أضواء على الصحافة الاسرائيلية 20 آب 2014

2014/08/20
Updated 2014/08/20 at 9:58 صباحًا

مع انهيار مفاوضات القاهرة: إسرائيل حاولت اغتيال محمد ضيف وقتلت زوجته وابنته

حمل رئيس الوفد الفلسطيني الى القاهرة، عزام الأحمد، إسرائيل المسؤولية المباشرة عن انهيار المفاوضات في القاهرة، وقال ان التهدئة انهارت بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، ما يثبت ان نتنياهو أمرهم بالمغادرة. واضاف: “لقد اعلنت إسرائيل عن انهيار المفاوضات لكننا نواصل الحديث مع الوسيط المصري”. وكرر في تصريحه مرارا ان إسرائيل تتحمل المسؤولية عن انهيار التهدئة.

يأتي تصريح الأحمد هذا بعد استئناف القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، وقصف حماس المكثف للمدن الإسرائيلية من بئر السبع جنوبا حتى منطقة القدس. وفيما حملت إسرائيل مسؤولية انهيار التهدئة لحركة حماس، اتهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى ابو مرزوق، إسرائيل بخرق وقف اطلاق النار، وقال إن قصف بناية فلسطينية في حي الشيخ رضوان في غزة، امس، استهدف اغتيال محمد ضيف، قائد الذراع العسكرية لحماس، لكنها قتلت مواطنين”. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية ان الهجوم أسفر عن قتل زوجة وطفلة محمد ضيف. ونقل موقع “واللا” العبري ان تقارير فلسطينية أشارت الى مقتل شخص آخر في الهجوم، لكن هويته غير معروفة. وأضاف: “لا يوجد حتى الآن أي تقرير رسمي فلسطيني حول ما حدث لضيف، وما اذا كان هناك واصيب او قتل، او لم يكن في المنزل”.

ونقلت “يسرائيل هيوم” عن مصادر فلسطينية ان العمارة التي تم قصفها في حي الشيخ رضوان، تعود لعائلة الدلو، ويقيم فيها محمد ياسين الدلو، قائد منظومة الصواريخ في حركة حماس، والذي يعتبر وريث احمد الجعبري، قائد الذراع العسكرية الذي اغتالته إسرائيل في بداية “عامود السحاب”. ونقلت “هآرتس” عن مصادر فلسطينية ان امرأة وطفلتها، ابنة السنة الواحدة، قتلا جراء قصف العمارة، واصيب 25 مواطنا. وقال شهود عيان ان سلاح الجو قصف عمارة عائلة الدلو دون أي انذار مسبق.

ونشرت “يسرائيل هيوم” تصريحا للناطق بلسان كتائب عز الدين القسام، ابو عبيدة، اعلن فيه ان قرار إسرائيل مهاجمة غزة يعني “اعلان حرب على الشعب الفلسطيني، وحماس ستواصل قصف المدن الإسرائيلية”.

واضافت الصحيفة ان إسرائيل ردت على القصف الصاروخي بقصف اكثر من 30 هدفا في قطاع غزة، غالبيتها آبار لراجمات الصواريخ ومنصات صواريخ في بيت لاهيا وحي الشجاعية وخان يونس ورفح. ولكن الهدف الرئيسي كما يبدو، كان ذلك المنزل في حي الشيخ رضوان، والذي قتل خلاله اربعة مسلحين على الأقل، حسب ادعاء الصحيفة.

وحول فشل المحادثات في القاهرة، قال احد المسؤولين في حماس لصحيفة “يسرائيل هيوم” ان التقارير التي تتهم حماس مضللة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، وهدفها خدمة مصالح مصر واسرائيل في محاولتهما تحميل حماس المسؤولية عن التصعيد. وفي تصريحات لمشير المصري، من قادة حماس في غزة، اتهم اسرائيل بالمسؤولية عن فشل المفاوضات. وقال ان “المطالب الامنية التي طرحتها إسرائيل تهدف مسبقا الى افشال المفاوضات”.

وكتبت صحيفة “هآرتس” ان المفاوضات بين اسرائيل وحماس انهارت امس، قبل ساعات من انتهاء التهدئة. فقد استؤنف بعد ساعات الظهر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب اسرائيل، ومن ثم اتسع الى منطقة القدس ومحيطها، وغوش دان والسهل الداخلي. واستأنف الجيش الإسرائيلي هجماته على القطاع. واعلنت حماس انها اطلقت اكثر من 40 صاروخا باتجاه إسرائيل، وتم توجيه احداها الى مطار بن غوريون. وحسب الجيش الإسرائيلي فقد سقط اكثر من 25 صاروخا في الأراضي الاسرائيلية، وتم اعتراض ستة على الأقل، من قبل القبة الحديدية.

وسمع دوي الصافرات امس، في مناطق السهل الداخلي وبيت شيمش وبئر السبع ورحوبوت وريشون لتسيون وحولون وبات يام، ومناطق المجالس الاقليمية في محيط غزة، وفي سديروت ونتيفوت في الجنوب. وانفجر احد الصواريخ في منطقة مفتوحة في غوش دان، بينما انفجرت خمسة صواريخ في مناطق مفتوحة في بئر السبع. كما انفجرت صواريخ اخرى في مناطق المجلسين الاقليميين شاعر هنيغف واشكول، واصيبت حافلة ركاب في منطقة ساحل اشكلون.

ونشرت الجبهة الداخلية توجيهات دفاعية جديدة، تمنع التجمعات البشرية لأكثر من 300 شخص، على مسافة سبعة كيلومترات من القطاع، وفي البلدات التي تبعد 40 كيلومترا عن القطاع سمح بتجمعات لقرابة 500 شخص فقط. وامرت الجبهة الداخلية بفتح الملاجئ العامة في كل البلدات الواقعة على نطاق 80 كيلومترا من القطاع.

وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعلون، قد أمرا الجيش بمواصلة قصف قطاع غزة بعد القصف الصاروخي، امس. كما امرا الوفد الإسرائيلي بوقف المحادثات فورا والعودة من القاهرة.

ونشرت حركة حماس بيانا اتهمت فيه إسرائيل بالتصعيد وافشال المحادثات في القاهرة. وقالت ان قوات المقاومة تدرس كل الخيارات في أعقاب التطورات وفشل  المحادثات. وقال عضو الوفد الفلسطيني عن حماس، عزت الرشق، ان فرص التوقيع على اتفاق تبخرت بسبب المماطلة الإسرائيلية. وقال خالد البطش، من الجهاد الاسلامي، ان المحادثات انهارت لأن إسرائيل تحاول افشالها. وحذر من المس بالثقة بين الفلسطينيين ومصر بسبب رفض اسرائيل التقدم في المفاوضات.

ويسود التقدير لدى الفلسطينيين بأن نتنياهو ليس معنيا باتفاق طويل الأمد، وانما بسلسلة تفاهمات موضعية، كما حدث بعد “عامود السحاب” في 2012. وجاء من ديوان الرئاسة الفلسطينية في رام الله، ان الرئيس عباس سيسافر الى قطر للقاء رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، ومن هناك سيواصل الى القاهرة، يوم الجمعة للقاء الرئيس المصري.

وقالت نائبة الناطقة بلسان الخارجية الامريكية، ماري هارف، ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق ازاء انهيار المحادثات، وتشجب اطلاق الصواريخ وتدعم حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها. ودعت الاطراف الى وقف العمليات العدائية والعودة فورا الى المفاوضات.

نتنياهو خشي فشله بتمرير الاتفاق فأمر بعودة الوفد

وحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” فانه يسود التقدير بأن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، هو الذي امر باستئناف اطلاق الصواريخ، امس، لأنه ليس معنيا بالتوصل الى اتفاق تجري مناقشته في القاهرة، لكن الصحيفة أضافت انه يبدو بأن اسرائيل، ايضا، لم تتحفز للتوقيع على التفاهمات التي تم التوصل اليها امام الفلسطينيين.

وقالت: “يسود الاعتقاد بأن نتنياهو تخوف من عدم نجاحه بتمرير الاتفاق المتبلور في القاهرة، في المجلس الوزاري، ولذلك أمر بتصليب الموقف الإسرائيلي في المفاوضات. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية، امس، انها تعتقد انه في الوضع الحالي، من المفضل ان تسعى اسرائيل الى خطوة من جانب واحد، تقوم على مبدأ “الهدوء مقابل الهدوء”، وتخفيف الحصار المفروض على غزة، ولكن ليس في اطار ترتيب رسمي مقابل حماس.

وقالت مصادر امنية انه لم يعد وجود للمفاوضات في مصر الآن، والمبادرة المصرية لم تعد ذات صلة، ولا يجري حاليا النقاش حول وقف اطلاق النار. وقال مصدر امني ان إسرائيل مستعدة للتصعيد وان امكانية التوغل البري مطروحة للبحث. ف

ي المقابل قال احد اعضاء المجلس الوزاري السياسي – الأمني انه ساد طوال يوم امس، الاعتقاد بأن الوفود تقترب من التفاهم على اتفاق في القاهرة، لكنه بدأ فجأة الانسحاب الحاد من قبل ممثلي حماس، وحسب تقديرات إسرائيل، فقد تم ذلك بأمر من مشعل. وقال الوزير ان امام إسرائيل الآن خيار المضي نحو خطوط مشابهة لتلك التي تم تحقيقها في نهاية “عملية الرصاص المصبوب”، بحيث تعلن إسرائيل من جانب واحد عن انتهاء الحرب والرد على كل اطلاق للنيران من جانب الفلسطينيين، او العودة الى المفاوضات في مصر من اجل التوصل الى ترتيبات.

اليمين يحرض على التوغل ثانية في غزة وتدمير حماس

وكتبت “يديعوت احرونوت” ان انهيار المحادثات، جر الى المطالبة بوقف المحادثات في القاهرة نهائيا، وانتهاج قبضة صارمة ضد حماس. وقال وزير الاقتصاد نفتالي بينت: “عندما نريد الانتصار على تنظيم ارهابي يجب علينا هزمه، وعندما نجري مفاوضات مع تنظيم ارهابي فاننا نحصل على مزيد من الارهاب”.

واضاف بينت ان “حماس تعتقد ان اطلاق الصواريخ سيساعدها على تحقيق انجازات في المفاوضات، ولذلك تطلق النار على إسرائيل حتى خلال وقف اطلاق النار. ان اطلاق الصواريخ لا يعتبر خطأ من جهتنا بل هذه هي الطريقة. والرد الشديد فقط، كما يجب ان ترد دولة ذات سيادة، يمكنه ان يوقف التدهور، وعاجلا ام آجلا ستضطر اسرائيل الى هزم حماس، ولا مفر من ذلك”.

من جهته قال عضو المجلس الوزاري غلعاد اردان، انه “لم تعد هناك أي فائدة من الاتصالات السياسية غير المباشرة، ولا يمكن التوصل الى وقف اطلاق النار لفترة طويلة بوسائل سياسية. يفضل انهاء المحادثات كما هي. فتنظيم ارهابي كهذا يجب هزمه وابادته. يجب علينا تصفية حماس والرد بكل قوة وعدم تجاوز أي رشح صاروخي، ويجب اعادة فحص امكانية التوغل البري الواسع، بما في ذلك تدمير سلطة حماس. وكما يبدو فقد وصلنا الى القرار الذي لا مفر منه: عملية برية واسعة”.

ودعا الوزير يئير لبيد الى عقد مؤتمر اقليمي دولي لترميم قطاع غزة مقابل نزع سلاحه، “والا سيتم ترميم غزة بدون أي مقابل، ودون ان نرى الهدوء الذي يتحتم توفيره لسكان الجنوب”.

وفي المعارضة هاجموا سلوك الحكومة، وقال رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ ان “وظيفة الحكومة ورئيسها هي توفير الأمن والهدوء المطلقين لبلدات الجنوب. اذا كان صحيحا انه تم هزم حماس كما يدعي رئيس الحكومة فانه يفترض توقع توصله الى ترتيب سياسي وفق افضل الشروط لإسرائيل، واذا وافقت الحكومة على التراجع في سبيل تحقيق هدوء خيالي كذلك الذي شاهدناه اليوم، فان هذا يؤشر على فشل الحكومة الضعيفة”.

مصدر فلسطيني: “تركيا تؤثر على حماس”!

نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر فلسطيني رفيع قالت انه من المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قوله ان السلطة تملك ادلة موثوقة تؤكد اجراء محادثات بين خالد مشعل ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، خلال اليومين الأخيرين. وحسب المصدر فان اردوغان يتمتع بتأثير كبير على قيادة حماس. وحسب هذا المصدر فان “رام الله مقتنعة بأن حماس، خاصة قيادتها في الخارج، غير قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة، بشأن المفاوضات مع إسرائيل”! واضاف: “حسب تقديري فان التنظيم يتعلق بشكل كبير بقرارات حركة الاخوان المسلمين العالمية والتي تتخذ من تركيا مركزا لها”.

الى جانب ذلك، تضيف الصحيفة، اجرت اجهزة الأمن الفلسطينية خلال اليومين الأخيرين، تقييمات للأوضاع في أعقاب التقارير الإسرائيلية حول “تخطيط حماس للاستيلاء على السلطة في الضفة الغربية”. وقال مصدر فلسطيني رفيع شارك في المحادثات، لصحيفة “هآرتس”، “ان الأجهزة الأمنية لم تعرف شيئا عن اعتقال افراد الخلية والمخططات التي كشفها الشاباك، وفوجئت بالتقرير المتعلق بالموضوع”. واضاف: “لم يتم في هذا الموضوع أي تنسيق امني بين إسرائيل والسلطة، ولو كنا نعرف عن خطوات كهذه لكانت اجهزة الامن ستقوم بتنفيذ الاعتقالات واتخاذ خطوات فورية، وما كنا سننتظر اسرائيل”.

وقال ان السلطة تفحص الآن صحة التقرير الإسرائيلي، مضيفا “لا يمكننا التعامل مع التقرير كحقيقة واقعة”. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اوعز الى الاجهزة الأمنية، امس، بفحص التقارير المتعلقة باعتقال نشطاء حماس. وقال عباس: “اننا نمر في فترة حساسة جدا، يتعرض فيها الشعب الفلسطيني الى عدوان صعب في قطاع غزة، والمعلومات الجديدة التي جاءت على خلفية تشكيل حكومة الوحدة، يمكنها ان تقود الى ابعاد خطيرة على وحدة الشعب الفلسطيني ومستقبل المصالحة”.

وقالت “هآرتس” ان التقرير الإسرائيلي بشأن الاعتقالات قوبل بتشكك كبير في الشارع الفلسطيني، خاصة بسبب توقيت نشره. وهناك من يعتبر التوقيت محاولة اسرائيلية اخرى للمس بالمصالحة.

الناطق العسكري السابق يسخر من بيان عسكري حول القصف في غزة

قال موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان الناطق العسكري السابق، آفي بنياهو، سخر من هجمات سلاح الجو في قطاع غزة. وفي تعقيبه على تقرير اشار الى قيام سلاح الجو بمهاجمة عشرة اهداف في غزة، كتب بنياهو على صفحته في تويتر: “اصيبت ست تلال رملية بجراح متوسطة، واصيبت اربع تلال أخرى بالصدمة”.

 ورد المعلقون على تغريدة بنياهو بمهاجمته، وربط بعضهم بين ما كتبه وبين التحقيق معه في ملف “هرباز”.

قائد المنطقة الشمالية: يجب الاستعداد في الشمال

نشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان قائد القيادة الشمالية، اللواء يائير جولان، دعا الى “الاستعداد في الشمال، وترسيخ البنية التحتية العسكرية، وتدريب القوات، وإعداد القلوب الشجاعة وشحذ التفكير” على حد تعبيره.

 وقال جولان “ان الشمال سيظل هادئا، ساكنا وجميلا، ولكن علينا مساعدته من خلال الاستعداد المهني،  والتدريب الذي يحاكي الواقع ومن خلال فحص مستوى الجاهزية في الجيش والجبهة الداخلية المدنية بشكل صادق ومسؤول.”

وكان جولان يتحدث في المراسم السنوية لذكرى الجنود الذين سقطوا في حرب لبنان الثانية، وتحدث عن الوضع في سوريا، فقال “ان الحرب الأهلية في سوريا لا تزال تجمح بلا هوادة. والاستقرار في لبنان لا يزال بعيدا. وتم تحدينا عدة مرات في الأشهر الأخيرة، بحوادث إطلاق النار وتفعيل العبوات القاتلة والردع امام كل الجهات التي تبيت لنا السوء”.

الشرطة توصي بمحاكمة الزعبي

ذكرت الصحف الاسرائيلية ان الشرطة أوصت، امس، بمحاكمة عضو الكنيست حنين زعبي، من التجمع، بشبهة “التحريض على العنف وتهديد اهانة موظف جمهور”. وقالت “هآرتس” ان هذه التوصية تأتي على خلفية تهجم الزعبي، الشهر الماضي، على افراد شرطة عرب في باحة المحكمة في الناصرة. وفي اعقاب ذلك تم التحقيق معها، الاسبوع الماضي، لمدة خمس ساعات في اللد، وفي نهاية التحقيق استنتجت الشرطة انها تملك ما يكفي من المعلومات للتوصية بمحاكمة الزعبي.

 وعقبت الزعبي على توصية الشرطة وقالت: “هذا القرار ليس نتاج التحقيق معي، الذي اجبت خلاله على كل الادعاءات ضدي، وانما هو نتاج الأجواء الحربية العنصرية والفاشية، التي تلقي بظلالها على السلطات في اسرائيل. وهكذا كان ايضا مع القرار الفاضح وغير المسبوق بابعادي عن الكنيست لستة أشهر، بسبب تصريحات ادليت بها في اطار مهامي، والتي اعتبرها المستشار القضائي غير مخالفة للقانون”.

واعربت الزعبي عن املها بأن يرفض المستشار القضائي توصية الشرطة، وقالت: “اذا تمت محاكمتي، فانني انوي تحويل النقاش الى اكبر محاكمة سياسية في تاريخ إسرائيل. يقدمونني الى المحاكمة بسبب مسألة صغيرة وهامشية، بينما لا يتم التحقيق مع وزراء ونواب حرضوا على العنصرية والعنف بل وعلى القتل.  وقالت الزعبي انها تنوي التوجه الى السفارات الاجنبية ومنظمات حقوق الانسان واتحاد البرلمانات الدولي لتقدم شكوى رسمية تتهم فيها إسرائيل بالملاحقة السياسية على خلفية مواقف شرعية.

مقالات

كوهين عثر على المذنبين

تحت هذا العنون تكتب صحيفة “هآرتس” ان وزير الرفاه الاسرائيلي عثر على المذنبين بغياب الحماية للسكان البدو في النقب، والذي ادى الى مقتل عودة الودج من احدى القرى غير المعترف بها قرب ديمونة، والذي اصيب بصاروخ، ادى الى اصابة ستة أشخاص آخرين خلال حرب “الجرف الصامد”. فخلال لقاء مع رؤساء السلطات المحلية البدوية في النقب، قال كوهين “ان على اعضاء الكنيست العرب “الاهتمام بمصالح السلطات المحلية والمواطنين غير اليهود، والانشغال بشكل أقل في القضية الفلسطينية”.

واضافت “هآرتس”: “باستثناء حقيقة وجود عضو بدوي واحد من بين الأعضاء في الكنيست، النائب طلب أبو عرار، فان كوهين يتجاهل مسؤولية الحكومة، كالمتبع في دولة ديموقراطية تدار بشكل صحيح، عن تزويد الخدمات الحيوية  لكل مواطنيها، كالحماية، دون أي علاقة بتمثيلها القطاعي. البدو هم مواطنون إسرائيليون متساوون في الحقوق ويحق لهم الاستمتاع بالخدمات الرسمية الحيوية مثل أي مواطن آخر.

“في رده على تصريح كوهين، يكشف النائب طلب ابو عرار انه حتى عندما يحاول منتخبو الجمهور العربي تمثيل جمهورهم، حسب اقوال وزير الرفاه، فانهم يواجهون سورا محصنا. لقد قال ابو عرار انه توجه خلال الحرب الى  الوزراء بشأن حماية القرى البدوية، ولم يتم التعامل مع توجهه. ويدعم ادعاء ابو عرار هذا رد الدولة على الالتماس الذي تم تقديمه في هذا الشأن من قبل جمعية حقوق المواطن وسكان القرى البدوية. لقد ادعت الدولة ان مسؤولية حماية السكان تقع على كاهل السكان أنفسهم، وان قرار عدم توفير حماية لسكان القرى البدوية تم بناء على معطيات تفيد ان نسبة سقوط الصواريخ في مناطقهم قليلة نسبيا، هذا خلافا لحقيقة ان نسبة المصابين من بين البدو جراء الصواريخ تعتبر عالية نسبيا.

“حسب منطق الوزير كوهين، فان منتخبي الجمهور المتدينين، وحدهم، يجب ان يهتموا بحماية الأولاد في البلدات ذات الصبغة الدينية، وعضوات الكنيست، فقط، يجب ان تتولين مسؤولية تطبيق القوانين ضد التحرش الجنسي، ونواب حيفا وحدهم، مثلا، يجب ان يهتموا بخدمات الصحة في المدينة. هذه الأمثلة الواهية تثبت الرفض المطلق لتصريحات كوهين.

“وفي الوقت الذي يجب فيه الترحيب بقرار وزارة الداخلية اعادة توزيع مدخول ضريبة الأرنونا في النقب، والذي سيجعل السلطات المحلية البدوية تستمتع بهذه الضريبة بعد سنوات طويلة من التمييز، فان تصريحات كوهين تدل على ان حكومة اسرائيل لم تستوعب حجم مسؤوليتها ازاء المواطنين البدو بشكل خاص، وأبناء الأقليات بشكل عام”.

القبة الحديدية جيدة، بشكل خاص، للمعنويات

تحت هذا العنوان يكتب عوديد عميحاي، رئيس جمعية “واق للجبهة الداخلية”، في صحيفة “هآرتس” أن “القبة الحديدية” كانت نجم عملية “الجرف الصامد”.  وفقا لتقارير وسائل الإعلام، فقد نجحت بتنفيذ  587 عملية اعتراض، وأخطأت 116 مرة – أي أنها حققت نجاحاً بنسبة 83%.

“ظاهريا، يجري الحديث عن نجاح تكنولوجي مثير للإعجاب، وفّر الهدوء والأمن لكثير من السكان في البلاد. ولكن هل يعتبر ذلك حقا بمثابة نجاح كبير؟ هل غيرت موازين القوى؟ هل أزالت تهديد الصواريخ وقذائف الهاون؟ وهل وفرت الهدوء والأمن لسكان الجنوب حتى مشارف غوش دان والى الشمال منها؟ وهل وفرت للحكومة المرونة السياسية التي توقعتها؟

“نسبة اعتراض “القبة الحديدية” تشير إلى عدد عمليات الاعتراض الناجحة من بين عدة محاولات للاعتراض. وهذه حسابات تعني المهندسين. وما ينبغي أن يهم الحكومة والجهاز الأمني،  والجمهور العام هو عدد التهديدات التي تم اعتراضها من جملة كل التهديدات التي تم اطلاقها. لقد تم خلال العملية اطلاق 3356 صاروخا باتجاه اسرائيل، سقط 119 منها في قطاع غزة. ومن بين 3237 صاروخا وصلت الى اسرائيل، تم اعتراض 587 صاروخا، حسب ما تم نشره، هذا يعني انه تم اعتراض قرابة 18% فقط من الصواريخ التي وصلت الى اسرائيل؟ كما انه تم خلال العملية اطلاق قرابة 700 قذيفة هاون باتجاه بلدات محيط غزة، دون توفير أي منظومة اعتراض ضدها حاليا. واذا اضفنا الى ذلك قرابة 500 صاروخ وقذيفة تم اطلاقها على بلدات محيط غزة قبل العملية، فان نسبة اعتراض الصواريخ تنخفض الى قرابة 15%، وهذا دون احصاء قذائف الهاون التي تشكل نسبة 17% من مجموع القصف الكلي لإسرائيل.

“هذا يعني ان النجاح كان محدودا، ساهم بشكل رئيسي برفع المعنويات، ولكنه لم يردع حماس. لقد عاش ثلاثة ملايين انسان طوال أكثر من شهر في ظل الصواريخ وقذائف الهاون، وأخلى  70٪ من سكان محيط غزة بيوتهم، وشلت السياحية، وتوقف مطار بن غوريون عن العمل لبضعة أيام، وفي تل أبيب، أيضا، كانت المقاهي والمطاعم نصف فارغة.

“يجب أن نتذكر أنه خلافا للعمليات السابقة، وجدت القوات الجوية صعوبة في كشف القاذفات بعيدة المدى، وكما في العمليات السابقة لم تواجه النيران المضادة للطائرات. لكن هذا الوضع لن يدوم إلى الأبد. فحزب الله بات يملك صواريخ مضادة للطائرات، وحماس ستحصل عليها، ايضا.

“لقد كانت قيود “القبة الحديدية” التي تم كشفها خلال “الجرف الصامد” معروفة من قبل وحذرنا منها مسبقا. لقد تم خلال الصراع الحالي اطلاق حوالي 115 صاروخا يوميا. وفي الصراع المستقبلي، الذي تتكهن شعبة الاستخبارات بأنه سيتم خلاله اطلاق حوالي ألف صاروخ يوميا ستنهار أنظمة الدفاع اقتصاديا خلال بضعة أيام، وستبقى إسرائيل عرضة لإطلاق النار الباليستية.

“يمكن للعدو في الصراع المستقبلي استخدام الصواريخ الدقيقة من طراز “إف 110” أو “إم 600″، ذات المدى الذي يصل الى حوالي 250 كيلومترا، والرؤوس الحربية التي تزن نصف طن، والاصابة الدقيقة على مسافة  30 مترا من الهدف. وهذه الصواريخ ستؤدي الى شل المواقع الاستراتيجية. كما أن “القبة الحديدية” لا تعترض قذائف الهاون ولا تحمي البلدات المحيطة بغزة. وستحتم منطقتها الدفاعية الصغيرة  تخصيص بطارية للدفاع عن كل بلدة.  ان الحاجة إلى عدد كبير من البطاريات وارتفاع تكلفة كل اعتراض تخلق حالة من النقص المستمر.

“تعتبر إضافة نظم الليزر “سكاي غارد” الى نظام الدفاع المتعدد الطبقات، بمثابة الحل الذي يحطم التعادل. فنظام الليزر يتمتع بثلاث مزايا بارزة: يمكنه اعتراض قذائف الهاون وكذلك الصواريخ التي يتم اطلاقها على بلدات محيط غزة، وتكلفة الاعتراض بواسطته تعتبر هامشية- بمعدل 2000 دولار لكل اعتراض.

“ان قطاع غزة على وجه الخصوص، بسبب متوسط ​​عرضه – 7 كم – يتواجد كله داخل نطاق الاعتراض الفعال لمنظومة “سكاي غارد”. كما ان الطقس الجنوبي مريح لعمل الليزر. ويمكن لثماني منظومات من نظام الليزر هذا اعتراض أي إطلاق للنار من قطاع غزة، لأنه يمكنها اعتراض كل الصواريخ وقذائف الهاون أثناء تحليقها تحت قبة السماء، ولا يهم وجهتها. ولا حاجة لحماية كل بلدة على انفراد، وسوف تستمر الحياة كالمعتاد.

“لا يهم نظام “سكاي غراد” المسافة التي انطلقت منها التهديدات. ولا حاجة، أيضا، لاختيار الأهداف (على الرغم من أنها يمكن أن تفعل ذلك بشكل دقيق). “سكاي غراد” ستعترض كل التهديدات. ويمكن تحويل بطاريات “القبة الحديدية” وأنظمة الاعتراض الأخرى إلى الشمال، وللدفاع عن غوش دان والمواقع الاستراتيجية.

“لقد كانت أنظمة “سكاي غارد” جاهزة للإنتاج قبل عقد من الزمن. لكنه تم وضعها على الرف دون أي فحص ودراسة، بسبب الادعاء الواهي بأن الذين طوروها يعملون بدوافع مصالح شخصية.  كما يبدو فانه من المريح أكثر تشويه سمعة أولئك الذين يكرسون وقتهم وخبراتهم تطوعاً لأمن الدولة، بدلا من الإجابة على الأسئلة الصعبة التي نطرحها. الوقت يمضي ويمنع على إسرائيل الوصول إلى مواجهة أخرى، أشد خطورة، دون توفير حماية حقيقية من الصواريخ وقذائف الهاون.

“الجرف الصامد لحماس”

تحت هذا العنوان يكتب تسفي برئيل في تقرير ينشره في “هآرتس” حول تدهور العلاقات التركية – الإسرائيلية، وتعزيز التحالف بين تركيا وحماس، ان إسرائيل تقدر بأن اردوغان قرر تبني حماس ولو في سبيل الضغط على اكثر النقاط ايلاما لإسرائيل. ويقول برئيل ان وصف ليبرمان لأردوغان بأنه يكمل درب غوبلز (جوزيف غوبلز ‏وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية)، ردا على سيل الشتائم التي وجهها اردوغان لإسرائيل خلال عملية “الجرف الصامد” ليس الا الطلقة الأولى من جانب إسرائيل.

“لقد قال ليبرمان في حينه انه “اذا واصل اردوغان الهجوم فاننا سنرد”. وكان يلمح بذلك الى ان اسرائيل لا ترغب الظهور كمن تتدخل في الانتخابات الرئاسية التركية التي خاضها اردوغان. وساد التخوف بأن كل رد اسرائيلي سيزيد من وجبة السموم، وسيساعد اردوغان بشكل اكبر على الفوز في الانتخابات.

“من الصعب معرفة مدى مساهمة سياسته ضد إسرائيل في تحقيق الانتصار الجارف (52%) في انتخابات العاشر من آب، ولكن على ضوء الانهيار التام لسياسة الخارجية التركية في الشرق الاوسط، يسود الشك بأن موقفه ازاء إسرائيل كان له أي وزن.

“وجاءت الطلقة الإسرائيلية الثانية، امس الأول، عندما كشف الشاباك عن اعتقال 93 ناشطا من حماس، اتهمهم بالتخطيط لانقلاب في السلطة الفلسطينية. وأشار الشاباك الى كون صالح العاروري، الذي طرد في عام 2010 الى سوريا وانتقل منها الى تركيا، يترأس الشبكة وخطط ومول نشاطاتها. لقد استمتع العاروري الذي كان من بين الوسطاء الرئيسيين في صفة شليط، بالضيافة المريحة في تركيا، وهو يعقد هناك لقاءات مع رجال حماس. وحسب مصادر تركية فهو يعتبر حلقة الوصل بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، وحكومة اردوغان، وهو الذي ينظم لقاءات المتبرعين للحركة من الدول العربية في تركيا.

“وتعرف اسرائيل منذ سنوات عن نشاطات العاروري في تركيا، ولكن بسبب الحساسية الدبلوماسية والرغبة بتخفيض التوتر بين البلدين، امتنعت عن المطالبة بتسليم العاروري او تفعيل حملة علنية ضد استمرار وجوده في اسطنبول. وطرحت إسرائيل الموضوع عدة مرات امام الادارة الامريكية، لكنه يبدو ان الولايات المتحدة، ايضا، تفضل عدم التورط مع حكومة اردوغان، التي كان يمكن في ظروف اخرى ان تكون مشمولة الآن في قائمة الدول الراعية للإرهاب.

“السؤال المطروح الآن هو هل ستستخدم اسرائيل ما كشفه الشاباك والعلاقة بين العاروري وتركيا، كسلاح سياسي يتم استغلاله لفرض ضغط امريكي على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي؟ وقالت مصادر دبلوماسية غربية لصحيفة “هآرتس” ان الكشف الاعلامي للخلية يدل على وجود نوايا سياسية تقف خلفها. وفي ردها على سؤال حول ما اذا كان عرض العلاقة بين تركيا وحماس في المجال الارهابي، يمكنه ان يؤثر على علاقات اوروبا والولايات المتحدة مع تركيا، قدرت الاوساط الغربية، بأنه في الوضع الحالي الذي تخوض فيه الولايات المتحدة حربا في العراق، وبسبب حاجتها الى تركيا في المعركة الدائرة ضد سوريا، فمن المشكوك فيه ان يتحول العاروري فجأة الى مركز الاهتمام الدولي.

“لكن العاروري يشكل حلقة فقط في العلاقة بين تركيا وحماس والتي تعززت في اعقاب عملية “الرصاص المصبوب” في نهاية 2008. فاذا كانت تركيا قد انتهجت الحذر قبل الحملة في مجمل علاقاتها مع التنظيم، بل وحرصت على اطلاع إسرائيل على اتصالاتها مع حماس، فقد خلقت عملية “الرصاص المصبوب” ازمة بين البلدين. لقد التقى رئيس الحكومة في حينه ايهود اولمرت، مع اردوغان في بيته، عشية العملية، وذلك في اطار جهود الوساطة التركية بين إسرائيل وتركيا. واستقبل اولمرت في حينه كضيف مرغوبا فيه، واجرى اردوغان واولمرت محادثة، غير مباشرة، مع الرئيس السوري بشار الأسد. وشعر اردوغان ان لديه حليفا في إسرائيل يمكن التعامل معه. وفي تلك الفترة، كانت اسرائيل تركز قواتها على ابواب غزة، وكان من الواضح ان اسرائيل تنوي الهجوم. وحسب مصدر تركي، رفيع وموثوق، فقد طلب اردوغان من اولمرت منحه فرصة محاولة التأثير على حماس للتوقف عن هجماتها على إسرائيل، فقال اولمرت انه على استعداد للتفكير بذلك وانه سيرد عليه خلال فترة وجيزة. وعندما عاد اولمرت الى القدس، حاول اردوغان الاتصال به لكنه لم ينجح.

“وحسب المصدر التركي فقد تعمد اولمرت عدم الرد على اردوغان. وبدأ اردوغان يشعر بالقلق، وفهم ان اولمرت لا ينوي اشراكه في القرار. وانطلقت عملية “الرصاص المصبوب”، فأصيب اردوغان بالجنون. وبعد عدة أشهر من ذلك، وخلال لقاء في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، في عام 2009، كان اردوغان قد فقد الصبر. وخلال لقاء تلفزيوني مشترك مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، هاجمه، ثم غادر القاعة غاضبا. ويسود التقدير في تركيا انه منذ تلك الحادثة، قرر  اردوغان احتضان حماس، ولو في سبيل الضغط على اكثر النقاط ايلاما لإسرائيل.

“ولكن اردوغان لم يغضب بسبب سلوك اولمرت فقط، وانما لأنه تم اقصاء تركيا عن كل العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين، وعلى الرغم من انها شعرت بقدرتها على التوسط، فقد تم ابعادها من قبل إسرائيل ومصر في عهد مبارك الذي كان يكره اردوغان. لقد حاول اردوغان تبني سياسة وزير خارجيته التي تعتمد على “صفر من المشاكل مع الجيران”. فتقرب من بشار الأسد وحسن علاقاته مع ايران ولكن ذلك لم يساعده في المجال الفلسطيني، فقرر كما يبدو، اللجوء الى نهج ايران الذي يقوم على مبدأ: اذا لم تستطع التأثير بواسطة الدول فحاول بواسطة التنظيمات.

“وبعد سنة من “الرصاص المصبوب” وحادثة دافوس، جاءت قضية الاسطول لكسر الحصار على غزة، الذي حظي كما يبدو بتمويل تركي مباشر. وساهمت النتائج المأساوية للأسطول، الذي قتل على متنه تسعة مواطنين اتراك بنيران اسرائيلية، في تحويل اردوغان الى فارس غزة، ولم ينفع اعتذار نتنياهو بعد ثلاث سنوات، ولا استعداد إسرائيل لدفع تعويضات، بشطب مطلب تركيا برفع الحصار عن غزة.
“وعندما وقع الانفصال بين حماس والأسد على خلفية المذابح الجماعية التي ارتكبها النظام السوري، وتركت حماس سوريا في شباط 2012، دخلت الحركة في ازمة مالية ضخمة، لأن انفصالها عن سوريا قاد الى الانفصال عن ايران وخزينتها ايضا. وفي تلك الفترة كان يقود السلطة في مصر نظام الاخوان المسلمين، لكن المساعدات التي قدمها لأحفاده الايديولوجيين لم تغطي التمويل المطلوب. وسارعت قطر الى تقديم المساعدة من خلال تحويل مبالغ ضخمة الى غزة لتمويل البنى التحتية المدنية وتدعيم سلطة حماس. وفي اكتوبر 2012 وصل امير قطر الشيخ حمد آل ثاني الى غزة، واعلن عن تبرع بقيمة 400 مليون دولار. وكان من بين المستقبلين صالح العاروري، الذي وصل خصيصا من تركيا للمشاركة في حفل الاستقبال. في المقابل اكتفت تركيا بمبالغ اصغر، وحسب التخمينات فقد حولت الى حماس بين 1012 و2013، قرابة 300 مليون دولار، وهو مبلغ يقل عن المطالب الكبيرة لحماس التي وصلت ميزانيتها الى مليون دولار سنويا. وفي نهاية 2013، تقلص الدعم التركي فجأة، فسافر خالد مشعل مع مسؤول الحسابات للقاء اردوغان وطلب زيادة المساعدات، وبعد اللقاء حصل مشعل على بقية المبلغ الذي وعدت به تركيا ووعد بمواصلة الدعم.

“حاليا ابدت تركيا استعدادها للمشاركة في اعادة اعمار غزة، استكمالا للمساعدات التي حولتها لبناء مستشفى ومشاريع مدنية اخرى. ولكن مشكلتها تكمن في ان ترميم غزة، حين يبدأ، سيكون خاضعا لإشراف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وعباس لا يعتبر من المحبوبين على اردوغان، رغم تهنئة عباس له بانتخابه للرئاسة. وعباس يتعامل بلطافة اكثر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع اردوغان، لكنه كالسيسي يعتبر الرئيس التركي ليس ممثلا للتيار الاسلامي المقرب من الاخوان المسلمين، فحسب، وانما كشخص تؤدي رعايته لحماس الى عرقلة ادارة سياسة عربية موحدة.

“عمليا تقاطع القاهرة تركيا وتتعامل معها كقطر، وعباس الملتصق بالسيسي لا يريد ولا يستطيع انتهاج سياسة مختلفة يمكنها ان تضعه في خط الصدام مع مصر والسعودية. والنتيجة هي انه الآن، في محادثات وقف اطلاق النار، بقيت تركيا على الحياد. اذا نجح وقف اطلاق النار وتم توقيع اتفاق طويل الامد بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول اعادة اعمار غزة، يمكن لتركيا ان تعود للعب دور على الحلبة الفلسطينية من خلال تمويل مشاريع للبنى التحتية المدنية. ولكنها لن تكون لاعبا منفردا، بل ستكون متعلقة بنوايا مصر بشأن التعاون معها، وكذلك ستنافس دول اوروبا والدول العربية الأخرى التي ستجد في عملية الترميم، رافعة للتأثير، لن يرغبوا بتركها في ايدي اردوغان.

الآن أصبح واضحا أكثر، لا يوجد من نتحدث معه في حماس

تحت هذا العنوان يكتب دان مرغليت، في “يسرائيل هيوم” ان حماس قامت امس، وبجرة يد واحدة، باستئناف اطلاق النيران مباشرة على بئر السبع وغوش دان، بقوة تفوق قدراتها، والانفجار امام أسوار القبة الحديدية. هذا ليس مفاجئا. فقيادة حماس تتألف من المحتالين، والمخادعين والكذابين، الذين لا يستحقون الثقة، وحتى لا يلتزمون بوقف إطلاق النار ليوم واحد. وبالذات لأنهم هكذا يجب التوصل الى ترتيبات معهم، تكون في جوهرها مؤقتة، وعدم الاعتماد عليهم كما لو كان يمكن التوصل معهم إلى حل دائم. لا سلام معهم، وانما إدارة الأزمات طالما كان الجيش الإسرائيلي متفوقا.

وعلى هذا الأساس تصرف بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبيني غانتس بشكل صحيح، عندما هاجموا، من جهة، بقوة تفوق قوة الهجوم خلال “الرصاص المصبوب” و”عامود السحاب”، وأظهروا، من جهة أخرى، ضبط النفس الحكيم. لكنه اتضح في الأمس، أن الزعيم الضال خالد مشعل الذي يختبئ في قطر ويلتقي كالغراب والزرزور مع امثاله – حنين زعبي ورفاقها- يملي كديكتاتور الموقف على الفلسطينيين، الذين يكرهونه، لكنهم لا يجرؤون على عصيانه.

 لقد أعطت إسرائيل فرصة لاجراء محادثات في القاهرة. ولكن في هذه اللحظة لا يوجد أي أفق للمفاوضات ويجب عدم ترك المبادرة في ايدي  حماس. ولذلك، فقد ردت إسرائيل امس على انتهاك وقف إطلاق النار بقصف جوي واسع النطاق. من المناسب أن تفعل ذلك دون توقف – كما يقترح نفتالي بينت. وهذا لا يعني أن موقفه كان صحيحا طوال الوقت، وانما لأن نتنياهو ويعلون وغانتس منحوا فرصة مسؤولة لاعادة الهدوء.

ولكن الآن – حتى حسب مفهومهم التدريجي – من الصحيح محاولة تضخيم الضربة التي يضيف اليها بينت فتح المعابر الى غزة بكل سخاء. وهو موقف يستحق التجربة حتى لو اتضح انه لا يداوي الأزمة. قد تكون هناك حاجة، ايضا، الى العمليات الجراحية ، كتلك التي يسميها عاموس يدلين “الحيل” – سيما انه قيل “اصنع لك حربا بالخداع” – وفي الوقت نفسه توسيع الجبهة من خلال مبادرة سياسية.

يجب عدم إلغاء محادثات القاهرة، ولكن قبول موقف الوزيرة تسيبي ليفني والدكتور يوسي بيلين، الذي يدعو الى اخراج حماس من المفاوضات، مع إضافة عنصر أساسي: جهد سياسي من النوع الذي تقترحه ليفني لصياغة قرار دولي يعرض الترميم في غزة مقابل نزع السلاح، وتعزيز السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن. كما أن اقتراح يئير لبيد ليس بعيدا عن ذلك. صحيح أن المؤتمر الإقليمي الدولي قد يترك إسرائيل في عزلة، ولكن ربما تكون الحملة من اجل انعقاده ملحة بشكل خاص، عشية انعقاد مؤتمر المانحين في 22 ايلول.

لا شيء يضمن أن الأفكار العسكرية والسياسية سوف تثمر. فالخط الرئيسي يجب أن يبقى في العمليات العسكرية الشديدة، وفي المفاوضات برعاية مصرية. ولكن يتحتم، أيضا، فحص الخيارات المطروحة خارج الصندوق، وليس بدلا مما تم عمله، بل إضافة جانبية. ولماذا يجب الاضافة الآن؟ لان انتهاك وقف إطلاق النار الليلة الماضية يعزز الشعور الحقيقي بأن إسرائيل حاولت كثيرا ووفرت حبلا طويلا حتى لحماس، لكن الصواريخ زادت الشعور القديم – الجديد – الثابت، بأنه لا يوجد في حماس من يمكن التحدث معه.

يجب الرد على النيران بقوة، واجراء مفاوضات مع قطر

تحت هذا العنوان يكتب يئير فرجون، رئيس مجلس “شاطئ اشكلون”، في “يسرائيل هيوم”، أنه في هذه المرحلة، وبعد أن شهدنا عجز مصر، يجب علينا اشراك قطر، بشكل مباشر في  الاتصالات الدبلوماسية، لأنها من يدير خالد مشعل وتتمتع بالوزن المطلوب للحسم. وفي هذه الأثناء – يجب على الجيش الإسرائيلي الرد بكل قوة.

مصر تعتبر محورا مهما بالنسبة لنا، ولكن من الناحية العملية – صحيح ان المقصود “مفاوضات” ولكننا لم نحصل على أي شيء من الجانب الآخر، ولا حتى على الهدوء. وهذا يعني أن مصر لا تملك نقطة الثقل المطلوبة. ولذلك، يتحتم علينا إشراك قطر في العملية الدبلوماسية ومطالبتها بطريقة عملية: تماما كما يجرؤ الفلسطينيون على المطالبة بالمطار والميناء البحري، ينبغي علينا المطالبة بإنهاء المقاطعة العربية، وبالإضافة إلى ذلك – ان تتوقف الجزيرة عن مهاجمتنا بشكل جارف وتلقائي.

من المهم التوضيح أن المقصود خطابا رصينا ورؤية مباشرة بدون أوهام. وعلينا أن نطلب من قطر، ايضا، مساعدات مالية لمصر بهدف تعزيز محور المعتدلين. في أعقاب استمرار إطلاق النار، ينبغي أن يكون هدفنا واقعي، وبلغة العامة: “أريد التحدث مع صاحب البيت” (قطر) وليس مع “الولد الصغير” (حماس)، الذي لا يتمتع بتفكير مستقل أو نظرة كبح حقيقية.

وبالنسبة للآلية التي ستشرف على نقل الأموال إلى غزة، اعتقد انه يمكن لمصر أن تكون مسؤولة أيضا، عن ذلك، وهكذا سندعمها بطريقة أخرى، مطلوبة لنا في سبيل تقوية المعسكر المعتدل. وأما بالنسبة لحماس، فأنا لا أتوقع الكثير منها. فهي مجموعة من الناس الذين لا يتمتعون باحترام الذات، ومن المستحيل الاتفاق معهم على أي شيء، وبالتالي يتولد الوعي بأن علينا الخروج من صندوق هذه الدائرة.

أحيي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لقراره اعادة الوفد، وفي هذه المرحلة – وحتى العودة إلى المفاوضات بالطريقة المناسبة لنا – يجب ضرب حماس بقوة. الجيش الاسرائيلي يؤدي وظيفته جيدا، وهو يعرف كيف يتصرف حسب ما يلزم.”

فرصة ثانية

تحت هذا العنوان يكتب المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت احرونوت”، اليكس فيشمان، ان المحاولة المصرية لتمديد وقف اطلاق النار كانت محاولة لانعاش جيفة. فالجانبان، إسرائيل وحماس، لم ينويا التوصل الى اتفاق فعلي، ومن المريح لهما اكثر العودة الى عمل ما يجيدانه: محاولة قتل بعضهما البعض في حرب استنزاف.

اذا عدنا الى النيران فان القيادة العسكرية تحصل هنا على امكانية لفرصة ثانية، وهذه فرصة كي تحضر للمجلس الوزاري خطة أكثر أصالة، واكثر جرأة، يمكنها فعلا التأثير على سلوك حماس. ربما يتوقفون عن القاء اطنان من القذائف غير الفاعلة على آبار صواريخ تم اطلاقها وعلى مبان لم يعد يقيم فيها رجال حماس، ويستثمرون اكثر في الخديعة، المفاجأة والحيلة.

لقد عادت القيادة الى العمل، امس، حسب التوقيت العسكري للحرب: تقييمات لدى القائد العام للجيش، المصادقة على مخططات واعادة نشر طواقم القتال اللوائية حول القطاع. وتم امس، ارسال الموجة الأولى من الطائرات الحربية لقصف مواقع اطلاق الصواريخ التي استخدمت لإطلاق الصواريخ على بئر السبع واشدود ونتيفوت، ولكن ذلك كان مجرد رد اولي. ومع المصادقة على الخطة سيبدأ الجيش بدحرجة مواصلة تدمير الأهداف بناء على التطورات السياسية والعسكرية على الأرض، وربما يشكل ذلك فرصة لاستكمال تدمير بعض الأنفاق.

هذا هو تماما الشريط الذي شاهدناه قبل عشرة أيام. النشاط العسكري شفافي جدا، ومتوقعا، الى حد يجعل حماس تتثاءب في أنفاقها. لقد كانت العملية البرية خلال “الجرف الصامد” بمثابة تطبيق لخطة الدفاع التي أعدتها قيادة الجنوب، والتي شملت تفكيك الأنفاق. واذا تم خلال الفصل الثاني، الذي نقف على عتبته الآن، القيام بتوغل بري، فمن المفروض ان تكون خطوة هجومية.

لقد اخترع الجيش الخطوة الدفاعية في اللحظة الأخيرة، ولكنه يملك للعملية الهجومية خططا تم التدرب عليها، وتنطوي على اوامر منظمة ووسائل للتنفيذ الجيد. صحيح ان القيادة السياسية هي التي ستقرر ما اذا سيتم تنفيذ هذه المخططات، ولكن القيادة السياسية متأثرة بمحفزات واصرار القيادة العسكرية. وبما ان التوصل الى أي ترتيب سياسي مع حماس، ازيل عن الجدول، امس، وكما يبدو نهائيا، فان البديل الدبلوماسي المطروح للنقاش الآن بين إسرائيل ومصر هو التوصل الى سلسلة من الاتفاقات الثنائية: بين إسرائيل ومصر، وبين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبين السلطة الفلسطينية ومصر. وحيث ان فتح معبر رفح يرتبط بالترتيبات بين السلطة الفلسطينية ومصر، وفتح المعابر الى القطاع، يتعلق بالترتيبات بين السلطة وإسرائيل، فان السلطة الفلسطينية تتحول الى المسار المركزي في هذه الحكاية، وحماس تبقى في الخارج. ومنذ هذه اللحظة ولاحقا، على مصر واسرائيل تبليغ السلطة بأنها هي العنوان الوحيد، وان عليها ان تحضر موافقة كل الفصائل في القطاع على الترتيبات، واذا لم تفعل، سنعود الى حالة النار تقابل بالنار، والهدوء يقابل بالهدوء.

والآن، وبعد ان تهدم كل شيء، وصبت إسرائيل الزيت على النار بكشفها عن محاولة الانقلاب على السلطة، عادت الجبهة الفلسطينية وانقسمت الى نصفين. وبالمناسبة، حتى مصر التي بادرت الى تمديد وقف اطلاق النار، لم تمنحه الفرصة. فيوم امس الأول اجرت اتصالات مع الحكومة النرويجية كي تؤجل انعقاد مؤتمر الدول المانحة الذي كان يفترض عقده في الثامن من ايلول لمناقشة ترميم غزة. لقد فهمت مصر، ايضا، ان العملية ماضية نحو الفشل، وانه لا حاجة لاهدار الوقت. ولذلك تم تأجيل المؤتمر الى موعد مجهول.

في إسرائيل الرسمية يميلون بشكل مستحوذ الى اتهام خالد مشعل بالمسؤولية عن المواقف المتطرفة لحماس. كما لو انه يعمل خلافا لمطالب حماس في غزة التي تستجدي الترتيب. هذا الاستحواذ الإسرائيلي هو خطأ تتمسك به منظومة الاستخبارات الى حد يصعب عليها التخلص منه. يصعب عليها الاعتراف بأن مشعل يفعل تماما ما تتوقعه منه الذراع العسكرية. وهو الذي كان مسؤولا عن هذه الذراع يعمل اليوم بروحها وباسمها، كي لا يفقد مكانته في الحركة. وعندما يفهمون ذلك في اسرائيل، سيفهمون ان كل الحديث عن ترتيبات كان مجرد مضيعة للوقت.

قبل الهجوم، امس، لم تكن حماس العسكرية ناضجة للترتيبات، وجاءت مع مطالب غير ممكنة، لأنها لم تتلق ما يكفي من الضربات. لقد كانت غزة هي التي تلقت الضربات، ولكن الذراع العسكرية لحماس واصلت صباح امس الوقوف على أقدامها. كما فشلت التوقعات بخروج قادة حماس من مخابئهم واصابتهم بالإغماء ندما بعد مشاهدتهم للدمار. ويجب الاعتراف: حتى يوم امس لم يوجه الجيش ما يكفي من الضربات لحماس، ولم يسبب لها وجع رأس. ربما يفعل ذلك الآن في اطار المرحلة الثانية. فقد طور الجيش المخططات وطرق العمل.

من جهتها تدعي حماس ان إسرائيل تراجعت عن بعض التفاهمات التي التزمت بها خلال الجولة السابقة من المحادثات. وتدعي حماس ان إسرائيل صلبت مواقفها بشأن الشروط والجدول الزمني للانسحاب من الحزام الأمني، وتوسيع منطقة الصيد لمسافة 20 كلم. وهذا ليس اختراعا: فمن اوجد الفارق بين ما اتفق عليه الوفد الإسرائيلي الذي عاد من القاهرة يوم الخميس الماضي، وبين ما حمله معه مع عودته الى القاهرة يوم الأحد، هو وزير الخارجية ليبرمان، الذي كشف وثيقة الترتيبات المصرية التي عرضت على إسرائيل. كما يبدو كان نتنياهو ينوي عرض وثيقة الترتيبات كوثيقة نهائية للمصادقة عليها، ولكن منذ اللحظة التي كشف فيها ليبرمان الوثيقة امام المجلس الوزاري، قبل الاتفاق عليها، اصبحت الوثيقة غير قائمة، وعاد الوفد الإسرائيلي الى مصر يحمل تعديلات وضغوطات من مدارس بينت وليبرمان واردان. لقد كان الصراع في المجلس الوزاري هو الذي حسم، ومرة اخرى ثبتت مقولة هنري كيسنجر بأن إسرائيل لا تملك سياسة خارجية وانما سياسة داخلية فقط. ورغم ذلك، لن نفاجئ اذا جرت مع حلول الاسبوع القادم، محاولة اخرى لجمع الأطراف في القاهرة.

مفاوضات المنتصرون

تحت هذا العنوان يكتب زئيف تسحور في “يديعوت احرونوت”، “ان الرواية الإسرائيلية خففت الدور الشخصي الذي لعبه هنري كيسنجر في انقاذ اسرائيل خلال حرب يوم الغفران. ويقول انه عندما تحدث موشيه ديان، وزير الأمن اليائس آنذاك، عن خراب الهيكل، اقنع كيسنجر الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون، بفتح مخازن الأسلحة الامريكية وتزويد الجيش الإسرائيلي بالسلاح، بعد ان تآكلت طائراته الحربية وخلت مستودعاته من الصواريخ. وأتاح قطار الأسلحة الجوي الذي وصل الى إسرائيل، للجيش مواصلة الحرب.

وعندما انتعشت اسرائيل وبدأت تحقق الانتصار في الحرب، طرح كيسنجر المرحلة التالية: وقف الحرب والتفاوض حول السلام. حسب نظرية كيسنجر التي تم تطويرها في جامعة هارفارد، يمكن بعد الحرب دفع محادثات مثمرة للسلام في احدى حالتين: عندما يعترف احد الأطراف بهزيمته، كالولايات المتحدة في حرب فيتنام، او عندما يعتقد الطرفان بأنهما حققا الانتصار.

وعندما انتعشت إسرائيل في حرب يوم الغفران، طلبت رئيسة الحكومة غولدا  مئير، آنذاك، تحقيق انتصار إسرائيلي يشطب الهزيمة في بداية الحرب. وتم تحديد ذلك الانتصار بتدمير الجيش الثالث المصري الذي احتل مواقع الجيش الإسرائيلي. لكن كيسنجر منع ذلك، وقال لغولدا: يمكن لإسرائيل الانتصار في حرب واحدة، وفي حرب ثانية، ولكنها لن تهزم مصر أبدا، وانما ستغذي الطموح الى الانتقام وتقرب الجولة القادمة.

 في توثيقه لاحقا لتلك الفترة وصف كيسنجر مدى صعوبة اقناع غولدا بأن فرص السلام مع مصر مشروطة باقتناع مصر بأنها انتصرت في الحرب، وانها استردت كرامتها التي ديست خلال حرب الأيام الستة. وكتب كيسنجر: لقد تعلمنا في حروب الشرق الوسط، انه لا يمكن اجراء مفاوضات سلمية بين طرف منتصر وآخر مهزوم. فرصة السلام تكمن اذن، في المفاوضات بين المنتصرين.

لقد استسلمت غولدا لكيسنجر وهي تصك على أسنانها. ولم يتم تدمير الجيش الثالث المصري، وهكذا بدأ شق الطريق الذي قاد لزيارة السادات، الى القدس، وكان السلام مع مصر نتاجا للخطوط التي طورها البروفيسور كيسنجر في هارفارد.

حكاية السلام مع مصر ليست مثالا، والحرب غير المنتهية مع حماس ليست الحكاية الرمزية، ولكن من المناسب أن نتذكر ان خطوط كيسنجر لمحادثات السلام بين الأعداء اثبتت نفسها. جيد أن حماس تؤمن انها هي التي حققت الانتصار، وجيد اننا نعتقد بأن الانتصار كان من نصيبنا.”

Share this Article
Leave a comment

اترك تعليقاً