس ورياض الأطفال. ويتمحور السؤال حاليا حول ما اذا سيتم افتتاح السنة الدراسية في موعدها. وما الذي سيحدث عندما سيتراكض مئات الطلاب معا الى الملجأ؟ وفي هذه الأثناء تزيد التساؤلات على الأجوبة، وتعم جهاز التعليم حالة كبيرة من الحيرة.

لقد قال رئيس الحكومة، امس، ان إسرائيل مستعدة لمواصلة المعركة حتى بعد افتتاح السنة الدراسية. واكد نتنياهو ان أمن الطلاب وذويهم يسبق أي اعتبار. وهذا يعني انه في المدارس التي تفتقد الى الحماية الملائمة لن يتم افتتاح السنة الدراسية. وتم الاعلان خلال جلسة الحكومة، امس، بأن طواقم مشتركة من وزاراتي الأمن والتعليم والجبهة الداخلية، ستقوم باعداد خارطة لكل المدارس في البلاد واجراء تقييم يتم من خلاله تحديد أي المدارس سيتم افتتاحها في مطلع الشهر القادم. وسيتم فحص امكانية نقل طلاب من المدارس غير المحمية الى مدارس محمية قريبة من اماكن سكناهم.

ويسود عدم الوضوح بشكل خاص ما سيتم بشأن مدارس اللواء الجنوبي، حيث يتعلم هناك 257 الف طالب، 17 الفا منهم في محيط قطاع غزة. وقال الناطق العسكري، امس، انه سيتم عشية افتتاح السنة الدراسية اجراء تقييم مشترك مع وزارة التعليم والسلطات المحلية، ليتم اتخاذ القرار والتوجيهات المطلوبة لتوفير الحماية.

لوائح اتهام ضد ثلاثة اسرى من غزة

ذكرت “يسرائيل هيوم” ان نيابة اللواء الجنوبي قدمت لوائح اتهام ضد ثلاثة مواطنين من غزة، أسرتهم اثناء الحرب، وهم محمد القدرة (28) من خان يونس، ومحمد ابو دراج (23) ومحمد ابو طير (36) من غزة. وتتهمهم اسرائيل بالمشاركة في “تدريبات عسكرية ممنوعة، ونشاطات عسكرية مختلفة، وحفر انفاق باتجاه اسرائيل لتنفيذ عمليات هجومية واختطاف جنود”.

ويتهم القدرة بالسفر الى ماليزيا في 2010 للتدرب على استخدام الطائرات الشراعية المزودة بمحرك. كما شارك في يناير الماضي بتدريبات في خان يونس على استخدام هذه الطائرات، وكان ينوي اجتياز الحدود بواسطة طائرة شراعية وفتح النار على الجنود والمدنيين الاسرائيليين.

فلسطينيون من منطقة الخليل انقذوا عائلة من المستوطنين

كتبت صحيفة “يديعوت احرونوت” ان عائلة يهودية تعرضت الى رشق بالحجارة من قبل مواطنين فلسطينيين في الضفة، فانقلبت بها السيارة، وبعد دقائق تلقت العائلة مساعدة من قبل عابري السبيل، الذين كانوا هم ايضا من الفلسطينيين. وقد وقع الحادث، ليلة امس الأول، عندما كان يسافر يداعيا وهداسا شرحطون مع طفلتهما نيتسان من القدس الى مستوطنة يتير في منطقة الخليل، وعندما اجتازت السيارة قرية بيت أمر، تعرضت الى الرشق بالحجارة، فاصيب يداعيا في وجهه، وفقد السيطرة على السيارة فانقلبت وسقطت في قناة قرب الشارع.

وبينما كانت العائلة عالقة داخل السيارة شاهدت هداسا فلسطينيين يقتربون من السيارة فازداد خوفها، ولكن مخاوفها زالت عندما طمأنها احدهم قائلا: “لا تقلقي يا سيدتي، لقد جئنا لمساعدتك”. وطلبت منهم هداسا اخراج طفلتها فانقذوها، وبمساعدة هداسا، الممرضة في مهنتها، قاموا بإخراج يداعيا من السيارة ووضعه على الأرض بشكل يمنع تعرضه الى ضرر اضافي. وقالت هداسا انه “وصل الى المكان عدد آخر من الفلسطينيين وعرضوا علينا المساعدة وكان احدهم يحمل نيتسان وهي فرحة جدا. لقد خفت، لكنني استطيع التمييز بين المخربين والبشر، وهؤلاء كانوا بشرا”!!

300 يهودي من الناجين من الكارثة: إسرائيل تبيد الشعب الفلسطيني

ذكر موقع “واللا” ان اكثر من 300 من الناجين من الكارثة النازية وابناء عائلاتهم نشروا بيانا في صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية، امس السبت، يعتبرون فيه الحرب الإسرائيلية على غزة “ابادة جماعية للفلسطينيين”. ودعت المجموعة الى فرض المقاطعة الاقتصادية والاجتماعية والاكاديمية الكاملة على إسرائيل في اعقاب العمليات العسكرية العدوانية المتواصلة منذ اكثر من شهر ونصف.

وجاء في البيان الذي وقعته “الشبكة اليهودية الدولية ضد الصهيونية”، “ان ابادة الشعب تبدأ عندما يصمت العالم، وعلينا اطلاق صوت جماعي واستخدام قوتنا المشتركة من اجل وضع حد للعنصرية وقتل الشعب الفلسطيني”. ويشجب البيان الدعم الاقتصادي  الأمريكي لإسرائيل، ويعرب عن ذعره ازاء “نزع الصورة الانسانية للفلسطينيين بفعل العنصرية في المجتمع الاسرائيلي والتي وصلت الى درجة الغليان”.

وجاء نشر البيان في الصحيفة ردا على المقالة التي نشرها الناجي من الكارثة ايلي فيزل، الذي يهاجم استخدام حماس للدروع البشرية. وجاء في البيان: “نعبر عن اشمئزازنا وغضبنا ازاء استخدام فيزل لتاريخنا من اجل تبرير ما لا يمكن تبريره”. ووقع البيان 327 يهوديا، من بينهم 40 ناجيا من الكارثة و287 من احفادهم.

هرتسوغ: ادعم حكومة نتنياهو اكثر من وزير خارجيتها

قال رئيس حزب العمل، وزعيم المعارضة البرلمانية، يتسحاق هرتسوغ، في تصريحات لموقع “واللا” انه لا يرى كيف ستتمكن الحكومة الحالية من مواصلة مهامها بعد الحرب الحالية، متوقعا ان يتم بعد الحرب التوجه للانتخابات. واضاف هرتسوغ انه لا يحسد رئيس الحكومة، الذي  يتعرض الى الرشق بالمقاليع من داخل البيت.

وشجب هرتسوغ سلوكيات وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بينت، وطالب بالتوقف عن انتقاد القائد العام للجيش والقيادة العسكرية. وحسب هرتسوغ فانه يشعر بأنه يدعم الحكومة اكثر مما يدعمها وزير خارجيتها. ويرى هرتسوغ انه يجب التوصل الى ترتيبات سياسية اذا كان ذلك ممكنا، وتفعيل ذراع سياسية قوية. وحسب رأيه فانه اذا نجحت مبادرة مصر وابو مازن فانه سيتم التوصل الى وقف اطلاق النار، لكنه اذا تم التوصل الى قرار دولي واسع وملزم فسيتم تحقيق الحسم.

ويرى هرتسوغ ان نتنياهو يمنح حماس فرصا اكثر مما منح عباس خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقال: “لو كان نتنياهو قد منح مكانا اكبر لعباس وليس لحماس، لكنا نتواجد الآن في مكان آخر”.

باحثة إسرائيلية تعتبر الاونروا تنظيما فلسطينيا لترسيخ اللجوء!

هاجمت عضو الكنيست، سابقا، د. عنات ويلف، وكالة الأونروا وزعمت انها “ليست تنظيما انسانيا دوليا، كما يحاول رجالاتها التظاهر، وانما تنظيما سياسيا فلسطينيا يتستر تحت اسم الأمم المتحدة”!

وفي حديث للقناة السابعة (موقع المستوطنين)، قالت ويلف، وهي عضو في معهد سياسات الشعب اليهودي وتبحث في موضوع تدخل وكالة الأونروا في الحلبة الاسرائيلية – الفلسطينية، ان الأونروا تعمل على ضمان وجود اللاجئين الفلسطينيين الى الأبد، وتمنع بذلك أي فرصة للتوصل الى اتفاق مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتقول: “هذا التنظيم متورط سياسيا على أساس مبدأ ان كل اتفاق يجب ان يشمل تطبيق حق العودة”، وترى ان الأونروا تعمل منذ خمسة اجيال على ترسيخ مكانة اللجوء، وهي مسالة ليست قائمة في أي مكان آخر في العالم. وتقول ان الاونروا تتعامل مع هؤلاء اللاجئين كأبناء لعسقلان واسدود ومدن اسرائيلية اخرى، وهذا يعني انها تشجع حق العودة. وهذا يعني ان الغزيين لا يحاربون من اجل رفع الحصار وفتح ميناء وانما من اجل العودة الى عسقلان، وهذا هو السبب الذي يؤكد ان وجود الأونروا لن يضمن ابدا التوصل الى اتفاق.

مقالات

حرب الاستنزاف خطيرة لإسرائيل

تحت هذا العنوان يكتب موشيه أرنس في “هآرتس” ان عملية الجرف الصامد تتدهور مع دخولها الأسبوع الثامن الى حرب استنزاف، فحماس تطلق مئات الصواريخ والقذائف بهدف اصابة المدنيين في إسرائيل، وسلاح الجو يفجر يوميا اهدافا لحماس في غزة، ويتسبب بخسائر كبيرة للمدنيين الابرياء. وقد اعلن عدة خبراء في إسرائيل انهم يفضلون استمرار حرب الاستنزاف هذه على شن عملية عسكرية شاملة هدفها تصفية حماس بضربة قاضية، وان حرب الاستنزاف ستنتهي في نهاية الأمر بتفوق اسرائيل.

ويقترح أرنس على هؤلاء تذكر حروب الاستنزاف السابقة لدولة اسرائيل، اولها، تلك التي بدأت خلال الستة أشهر التي تلت قرار التقسيم الدولي في 29 نوفمبر 1947. وقد تطورت هجمات العصابات العربية الى حرب شاملة عندما هاجمت جيوش مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق اسرائيل في 15 ايار 1948. وخلال ستة أشهر من حرب الاستنزاف حارب الاستيطان اليهودي دفاعا عن حياته واستعد بما تبقت لديه من قوة لصد الهجوم المتوقع للجيوش العربية. ووصل عدد اليهود القتلى الى الفي مواطن، وتمكن الجيش بانتصاره فقط من وضع حد للعدوان العربي.

اما حرب الاستنزاف الثانية فبدأت بعد حرب الأيام الستة، وجرت في الأساس على امتداد قنال السويس بين آذار 1969 وآب 1970. واصيب 600 جندي اسرائيلي في تلك الحرب. وفي النهاية وقعت إسرائيل ومصر اتفاقا لوقف اطلاق النار، على اساس خطة وزير الخارجية الامريكي وليام روجرز. وجاء انتصار الجيش الإسرائيلي في حرب يوم الغفران في 1973 ليضع حدا لحالة الحرب بين إسرائيل ومصر.

وكانت حرب الاستنزاف تلك بالغة القسوة بالنسبة لإسرائيل، ذلك ان عدد القتلى كان كبيرا، والحرب أثقلت على اقتصاد الدولة. وعليه لا مفر من الاستنتاج بأنه اذا تحتم على إسرائيل الخروج للحرب، فيجب ان تكون الحرب قصيرة الى اقصى حد. ويقول أرنس انه لا يمكن اعتبار حرب الاستنزاف بديلا معقولا، ونأمل ان يتم استخلاص الدرس بأنه لا يمكن ردع التنظيمات الارهابية، لا القاعدة ولا داعش ولا حماس، ولا حتى حزب الله، وان كانت هناك نظريات تدعي العكس.

ان فترات وقف اطلاق النار تستخدم  من قبل الارهابيين للاستعداد للجولة القادمة، ولا يمكن ردع المخرب الوحيد او التنظيم الذي ارسله، ولذلك يجب هزم المخربين وتفكيك اسلحتهم. ولا يمكن هزمهم بالقصف الجوي فقط، ويجب تجنب دخول حرب استنزاف معهم. واذا تقرر عدم فتح حرب برية ضدهم، فالخيار الوحيد المتبقي هو التجاوب مع بعض مطالبهم كي يوافقوا على وقف اطلاق النار. واذا تم اختيار هذا البديل، فيجب ان يكون واضحا ان فترة وقف اطلاق النار ستوفر لحماس فرصة الاستعداد للجولة القادمة من الهجوم على اسرائيل. ولن تتمكن أي جهة من تفكيك اسلحة حماس، لا الأمم المتحدة ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية.

محيط غزة يخنق غزة

تحت هذا العنوان تكتب راحيل نئمان في “هآرتس” ان غزة ومحيط غزة، يشكلان منطقة جغرافية طبيعية واحدة تم تقسيمها بواسطة سياج. سكانها هم ابناء البلاد، اليهود والعرب. في احد جوانب السياج يعيش باكتظاظ قرابة مليوني نسمة في حالة فقر وضائقة، نصفهم ابناء اللاجئين الذين طردوا الى هناك في 1948، والى ما قبل عقد زمني عاشوا تحت حكم عسكري، في البداية كان الحكم المصري ثم جاء الإسرائيلي. ومن الجانب الثاني بلدات طرفية تعيش في عالم متطور، ابناء كيبوتسات وموشابيم وبلدات جماهيرية، يتمتعون بالحياة التي تبدو كجنة عدن من الجانب الثاني. فما المفاجئ في كون المخنوقين يطلقون الصواريخ؟

يدعي سكان محيط غزة ان حياتهم ليست حياة لأن جيرانهم يهاجمونهم المرة تلو الأخرى. ويدعي سكان غزة ان حياتهم ليست حياة لأن الجيران يخنقونهم. هل توجد هنا مسالة عدالة؟ نعم، عدالة تاريخية يمكن دحرجتها على اللسان فقط، ولكن لا يمكن اعادة العجلة الى الوراء. ولذلك من الواضح ان محيط غزة يدين بشيء لغزة، وليس العكس. ومن الواضح، ايضا، ان لدى المهاجمين اسبابهم، وانه يتحتم على محيط غزة رفع الحصار المحيط بغزة واتاحة الحياة فيها ايضا. ومن الواضح انه يتحتم على محيط غزة الاعتراف بمسؤوليته التاريخية عن الوضع.

عمليا، تتصرف اسرائيل كقوزاق كبير. لقد تم ترسيخ الادعاء الذي يقول بأن من يطلق الصواريخ من غزة على محيط غزة هو ارهابي، عميقا في الوعي الاسرائيلي، الى حد لم يعد في الامكان نقضه دون ان تعتبر خائنا. ولكن إسرائيل تتصرف عمليا كإرهابية. سلاح  الجو التابع لمحيط غزة يقصف البنى التحتية المدنية ويقتل المدنيين، ودبابات محيط غزة تطلق النار بدون تمييز، بعد اسر جندي إسرائيلي من قبل المحاربين الفلسطينيين، وتبيد أحياء كاملة بسكانها.

من شأن نظرة كهذه الى سرد المواجهة توفير فهم مبسط، وليس بالضرورة  سهلا: محيط غزة يخنق غزة. فمحيط غزة لا يعني قطاعا يمتد على 40 كلم فقط، وانما دولة إسرائيل كلها. إسرائيل تخنق غزة والضفة والفلسطينيين. في الضفة يشكل مستوى الحياة الاعلى وعلمانية الطبقة المثقفة حاجزا، مؤقتا، امام المقاومة المسلحة. اما في غزة فهناك فئة قليلة فقط، بشكل خاص قادة حماس والمقربين منهم، تتمتع بنعم الحياة، بينما البقية مضطهدة سياسيا واقتصاديا، من قبل إسرائيل ومن قبل النظام المستبد، الذي يحظى بالتأييد، لكنه يفرض سلطته بقبضة حديدية. ومن الواضح ان هذه قنبلة موقوتة ستنفجر المرة تلو الأخرى.

صورة انتصار حماس

تحت هذا العنوان يكتب يسرائيل هرئيل، في “هآرتس” انه بعد تصفية بعض قادتها الكبار، احتاجت حماس الى صورة انتصار، فجاءت الحكومة الإسرائيلية ووفرتها لها. ويصف احد قدامى سكان النقب ذلك قائلا: “كأنه لا يكفي ان الحكومة عاجزة عن وقف النار، لتأتي الآن وتعلن انها ستمول مساكن في الشمال لمن يتركون النقب. هذا رهيب”. ويعرب عن أسفه “للبكاء والنحيب” الذي يظهره بعض زملائه “لأن ذلك يقوي من عزيمة العدو ويضعف الحكومة. هذا عكس الصهيونية”.

ويضيف “ان الجيش سيتغلب على نيران حماس عاجلا ام آجلا، ولكنه قد يستحيل التغلب على الضرر المعنوي والاخلاقي والصهيوني الذي تسببه الحكومة باستعدادها المبدئي لتمويل ترك النقب.” وحسب رأيه فانه يشارك حماس في نجاحها – بجعل اليهود يهربون من النقب – بعض تجار الكيبوتسات، ومن بينهم رؤساء المجالس الاقليمية الذين يشجعون تعبير الانكسار هذا. “لقد كشفت المظاهرات، خاصة امام ديوان رئيس الحكومة، بواطن الضعف امام حركة حماس فبدأت بتصعيد القصف على الكيبوتسات التي اعلن سكانها علانية نيتهم المغادرة”.

هناك من يدعون انه تم خلال حرب التحرير، ايضا، اخلاء بلدات في النقب، وهذا صحيح، ولكن من يساوي وضعنا الحالي بالوضع آنذاك، عندما كان هناك عدد قليل من الكيبوتسات، تزود سكانها بسلاح خفيف وحاربوا الجيش المصري، فانه يهرب من الواقع المؤلم. اسرائيل تعتبر اليوم قوة عظمى عسكريا وتملك قدرات تكنولوجية تضاهي ما تملكه عدة قوى عظمى. وهذه القوة، اسرائيل، تضطر الى تمويل اخلاء آلاف الناس، لأنها لا تستطيع وقف القصف القاتل لتنظيم ارهابي صغير.

إمدادات للنيران.

تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) غيورا ايلاند، في “يديعوت احرونوت” انه يمكن وصف الواقع الذي وصلت اليه إسرائيل خلال الأسبوعين الأخيرين بكلمة واحدة: احراج. والاحراج ليس بالضرورة مسالة سلبية شريطة ان نكون قادرين على الاعتراف به. ويقول: ان الوضع المحرج الذي وصلنا اليه هو نتاج ثلاثة تقييمات خاطئة، اولا، اخطأنا في تعريف الوضع في غزة، حيث كان من المريح لنا، لأسباب اعلامية، الادعاء بأن في غزة تنظيما ارهابيا اسمه حماس، يستبد بـ1.8 مليون نسمة، منذ ثماني سنوات. لكن غزة هي دولة بكل ما يعنيه الأمر، وحكومتها، حكومة حماس، هي الممثل الأصيل للسكان. ولو لم يكن الأمر كذلك لما كان بمقدور حماس تجنيد كل الموارد القومية وبناء منظومة عسكرية مثيرة جدا.

ثانيا، لم ننتصر. لقد انهينا هذه المعركة العسكرية قبل اسبوعين بالتعادل، ولذلك أخطأنا في التقدير بان حماس ستضطر الى تقبل كل املاء نطرحه نحن ومصر عليها.

ثالثا، حاولنا مع المصريين منح قوة سياسية للسلطة الفلسطينية في غزة، وبذلك تسببنا في تعزيز مقاومة حماس لكل ترتيب. ما الذي يمكن عمله وسكان غزة، يحترمون رجال حماس، الذين “حاربوا ببطولة ضد إسرائيل” اكثر من شرطة “المتعاونين” التابعة لأبو مازن؟

اذن، ما الذي يمكن عمله الآن؟ على افتراض ان استمرار حرب الاستنزاف ليس الخيار المطلوب، ومن خلال الادراك بأن الهجمات الجوية لن تخضع غزة. اذا لم ترجع حماس بسرعة الى محادثات القاهرة، سنقف امام خيارين. الاول، والذي يأتي بعد تأخير دام ثماني سنوات، هو تعريف الوضع بشكله الصحيح. فتعريف الواقع بشكله الصحيح يعتبر مسألة أكثر اهمية من أي عمل ناشط.

لقد غاص الامريكيون في فيتنام لأنهم اعتقدوا انهم يحاربون ضد عدو هدفه  نشر الشيوعية. لقد رفضوا الفهم بان الفيتناميين حاربوا فقط من أجل أمر واحد: ان تكون لشعبهم دولة واحدة وليس دولتان منقسمتان (ولهذا السبب بالذات خرج لينكولن الى الحرب الأهلية الأمريكية التي قتل خلالها من الامريكيين اكثر مما قتل في كل حرب أخرى). ان غزة هي دولة قررت حكومتها اعلان الحرب علينا، ولذلك في الحرب يجب التصرف كما في الحرب.

إسرائيل هي الدولة الوحيدة في التاريخ التي تواصل خلال الحرب ارسال امدادات الى الدولة المعادية، وبذلك تمدها بطول نفس. كان يجب اغلاق المعابر منذ سبعة أسابيع، لكنهم لدينا يخلطون بين أمرين. الأول ممنوعا، وهو تعمد اصابة اهداف مدنية، خاصة مستودعات الأغذية والأدوية والماء. والثاني مسموحا، بل ومطلوبا، وهو عدم السماح للدولة المعادية بإمداد نفسها (تماما كما فعلت بريطانيا وامريكا عندما حاولتا خنق  الاقتصاد الألماني خلال الحرب العالمية الثانية).

هل سيؤدي الأمر الى حالة جوع في غزة؟ لا، سيما وان الامكانية مفتوحة دائما أمام حكومة غزة كي توقف اطلاق النار، والتسبب بالتالي بفتح المعابر. ولذلك فان الادعاء الذي يقول ان العالم لن يسمح لنا بذلك لا يرتكز الى أي أساس. الخيار الثاني، هو محاولة تحقيق النصر العسكري ولو متأخرا. كان يمكن تحقيق ذلك قبل عدة أسابيع، ويمكن تحقيقه الآن. ومن دون الدخول في الأوصاف العينية، انا متأكد من أنه يمكن عمل ذلك بشكل لا يتفق مع سيناريوهات الكوابيس التي عرضها الجيش في حينه امام الحكومة، حسب ما تم تسريبه. رئيس الحكومة يطلب من الجمهور الصبر. هذا الطلب مبرر شريطة ان يتم استغلال الوقت لعملية تحقق واقعا أفضل. نأمل ان هذا ما يحدث.

ضد التاريخ ومن اجل التسامح

تحت هذا العنوان يتساءل درور ايدر في “يسرائيل هيوم”: من قال انه لا توجد خطة؟ لقد كانت الخطة منذ البداية تحقيق الهدوء المتواصل على أساس اضعاف قوة حماس. لا يمكن الصاق اهداف لم تكن قائمة – تدمير حماس او استئناف العملية السياسية – ومن ثم التذمر بأنه لم يتم تحقيقها.

لا يتحتم على إسرائيل التدخل في مسألة من يسيطر على غزة. اذا ارادت حماس مواصلة السيطرة، فعليها تقبل مطالب إسرائيل. في الوقت الحالي يتم سحق غزة، وقتل كبار المسؤولين في حماس، وحماس تساعد في تجريد القطاع من السلاح بكونها تستنزف مخزونها من الصواريخ. وخلافا للهراء الذي يتم نشره، فان المبادرة ليست في ايدي حماس، فما تملكه هو الاختيار بين مواصلة سحقها او التجاوب مع المطالب الإسرائيلية.

الاوروبيون والامريكيون وبعض اليسار يريدون تدمير سلطة حماس، ليس لأنهم يكرهون هنية ومشعل، وانما لأنهم يحبون ابو مازن ويريدون استئناف المفاوضات. كما ان ابو مازن يريد بناء نفسه على انقاض خرائب حماس. وخلافا لشهوتهم، ليس من السيء بقاء حماس في غزة ضعيفة. فهذا سيشكل نصبا حيا لدفن فكرة الدولة الفلسطينية على بعد بصقة من قلب البلاد.

باستثناء الجبهة الجنوبية، تواجه إسرائيل جبهات اخرى، وهناك، ايضا، يتربص بنا من يريدون قتلنا. ومنهم داخل إسرائيل ايضا. وهناك المعركة الدولية المركبة – الأمم المتحدة، اوروبا وامريكا. ولذلك تجاوبت إسرائيل مع عمليات وقف اطلاق النار الكثيرة. كما يجب اخذ المجتمع الإسرائيلي بكل آرائه المختلفة في الاعتبار.

الالتفاف والصمود الاجتماعي يعتبر كنزا استراتيجيا، وصحيفة “هآرتس” والمتعاونين معها يعملون ليلا ونهارا لتفكيك الوحدة. ويوم الجمعة الأخير وجد رجل الدمار يوسي سريد المتهمين بإطلاق قذائف الهاون في الجنوب – المستوطنين. المجموعة التي سخرت من توقعات معارضي “الانفصال” تواصل نشر السم والكراهية. سريد ينافس سوبيلا العجوز في كتاب اوفيدوس: كلما شاخ، كلما تقلص بسبب كراهيته وغضبة حتى يتآكل نهائيا. كل صاروخ وقذيفة يتم اطلاقهما من غزة علينا تحمل بأحرف بيضاء: “سلام الآن”، لأن هذه هي الحقيقة التي علمتنا اياها الحرب الحالية: كلنا مستوطنون، دون تمييز في خطوط الألوان الوهمية.

تحقيق الهدوء المتواصل يتطلب الصبر وطول النفس. “أعصاب من حديد” كما قال الراب تسفي يهودا كوك ذات مرة. استراتيجية حماس تعتمد على السلاح الصاروخي وعلى الأنفاق. وقد فشل كلاهما وتم صدهما. كما خططت حماس لعمليات عبر البحر وفشلت. والنتائج التي حققتها تعتبر واهية قياسا بالثمن الضخم. ومن يشكك بذلك  ندعوه الى مشاهدة شبكات التلفزة  CNN و BBCوقنوات التلفزيون الفلسطينية والحماسية. القصف المكثف في الأيام الأخيرة يدل على حالة الهستيريا التي اصابت حماس، ليس فقط بسبب الثمن الباهظ الذي دفعته وانما بسبب لحظة الحسم المقتربة، ورغبتها اليائسة بتحقيق انجاز ما. يجب تجنب الرد بشكل هستيري من جانبنا، ومواصلة الضغط المتزايد على العدو. وحتى يتم ذلك، نحتاج الى الصبر والايمان.

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً