فجوة واسعة في المواقف تمنع التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار
نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر رسمية في القاهرة ان طاقم المفاوضات المصري اعد اقتراح تسوية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في محاولة لتمديد وقف اطلاق النار، لكن الفجوات بين الجانبين كانت عميقة، حتى يوم أمس. واضافت المصادر ان الخلاف يتمحور، ايضا، حول الموقف المصري في مسألة معبر رفح، حيث تقول مصر ان مسألة المعبر هي شأن فلسطيني – مصري ولا يتعلق بالاتفاق مع إسرائيل على وقف اطلاق النار.
وتحاول مصر التوصل الى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية على وقف اطلاق النار كي يتسنى استئناف المفاوضات حول بقية المسائل. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع ان الاتصالات بين الاستخبارات المصرية والوفد الفلسطيني تمحورت في نهاية الأسبوع حول استئناف وقف اطلاق النار. وقال ان إسرائيل اوضحت لمصر بأنها لن تستأنف المفاوضات طالما لم يستأنف وقف اطلاق النار، مع ذلك تكهن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى ابو مرزوق، بأن المفاوضات ستستأنف اليوم، بمشاركة الوفد الإسرائيلي.
وعلم ان الوفد الإسرائيلي عرض سلسلة من التسهيلات في قطاع غزة. وقال المسؤول الاسرائيلي ان إسرائيل مستعدة لتوسيع نطاق الصيد امام شواطئ غزة لمسافة 12 ميلا بحريا، وتسهيل دخول البضائع عبر معبر كرم ابو سالم، وتوسيع الصادرات من قطاع غزة الى الخارج والضفة، وزيادة عدد تأشيرات العبور بين غزة والضفة عبر معبر ايرز. وقال مسؤول في الوفد الفلسطيني ان الوفد لا ينوي مغادرة القاهرة قبل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، واشار الى ان المطالب التي طرحها الوفد شرعية.
وحسب الفلسطينيين فقد اقترحت إسرائيل الافراج عن 15 اسيرا اعتقلتهم خلال العملية العسكرية، وتسليم جثث ثمانية مسلحين، مقابل اعادة اشلاء جثتي الجنديين الاسرائيليين اورون شاؤول وهدار غولدين.
ونشرت امس تقارير متناقضة حول موافقة الفلسطينيين على تأجيل مطلب اقامة ميناء بحري في قطاع غزة، مقابل فتح معبر رفح. فبينما قالت مصادر فلسطينية انه تم الاتفاق على ذلك، قال الناطق بلسان حماس، فوزي برهوم، ان الوفد الفلسطيني يتمسك بكل مطالبه ولا يتراجع عنها. واتهم اعضاء الوفد الفلسطيني إسرائيل بالمماطلة وطرح افكار غير جدية ولا تتلاءم مع تضحية الشعب الفلسطيني في غزة.
الى ذلك قال مسؤول فلسطيني مقرب من الرئيس محمود عباس، امس، ان مطالبة حماس بإنشاء ميناء في غزة، كشرط لوقف اطلاق النار “مستهجنا”. وحسب رأيه فان المسالة الأساسية بالنسبة له هي “انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 في الضفة وغزة، والتي ستتيح لنا انشاء مطار وميناء بحري وعمل كل ما يجب ان تفعله دولة تطمح الى الحياة”. وقال ان الهدف الآن هو التوصل الى تهدئة ومن ثم البدء بعملية سياسية بمشاركة المجتمع الدولي.
مقتل 15 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة
نقلت صحيفة “هآرتس” عن تقارير فلسطينية ان 13 فلسطينيا قتلوا في قطاع غزة منذ استئناف اطلاق النار صبيحة الجمعة، وقتل فلسطينيين خلال مواجهات بين المتظاهرين والجيش في الضفة.
وهاجم الجيش الإسرائيلي يومي الجمعة والسبت عشرات الأهداف في قطاع غزة. وقالت المصادر الفلسطينية ان طفلا فلسطينيا في العاشرة من عمره، قتل، امس الاول، خلال قصف مسجد في مركز مدينة غزة، واصيب 31 فلسطينيا آخر. ويوم امس قصفت اسرائيل ثلاثة مساجد خلال ساعة واحدة، اثنان في مخيم النصيرات للاجئين والثالث الى الغرب من حي الزيتون. واسفر القصف عن قتل ثلاثة مواطنين. كما قتلت إسرائيل مواطنين في مخيم المغازي، هما أب وابنه، تعرضا الى القصف اثناء ركوبهما على دراجة نارية. وادعت إسرائيل انهما كانا ناشطين “ارهابيين”. ومساء امس، قتل الطيران الإسرائيلي مواطنين آخرين، داخل سيارة تم استهدافها بالقرب من مسجد الى الشرق من مدينة رفح.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحرب بلغ اكثر من 1910 قتلى، فيما وصل عدد الجرحى الى اكثر من 9840. واعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان امس، ان بلاده مستعدة لنقل الجرحى للعلاج في تركيا على نفقتها الخاصة. وتم في نهاية الاسبوع نقل عشرات الجرحى الى مستشفيات مصر وبعض الدول العربية. كما تجري محاولات لنقل الجرحى المصابين بجراح بالغة الى مستشفيات اوروبية، بسبب تدهور اوضاع الجهاز الصحي في غزة.
وفي الضفة الغربية قتل الجيش الإسرائيلي مواطنين فلسطينيين خلال مظاهرات التضامن مع غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان الشاب محمد القطري (19 عاما) من مخيم الأمعري قتل بنيران الجيش قرب مستوطنة “بساغوت” جنوب رام الله. واضافت ان الجيش فتح النيران الحية على المتظاهرين واصاب الشاب في ساقيه وصدره. وحسب صديق القتيل فقد “جر الجنود الشاب الى داخل المستوطنة، وبعد ساعتين اعلنوا بانه قتل. لكنني اعتقد ان محمد كان حيا عندما جره الجنود، وكان يمكن انقاذ حياته لو سمحوا بنقله الى سيارة الاسعاف، لكنهم قتلوه بدل معالجته”. وكان الجيش الإسرائيلي قد قتل يوم الجمعة، المواطن نادر محمد ادريس (42 عاما) من مدينة الخليل، خلال مواجهات وقعت في باب الزاوية. وقال الاطباء انه اصيب برصاصة في الشريان الرئيسي للقلب، واجريت له عملية جراحية لكنه توفي في ساعات الليل. واصيب اكثر من 40 فلسطينيا بنيران الجيش خلال المواجهات التي شهدتها مدن الخليل ونابلس وبيت لحم ورام الله.
غضب عام بين سكان بلدات محيط غزة: “يعلون وزير بلا أمن”
قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” ان رئيس هيئة الأركان وعد سكان بلدات محيط غزة بنمو شقائق النعمان والهدوء، ودعاهم للعودة الى بيوتهم، ولكن بعد استئناف القصف باتجاه البلدات الجنوبية، يوم الجمعة، غضب السكان وقرر الكثير منهم عدم العودة الى بيوتهم.
وقال رئيس المجلس الاقليمي “اشكول”، حاييم يلين: “لن نسكت حتى انتهاء المعركة واحباط تهديد الصواريخ لبلداتنا”. اما رئيس بلدية سديروت الون دفييد فكان اكثر حدة بعد تعرض بلدته الى القصف يوم الجمعة، واتهم وزير الأمن بالفشل في تحقيق الأمن لسكان إسرائيل. ووصف يعلون بأنه “وزير بلا أمن”.
وقال: “ليس من الواضح لماذا امر الجيش بالخروج من القطاع وسرح الاف الجنود الى بيوتهم. لقد شاهد العدو هذه الخطوة وفسرها كخطوة جبانة واستأنف القصف واحرجنا. ليس هكذا يتم تحقيق الردع ولا الأمن”.
وفي حديث مع عدد من سكان بلدات محيط غزة، الذين عادوا الى بيوتهم، قالوا انهم عادوا الى حزم حقائبهم وينوون المغادرة ثانية صباح اليوم.
تهديد إسرائيلي بالتوغل ثانية في قطاع غزة
ذكرت “يسرائيل هيوم” نقلا عن مصادر سياسية إسرائيلية ان الخيارات كلها مطروحة على الطاولة وان الرد على القصف الصاروخي من غزة سيرتفع اذا تواصل القصف. وحسب الصحيفة فقد اكدت المصادر ان إسرائيل لا تنوي السكوت امام “الرشح الصاروخي باتجاه محيط غزة”، وانه بالنسبة لرئيس الحكومة ووزير الأمن لا فرق بين اطلاق النار على محيط غزة او تل ابيب.
وقال الوزير نفتالي بينت ان “الردع الإسرائيلي يواجه الآن اختبارا للسنوات القادمة، ويجب ان يكون الرد قاسيا ومؤلما. يجب علينا حسم هذه المعركة لوحدنا، سواء احب ذلك بان كي مون او لم يحب”.
وقال الوزير يئير لبيد “ان الجيش سيعمل ما يجب عمله في سبيل اعادة الهدوء لسكان الجنوب. وانا اريد وعد محمد ضيف ورفاقه: سنبحث عنكم وسنجدكم. وكما لم تسكت الولايات المتحدة ولم تهدأ حتى قتلت بن لادن، هكذا لن تهدا إسرائيل ولن تسكت حتى تقتل محمد ضيف ورفاقه بسبب ما فعلوه لأولاد إسرائيل واولاد غزة في الأسبوعين الأخيرين”.
وقال الوزير غلعاد اردان ان إسرائيل قد تضطر للتوغل البري مرة اخرى، وهذه المرة سيكون توغلا واسعا لتدمير حماس. من سيتم استنزافه هنا هي حماس وقادتها في غزة”.
واعلنت الوزيرة تسيفي ليفني دعمها لمواصلة قصف حماس، وقالت: “يمنع دفع الثمن لحماس مقابل الهدوء”. وقالت انها قدمت الى رئيس الحكومة خطة لمواجهة حماس، يتم بموجبها التوصل الى اتفاق مع مصر وابو مازن وليس مع حماس.
ونقل موقع المستوطنين (القناة 7) تصريحا لوزير العلوم يعقوب بيري قال فيه “ان حقيقة خروج الجيش من غزة لا تعني انتهاء عملية الجرف الصامد. فحماس تحاول تحقيق انجازات ملموسة، من خلال محاولة الضغط على إسرائيل في خضم المحادثات المتعثرة في مصر. يمكننا الانجرار الى حرب استنزاف، لكن حماس تلقت ضربة يائسة، وكمية الصواريخ لديها انخفضت بنسبة الثلثين”.
زيادة قرابة 4 مليارات شيكل لميزانية الأمن
ذكرت “يسرائيل هيوم” ان لجنة المالية البرلمانية ستعقد جلسة خاصة، بعد غد الثلاثاء، للمصادقة على طلب الحكومة تحويل 3.95 مليار شيكل الى ميزانية الأمن، وبذلك يتم زيادة ميزانية الأمن لعام 2014 بقرابة 60 مليار شيكل.
كما ستصادق اللجنة على تحويل 30 مليون شيكل للأغراض الامنية في مستوطنات الضفة الغربية، و42 مليون شيكل لتغطية مصروفات الطوارئ المدنية في السلطات المحلية. ويسود التقدير بأن التكلفة المباشرة لحرب غزة ستتراوح بين 5 و6 مليار شيكل.
“رفائيل” تعد بمنظومة لاعتراض قذائف الهاون واخرى للانفاق
نشر موقع المستوطنين (القناة 7) تصريحا للجنرال (احتياط) يديديا يعاري، المدير العام لشركة “رفائيل” للصناعات العسكرية، قال فيه ان الشركة على وشك الانتهاء من توفير حل تكنولوجي لتهديد الانفاق. ورفض يعاري في حديث ادلى به لبرنامج “واجه الصحافة” في القناة الثانية، امس السبت، الادعاء بأن القبة الحديدية ليست الا خديعة. وقال: “ان حقيقة تأثير المنظومة بهذا الشكل على نتائج المعركة يعتبر انجازا يفرح القلب”.
وقال يعاري، ايضا، “ان رفائيل طورت منظومة تكنولوجية تعتمد على اشعة الليزر لاعتراض قذائف الهاون بنسبة عالية، لكن هناك حاجة الى مزيد من المال لتطويرها، وفي تقديري فان المال سيصل الآن. وسنقوم خلال سنة او سنتين بنشر المنظومة”.
شرطة تل ابيب تمنع مظاهرة ضد الحرب
قالت صحيفة “هآرتس” ان شرطة تل ابيب، منعت مساء امس السبت، تنظيم المظاهرة التي دعا اليها اليسار. وقالت الشرطة انه تم منع المظاهرة بسبب الاوضاع الأمنية والتهديد الصاروخي، وبناء على توجيهات قيادة الجبهة الداخلية. ورغم امر المنع وصل الى ساحة رابين قرابة 200 شخص واحتجوا على الحرب في غزة وطالبوا برفع الحصار ووقف الحرب والمذبحة.
مقالات
قائد لواء غبعاتي يحارب “الفلستينين”
تحت هذا العنوان يكتب يغيل ليفي في “هآرتس” عن الرسالة العسكرية التي نشرها قائد لواء “غبعاتي” عوفر فاينتر في بداية عملية “الجرف الصامد” والتي اثارت عاصفة اتهم خلالها فاينتر بأنه يعرض الحرب في غزة كحرب دينية هدفها “اخضاع العدو الذي يشتم ويجدف آلهة اسرائيل”.
ويقول ليفي ان الرسالة التي وزعها فاينتر ليست ذات معان دينية مجردة، ذلك ان مفهوم الحرب الدينية وجه نشاط فاينتر على المستوى العملي. فخلال جولاته مع الصحفيين في بلدة خربة خزاعة، عرض فاينتر امام الصحفيين مسجدا دمره سلاح الجو بناء على طلبه بادعاء انه تم اطلاق النار من داخله. ويضيف ليفي ان فاينتر قال الصحفيين: “هل ترونه، لقد كان هذا مسجدا ذات مرة”. وقد قالها بنشوة وبدون أي شعور بالذنب او الأسف وهو يمشي بين خرائب القرية التي طرد الجيش 13 الف نسمة كانوا يعيشون فيها. ثم واصل وقال مفاخرا للمحلل العسكري للقناة العاشرة، الون بن دافيد: “عندما قلت لك بأن خزاعة تبدو مغايرة، هذا ما قصدته”.
وفي محادثة مع صحفي آخر، فاخر فاينتر بالخطوات التي يقوم بها للحفاظ على حياة جنوده: “نطلق قذيفة او صاروخا مضادا للدبابات على كل بيت قبل الدخول اليه”. ولم يعرض فاينتر هذه الامور كجزء من سياسة عسكرية موحدة وملزمة، حيث وللمقارنة، وصف فاينتر ما حدث في قطاع آخر عندما قتل ثلاثة جنود من كتيبة ماجلان لدى دخولهم الى بيت مفخخ.
ويضيف الكاتب ان القمة وصلت بتفعيل نظام هانيبال في رفح، بعد اختطاف الجندي هدار غولدين. فحسب التقارير قامت قوات الجيش بتفعيل قوة نارية تتجاوز كل التناسق اذا استخدمنا مصطلحات الجيش، في سبيل احباط عملية الاختطاف، وشمل ذلك اطلاق النار داخل البيوت وقتل حوالي 150 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين. وفي هذه المرة لم يتم حتى تحذير السكان كي لا يتمكنوا من الهرب.
ويضيف: ان جرائم الحرب لا تتم بالضرورة حسب اوامر دينية، ولكنه يسهل ازالة موانع ارتكابها عندما يتم التعامل مع الحرب كحرب دينية من قبل من يؤمن بأنه يقتل العدو “الذي يجدف اسم الله”، وان الوصية بوراثة البلاد تحتم خوض حرب بلا هوادة ضد احفاد الفلستينيين (شعب عاش في البلاد في القرن الثاني عشر قبل الميلاد)، كما وعظ خلال عملية “الجرف الصامد” معلم فاينتر، الحاخام ايلي سدان، رئيس الكلية العسكرية “بني دفيد – عيلي”. والهدف كان اسقاط “بوابات غزة” كما فعل شمشوم، وفتح الطريق امام تحقيق افكار سدان – اقامة ملكوت بيت دافيد في الخليل. وبعد اقامة هذه الملكوت “لن يبقى أثر للفلستينيين” قال سدان. ولذلك فانه بالنسبة لفاينتر وسدان، فان الحرب في غزة ليست “قتالا ظرفيا” يمكن بعدها أن تأتي المصالحة، وانما جزء من حرب دينية يمنع وقفها قبل حسمها.
ويقول ليفي “ان المعتقدات الدينية لقائد ما هي مسألة تخصه لوحده، حتى تصل الى نقطة تولد فيها اخلاقا عسكرية تتعارض مع اخلاق الجيش الرسمية، ويتم تطوير هذه الاخلاق بوحي من التعليم قبل العسكري الذي يتلقاه القائد في كلية تعمل برعاية الدولة. كان يتحتم على قادة فاينتر الاشارة الى الحدود التي تمنع الاعراب عن وجهات نظر كهذه، وتطبيقها بشكل خاص. لكنهم فشلوا في ذلك، ومنحوا فاينتر شرعية كاملة.
بالنسبة لحماس التوقف اغلى من النار
تحت هذا العنوان يكتب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، ان تلخيص الحرب وخاصة اعلان النصر من الجانب الإسرائيلي تبين انه كان سابقا لميعاده. فبعد انتهاء وقف اطلاق النار الذي استغرق 72 ساعة، جددت الفصائل الفلسطينية اطلاق النار صباح يوم الجمعة. والمرحلة الحالية من القتال تدور وفق مبادئ مختلفة: فالمسؤولية عن اطلاق الصواريخ على بلدات محيط غزة تتحملها الفصائل الصغيرة وليس حماس، وفي هذه الأثناء ترد إسرائيل بعمليات قصف جوي مركزة نسبيا، هدفها في الأساس، اصابة منصات القصف.
ويضيف: “عندما تحدث القائد العام للجيش وقائد المنطقة الجنوبية، في منتصف الاسبوع الماضي، حول عودة الأمن الى البلدات المحيطة بغزة، وجها حديثهما في الاساس الى اعضاء الكيبوتسات الذين ترددوا في العودة. وتطرقت التصريحات الى تهديد الانفاق التي قالت إسرائيل انه تم تدميرها، لكنه يتضح الآن ان تلك التصريحات لم تأخذ في الاعتبار التهديد القديم للصواريخ، وخاصة قذائف الهاون. في هذه الأثناء لم يتم استئناف القصف باتجاه وسط البلاد، وفي كل الأحوال يبدو ان سكان غوش دان والسهل الداخلي والشارون تعودوا على حقيقة نجاح عدد قليل من الصواريخ باختراق الغلاف الدفاعي الذي توفره منظومة القبة الحديدية. لكن الظروف في محيط غزة مختلفة: فالتحذير من القصف يمنح السكان 15 ثانية فقط للبحث عن ملاذ، ومنظومة الاعتراض غير ملائمة للقذائف، ولذلك ليس صدفة ان الكثير من سكان الكيبوتسات لم يرجعوا بعد الى بيوتهم.
“ويعتقد الجيش ان حماس تتحمل المسؤولية عن اطلاق الصواريخ منذ يوم الجمعة، رغم ان حماس لم تعلن مسؤوليتها عنها. وخلال سلسلة من عمليات القصف الإسرائيلي قتل واصيب ثمانية فلسطينيين. وقتل فلسطيني آخر خلال قصف مسجد في مركز غزة يدعي الجيش انه استخدم لتخزين الأسلحة. وعندما ازدادت خسائر الفصائل، اطلقت الصواريخ باتجاه منطقة بئر السبع وعسقلان، ويوم امس هددت حماس باستئناف قصف تل ابيب، رغم ان عدد الصواريخ قصيرة المدى التي تملكها تقلص بنسبة كبيرة، وهي تحاول ادارة سياسة قصف مدروسة كي لا تتآكل قدراتها كلياً.
“وتفسر إسرائيل قرار حماس مواصلة القصف، على انه ينبع عن احباطها ازاء تباطؤ محادثات القاهرة. لقد دفع الشعب الفلسطيني في غزة ثمنا باهظا خلال الحرب، ويتحتم على حماس الآن الخروج بإنجاز كبير كي تبرر لسكان القطاع الدمار والخسائر. ويبدو ان خالد مشعل يواصل مراكمة العراقيل. لقد اعلن في نهاية الاسبوع موافقته على قرار القيادة في غزة الموافقة على وقف اطلاق النار اولا ومن ثم التفاوض حول الترتيبات النهائية، كما طالبت إسرائيل ومصر طوال الوقت. والان يريد مشعل العودة الى المحادثات بشكل متزامن مع القتال، واعادة قطر تدريجيا الى الصورة.
“وقد اعلنت إسرائيل انها لن ترجع الى المفاوضات غير المباشرة في القاهرة دون وقف اطلاق النار بشكل مطلق. وغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة، وتجري حاليا اتصالات هاتفية لجس النبض، وفي اللحظة التي يتوقف فيها اطلاق النار سيعود الوفد الى القاهرة. اما حماس فقد اعلنت انها لن تتراجع عن مطالبها. ولكن إسرائيل تعتبر مطالب حماس غير واقعية. وتقترح تقديم تسهيلات على المعابر، ولكن ليس اكثر من ذلك. وتقول ان مطلب انشاء ميناء بحري سيناقش في وقت لاحق، اذا تم ذلك اصلا، ولن يجري الحديث عن فتح المعبر الآمن بين الضفة والقطاع، بعد 20 سنة تقريبا من الحديث عنه، كما ترفض إسرائيل الافراج عن اسرى الضفة الغربية، لأن إسرائيل لا تعتبر حماس شريكا في الخطوات المتعلقة بالضفة.
” في المقابل وبعد معارضتها الشديدة لحكومة المصالحة قبل ثلاثة أشهر، تشجع إسرائيل حاليا، مع مصر، وبموافقة حماس، دمج مئات النشطاء ورجال اجهزة الامن التابعة للسلطة الفلسطينية في تفعيل معبر رفح. ولكن هذه كلها مسائل معقدة، لا يزال الاتفاق عليها بعيدا. ولذلك، ورغم الضغط المصري، ليس من المؤكد، حاليا، انه سيتم تمديد وقف اطلاق النار الانساني.
“حاليا يعتمد الرد الاسرائيلي على الصواريخ على الهجمات الجوية، لكنه يمكن ان يعتمد، ايضا، على القوات النظامية التي تواصل الانتشار حول القطاع. لكن إسرائيل المحت لحماس في الأيام الأخيرة، بأنها ليست معنية باستمرار الحرب، الى حد جعل التنظيم يعود الى اختبار صبرها.
“وفي هذه الأثناء تحاول حماس مرة أخرى تحديد صيغة مفادها ان اطلاق النار على محيط غزة قد تتقبله إسرائيل، بينما قصف وسط البلاد سيواجه بقصف شديد. والسؤال الآن هو: لماذا تواصل حماس اطلاق النار، رغم مخاوف سكان القطاع وحقيقة ان اطلاق النار يؤخر البدء باعمار القطاع؟ يمكن الافتراض بأن التفسير لذلك هو ان حماس تعتقد بأن ثمن وقف اطلاق النار بشكل كامل، بدون تحقيق انجازات ملموسة، يعتبر بالنسبة لها اعلى بكثير من ثمن استمرار الحرب”.
حماس وصلت الى الحضيض ولذلك تحارب من اجل البقاء
تحت هذا العنوان يكتب البروفيسور ايال زيسر في “يسرائيل هيوم”، ان إسرائيل اعربت طوال الأيام الطويلة للقتال في غزة عن أملها بأن قادة حماس بعد خروجهم من المخابئ، فور صمت المدافع ووقف اطلاق الصواريخ، ومشاهدتهم لحجم الدمار الرهيب الذي اصاب قطاع غزة بسبب قرارهم الخروج لمواجهة إسرائيل، سيفهمون أنهم هزموا في المعركة وسيرتدعون بشكل حقيقي وعميق عن تجديد محاربة إسرائيل – ليس الآن، ولا خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
لكن ما حدث هو العكس تماما. فبعد اعلان وقف اطلاق النار، ووقوف قادة حماس، حتى اذا واصلوا الاختباء، على حجم الدمار، استنتجوا ان عليهم مواصلة اطلاق النار، حتى بشكل محدود ومكبوح. ولا يتحدثون بالطبع عن أي ندم على جرهم لسكان القطاع الى المغامرة الباهظة والمؤلمة، كما فعل حسن نصرالله بعد حرب لبنان الثانية.
كنا نعرف قبل عملية “الجرف الصامد” أن غزة ليست لبنان، وان قادة حماس ليسوا حسن نصر الله. ولكن يبدو أن سبب تجديد النار في غزة لا يرجع الى كون حجم الدمار ليس كافيا لردع حماس، وانما العكس من ذلك – فالضربة التي منيت بها حماس كانت يائسة الى حد لم يعد امامها أي خيار سوى التمسك بمسار المواجهة، الذي تحول الآن إلى صراع وجودي على مستقبلها كحركة تدعي قيادة الشعب الفلسطيني. عمليا، لم يتبق لحماس ما تخسره، ولذلك فهي تشعر أنها وقعت في فخ يحاصرها في ضوء المأزق الذي تواجهه: الاختيار بين العودة إلى وضع ما قبل اندلاع الصراع مع إسرائيل – والذي سيحافظ على سلطتها في غزة وعلى سلاحها، بينما سيبقى الحصار مفروضا على قطاع غزة، او العملية واسعة النطاق التي تدفع اليها إسرائيل ومصر لترميم القطاع مقابل نزع السلاح، وتدخل دولي واسع في ما يحدث في القطاع.
ان تسليم قادة حماس بالنتائج والعودة إلى الروتين الذي سبق العملية العسكرية، سيجعلهم يدخلون في مواجهة مع شعبهم في قطاع غزة، والذي سيطالبهم بتفسير سبب جرهم الى صراع يدفع ثمنه كل بيت وكل عائلة فلسطينية في غزة. ومن ناحية أخرى، فان الانتقال الى عملية سياسية – اقتصادية لإعادة بناء غزة على نطاق واسع، وسط تدخل عربي ودولي واسع، يهدد بوضع حماس بين المطرقة الاسرائيلية والسندان المصري، بينما ينتظر في الخلفية محمود عباس – مهما كان ضعيفا – الذي يأمل الاستفادة من إضعاف الدعم لحماس في قطاع غزة. سيما انه ربما تتزايد في الضفة مظاهرات التأييد لحماس والتحمس لإنجازاتها العسكرية – الحقيقية والخيالية خاصة – ولكن سكان غزة يعرفون الحقيقة وينتظرون بيأس الأمل والبديل، حتى لو كان بدون خيار آخر. وفي ظل غياب الأمل أو البديل، سيضطرون للعودة الى الاصطفاف تحت راية حماس.
ومن نقطة الانحطاط هذه تخرج حماس لخوض حرب البقاء التي تهدف إلى إجبار إسرائيل ومصر على تقبل ترتيبات تضمن استمرار سلطتها كحركة مسلحة تقود القطاع، وكل ما يحدث فيها – خاصة الترميم الاقتصادي – يتم حسب إملاءاتها. وليس لدى حماس في وضعها الحالي ما تخسره من تجديد اطلاق النار، سيما ان يوما آخر من القصف الإسرائيلي – المكبوح – لا يغير شيئا بالنسبة لرجالاتها. وهكذا فانها تستغل نقاط الضعف في الموقف الإسرائيلي: الاستعداد لتقبل استمرار سلطة حماس في القطاع والرغبة في العودة الى الروتين وانهاء الصراع. إسرائيل تواجه الآن معضلة مؤلمة: فإما تعمل على هزم حركة حماس وإسقاط سلطتها، وهي خطوة ممكنة عسكريا وسياسيا، لكن الحكومة والجيش غير معنيين بها، أو بدلا من ذلك، التوصل مع حماس الى ترتيب يمنحها فرصة لالتقاط الانفاس، بتكلفة يمكن لإسرائيل تحملها، على أمل انها حققت الردع خلال العملية العسكرية وانه يمكن لإسرائيل ومصر، من خلال عملية تدريجية، هزم حماس على ساحتها – الساحة الفلسطينية.
حرب الاستنزاف
تحت هذا العنوان يكتب يوسي يهوشواع في “يديعوت احرونوت” انه ليس من الواضح في أي وهم غاص قادة الجهاز الأمني عندما قرروا السماح لسكان البلدات المحيطة بغزة بالعودة الى بيوتهم في الأسبوع الماضي. واذا اخذنا في الاعتبار ان وقف اطلاق النار الهش، كان مشكوكا فيه، فان الخطاب الذي القاه القائد العام للجيش بيني غانتس، والذي حمل رسالة تفاؤل ودعوة السكان للعودة الى بيوتهم، كان خطابا متسرعا، يتفق مع رغبة الجمهور الإسرائيلي بالعودة الى الروتين وتوق سكان الجنوب للعودة الى بيوتهم.
لكن من يعرف غانتس يعرف جيدا ان المقصود ضابطا مجربا ومتوازنا، لا يسارع الى اطلاق تصريحات متهورة من نوع “خلال يومين او ثلاثة سيتم تدمير الانفاق” (اشارة الى ما قاله يعلون). هناك مبدأ عسكري يقول ان التلخيص يترك الى النهاية، ولذلك ليس من الواضح ما الذي جعل غانتس يلخص الحرب بسرعة ويحث السكان على العودة الى بيوتهم، في وقت اعترفت فيه تقييمات الجيش بأن حماس يمكن ان تدير المفاوضات في القاهرة من خلال اطلاق الصواريخ على إسرائيل. كما تحدثت التقييمات ذاتها عن امكانية ادارة حرب استنزاف ضد إسرائيل، وخاصة ضد البلدات الجنوبية بواسطة السلاح البسيط والرخيص الذي تملكه حماس: قذائف الهاون.
في شعبة الاستخبارات يشخصون في الآونة الأخيرة حدوث تغيير في توجه الذراع العسكرية لحماس نحو زيادة استخدام قذائف الهاون بدل الصواريخ التي يمكن للقبة الحديدية اعتراضها. وبالنسبة لهم يعتبر هذا السلاح اكثر نجاعة. اذ لا يوجد أي حل دفاعي في مواجهة هذه القذائف التي قتلت 11 جنديا واوقعت عشرات الاصابات خلال عملية “الجرف الصامد”. كما ان منظومة الانذار لا تحذر من هذه القذائف، ولذلك تركز حماس جهدها على زيادة استخدام قذائف الهاون بهدف استنزاف سكان محيط غزة، الذين بدأوا يظهرون دلائل انكسار اولية. ومن بين الاثباتات على ذلك ازمة الثقة التي اندلعت بينهم وبين القيادتين العسكرية والسياسية.
ونعود الى غانتس، ويتحتم التساؤل: هل كانت لديه اسباب راسخة للاعتقاد بأنه لن يتم استئناف اطلاق النيران صباح الجمعة، عندما القى خطابه المطمئن قبل يومين من ذلك؟ وهل فهم أصلا ان تصريحاته عبر شاشة التلفزيون يمكن ان يتم شملها في تقييمات حماس والتأثير على استراتيجيتها في المساومة خلال المفاوضات؟ ربما يمكن اعادة هذا التصريح الى الرغبة الشخصية لغانتس، الذي قد يكون نسي للحظة مكانته كقائد عام للجيش. لقد عبر عن مشاعر الجمهور المتعطش لبعض الهدوء بعد شهر من الحرب وفي خضم العطلة الصيفية. ولكنه كان من المفضل ان يدلي غانتس بتصريحات اخرى. فتصريحاته يجري فحصها بشكل دقيق من قبل العدو.
ربما تدل تصريحات غانتس الحزينة حول الغبار الذي سيشطفه المطر ونمو شقائق النعمان المتوقع على أمر مقلق، وهو ان الجيش لا يعرف فعلا تقييم نوايا حماس بشكل حقيقي. فهو لن يفعل ذلك قبل الحرب، ولا خلال الحرب، وكما يبدو لا يعرف الآن ايضا.
خيبة أمل
تحت هذا العنوان يكتب ناحوم برنياع في “يديعوت احرونوت” ان استئناف اطلاق النار من قطاع غزة، في نهاية الأسبوع، كان مستفزا، لأن حماس اثبتت بأنها لا تستطيع اخضاع نفسها لشروط اللعب المتعارف عليها عندما دخلت الى المفاوضات، وكان مثيرا للقلق لأنه اوضح بأن التنظيمات في غزة لا تزال تملك صواريخ وقدرات على اطلاقها وتتمتع بمعنويات قتالية.
لقد كان استئناف اطلاق الصواريخ صعبا بشكل خاص لسكان “الكيبوتسات” و”الموشابيم” (القرى الزراعية) في محيط غزة، الذين كانوا يأملون تحقق الهدوء فحصلوا على النيران. لقد كانت خيبة الأمل مبررة، لكنه ما زال من المبكر وضع رئيس الحكومة ووزير الأمن والقائد العام للجيش، الذين يديرون هذه المعركة، على مقعد المتهمين. فالقرار الذي اتخذوه بسحب القوات من غزة كان صحيحا. ومنذ اللحظة التي انتهى فيها تدمير الأنفاق، لم يعد لدى القوات البرية ما تفعله هناك، واستمرار وجودها في القطاع كان منوطا بتكبد المزيد من الخسائر في صفوف الجيش واصابة المزيد من المدنيين الفلسطينيين في سبيل الدفاع عن حياة الجنود.
كما ان قرار اعلان وقف اطلاق النار كان صحيحا، اذ انه حسن وضع إسرائيل على الحلبة الدولية وحمل حماس وحدها المسؤولية عن استمرار الدمار في غزة. وعندما استؤنف القصف من غزة، استؤنفت هجمات سلاح الجو. لقد تم يوم امس اطلاق 30 صاروخا من غزة، لم تسفر عن وقوع اضرار، وهاجم سلاح الجو حوالي 100 هدف وقتل عشرة مسلحين، ودفع ثمن استمرار الحرب سكان غزة بشكل خاص. لقد كان قرار إسرائيل اعطاء فرصة للمفاوضات في القاهرة، معقولا، وقد اعتمد على الافتراض بأن الضغط الدولي الى جانب القسوة المصرية والضائقة الإنسانية في غزة، ستجبر حماس على تقبل القليل المقترح عليها حاليا، والتوقف عن اطلاق النار. ويجب على كل الذين يشعرون بالخيبة، من الوزراء وحتى المعقبين على صفحات الشبكات الاجتماعية، سؤال انفسهم عن البدائل.
نتنياهو يشتبه منذ بداية العملية بأن رجال الذراع العسكرية في حماس يحاولون جره الى الداخل، الى قلب غزة. ويمكن ان نفهم لماذا يسارع الى تحقيق مرادهم. ولكن الانضباط النسبي الذي تظهره إسرائيل ازاء اطلاق النار من غزة، لا يمكنه الاستمرار الى الأبد. واذا تواصل ستضطر القيادة الإسرائيلية الى اعادة تجنيد الاحتياط واعادة نشر القوات في محيط غزة، وستعاد الدبابات الى الجنوب، ويمكننا التدحرج مجددا الى عملية برية، وهذه المرة بحجم اوسع وفي مناطق مكتظة بالسكان. لقد فهموا في إسرائيل انه يتحتم منح الفلسطينيين محفزات على وقف اطلاق النار. والسؤال هو كم وفي الأساس لمن. رجال حماس يريدون انجازا فوريا، يجعلهم يظهرون كمنتصرين في الشارع الفلسطيني، ورجال فتح في الوفد يريدون نقل السيطرة على القطاع اليهم، لكن إسرائيل لا توفر المطلوب لا لهؤلاء ولا لأولئك. وبالتالي فان النتيجة هي الوصول الى باب موصد: إسرائيل ليست معنية باحتلال قطاع غزة، وليست معنية بتعويض حماس ولا بتدعيم ابو مازن. انها تريد الهدوء، وهذا لا يكفي في الظروف الناشئة.
كان يمكن لنتنياهو اظهار جرأة اكبر. واذا تعمق في الاطراء الذي اغدقه عليه الرئيس اوباما في المقابلة مع “نيويورك تايمز”، سيفهم بأن ما قاله الرئيس عمليا هو ان نتنياهو يفوت فرصة حياته: انه قصير النظر وجبان، والضغط الداخلي فقط سيجبره على العمل من اجل المصالح الحقيقية لبلاده. ريما بالغ اوباما في القوة السياسية التي يتمتع بها نتنياهو، ويوهم نفسه بشأن فرص التوصل الى اتفاق سلام، ولكنه محقا في تحذيراته بشأن المستقبل الديموقراطي واليهودي لإسرائيل، وفي أسفه على غياب الرؤية. هذا يعني ان اوباما، أيضا، يشعر بالخيبة.
كان يمكن لنتنياهو دفع المبادرة التي طرحتها تسيبي ليفني والتوصل الى اتفاق دولي حول اطار يضمن مستقبل قطاع غزة. ويمكنه الاعلان بأن إسرائيل مستعدة لرفع الحصار البحري والجوي والبري عن غزة اذا تم هناك اقامة سلطة فلسطينية تعارض الارهاب وتحاربه بالتعاون مع المؤسسات الدولية واسرائيل والولايات المتحدة. وكان يمكنه دفع المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. مع كل الاحباط الذي يثيره استئناف القصف الصاروخي من غزة الا انه كان يمكن ان يتم تحمله لو رافقته رؤية مستقبلية. لقد اثبت نتنياهو خلال المعركة انه يجيد الاستيعاب، وهذا شرط حتمي للزعيم ولكنه ليس كافيا.