غانتس يوقع على مخططات الاجتياح البري!
نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) صباح اليوم، نقلا عن الناطق العسكري الجنرال موطي الموز، ان القائد العام للجيش بيني غانتس، صادق، مساء امس الاربعاء على مخططات الاجتياح البري لقطاع غزة. واضاف انه سيتم خلال الساعات القريبة تصعيد الضغط على القطاع، وتشديد الهجمات الجوية.
في هذا السياق نشرت “يسرائيل هيوم” انه مع دخول حملة “الجرف الصامد” يومها الثالث، يقوم الجيش بزيادة الضغط ويستعد للاجتياح البري لقطاع غزة. وقال نتنياهو خلال زيارته الى قيادة المنطقة الجنوبية، امس ان إسرائيل “قررت زيادة الهجمات على حماس والتنظيمات الارهابية في غزة، وان الجيش على استعداد لكل الاحتمالات، بما في ذلك الاجتياح البري”.
وحسب الصحيفة، هناك خلاف بين القيادة السياسية حول القيام باجتياح بري للقطاع او مواصلة الضغط الجوي. وقال نتنياهو ان “الجبهة الداخلية الصامدة في إسرائيل هي الرد على التنظيمات الارهابية التي تسعى الى المس بنا”. واضاف “ان العملية ستتواصل حتى يتوقف اطلقا النار على بلداتنا ويعود الهدوء”.
وذكرت صحيفة “هآرتس”، ايضان ان إسرائيل تستعد للاجتياح البري، وقامت يوم امس بنشر كتيبة عسكرية ثالثة على مداخل القطاع، استعدادا لاحتمال صدور اوامر بالاجتياح البري للقطاع.
وقال وزير الامن موشيه يعلون ان العمليات ضد حماس ستتسع خلال الأيام القادمة والثمن الذي ستدفعه سيكون باهظا. وادعى يعلون ان إسرائيل “تقتل المخربين على مختلف درجاتهم القيادية، وان هذه العمليات ستتواصل جوا وبرا وبحرا”.
في السياق ذاته قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس لشبكة CNN، ان الحملة على غزة ستتواصل طالما واصلت حماس اطلاق الصواريخ. وقالت مصادر عسكرية ان إسرائيل هاجمت منذ بدء العملية 600 هدف في قطاع غزة، وان 230 صاروخا سقطت في اسرائيل، وتم التصدي لأكثر من 60 منها من قبل القبة الحديدية.
ضابط اسرائيلي: نعاني نقصا في المعلومات عن صواريخ حماس
قال ضابط رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي ان الاستخبارات الإسرائيلية في قطاع غزة محدودة، وانه لو كان سلاح الجو يعرف اين تتواجد الصواريخ طويلة المدى لقام بقصفها. وفي رده على سؤال لصحيفة “يسرائيل هيوم” قال الضابط الرفيع: “نحن لا نعرف كل شيء، ولا يمكن مهاجمة كل شيء. ما نعرف عنه نقوم بمهاجمته، وما يمكن مهاجمته نهاجمه، لن نهاجم مستشفى تتواجد فيه الصواريخ طويلة المدى”!
ويقول الجيش انه تم خلال عملية عامود السحاب بفضل المعلومات الاستخبارية الدقيقة، تدمير غالبية الصواريخ طويلة المدى في قطاع غزة، بعد فترة وجيزة من اغتيال احمد الجعبري. ولكن الحديث كان في حينه عن عدد قليل من الصواريخ، اما الآن، فهناك مئات الصواريخ التي تصل الى ابعد من 40 كلم. وهذا الاسبوع فقط عرضت حماس صواريخ M-302، التي لم يعرف الجهاز الأمني كما يبدو بأن حماس تمتلكها. وقبل عدة أشهر فقط ارسل الجيش قواته البحرية الى مسافة اكثر من 1500 كلم للسيطرة على السفينة “كلوز سي” التي حملت صواريخ من هذا النوع.
وهذه المرة، كما يستدل من تصريحات الضابط الرفيع في سلاح الجو، فان سلاح الجو لن يعرف، ولن يتمكن من مهاجمة الصواريخ طويلة المدى التي تمتلكها حماس. وقال: “لم المح الى عدم وجود استخبارات لنا، وانما الى محدودية حتى افضل الاستخبارات التي نملكها”. وقال ان سلاح الجو يهاجم الاهداف بشكل واسع حسب ما يملكه من معلومات توفرها قيادة الجنوب وشعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك.
الى ذلك، وخلافا للعمليات السابقة، فان عملية “الجرف الصامد” لم تبدأ بضربة مفاجئة، كاغتيال مسؤولين كبار او تصفية قدرات استراتيجية لحماس. وحسب مصدر امني فان السبب يرجع الى كون حملة “الجرف الصامد” استمرارا مباشرا لاختطاف الشبان الثلاثة، ونبعت أيضا عن ضائقة حماس. وقال المسؤول الأمني انه تم في الأيام الأخيرة اطلاق صواريخ مضادة للطائرات على طائرة لسلاح الجو، وشملت المحاولات استخدام صواريخ “ستريلا”. وقال: “لقد تم اخذ ذلك في الحسبان، ونحن نواجه ذلك بشكل تحليقنا، وهذه مسألة فرص متوفرة لديهم”.
القصف يصل زخرون يعقوب، جنوب حيفا
ومع دخول عملية “الجرف الصامد” يومها الثالث، تواصل القصف الصاروخي لإسرائيل والقصف الجوي الإسرائيلي لقطاع غزة. وقالت “هآرتس” انه تم خلال ليلة الثلاثاء/ الاربعاء، اطلاق اكثر من مئة صاروخ على الأراضي الإسرائيلية. ولأول مرة تم توجيه الصواريخ نحو زخرون يعقوب، جنوب حيفا، وكذلك نحو ديمونا، حيث قالت حماس انها استهدفت اصابة المفاعل الذري هناك.
وتمكنت حماس امس من اصابة منزل ومعرض للصور في منطقة المجلس الاقليمي شاعر هنيغف، وسبت اضرار مادية بالغة. واندلعت الحرائق في عدة مناطق في النقب سقطت فيها صواريخ. وحسب المعطيات فقد تم منذ يوم الاثنين اطلاق 200 صاروخ وقذيفة هاون على اسرائيل، تم اسقاط 90% منها. وقالت نجمة داوود الحمراء ان طواقمها عالجت منذ بدء العملية 68 مواطنا، بينهم تسعة مصابين بجراح طفيفة و59 مصابا بالصدمة.
في المقابل واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة. وقال ضابط في سلاح الجو ان حجم الدمار في غزة يفوق حجمه في عملية عامود السحاب.
وحاولت خلية ثانية ضمت عنصرين من حماس التسلل الى اسرائيل، امس، عبر البحر، في شمال القطاع، الا ان الجيش اطلق عليهما النار. وطلب الى سكان مستوطنة “زيكيم” المجاورة البقاء داخل بيوتهم.
ووسعت إسرائيل من هجماتها يوم امس لتشمل مؤسسات السلطة في القطاع، حيث تم تفجير مقر للشرطة البحرية ومكاتب الامن الداخلي والامن الوطني. وتم حتى امس مهاجمة بيوت ثمانية من قادة حماس، بينهم قائد لواء خان يونس محمد السينوار، وقائد لواء رفح رائد العطار، وبيت القيادي احمد غندور، قائد قوات حماس في شمال القطاع. كما تمت مهاجمة 129 منصة لإطلاق الصواريخ.
وتحدث نتنياهو امس، مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وقال انه لا توجد أي دولة تقبل بالتعرض الى الهجمات الصاروخية غير المتوقفة ومحاولات التسلل من البحر والانفاق. واتهم حماس بارتكاب “جريمة حرب مزدوجة في محاولته اصابة مواطني اسرائيل بشكل متعمد، واستخدام المدنيين في غزة كدرع بشري”! وقال ان حماس تتحمل المسؤولية عن اصابة المدنيين في غزة جراء خطأ، على حد تعبيره! وطالب العالم بشجب الهجمات الصاروخية المتواصلة على اسرائيل.
وفي الجانب العسكري، تقول اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ان حماس تملك مئات الصواريخ التي يصل مداها الى 80 كلم، والتي تم انتاج غالبيتها في القطاع، وتم حتى امس اطلاق قرابة 20 صاروخا منها على إسرائيل. كما يتكهن الجيش بحيازة حماس لصواريخ M302 التي يصل مداها الى 150 كلم. وقال الشاباك امس ان حماس طورت قوتها العسكرية بشكل كبير منذ عامود السحاب. وحسب الشاباك فقد عملت حماس بعد “عامود السحاب” على اعادة بناء قوتها الصاروخية خاصة بواسطة اسلحة مصدرها ايران.
ويدعي الشاباك ان حماس قامت بتفعيل شبكة لتهريب الأسلحة عبر السودان وليبيا ودول اخرى، تصل اليها الاسلحة ويتم تحويلها الى القطاع عبر سيناء.
وعلى صعيد الجبهة الداخلية صدرت اوامر الى البلدات الواقعة على مدار 40 كلم من القطاع بالامتناع عن اقامة تجمعات سكانية يشارك فيها اكثر من 300 شخص، وفي بعض البلدات تم تقليص العدد الى 100 شخص. وقررت سلطة القطارات وقف خط القطار بين اشكلون وسديروت.
حتى يوم امس: 54 شهيدا في القطاع
قالت وزارة الصحة الفلسطينية ان عدد ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة بلغ حتى يوم امس 54 قتيلا، و400 جريح. وقتل يوم أمس ستة اطفال جراء القصف الإسرائيلي. وقالت تنظيمات حقوق الانسان في غزة ان الكثير من الجرحى اصيبوا خلال تواجدهم في منازلهم.
واشارت الى مقتل خمسة من افراد عائلة حافظ حمد خلال قصف منزله، بينهم امرأتان وطفلين. وفي منزل عائلة المناصرة في مخيم اللاجئين المغازي قتل اربعة من افراد الأسرة بينهم امرأة وولديها. وقتلت امرأة وابنتها جراء قصف منزلهما في حي الزيتون فيما لقي طفلين مصرعهما في قصف منزل في حي الشجاعية، وقتلت امرأة وابنتها في بيت لاهيا.
وقالت ناشطة اجتماعية في غزة لصحيفة “هآرتس” ان “اسرائيل اوضحت نواياها، فما يحدث يعتبر مسألة رهيبة، فكل مواطن في غزة اصبح هدفا للقصف دون أي تمييز. غالبية المصابين هم من المدنيين الأبرياء، نساء واطفال وشيوخ اعتقدوا ان البقاء داخل بيوتهم سيوفر لهم الأمن”. وتم التبليغ امس عن قصف سيارة كان يستقلها صحفيون في القطاع، فقتل الصحفي حمدي شهاب الذي يعمل في وكالة الانباء المحلية “ميديا 24” واصيب ثمانية صحفيين آخرين. وكان الصحفيون في طريقهم لتغطية عمليات القصف.
عباس: إسرائيل تشن حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس العمليات الإسرائيلية في القطاع بالحرب الشاملة ضد الشعب الفلسطيني. ونقلت “هآرتس” عنه قوله في خطاب القاه في رام الله “ان الحرب لا تستهدف تنظيما كهذا او ذاك او ضد حماس وانما ضد الشعب الفلسطيني كله”. واضاف: “تنتظرنا ايام صعبة جدا”.
وقال عباس ان إسرائيل لا تسعى للدفاع عن نفسها وانما عن مشروع الاستيطان. واضاف انه يجري اتصالات مع الرئيس المصري وامين عام الجامعة العربية ووزير الخارجية الاردني بهدف المبادرة الى نقاش عاجل في مجلس الأمن لوقف الكارثة. وقال ان الأمر يحتم تدخل العالم فورا.
وعلمت “هآرتس” ان بعض اعضاء القيادة الفلسطينية حثوا عباس على توقيع طلبات الانضمام الى عدد من التنظيمات والمؤسسات الدولية بما في ذلك المحكمة الدولية في لاهاي، لكن عباس اجل مناقشة الموضوع. وفي المقابل طالب خالد مشعل بوقف العدوان فورا، وقال ان مسار التهدئة بحتم وقف العدوان والقصف فورا، وقد آن اوان انهاء الاحتلال. وتوجه الى الاسرائيليين قائلا: توجهوا بادعاءاتكم الى نتنياهو وحكومته المتطرفة، فبسببهم تجلسون في الملاجئ. وقال “ان العدو سيواجه في هذه المعركة ما لم يتوقعه. اسرائيل اقوى منا بالسلاح والتكنولوجيا، ولكننا نقف امام معركة كبيرة ونريد من شعبنا الصبر من اجل تحقيق الانتصار”. وطالب مشعل السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية بالوقوف الى جانب شعبها وحقوقه.
إسرائيل تبرر قتل عائلة كوارع، وضابط يعلن: سنواصل نسف المنازل
برر الجيش الإسرائيلي جريمة قتل عائلة كوارع في منزلها، بوقوع خطأ، فيما قال ضابط رفيع ان إسرائيل ستواصل قصف المناول ولن يردعها وقوف الناس على اسطحها وتحدي الطائرات!!
وقالت صحيفة “هآرتس” ان الجيش الاسرائيلي انهى تحقيقه الاولي في القصف الذي استهدف منزل عائلة كوارع في خان يونس، امس الأول، والذي اسفر عن مقتل ثمانية من افراد الأسرة الابرياء. وادعى الجيش ان القصف استهدف منزل العائلة لأنه كان مقرا لقيادة كتيبة من لواء خان يونس.
وادعي سلاح الجو ان اصابة المنزل نجمت عن خطأ. وحسب التحقيق الاولي فقد اجرى الجيش اتصالا مع العائلة وابلغها بأنه ينوي قصف المنزل فغادرته، ولكنه تقرر عندها اطلاق صاروخ “مكحوليت” الذي يعتبر صغير المقاييس. ولما عادت العائلة الى البيت تم اطلاق صاروخ آخر دمر المنزل. ويدعي ضابط في سلاح الجو ان الامر نجم عن خطأ وان ابناء العائلة شوهدوا وهم يرجعون الى المنزل، لكنه لم يكن بالإمكان حرف الصاروخ عن مساره بعد اطلاقه.
وقالت مصادر في غزة ان قصف منزل عودة كوارع اسفر عن قتل ثمانية اشخاص واصابة 25. وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي ان الجيش سيواصل قصف بيوت النشطاء المركزيين في حماس، بواسطة نظام “اقرع السقف”. وقال انه على الرغم من محاولة سكان البيوت منع قصفها من خلال صعودهم الى سطوحها الا ان الجيش سيواصل قصف هذه البيوت حتى اذا اراد هؤلاء مواجهة طائرة في الجو!
تدمير نصب تذكاري لمحمد ابو خضير
كتبت صحيفة “هآرتس” انه بعد يوم واحد من قيام مواطنين من بلدة “بيت زايت” اليهودية والقدس، بإنشاء نصب تذكاري في غابة القدس للفتى محمد ابو خضير، الذي اختطف واحرق هناك من قبل سبعة إسرائيليين، قام مجهولون بتدمير النصب.
وكانت مجموعة من سكان “بيت زايت” قد قررت إنشاء النصب كي يدرك الناس ما حدث هناك، حسب ما قاله يوآب ليف، احد المبادرين. ومساء امس الاول تجمع قرابة 40 شخص في المكان الذي وقعت فيه الجريمة واقاموا النصب من الحجارة والزهور. وتم نصب حجر كتب عليه “هنا قتل الفتى محمد ابو خضير على ايدي يهود الذين ارتكبوا أكبر عمل غير يهودي”. لكنه تم تدمير النصب كما يبدو في الليلة ذاتها.
الى ذلك وصل الى خيمة العزاء في بيت عائلة ابو خضير في شعفاط، امس، اكبر وفد اسرائيلي لتقديم التعازي، حيث شارك قرابة 350 ناشطا من حركة “بطاقة النور” التي تحارب الكراهية، في تقديم التعازي. وقال د. غادي غبرياهو، احد قادة المجموعة: نحن ابناء الجيل الثاني للناجين (من المحرقة). والدمج بين القتل والحرق يثير فينا حالة اشمئزاز خاصة”. وأضاف: “من يتجاهل احراق المساجد والكنائس يجب ان لا يفاجئه احراق البشر”.
ووصل الى الخيمة وزير شؤون البيئة عمير بيرتس لتقديم التعازي، ليكون الوزير الوحيد الذي يزور الخيمة منذ وقوع الجريمة. وعلم ان الشاباك منع شخصيات رسمية من الوصول لتقديم التعازي، بادعاء التخوف على امنهم. وكتب بيرتس عن زيارته على صفحته في الفيسبوك، فتلقى عشرات الردود العنصرية التي تحرض على العنف وكان من بينها دعوة واضحة الى قتله مع افراد اسرته.
شاس تسعى لتشكيل حكومة طوارئ وطنية
كتبت “يسرائيل هيوم” ان قادة في حركة شاس يسعون الى تشكيل حكومة طوارئ قومية تشمل ضم الاحزاب الدينية واحزاب اخرى الى الحكومة بشكل مؤقت. وقد فحص المقربون من نتنياهو هذه الامكانية، لكن المبادرة لم تثمر حتى الآن.
ولا يتحمس حزب “يوجد مستقبل” لهذه الفكرة، واوضحت مصادر في الحزب، امس، انه في حال ضم المتدينين الى الحكومة فسيقوم الحزب بعرض حكومة بديلة. وتدعي اوساط في شاس عدم وجود اتصالات بهذا الشأن وانما مجرد “حديث”، لكنها لم تنف انه تم طرح الموضوع مؤخرا مع جهات رفيعة في الائتلاف.
ويدعم رئيس حزب شاس ارييه درعي هذه الخطوة، رغم الفرص الضئيلة لتحقيقها. وقال درعي في اشدود: “التقيت رئيس الحكومة وقلت له باسم شاس اننا ندعم الحكومة، لا يوجد ائتلاف ومعارضة الآن”. وقالت مصادر في شاس ان امكانية تشكل حكومة طوارئ قومية واردة فقط اذا وافقت احزاب معارضة اخرى، كحزبي العمل ويهدوت هتوراه على الانضمام اليها. ولكن الواضح حاليا ان هذه الأحزاب ليست معنية بذلك. كما ان ليفني ولبيد اعربا عن معارضتهما لضم الاحزاب المتدينة لوحدها.
الشرطة توصي بالتحقيق مع النائب زعبي
كتبت “يسرائيل هيوم” ان الشرطة اوصت بفتح تحقيق ضد النائب حنين زعبي (التجمع) بشبهة اهانة موظف جمهور والتحريض على العنف، وليس على خلفية تصريحاتها المختلف عليها. فقد ادعى شرطي من محطة الناصرة، انه عندما وقف في باحة محكمة الصلح، يوم الاحد، مع شرطي آخر، وسط حشد من الناس، بدأت زعبي بتوجيه كلمات نابية اليه، والتوجه الى الحضور بشكل يثير الاشتباه باهانة موظف رسمي والتحريض على العنف.
وفي اعقاب تحويل الشكوى الى قسم التحقيقات والاستخبارات، امر القائد العام للشرطة يوحنان دنينو باتخاذ كافة الاجراءات المطلوبة لفحص امكانية فتح تحقيق جنائي ضد الزعبي. وقالت الشرطة، امس، انه بعد الفحص قرر رئيس قسم التحقيقات ميني يتسحاقي، تحويل المواد الى النيابة العامة، والتوصية بفتح تحقيق جنائي ضد الزعبي.
مقالات
الحسم بيد لبيد
تحت هذا العنوان تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية عن تصريح رئيس المعارضة البرلمانية، يتسحاق هرتسوغ بأنه لو كان رئيسا للحكومة لكان سيقوم بالمطلوب لمنع اطلاق النيران غير المحتمل على بلدات الجنوب، ثم كان سيسافر الى رام الله لدفع الاتفاق مع الفلسطينيين. وتقول الصحيفة ان هرتسوغ دمج بين الحاجة الى حل تكتيكي لمسألة حادة مع استراتيجية لتجنب المعارك في المستقبل والتي تعتبر مسألة حيوية لمستقبل إسرائيل.
وتشير الصحيفة الى تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اللقاء الذي اجراه معه عكيبا الدار وتم بثه خلال مؤتمر السلام الإسرائيلي، بأن موافقته على استمرار المفاوضات لتسعة أشهر اخرى يشترط بقيام إسرائيل بتنفيذ التزامها السابق بشأن اطلاق سراح المجموعة الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو، والموافقة على تكريس الأشهر الثلاث الأولى من المفاوضات لموضوع الحدود، وتجميد البناء في المستوطنات. كما تشير الى قول الوزير يئير لبيد، خلال خطابه في مؤتمر هرتسليا قبل شهر، بأن على إسرائيل ترسيم حدودها ووقف البناء، باستثناء الكتل الكبرى، واستئناف المفاوضات مع السلطة.
وتقول “هآرتس” ان نتنياهو استهتر بتصريح لبيد ووصفه بأنه عديم تجربة. ولكن لبيد كان محقا ونتنياهو كان مخطئا، او انه فضل وقف التقدم، ففي حين يتم توقيع الاتفاق، سيشمل الكثير من الأمور ولن يكون أي اقتراح او تفاهم في أي موضوع عمليا الا اذا تم توقيع اتفاق يشمل كل القضايا.
وتضيف الصحيفة ان مطلب عباس بمناقشة مسألة الحدود خلال الأشهر الثلاث الأولى من المفاوضات، هو مطلب حق، وهو مصلحة إسرائيلية حسب ما قال لبيد. ان عباس ولبيد يعتبران مبادرة السلام العربية لعام 2003، قاعدة للاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وسبب عدم قيام المفاوضات واضح وهو ان رئيس الحكومة لا يؤمن بما قاله شخصيا في خطاب بار ايلان، او انه لا يستطيع التغلب على العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته ولا يستطيع القيادة.
وترى “هآرتس” ان هذا هو الوقت المناسب لتشكيل حكومة تضم جهات تستطيع قيادة إسرائيل حسب خطوط بار ايلان التي طرحها نتنياهو، والاستراتيجية التي عرضها لبيد وهرتسوغ. ويمكن لنتنياهو تركيب حكومة بدون البيت اليهودي وبدون نواب الليكود ويسرائيل بيتنا الذين يريدون مواصلة تمثيل المستوطنين. ويتحتم على لبيد ان يضع رئيس الحكومة امام قرار: معه وفق الخطوط التي عرضها في مؤتمر هرتسليا، او بدونه.
فقاعات تتفجر
تحت هذا العنوان يكتب اري شبيط في”هآرتس” ان الهجوم الصاروخي على إسرائيل هو هجوم الفقراء المعدمين على المتخمين. وظاهريا يبدو الفقراء ضعفاء جدا، ولا يملكون أي فرصة، ويفترض بهم ان يكونوا مردوعين وخائفين وعدم ازعاج الجيران. ولكن بما أن الفقراء المعدمين هم متعصبون، فانهم يترددون في التصرف بذكاء. وعلى الرغم من بؤس وضعهم الاقتصادي وضعف وضعهم الاستراتيجي فقد قرروا تحدي الجانب الراضي عبر الحدود.
وحسب رأيه فان صواريخ غراد التي تطلقها حماس على سديروت وعسقلان وأشدود وكريات ملاخي هي صواريخ اليأس. والصواريخ التي تطلقها على تل أبيب هي صواريخ التعصب. فمع دفعهم إلى الحائط، قرر المتعصبون من الفقراء المعدمين الذين يعيشون الى الجنوب من اسرائيل اسقاط المنزل على رؤوسهم، ولو لكي يدفنوا تحته بعض الذين يشعرون بالرضا. وعندما يفتقد الفقراء المتعصبين من غزة الى المستقبل، يحاولون جذب الديمقراطية الإسرائيلية الراضية نحو بالوعتهم.
وحسب شبيط فقد نجحت إسرائيل حتى نهاية حزيران 2014 بمنع الفوضى المنتشرة حولها من التسلل اليها. ولكن صواريخ حماس تحضر الآن الى داخل عالم النظام الإسرائيلي، عدم النظام الذي يفور من حولها.
ويقول ان الدمج بين التعصب واليأس والقدرات الصاروخية التي تعيشها إسرائيل الآن هو مجرد مقدمة لما تتوقعه في السنوات القادمة والعقود المقبلة. ويضيف: ان الهجوم الصاروخي على إسرائيل يفجر الفقاعات. لقد اعتقدت تل ابيب انها وجدت طريقا للهرب من رعب الشرق الاوسط، لكنها أخطأت. فالفقاعة الذاتية، الحضارية والاخلاقية التي سعت الى العيش في داخلها لن تتمكن من البقاء اذا لم تجد طريقا للتعامل مع الواقع المأساوي المحيط بها.
كما اعتقد بنيامين نتنياهو انه يمكنه تحقيق الاستقرار بدون عملية سياسية وبدون تحالف مع المعتدلين الفلسطينيين، لكنه أخطأ. اذ انه لا وجود لفراغ في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. وحين لا يجري التحرك نحو السلام، يحدث التدهور العنيف. ان قرار نتنياهو عدم التوجه نحو تقسيم البلاد، يقوده الان نحو حافة الانهيار السياسي، الذي لن يسمح له بمواجهة هدف حياته: ايران.
واذا كان الهجوم الصاروخي على إسرائيل لم يسبب لها الضرر الخطير خلال اليومين الماضيين، فانه لا احد يعرف ما الذي سيحمله الغد وما الذي سيحمله الصاروخ القادم. ان المأزق صعب، فمن جهة لا يمكن لدولة ان تسلم بتدنيس سيادتها، ومن جهة اخرى تعتبر غزة فخاً حابلا بالمخاطر. ومهما ستكون عليه الفصول المقبلة من المواجهة فان الأمر الواضح هو ان ما كان هنا الى ما قبل أسابيع قليلة لن يرجع. لقد تفجرت الفقاعات التي عشنا في داخلها، وانتهى الهدوء الطويل، وبدأت المواجهة مع الشرق الأوسط الجديد، العنيف والمتوحش.
طفل فلسطيني يقتل كل 3.7 ايام
تحت هذا العنوان تكتب عميرة هس في “هآرتس”، ان هناك خطاً مباشرا يربط بين قتل محمد أبو خضير وبلدية القدس ووزارة الداخلية وشرطة القدس والمحكمة العليا. فمنذ احتلال القدس الشرقية وضمها الى اسرائيل تخترع هذه الجهات الرسمية وتنفذ وتصادق على سياسة التمييز المتعمد ضد السكان الفلسطينيين. وهذه رسالة يسمعها المحرضون ويستوعبها القتلة.
وتضيف، قبل يومين او ثلاثة، أي قبل بدء الحرب الجديدة على غزة، جذب مقتل ابو خضير الكثير من اصوات الشجب والصدمة حتى من جانب اليمين الرسمي، من الوزراء واعضاء الكنيست والحاخامات وحتى المستوطنين. لقد عرضوا الأمر على انه حالة فردية، معزولة، لا ترتبط بشيء. صحيح ان غوغاء الفيسبوك الذين يهللون للقتل والمجهولين الذين هدموا النصب التذكاري لأبو خضير في غابة القدس، يخربون هذا الانطباع، لكن المهم هو ان الغرب يعرف بأن نفتالي بينت وبنيامين نتنياهو شجبا العملية، بل ويفكران بالإعلان عن ابو خضير كضحية للإرهاب. فما هو الأسهل من شجب احراق فتى وهو على قيد الحياة؟ يسهل شجبه لأن المشبوهين بالقتل هم من القطاع الاجتماعي، الطائفة، اللهجة، الحزب ومكان السكن الذي يتيح نبذهم. “انهم ليسوا منا”، فهم ليسوا اعتياديين مثلنا، والمهم انهم ليسوا من المستوطنين او شبيبة التلال.
وتضيف هس: لقد كنا محقين عندما كتبنا هنا عن التحريض الذي ولد القتل، بعد مقتل طلبة المدرسة الدينية الثلاثة، وعن العلاقة مع تحريض الحاخامات وغيرهم خلال السنوات الأخيرة، وانتشار العنصرية بين الفتية. وبحق تم التذكير بالهجمات على الفلسطينيين في الضفة، بما في ذلك اعمال القتل التي دفنتها البيروقراطية اللامبالية للشرطة والنيابة العامة. وكان حجاي مطر محقا، عندما كتب في موقع “محادثة محلية” عن 1384 طفلا فلسطينيا قتلهم الجيش منذ 2000. وفي الحد المتوسط يتم قتل طفل فلسطيني كل 3.7 ايام، بينما تم قتل 127 طفل إسرائيلي بأيدي الفلسطينيين.
وتضيف هس: لقد ارتكبت الحكومة الإسرائيلية ثلاثة جرائم منذ احتلال القدس عام 1967. فقد اعتبرت الفلسطينيين هناك كمهاجرين غير يهود الى اسرائيل، كما لو أنهم اختاروا الحياة في إسرائيل وليست إسرائيل هي التي دخلت اليهم. وقامت بمصادرة قرابة 24.500 دونم من اراضيهم، ذات الملكية الخاصة غالبا، وبنت عليها لليهود فقط، وفرضت على الفلسطينيين قيود بناء صارمة على ما تبقى لهم من أرض. وقام بتطبيق هذه السياسة وزراء الداخلية وموظفي الوزارة والبلدية ورؤسائها وموظفيها ومخططيها، على مختلف الاجيال. وحتى الشرطة والتأمين الوطني والمحكمة العليا التي تصادق على ذلك.
لقد تطورت عن هذه الجرائم بقية الجرائم الرسمية، القوانين والانظمة والجدران والقيود التي حولت القدس الشرقية الى ما هي عليه اليوم – مجموعة من الأحياء المهملة، المكتظة، ذات البنية التحتية البائسة والنسبة الضخمة من المتسربين من التعليم، وانعدام فرص العمل والانقطاع عن الاراضي الفلسطينية. واصبح كل مواطن فيها يعيش الخوف من سحب مواطنته وطرده. انهم يعيشون في اذلال متواصل.
وتضيف: ان الهدف غير المعلن لإسرائيل بالنسبة لسكان القدس الشرقية هو طردهم من المدينة او تقييد عددهم واضعافهم كمجتمع قومي. ورسالتها الواضحة هي: الفلسطينيون منحطون، ليسوا بشرا مثلنا. وعملية القتل العنصرية تعتبر ترجمة متطرفة لهذه الرسالة، ولهذه السياسة وهذا الهدف.
تحقيق الهدف يحتم حملة برية
تحت هذا العنوان يكتب الجنرال (احتياط) عوزي ديان في “يسرائيل هيوم” انه مضت سنة ونصف فقط منذ عملية عامود السحاب، وها هي، وبشكل غير مفاجئ، جولة اخرى من ارهاب الصواريخ من غزة. وقد اصبح مداها الآن أطول، واكثر من نصف سكان إسرائيل يخضعون لتهديدها. يتحتم استخلاص هذه العبرة، ولا يكفي هذه المرة “اعادة الهدوء” وانما يجب تغيير الوضع الذي يمكن فيه لتنظيم ارهابي ان يمطر بالصواريخ جمهور دولة قومية كإسرائيل.
ولذلك يجب تعريف أهداف عملية “الجرف الصامد” بشكل دقيق: تدمير سلطة حماس الحالية وتفكيك قطاع غزة من الصواريخ.
ويتساءل ديان: هل يمكن الانتصار على تنظيم ارهابي؟ وهل يمكن تحقيق ذلك بالقوة العسكرية؟ ويجب: نعم، يمكن ردع التنظيم الارهابي الذي يملك قاعدة اقليمية، من خلال تهديد قاعدته وهزمه وطرده من قاعدته. ويمكن تدمير البنية التحتية السلطوية وتصفية قادتها او جعلهم يهربون من غزة.
ويضيف ديان ان هذا الهدف يحتم القيام بعملية برية، وسيكون مناطا بخسائر. وكل قائد عسكري يعرف ان التحدي الذي يواجه هو تنفيذ المهمة والحفاظ على سلامة جنوده. ان حساسيتنا لحياة جنودنا تعتبر كنزا، ولكن عندما تتحول الى معيار مركزي فإنها تلحق ضررا بأهداف الجيش – توفير الأمن لسكان الدولة.
ان تصريحات مثل “لن ندخل الى غزة” تعتبر حمقاء وتلعب الى ايدي العدو، الذي يستخلص من ذلك ان عليه فقط الصمود لعدة اسابيع والخروج منتصراً. وليس المقصود هنا عملية ذات ثمن دموي غير محتمل، وللاجتياح البري مراحله ولا يتحتم احتلال كل زقاق في كل قصبة او مخيم لاجئين. ويسأل ديان: هل سنبقى في “الوحل الغزي”؟ ويجب لا، ولكن سنواصل السيطرة على المناطق التي قمنا باحتلالها، كقاعدة لانزال ضربة قاسية بتنظيمات الارهاب والبنية التحتية للصواريخ، حتى تدمير السلطة وكشرط لتفكيك القطاع من السلاح. وحول من سياتي بعد حماس يقول: احد ما، وربما يكون رجل حماس، ولكنه سيتذكر ما كان مصير اسماعيل هنية وعصابته.
حماس تعلم من حزب الله
تحت هذا العنوان يكتب يوسي يهوشواع في “يديعوت احرونوت”، ان من ينظر الى الجولة الحالية في غزة لا يمكنه ان لا يشعر بالقلق ازاء الشكل الذي ستكون عليه “حرب لبنان الثالثة”. فالمواطنين الاسرائيليين يفهمون الآن ان الـ 20 صاروخا طويل المدى، التي كانت تملكها حماس في عملية “عامود السحاب” هي ليست الـ 400 صاروخ التي تملكها حماس الآن. وان الـ400 قذيفة التي تملكها حماس اليوم هي ليست الـ3000 التي يملكها حزب الله والموجهة الى تل ابيب، من ضمن 60 الف صاروخ يملكها حزب الله.
ويضيف: يجب ان يتم فورا اجراء نوع من تنسيق التوقعات بين قيادة الجيش والمواطنين. فالأم العالقة في بيتها في تل ابيب او الخضيرة مع ولد يبكي، لا يهمها بيان الجيش بشأن قصف بيت قائد لواء حماس الذي لم تسمع باسمه ابدا. واذا كان المواطنون يتذمرون الآن، فكيف سيكون الحال في الحرب على الجبهة الشمالية؟
ان الانتقادات تتركز حاليا على جودة المعلومات الاستخبارية التي يملكها الجيش. ففي عملية عامود السحاب تم في البداية قصف مستودع السلاح المقلص نسبيا الذي امتلكته حماس. وفي حرب لبنان الثانية في 2006، خرج الجيش الى الحرب لتدمير الصواريخ المعدة لقصف تل ابيب، اما اليوم فتستصعب الاستخبارات توفير اهداف جيدة لضرب القيادة الرفيعة لحماس والجهاد الاسلامي، وهكذا يضطر الجيش الى الاكتفاء بالتقارير المتعلقة بقصف بيوت المسؤولين.
وقد دعم مسؤول رفيع في سلاح الجو الادعاء الذي يقول ان سلاح الجو لم يملك مع بداية الحملة المعلومات المطلوبة لمهاجمة الصواريخ طويلة المدى في غزة. وادعى انه لم يتم مهاجمة الصواريخ لعدم توفر معلومات، وبذلك القى المسؤولية على كاهل شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيسها الجنرال افيف كوخابي.
وهكذا فان شعبة الاستخبارات تتعرض حاليا الى الانتقادات التي تصل حتى الطابق الثالث عشر في عمارة القيادة العامة، حيث يجلس كوخابي. لكن رجاله يملكون اجوبة وتفسيرات. فالواقع حسب ما تدعي مصادر رفيعة هناك، مركب جدا.
لقد تكهن رئيس شعبة الابحاث الجنرال ايتاي باروخ، قبل عدة أشهر، بأن عدد الصواريخ طويلة المدى التي يفوق مدارها 70 كلم يصل الى اكثر من 300 صاروخ. واعلن الجنرال كوخابي عن خطة لصد النيران من غزة، وتم تحويل موارد كبيرة لمعالجة هذه المسألة. ولكن يتضح ان الاستعداد للمواجهة لم يتوقف على جانب واحد. فقد استخلصت حماس العبر، ايضا. فلقد اخفت الصواريخ طويلة المدى قبل “عامود السحاب” في مناطق مفتوحة، وكان عددها قليلا ولذلك مع صدور الامر بالهجوم المفاجئ تم تدمير الصواريخ. لكن حماس تعلمت الآن شيئا آخر من حزب الله. لقد اخفت الصواريخ الثقيلة تحت المباني متعددة الطوابق المأهولة بالسكان، ما يعني ان ثمن الهجوم على موقع كهذا سيعني عشرات الضحايا، والقيادة السياسية هي التي يتحتم عليها ان تقرر ما اذا يتم قصف احد هذه المباني وقتل العائلات والاولاد، او شن حملة برية تنطوي على مخاطر عالية للقوات الإسرائيلية. هذا هو المأزق الذي تواجهه القيادة الآن، والتي تساعدها القبة الحديدية على تجاوزه حاليا.
المسالة الثانية هي ان الجيش لا ينجح حاليا بالوصول الى القيادة الرفيعة لحماس والجهاد الاسلامي. ففي عملية الرصاص المسكوب وعملية عامود السحاب، تم الوصول اليهم في الضربة الافتتاحية المفاجئة، اما الآن فانهم يتواجدون داخل المخابئ تحت الأرض، وينجحون بادارة الحرب من هناك.
اسبوع آخر على الأقل
تحت هذا العنوان يكتب اليكس فيشمان في “يديعوت احرونوت”، ان إسرائيل تقترب من قرار الاجتياح البري لقطاع غزة. ويضيف انه حسب معرفته بالشخصيات الفاعلة، بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبيني غانتس، فالحديث لا يجري عن مغامرين، ما يعني انه في حال صدور قرار بالاجتياح البري فانه لن يتم السعي الى احتلال القطاع وتحطيم حماس ، وانما سيتم الاكتفاء بأهداف اقل متواضعة وقابلة للتحقيق: تقليص القصف الصاروخي او اصابة منظومات استراتيجية لحماس يصعب معالجتها بالقصف الجوي.
وحسب فيشمان فانه في اللحظة التي ينتهي فيها سلاح الجو من بنك المعلومات الذي زودته به الاستخبارات العسكرية، ويتواصل اطلاق الصواريخ على غوش دان والشمال، لن يكون امام إسرائيل أي مفر من ارسال القوات البرية الى القطاع لاستكمال المهمة. وفي هذه الاثناء تعمل كل جهات جمع وتحليل المعلومات في الجيش والشاباك على مدار الساعة، في سبيل توفير اهداف جديدة لسلاح الجو، على امل ان تكون الهجمات الجوية كافية لإخماد النيران ولا يتحتم ارسال القوات البرية بشكل مكثف، وانما بشكل موضعي لتحقيق اهداف معينة فقط.
وفي هذه الأثناء وحتى يتم العثور على نقطة الخروج من هذه الجولة العنيفة، الامر الذي سيحتاج الى اسبوع آخر حسب تقييمات اسرائيل، يتواصل طابع المواجهة الاعتيادي، هجمات وهجمات مضادة، ويسود الشعور بالاقتراب من حالة لا تحرز فيها العمليات العسكرية أي تقدم، وتجربة الماضي تعلمنا انه في هذه المرحلة تحدث عادة الأخطاء التي تقود سقوط القتلى الزائدين والضغط الدولي.
ويضيف فيشمان: لا توجد حتى الآن أي دلائل تشير الى ضعف حماس، والضرر الضئيل الذي تنجح بالتسبب به لإسرائيل يجعلها تشعر بالإحباط. ولذلك تبحث حماس بكل ثمن الآن، عن ورقة رابحة، على شكل عملية جيدة تقودها بكرامة نحو وقف اطلاق النار. وحسب حماس فإنها لا تزال تخفي بعض الأوراق التي لم تكشفها بعد، كالطائرات بدون طيار التي يمكنها الانفجار في قواعد عسكرية، او صواريخ من طراز جديد، او عملية كوماندوس مثيرة، او اصابة مفاعل ديمونا او أي منشأة استراتيجية أخرى.
والمطلوب الآن الكثير من طول النفس العام والدولي لتمكين اسرائيل من مواصلة سحق حماس من الجو حتى تخمد قدراتها العسكرية. واذا لم تثمر عمليات القصف خلال الأيام القريبة فستضطر اسرائيل الى ارسال قواتها البرية، ولو في سبيل زيادة الضغط الداخلي في القطاع على حماس.
ويقول فيشمان ان الدخول البري الى المنطقة الفاصلة بين السياج الحدودي واطراف المناطق المأهولة بالسكان، سيكون سهلا، وسيجري التحرك بسرعة بتغطية جوية واطلاق نار مكثف. ولكن المشكلة تكمن في المناطق المأهولة، فغزة مبنية كفخ، وعندها ستبدأ الحرب الحقيقية، فوق وتحت الأرض، علما انه تقوم تحت المدينة مدينة من الانفاق التي يمكن لحماس ان تستخدمها لاختطاف جنود.