يعلون يأمر بمنع العمال الفلسطينيين من السفر في حافلات تقل المستوطنين
ذكرت صحيفة “هآرتس” ان وزير الأمن الاسرائيلي، موشيه يعلون، أمر بمنع سفر العمال الفلسطينيين في وسائط النقل العام التي يستقلها المستوطنون من إسرائيل الى الضفة الغربية، وذلك تجاوبا مع مطلب المستوطنين. وبناء على هذه التوجيهات لن يتمكن العمال من الركوب في وسائط النقل التي تسافر مباشرة من مركز البلاد الى الضفة بعد انتهاء يوم العمل، وانما سيتحتم عليهم الوصول الى معبر “أيال” البعيد عن التركيز الاستيطاني، والسفر من هناك الى بيوتهم.
ويأتي قرار يعلون هذا تجاوبا مع الحملة التي اطلقتها لجنة المستوطنين في الضفة والسلطات المحلية في المستوطنات منذ سنوات، لمنع سفر الفلسطينيين على متن الحافلات الاسرائيلية بزعم تحرشهم بالفتيات اليهوديات! وحتى اليوم كان يمكن لعمال الضفة الذين يعملون في منطقة غوش دان والشارون الوصول الى اسرائيل عبر معبر “ايال” المجاور لقلقيلية فقط، والخضوع هناك لتفتيش أمني. ويمنع العمال من المبيت في إسرائيل، ويمكنهم العودة بعد الظهر عن طريق أي معبر وليس بالضرورة عبر معبر “أيال”، ولذلك يفضل مئات الفلسطينيين الذين يعيشون في مركز الضفة، في منطقة نابلس مثلا، العودة من تل ابيب او بيتح تكفا على متن الحافلات المسافرة عبر شارع عابر السامرة، الى اريئيل ومن هناك السفر الى بيوتهم. لكن المستوطنين رفضوا تقبل وجود الفلسطينيين في الحافلات، وطالبوا بمنعهم من السفر فيها. ومؤخرا ابلغ يعلون قادة المستوطنين بأنه قرر تطبيق سياسة تسمى “احكام الدائرة”.
وحسب النظم الجديدة، سيتحتم على العمال الفلسطينيين العودة الى الضفة عبر المعبر الذي دخلوا منه فقط، أي عبر معبر “أيال”. ومن المتوقع البدء بتنفيذ هذا النظام الشهر المقبل. والى أن يتم ذلك، امر يعلون الادارة المدنية بالاستعداد لذلك، سواء من خلال توضيح الأمر للعمال او توفير حلول بديلة للمواصلات العامة.
وصدر هذا القرار رغم ان الجيش لا يرى في سفر العمال الفلسطينيين في وسائط النقل العام أي خطر امني. ولا يرى قائد المنطقة الوسطى، الجنرال نيتسان الون، في سفر العمال على متن الحافلات أي مشكلة امنية، ذلك ان من يدخل منهم الى إسرائيل يتحتم حصوله على تأشيرة من الشرطة والشاباك، ويتم فحصه جسديا. كما انه يرى بأن من يريد تنفيذ عملية فانه يمكنه عمل ذلك في مركز المدن الاسرائيلية ولا حاجة به الى انتظار السفر على متن حافلة الركاب. وقال الون ان العمليات التي وقعت داخل الخط الأخضر، نفذها اشخاص دخلوا اسرائيل بشكل غير قانوني، وليس العمال.
عائلة الشهيد بهاء بدر تقرر مقاضاة الجيش الاسرائيلي
ذكرت صحيفة “هآرتس” ان عائلة الطفل الفلسطيني بهاء بدر (12 عاما) الذي قتل قبل عشرة ايام في قرية بيت لقيا، قررت الخروج ضد الرواية العسكرية الاسرائيلية لحادث اطلاق النار، وتنوي التوجه قريبا الى الشرطة العسكرية لمطالبتها التحقيق بناء على ادلة تشمل شريطا مصورا يناقض ما ادعاه الناطق العسكري الاسرائيلي. واوضحت المحامية نائلة عطية، التي تمثل عائلة الطفل انه بالإضافة الى الشكوى التي ستقدمها الى الشرطة العسكرية، توجهت يوم الخميس الماضي الى مجلس حقوق الانسان الدولي في جنيف، كما تنوي تقديم دعوى مدنية في إسرائيل، تبين فيها انه تم قتل الطفل بدم بارد وبدون أي مبرر. وتدعي عطية ان هذا الطفل لم يشكل هو او غيره أي خطر على الجنود في القرية.
وكانت قوة عسكرية قد دخلت الى القرية مساء يوم الخميس، قبل عشرة ايام، وحسب ادعاء الناطق العسكري، فقد دخلت القوة بعد تعرضها للرشق بالحجارة، وبعد بدء انسحابها من القرية خرج الجنود من السيارة لمعالجة خلل تقني، فتعرضوا للرشق بالزجاجات الحارقة من مسافة 20 مترا، فقام قائد الفرقة بإطلاق النار التي اسفرت عن قتل الطفل الفلسطيني. لكن افادات وصلت الى “هآرتس” من عم الطفل الذي يقيم على مقربة من مكان الحادث، ومن صاحب متجر يقوم عند مدخل القرية، تدعي انه لم يكن هناك أي مبرر لإطلاق النيران، ولم تقع أي مواجهة في القرية، وانه لو كانت القوة قد واصلت في طريقها لما اصيب احد.
وقال شاهدا العيان ان الأولاد لم يشكلوا خطرا على حياة الجنود الذين تواجدوا على مسافة 200 -250 مترا منهم، وحتى لو كان الأولاد يحملون الحجارة والزجاجات الحارقة لما استطاعوا تشكيل خطر على حياة الجنود. وقال صاحب المتجر (أ.م) لصحيفة “هآرتس” ان “القوة العسكرية وصلت على متن ثلاث سيارات وتواجدت داخل القرية لأكثر من ساعة. وبعد ذلك شاهدنا ثلاث سيارات جيب تخرج من القرية ومن خلفها اطفال في سن 190 – 12 سنة. في كل مرة تدخل فيها القوة العسكرية الى القرية نشاهد مثل هذه الصور لأولاد يركضون خلفها، واحيانا يرشقونها بالحجارة او الزجاجات. وهذه المرة خرجت القوة وبقي الأولاد امام المتجر. وبعد عدة دقائق سمعنا دوي الرصاص وسقط أحد الاطفال. لم أرّ شيئا في يده، كما ان المسافة بينه وبين القوة العسكرية كانت كبيرة، ولا يوجد أي أمل بأنه شكل خطرا عليها.
ويدعي (أ.م) ان القوة العسكرية كانت متوترة لدى دخولها الى القرية، واستخدم الجنود قنابل الصدمات والغاز المسيل للدموع، وانه شخصيا اصيب جراء القنابل التي القيت على متجره.
ويظهر في الشريط المصور الذي حصلت عليه المحامية نائلة عطية مكان الحادث بالقرب من المتجر، والسيارات العسكرية اثناء انسحابها من القرية، فيما كانت مجموعة من الفتية تتجول في المكان. ولا يظهر في الشريط وقوع أي مواجهة في المكان. وفي تعقيبه ادعى الناطق العسكري “ان احد المشاغبين القى زجاجة حارقة على القوة من مسافة قصيرة، وعندما شعرت القوة بالخطر على حياة افرادها، وبعد اصابة الزجاجة للسيارة، فتحت القوة النيران التي اصابت خارق النظام بشكل يائس”.
القائد السابق لشرطة القدس: لا يمكن تحقيق الهدوء بالقوة فقط
قال قائد شرطة القدس، سابقا، أهارون فرانكو، انه “يجب تهدئة الأوضاع في القدس، لكنه لا يمكن تحقيق ذلك بالقوة فقط”. وقالت “هآرتس” ان فرانكو تطرق، خلال مشاركته في برنامج سبت الثقافة في بئر السبع، امس السبت، الى خرق النظام في القدس الشرقية، وقال ان قائد اللواء في الشرطة يجري في اطار مهامه، حوارا مع قيادة القدس الشرقية، و”يجب اجراء محادثات مع أهالي الشبان الذين يتم اعتقالهم وكذلك مع التجار، فهؤلاء يشكلون عاملا مركزيا وعندما تجري التجارة بشكل منتظم لا تقع اعمال شغب”.
كما تطرق فرانكو، الذي يشغل حاليا منصب مفتش سلطة السجون، الى اعتقال عدد كبير من القاصرين وقال انه يتم فصلهم، حسب القانون، عن البالغين ويحصلون على التثقيف والتأهيل في السجن. وحسب المعطيات التي عرضها فان سلطات السجون تحتجز حوالي 5700 أسير أمني فلسطيني، ينتمي غالبيتهم الى فتح وحماس وتنظيمات صغيرة، لكن الأسرى الأمنيين لا يتفقون مع آراء التنظيمات الاسلامية المتطرفة، كتنظيم الدولة الاسلامية. وقال: “حتى الآن كان هناك أسير واحد اطلق شعارا مؤيدا لهذا التنظيم وارتجل صناعة علمه، وتم تأديبه ولم تظهر حالات اخرى في السجون”.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم، ان الشرطة الاسرائيلية ستستكمل انتشارها الجديد في مدينة القدس، اليوم، مع انضمام حوالي الف نفر من الشرطة المدنية وحرس الحدود والقوات الخاصة، ما يعني، تقريبا، مضاعفة قوات الشرطة في المدينة والتي بلغ عددها 1200 شرطي.
وقالت ان ذلك يأتي في وقت يتواصل فيه التوتر في المدينة، رغم انتهاء صلاة الجمعة، امس الأول، بهدوء نسبي، بعد قرار الشرطة تقييد دخول المصلين الى الحرم القدسي، ونشر قوات كبيرة في محيطه. وكان وزير الأمن الداخلي قد عقد جلسة مشاورات مع قادة الشرطة، صبيحة يوم الجمعة، تم خلالها فحص استعداد القوات لنهاية الأسبوع واستمرار العملية التي اطلق عليها اسم “حراس الأسوار”. وركز الوزير على توسيع حملة الاعتقالات والعمل العلني والخفي في الأحياء العربية.
الوزير اريئيل ينوي الاستيطان في سلوان
وفي خطوة داعمة للاستيطان في سلوان، وحسب ما ذكرته صحيفة “يسرائيل هيوم” فقد قام وزير الاسكان اوري اريئيل، الاسبوع الماضي، بزيارة الى “مدينة داود” في حي سلوان في القدس، وفحص امكانية الانتقال للسكن هناك، دعما لجمعية “العاد” الاستيطانية التي تقوم بشراء بيوت المسلمين وتوطين اليهود فيها.
وجاء من مكتب الوزير ان اريئيل وزوجته ينويان استئجار بيت في الحي والاقامة فيه لعدة ايام كل اسبوع، ومواصلة العيش بقية الأيام في بيتهم في مستوطنة ادوميم. وقد رفض الوزير التعقيب الرسمي، لكن مصدرا في حزبه قال “من حق كل يهودي، معنويا واخلاقيا، السكن في كل انحاء مدينة القدس، كما قال مؤخرا رئيس الحكومة بنفسه”.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد دافع عن دخول اليهود الى البيوت التي اشتروها من العرب في سلوان، وقال ان من حق كل يهودي امتلاك بيت والسكن فيه في كل انحاء القدس. ورفض نتنياهو في حينه الانتقاد الامريكي الذي تضمن نعت المستوطنين ب”المجموعة المتطرفة”. ورد نتنياهو على الانتقاد الامريكي قائلا انه “يتعارض مع القيم الأمريكية”.
وتأتي خطوة الوزير اريئيل في قمة التوتر السائد في القدس، وقد أثارت انتقادا شديدا من قبل اليسار. وقالت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون، ان خطوة اريئيل هذه تشكل “عملا غير مسؤول. وبدل ان يهدئ الاستفزاز في القدس يتحول الى جزء من عصابة الحارقين الذين يلقون عود ثقاب داخل برميل بارود بهدف احراق القدس”. وقال ياريف اوبنهايمر، الأمين العام لحركة سلام الآن، ان “نية الوزير اريئيل الاقامة في سلوان، تثبت ان المستوطنات اليهودية هناك هي عمل استفزازي سياسي لليمين المتطرف وليست حلا اسكانيا للأزواج الشابة. اريئيل يثبت ان همه هو التحريض واحراق المنطقة”.
بلدية تل ابيب تلغي الرحلات المدرسية الى القدس
في هذا السياق قررت بلدية تل ابيب الغاء الرحلات المدرسية المقررة الى مدينة القدس بسبب الأوضاع الأمنية، كما قررت الغاء حفلات البلوغ للفتية والفتيات اليهود التي كانت مقررة في القدس. وحسب ما نشرته القناة العاشرة في التلفزيون، مساء امس السبت، فقد كان مقررا زيارة هؤلاء، يوم الثلاثاء المقبل، الى حائط المبكى و”جبعات هتحموشت”، التي وقعت بالقرب منها، يوم الاربعاء، عملية الدهس.
وقالت وزارة التعليم ان بلدية تل ابيب هي التي اتخذت هذا القرار، بينما قالت البلدية انه “لا يوجد أي أمر جارف بمنع الزيارات الى القدس، بل سيتم الأسبوع القادم، تنظيم رحلة سنوية لاحدى المدارس الى المدينة، والمقصود بأمر الالغاء رحلة لطلاب صفوف الثوامن كان مخططا ان تشمل بعض المواقع التي وقعت فيها احداث عنف، وتم التأجيل بناء على طلب الأهالي”.
كفر قاسم تطالب الرئيس الاسرائيلي الاعتذار عن المجزرة
نقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” عن مواطنين في كفر قاسم قولهم انه اذا لم يكن الرئيس الإسرائيلي ينوي الاعتذار باسم دولة اسرائيل ويقول ان الدولة تعترف بمسؤوليتها عن المذبحة، فلا حاجة لزيارته الى المدينة، اليوم الأحد.
وينوي الرئيس رؤوبين ريفلين الوصول الى القرية، رغم الضغوط التي مارستها جهات امنية وسياسية من اليمين عليه كي يمتنع عن الزيارة والمشاركة في مراسم احياء ذكرى المجزرة.
وقال مدير المركز الثقافي في المدينة ان الرئيس قرر الوصول الى المراسم اليوم، وسنحترمه ونستقبله، ولكننا نتوقع منه اعتراف الدولة بمسؤوليتها عن المذبحة. فمن قتل السكان كانوا ممثلين للدولة، لكنها لم تعترف حتى اليوم بمسؤوليتها. وقال المحامي عادل بدير “ان الزيارة هامة، ولكننا نريد سماع اعتراف الدولة بالمجزرة وتشكيل لجنة تحقيق واعتذار وتضمين تاريخ المجزرة في برامج التعليم وفي الجيش، نحن اسرائيليون ونريد الشعور ككل السكان بأننا نتساوى في الحقوق”.
في هذا السياق ينشر موقع المستوطنين (القناة السابعة) تصريحات لعضو الكنيست السابق ميخائيل بن اري (من حركة كهانا) يهاجم فيها قرار الرئيس الاسرائيلي زيارة مدينة كفر قاسم ويقول “ان التملق مسألة سيئة، اما الرئيس المتملق فهو كارثة. مرة اخرى ريفلين والعرب، نوع من الهوس، والآن العدو يطالب الرئيس بإهانة دولة إسرائيل مقابل زيارته الى كفر قاسم”.
وحسب بن أري فان ما يقلقه هو ليس اهانة ريفلين لنفسه ولكنه لا يملك كرئيس للدولة الحق في عمل ذلك. “لقد ذبحنا العرب طوال 100 سنة، نفذوا المذابح والعمليات وسقط آلاف الضحايا ولم يفكروا ابدا بالاعتذار، ولا يوجد أي مبرر يجعلنا نفعل ذلك، كشعب عاد الى بيته ويتعرض للهجوم من قبل عدو متوحش اجتاح ارضه”! وقال بن اري ان “هوس ريفلين بإظهار مدى ديموقراطيته ومدى كونه رئيسا للعرب، سيقودنا الى المشاركة في مراسم النكبة والوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء، وانا أسأل ريفلين ان كان قد زار جهنم في جنوب تل ابيب”!
إسرائيل اكبر مصدر للأسلحة الى دول آسيا
قالت صحيفة “هآرتس” ان اسرائيل تعتبر اكبر مصدر للأسلحة الى الهند وبعض دول اسيا، واشارت الى اتفاق الهند مع إسرائيل على شراء صواريخ مضادة للدبابات بقيمة نصف مليار دولار، بعد قرار وزارة الدفاع الهندية تفضيل صواريخ “سبايك” التي تنتجها شركة “رفائيل” الاسرائيلية، على صواريخ “جبلين” الأمريكية الصنع.
ومن المتوقع حسب الصفقة، ان تقوم الهند بشراء حوالي 8000 صاروخ واكثر من 300 راجمة صواريخ من طراز “سبايك”، حسب ما ذكرته وكالة رويترز. كما يتوقع حصول الهند على المئات من صواريخ “براك” الاسرائيلية لتسليح سفنها الحربية، خلال العام المقبل، في اطار صفقة اسلحة اضافية بين البلدين، حسب ما نشرته “هآرتس”.
كما تناقش الهند امكانية شراء طائرات ردع مزودة بنظام AWACS، من الصناعات الجوية الاسرائيلية، استكمالا للصفقة التي تم توقيعها قبل عقد زمني. واذا تمت هذه الصفقة فسيكون المقصود صفقة كبيرة بالنسبة للصناعات الجوية، يقدر حجمها بأكثر من مليار دولار. يشار الى ان العلاقات الأمنية بين إسرائيل والهند تعتبر وثيقة، وتم التكهن بعد انتخاب نيرندارا مودي في ايار الماضي، بتعميق هذه العلاقات.
وقام وزير الدفاع الهندي في تموز الماضي بزيارة الى إسرائيل، ناقش خلالها امكانية توقيع صفقات اسلحة مع الصناعات العسكرية الاسرائيلية.
مقالات
يسمح لليسار بأن يكون وطنيا
تحت هذا العنوان يكتب الأمين العام لحزب العمل الاسرائيلي حيلك بار، في صحيفة “هآرتس” ردا على انتقاد البروفيسور “يحيعام فايتس” (هآرتس 21.10) للدعوة التي وجهها هو (بار) الى اعضاء البرلمان البريطاني كي يعارضوا مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكان فايتس قد اعتبر توجه بار خاطئا وكتب ان مثل هذا الاعتراف سيضغط على الحكومة الاسرائيلية كي توقف البناء في المستوطنات، ناهيك عن اعتباره لبار يتبنى التعريف اليميني لمصطلح الوطنية.
ويكتب بار انه يفاخر بكونه وطنيا اسرائيليا يهتم بما يعتبره مصالح قومية لإسرائيل، كما انه يفاخر بكونه يساريا، ولا يوجد أي تناقض بين المسألتين. ويقول: ان احدى المشاكل التي تواجهنا في اليسار هي الافتراض بأننا سمحنا لليمين طوال سنوات كبيرة، بادعاء الوطنية لنفسه، الى حد يحتم علينا الاعتذار عن اظهار الوطنية او التعرض للهجوم بسببها. لكن هذا لا يسري في مدرستي.
على اليسار الاسرائيلي الذي انتمي انا والبروفيسور فايتس اليه، التحرر من عقدة النقص. يحق لليسار دفع مصالح إسرائيل حتى عندما لا يتفق ذلك مع الخطوات الفلسطينية – خاصة اذا اعتقدنا ان ذلك سيفيدهم على المدى البعيد. محمود عباس لا يطلب من اليسار الاسرائيلي، وبحق، التصديق على كل خطواته، المثيرة للغضب احيانا، وهكذا يجب ان يكون العكس.
اما بالنسبة لتوجهي الى البرلمان البريطاني، فقد نجم عن نظرة موضوعية الى افضل الطرق لدفع اقامة الدولة الفلسطينية من خلال اتفاق سلام. يجب ان يعرف فايتس بأن قرار أي برلمان الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يردع الحكومة الاسرائيلية عن بناء المستوطنات، بل كما يبدو فان العكس هو ما يحدث. لو كان فايتس يفهم سياسة اليمين لكان سيدرك ان حكومة نتنياهو تحتاج الى اصوات الداعمين للبناء في المناطق اكثر من اهتمامها بمنع خطوة رمزية غير مؤثرة يتخذها برلمان بعيد. كما ان قرار البرلمان البريطاني يؤثر بشكل سيء على الناخب الاسرائيلي الذي يتردد بين اليمين وكتلة اليسار – المركز، لأنه يعزز لديه الانطباع بأن اوروبا معادية لإسرائيل، ان لم يكن لليهود.
هذه مسألة حاسمة، لأن أي اتفاق سياسي سيحتاج الى ثقة إسرائيل بالضمانات التي سيوفرها المجتمع الدولي لتطبيقه. والأسوأ من ذلك، ان قراري البرلمانين البريطاني والسويدي يدعمان الفلسطينيين الذين يدعمون تدويل الصراع، وهو توجه يردع الجمهور الاسرائيلي ويصعب عليه اعتبار الفلسطينيين شركاء. يعرف فايتس، كما اعرف انا والفلسطينيين ان الدولة الفلسطينية الحقيقية ستقوم فقط كنتيجة للموافقة الاسرائيلية على ذلك في المفاوضات وليس كنتيجة لقرارات رمزية لن تؤثر على حكومة الرفض بينت – نتنياهو، بل وستزيد من دعم الناخب الاسرائيلي لليمين. ولذلك فان حزب العمل يدعم بشكل قاطع الاعتراف الاسرائيلي بالدولة الفلسطينية، ليس تظاهرا وانما حقيقة. وهذه مصلحة اسرائيلية. وستكون لهذا الاعتراف ابعاد فورية على الأرض وكذلك في غرف المفاوضات.
كان البرلمان البريطاني سيصبح اكثر بناء لو قام، مثلا، بمطالبة رئيس الحكومة الاسرائيلية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. حزب العمل الاسرائيلي يتمتع بمفاهيم تختلف عن مفاهيم يمين نتنياهو، ووفقا لهذه المفاهيم يجب على إسرائيل القيام بمبادرة سياسية وبلورة الواقع. ولذلك فإننا ندعم الاعتراف الاسرائيلي بالدولة الفلسطينية، من خلال المفاوضات مع منظمة التحرير على أساس مبادرة السلام العربية التي يواصل نتنياهو تجاهلها، ومن خلال دمج مواطني إسرائيل العرب.
حزب العمال يسمح وسيواصل السماح للمواطنين الإسرائيليين الاختيار بين الجمود السياسي والستار الحديدي وبين المبادرات السياسية الحقيقية والاندماج الاقليمي، من خلال الحفاظ على المصالح الاسرائيلية. اذا كان البروفيسور فايتس وغيره من اعضاء اليسار يعتقدون فعلا انه يمكن للبرلمان السويدي او البريطاني دفع او فرض اتفاق بدون إسرائيل، فانهم يخطئون ويضللون، ويعززون عدم الثقة بين الجانبين، ويهدرون الوقت، الذي نفتقد اليه اصلا في هذه الحكاية.
تخيلوا أنكم فلسطينيون
يدعو غدعون ليفي في “هآرتس” الاسرائيليين الى التخيل أنهم فلسطينيون وربما من سكان القدس الشرقية، وانهم اجتازوا 47 سنة صعبة، وامامهم ظلام كبير يثير اليأس، فيما تعلن الدكتاتورية الاسرائيلية التي تحسم مصيرهم وبصفاقة أن الوضع سيبقى كذلك الى الأبد، وان مدينتهم ستبقى خاضعة للاحتلال “إلى أبد الآبدين”، بينما يقول وزير الأمن، الذي يحتل المكان الثاني في الحكومة التي تلاحقهم، انه لن تقوم أبدا دولة فلسطينية.
“تخيلوا، انكم فلسطينيون، اولادكم في خطر، امس الأول قتلت قوات الاحتلال طفلا آخر لأنه “اشعل زجاجة حارقة”. وتم كتابة شعار “الموت للعرب” قرب بيتكم، وفي كل مكان تتوجهون اليه، يمكن لجندي او شرطي من حرس الحدود النباح عليكم. وفي كل ليلة يمكن ان يجتاحوا بيوتكم بوحشية وبفظاظة، ولن يتم التعامل معكم ابدا كبشر. سيهدمون ويهينون ويخيفون، وربما يعتقلون، وربما بدون محاكمة.
هناك حوالي 500 معتقل اداري، رقم قياسي بالنسبة للسنوات الأخيرة. اذا اعتقلوا احد أعزاءكم، سيصعب عليكم زيارته، واذا نجحتم ستحظون بنصف ساعة من الحديث معه من خلف الزجاج. واذا كان معتقلا اداريا لن تعرفوا أبدا متى سيتم الافراج عنه. ولكن هذه كلها مسائل هامشية تعودتم عليها منذ زمن.
ربما تعودتم، ايضا، على سلب الأراضي، في كل لحظة يمكن لمستوطن اجتياح أرضكم وحرق مزارعكم او اشعال النار في حقولكم. ولن يتم تقديمه الى المحاكمة، والجنود الذين يفترض بهم حمايتكم يقفون على الحياد. وفي كل لحظة يمكن تسليمكم أمرا بهدم بيتكم او وقف البناء او الاخلاء أو الطرد التعسفي، دون ان تتمكنوا من عمل شيء.
تخيلوا انكم فلسطينيون، ولا تستطيعون الخروج من غزة، وليس سهلا خروجكم من الضفة. وشاطئ البحر الذي لا يبعد سوى ساعة سفر عن بيتكم في الضفة، يبدو وكأنه يقع وراء جبال الظلام. وبينما يمكن للإسرائيلي ان يصل بسهولة الى “بلاد النار” بين الارجنتين وتشيلي، لا يمكنكم الوصول الى شاطئ البحر في حي العجمي. لا مكان للأحلام ولا للأماني. اولادكم لا يملكون فرصة تحقيق شيء في حياتهم، حتى لو درسوا في الجامعة. بانتظارهم حياة اهانة وبطالة فقط ولا يوجد أي أمل بتغيير هذا الوضع قريبا. إسرائيل قوية، امريكا في جيبها، قيادتكم ضعيفة (السلطة الفلسطينية) ومعزولة (حماس)، والعالم بدأ يفقد الاهتمام بمصيركم. فما الذي ستفعلونه؟
هنالك امكانيتان. الاولى، ان تسلموا بالأمر، وتتنازلوا، والثانية ان تقاوموا. من هي الجهة التي نقدرها في التاريخ؟ تلك التي تمضي أيامها تحت الاحتلال وتتعاون معه، ام تلك التي تقاوم دفاعا عن حريتها؟ تخيلوا انكم فلسطينيون. وانكم تملكون الحق الكامل بالمقاومة. وفي الواقع هذا هو واجبكم المدني، ولا جدال في ذلك: حق الخاضع للاحتلال بمقاومة المحتل تبرره العدالة الطبيعية، في دروس التاريخ وفي القانون الدولي. القيود الوحيدة تتعلق بوسائل المقاومة فقط.
لقد جرب الفلسطينيون كل شيء تقريبا. الخير والشر، المفاوضات والارهاب، العصا والجزرة، الحجر والعبوة، المظاهرة والانتحار، دون فائدة. هل يجب عليهم اليأس والتنازل؟ مثل هذا الأمر لم يحدث تقريبا في التاريخ. ولذلك فانهم سيواصلون. احيانا بوسائل شرعية، واحيانا بوسائل اجرامية، فمن حقهم المقاومة. انهم يقاومون الآن في القدس. انهم لا يريدون السلطة الاسرائيلية ولا من يحرقون الأطفال وهم أحياء. انهم لا يريدون المستوطنين المسلحين الذين يقتحمون بيوتهم في منتصف الليل بحماية القانون الاسرائيلي ويطردونهم منها. انهم لا يريدون بلدية تمنح خدماتها حسب الانتماء القومي، ولا قضاة يحكمون على اولادهم حسب أصلهم. انهم يشعرون بالجنون، ايضا، لأن بيت المخرب اليهودي لا يهدم، بينما يتم هدم بيت الفلسطيني. انهم لا يريدون استمرار الملاحقة الاسرائيلية لهم، ولذلك فانهم يقاومون. انهم يرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة، هكذا تبدو المقاومة. احيانا يتصرفون بشكل قاتل وحقير، ولكن ذلك، ايضاً، يبقى أقل من العنف الذي يمارسه المحتل.
يهود أكثر في كل مكان
يكتب درور أيدر في “يسرائيل هيوم”، على خلفية احداث القدس، أنه آن أوان الاعتراف بأننا امام حرب عربية – فلسطينية ضمن تقليد انتاج “الهبة الشعبية” الموجهة من قبل جهات في السلطة والحركة الإسلامية في إسرائيل، وكذلك من قبل الحركات الاسلامية في العالم، بما في ذلك تنظيمات اليسار المعنية بتخريب رؤية توحيد المدينة.
ويقول: لا يوجد أي شيء عفوي. الجهاز الأمني يعرف جيدا مصادر الارهاب في العاصمة ويتحتم عليه معالجتها بمنهجية. يمنع “الاستيعاب” الزائد لأي خرق للنظام، ويجب التعامل مع رشق الحجارة كالتعامل مع اطلاق النيران، وبدون اظهار أي تسامح. عرب المنطقة والعالم يقرؤون الأصوات من بيننا، التي تتهمنا دائما بكل عمل حقير يقوم به جيراننا. وحسب اقوالهم، نحن نتحمل المسؤولية عن قتل الطفلة، بسبب الاستيطان في ميراث اجدادنا، في سلوان ومدينة داود والقدس الشرقية.
هذا الادعاء ينطوي على توجه عنصري، ويظهر العرب كأنهم لا يتحملون المسؤولية عن اعمالهم، وان هذا هو سلوكهم الطبيعي، دهس الأطفال او اطلاق الصواريخ على بيوت الاطفال كلما تصرف اليهود بشكل لا يلائم توقعاتهم. نحن لا نعيش على ما تنطق به افواه هذه الجهات الهامشية، حتى لو كان العالم يمنحهم منصة اكبر من حجمهم. الاعلام الدولي يحب المعادين للسامية، واذا كان اليهود يعترفون بأنهم مذنبون، يمكن دعم النار بقوة اكبر. ولكن المعادلة هي عكس ذلك تماما: يهود اكثر في كل مكان، يعني توفير أمن اكثر.
اذا لم يكن بمقدور اليهود شراء البيوت بكامل اموالهم والاقامة فيها كما تهوى نفوسهم في القدس السيادية التي يسري عليها القانون الاسرائيلي كما يسري على تل ابيب، فهذا يعني فقدان حقنا في إسرائيل كلها.
اذا لم يكن بمقدور اليهود الصعود الى جبل الهيكل (الحرم القدسي) ويمنعون من ترديد الآيات التي كان يرددها اللاويون هناك منذ آلاف السنين، وقبل ان يسمع احد عن الاسلام، فانه لا مفر من اغلاق الجبل كله، حتى امام المسلمين. يتحتم على عرب المنطقة دفع الثمن الباهظ لقاء سلوكهم في جبل الهيكل خاصة، وفي العاصمة عامة.
نحن اليهود هم من جعلوا القدس كما هي. عدنا الى البيت ويجب ان نتصرف كأصحاب البيت، وعلينا عدم الاعتذار او الخوف. عودة صهيون وبناء القدس ليست مصلحة للشعب اليهودي فقط، وانما تعتبر رؤية تاريخية للعالم الحر بأكمله.
كيف ينظر الامريكيون الينا؟
يكتب سيبر فلوتسكر في “يديعوت احرونوت” عما يصفه باللقاء المثير لليأس مع محاور امريكي ينتمي الى مجموعة من السياسيين الذين يجاهدون منذ سنوات للعثور على المفتاح الذهبي للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، ويقول انه لم يترك أي بارقة أمل، وكلما امتد حوارنا عميقا في الليل، كلما تعمق الشعور بالباب الموصد.
ويقول الكاتب ان المتحدث لخص انطباعاته التي خرج بها بعد عمل طويل في السلك الدبلوماسي قائلا ان فرص التوصل الى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين تساوي الصفر الآن. وحين سألناه من هو المذنب في ذلك، قال: “انتم وهم ونحن نتحمل الذنب”.
وقال ان الادارة الامريكية الحالية تبنت التوجه الذي يعتبر البناء الاسرائيلي في المستوطنات هو أم كل خطيئة، ولكن هذا ليس صحيحا من حيث الوقائع، فكل البناء تقريبا، باستثناء بعض الشواذ، يتم داخل الكتل التي تم الاتفاق على اخضاعها للسيادة الاسرائيلية في اطار تبادل الأرضي. ولكن المستشارين والخبراء الذين يحيطون حاليا بأروقة البيت الابيض ووزارة الخارجية يتمسكون بنظرية ان المستوطنات هي العائق الوحيد امام الاتفاق. انهم يتجاهلون الواقع ويمتنعون عن معالجة أي خلاف آخر كالقدس واللاجئين والتطبيع وجمود المبادرات.
وسأل ساخرا: لماذا يتورطون في اثارة مسائل خامدة واغضاب الانظمة العربية الصديقة؟ واضاف: اليسار السياسي في إسرائيل ينتظر، عبثا، الضغط الامريكي. لكن اوباما رفع يده عن الصراع، باستثناء الصراخ بين الحين والآخر في وجه نتنياهو. لقد قرر ترك المواجهة للرئيس الذي سيليه، وخلال النصف سنة الأخيرة اضيفت “الدولة الاسلامية” الى قائمة الأهداف الملحة بالنسبة لواشنطن.
وماذا بالنسبة للفلسطينيين؟ سألنا محاورنا، الذي يعتبر ضيفا دائما ومحترما في السلطة الفلسطينية، فقال ان ابو مازن اصبح عاجزا. فهو ليس معنيا بأي تحرك يحتم عليه الحسم، ويتذرع بكل سبب، سواء كان حقيقيا او غير حقيقي، كي يتهرب من المفاوضات معكم، واحيانا يناقض نفسه في الخطابات والتصريحات. ابو مازن هو الخاسر الأكبر من عملية الجرف الصامد، وطالما بقي يمسك بلقب الرئيس الفلسطيني فلن يطرأ أي تحرك. وبعده؟ سيأتي الطوفان.
ووصلنا أخيرا الى نتنياهو، وقال محدثنا الأمريكي ان ما يقلق رئيس حكومتكم فقط، هو ايران والائتلاف، او الائتلاف وايران. المركبات لا تتغير، وانما يتغير الترتيب فقط، حسب المزاج المحلي والدولي. في الآونة الأخيرة احتل الائتلاف المكان الأول لديه، ولكن اذا انتهت المفاوضات النووية مع ايران بدون نتيجة – وهي مسالة ممكنة جدا حسب محدثنا – فسيحتل الموضوع النووي الصدارة مجددا.
مع ذلك، قال محدثنا، ان تهديداتكم العسكرية لايران افقدتكم الكثير من المصداقية، ولم تعد القوى العظمى تأخذها في الاعتبار. وكمثال على معيار الائتلاف تطرق محدثنا مرة اخرى الى البناء في المناطق. عمليا، قال، بيبي يبني حيث يسمح له بالبناء، ولكنه لا يريد الاعتراف بذلك، انه ليس مستعدا للمخاطرة بائتلافه من خلال اعتراف علني بتجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية، ولذلك فانه يخلق بخبث، انطباعا بوجود ظاهرة بناء شاملة.
مصير حكومته يتغلب في جدول الأعمال على مصير العلاقات مع واشنطن ورام الله. ومثل ابو مازن يحب نتنياهو، ايضاً، الجمود، وعلى اقتناع بأن مبادرات التغيير ستزيد المخاطر، بما في ذلك، الخطر على مكانتهما الشخصية. وسألناه: ما الذي تعتقد انه سيحدث هنا؟ فقال: في السلطة الفلسطينية وفي إسرائيل يؤمنون بأن الوقت يعمل في صالحهم، ولا يستوعبون ابعاد خيار الدولة الثنائية القومية. قوة العداء بين الشعبين وصلت الى قمة جديدة، والفجوات بينكم عميقة كما لم تكن طوال سنوات عملي من اجل السلام.