في محاولة واضحة لتحقيق توازن:
المحكمة تنشر اسم المشبوه بقتل شيلي دادون تزامنا مع نشر نبأ اعتقال مشبوهين بقتل الفتى محمد ابو خضير
بشكل مفاجئ، وقبل انتهاء التحقيق في الملف، سمحت المحكمة، يوم امس، بنشر نبأ اعتقال المواطن حسين خليفة من قرية عبلين، بشبهة قتل الشابة الإسرائيلية شيلي دادون من العفولة، في أيار الماضي. وقد فاجأ قرار الشرطة رفع الحظر عن نشر اسم المشبوه، النيابة العامة التي لم تقرر بعد متى واي تهم ستوجه الى خليفة. لكن بعض المحللين والسياسيين اتهموا الشرطة بتعمد نشر الخبر بالتزامن مع نشر نبأ اعتقال ستة مشبوهين بقتل واحرقا الفتى محمد ابو خضير من شعفاط، في سبيل تحقيق توازن، وفي تلميح الى المواطنين العرب الفلسطينيين الذين يتظاهرون على امتداد البلاد من الجليل وحتى النقب، تنديدا بجريمة القتل الوحشية، بأن الشرطة لا تهمل القضية، وتوليها اهمية بالغة.
وفي قضية دادون، كتبت صحيفة “هآرتس” نقلا عن الشرطة والشاباك، ان خليفة اعترف بالتهمة الموجهة اليه واعاد تمثيل عملية القتل امام المحققين، لكنه تراجع عن اعترافه. وتم تمديد اعتقاله حتى يوم الخميس المقبل.
وقال جهاز الشاباك الاسرائيلي ان دوافع القتل لم تتضح حتى النهاية، ومع ذلك يتكهن الشاباك بأن عملية القتل تمت على خلفية قومية. وقالت الشرطة، ايضا، ان دوافع القتل لم تتضح بعد ولكنها لا تستبعد الخلفية القومية.
ويدعي الشاباك ان خليفة نقل في يوم الحادث عمالا الى احد المصانع في المنطقة، وبعد ذلك نقل دادون، التي كانت في طريقها لمقابلة عمل في رمات غبرئيل. ويدعي الشباك ان خليفة اخذ دادون الى مكان مهجور وهناك قتلها طعنا بالسكين، وبعد ذلك القى بحقيبتها وهاتفها الخليوي قرب قرية بيت زرزير.
وحسب الشرطة والشاباك فقد قال خليفة خلال التحقيق معه ان خلافا وقع بينه وبين دادون وانها شتمته واهانته خلال محادثة كانت تجريها مع صديقة لها، فقام بطعنها. لكن محامي خليفة، احمد رسلان قال في حديث مع “هآرتس” ان اعتراف موكله تم تحت طائلة الضغط والتهديد الذي تعرض له خلال التحقيق، ومن بين ذلك تهديده بهدم منزل اسرته. وقال ان موكله تراجع عن اعترافه هذا امام المحكمة، وان الشرطة لا تملك أي دليل يثبت ارتكاب موكله لعملية القتل. واستهجن قرار الشرطة والجهاز الامني الغاء امر منع النشر الآن، سيما ان التحقيق لم ينته بعد، ولم يجر الحديث حتى عن تقديم لائحة اتهام.
وقال رسلان انه تم اضافة الادعاء بأن الحديث عن قتل على خلفية قومية الى الملف، فقط لتبرير منعه من التقاء موكله. وتبين ان الشرطة اعتقلت مع خليفة شقيقه وصاحب سيارة الأجرة التي عمل عليها خليفة، وتم التحقيق معهما بتهمة التآمر على ارتكاب جريمة والعضوية في تنظيم غير قانوني، لكنه تم لاحقا اطلاق سراحهما في 29 حزيران.
ستة يهود اختطفوا واحرقوا محمد ابو خضير
ونقلت “هآرتس” بيان الشرطة الاسرائيلية بشأن اعتقال ستة يهود من سكان القدس ومنطقتها، بينهم قاصرين، بشبهة اختطاف واحراق الفتى محمد ابو خضير من شعفاط، يوم الاربعاء الماضي. وقالت ان المحكمة مددت ، امس، اعتقال خمسة من المشبوهين لثمانية ايام، فيما تم تمديد اعتقال السادس لخمسة أيام. وتقدر الشرطة بأن عملية القتل تمت على خلفية قومية، انتقاما لمقتل الشبان الاسرائيليين الثلاثة.
وحسب الشبهات فان ثلاثة من المعتقلين حاولوا قبل يوم من اختطاف محمد، اختطاف الطفل موسى زلوم (9 سنوات) من شعفاط. وقالت عائلة ابو خضير انه لو عالجت الشرطة شكوى عائلة زلوم كما يجب، لكان يمكن منع اختطاف وقتل ابنها.
نتنياهو شجب فقط بعد تأكد ارتكاب اليهود للجريمة
واضافت “هآرتس” انه رغم السماح بنشر نبأ اعتقال الستة الا ان المحكمة حظرت نشر تفاصيل اضافية. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد نشر التفاصيل انه “يقدم تعازيه الى عائلة الفتى” وتعهد “باستنفاذ القانون مع منفذي الجريمة الفظيعة التي تستحق كل شجب”. واضاف “ان مكان هؤلاء القتلة ليس في المجتمع الاسرائيلي”.
وربط نتنياهو بين قتل ابو خضير وقتل الشبان الاسرائيليين الثلاثة، وقال ان إسرائيل تعرف من هم المسؤولون عن قتل الشبان اليهود، وستصل اليهم، لكنه كرر ان “القتلة خرجوا من اراضي السلطة الفلسطينية وعليها تقع مسؤولية بذل كل جهد للعثور عليهم، تماما كما عملنا نحن، وكما عملت قوات الامن خلال ايام معدودة وعثرت على المشبوهين بقتل الفتى محمد ابو خضير”.
واعتبر وزير الاقتصاد نفتالي بينت عملية القتل “شائنة وغير اخلاقية وغير يهودية” وقال انه يطالب بتطبيق القانون الذي يمنع العفو عن المخربين، على هؤلاء القتلة ايضا. وانضم اليه في ذلك وزير الامن موشيه يعلون الذي طالب بالتعامل مع قتلة الفتى كمخربين. وقال في بيان اصدره، امس، انه يشعر بالخجل والصدمة من قتل الفتى، فهؤلاء القتلة السفلة لا يمثلون الشعب اليهودي وقيمه ويجب معاملتهم كمخربين، ولن نسمح للإرهابيين اليهود بتشويش نسيج الحياة بين القطاعات المختلفة في إسرائيل، والمس بالابرياء فقط لأنهم عرب. ان مثل هذه الاعمال تمس بدولة إسرائيل وتشوه وجهها وعلينا محاربة منفذيها ومن ارسلهم بقبضة حديدية”.
ويتبين من التحقيق ان الشرطة وصلت الى المشبوهين بناء على دلائل اظهرتها اشرطة الفيديو التي وثقت عملية الاختطاف. وتبين، ايضا، ان بعض المعتقلين معروفين للشرطة وهم من اصحاب السوابق الجنائية، وبعضهم طلاب في مدارس دينية.
والد محمد: فلتهدم بيوتهم كما تهدم بيوت الفلسطينيين
وبادر رئيس بلدية القدس نير بركات، خلال زيارته الى عائلة نفتالي فرانكل، احد الشبان الثلاثة القتلى، الى اجراء محادثة هاتفية بين عم نفتالي، يشاي، ووالد الفتى محمد ابو خضير. وقال فرانكل لوالد محمد انه يشارك العائلة العزاء بفقدان ابنها، ويطلب زيارة العائلة لتعزيتها.
كما اتصلت وزيرة القضاء تسيفي ليفني بوالد محمد واعربت عن تعازيها، وقالت انه يجب معاقبة القتلة بكامل الخطورة. وقال والد محمد للوزيرة ليفني انه يجب هدم منازل قاتلي ابنه كما هدموا منازل القتلة من الخليل. لكن ليفني لم تجب على كلماته وقالت انه سيتم معاقبتهم.
ونقلت “يديعوت احرونوت” ع حسين ابو خضير، والد الفتى محمد، قوله في خيمة العزاء في شعفاط، امس، بعد اعلان نبأ اعتقال المشبوهين بقتل ابنه: “اريد ان تجري محاكمتهم وان يهدموا بيوتهم كما هدموا بيوت الخاطفين في الخليل، اريد رؤية المساواة”. وأضاف: “سأحضر الى المحكمة، اريد رؤية من قتل ابني ومن احرقه. اريد القول لهم: فليحرقكم الله كما حرقتم ابني”.
واتهم ابو خضير الاجواء العامة بعد اختطاف الشبان الاسرائيليين وقتلهم، بتأجيج النفوس والتسبب بقتل ابنه. وقال: “قبل ساعات من القتل تجول اناس في الشارع وهتفوا الموت للعرب، وعندها أحرقوا ابني وهو حيا. انهم لا يعرفون الرحمة، لا قلوب لهم، ولا شيء، انهم كالنازيين، انهم النازيون الجدد”.
وقل ابو خضير ان الشرطة لم تتصل به منذ يوم الاربعاء ولم تطلعه على تطورات التحقيق، ولم يعلم بالتفاصيل الا من خلال وسائل الاعلام.
في السياق ذاته تطرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس، لأول مرة الى قتل الفتى محمد، وقال انه سيبعث ببرقية الى الامين العام للأمم المتحدة يطالبه بتشكيل لجنة تحقيق دولية. واعلن المقدسيون غضبهم على ابو مازن، وقالوا “انه تحدث قليلا ومتأخرا، بينما قلب العالم يوم اختطاف الإسرائيليين الثلاثة، فاين كان حتى الآن؟”
وقال المحامي مهند جبارة، موكل عائلة ابو خضير، لصحيفة “هآرتس” انه يثمن قيام الشرطة بالتوصل الى قاتلي الفتى بسرعة، وبالنسبة للعقاب قال انه يجب عدم التفريق بين دم ودم، ويجب ان تكون النتيجة واحدة، عقوبة صارمة ضد كل من يتجرأ على التعرض لحياة البشر. وقال: يجب الانتباه الى ان الجريمة ارتكبت بشكل فظيع ووحشي حيث تم احراق الفتى وهو على قيد الحياة وهذه جريمة بحد ذاتها. واذا كانت إسرائيل تعاقب عائلات القتلة الفلسطينيين بهدم بيوتهم وبالسجن المؤبد فيجب ان يتم الامر نفسه بالنسبة للمجرمين الاسرائيليين كي يشكلوا عبرة لمن يعتبر.
وقال وزير المالية يئير لبيد ان “علينا جميعا ان نشعر بالخجل فدولة اسرائيل لا يمكنها تجاوز هذا القتل المرعب لفتى عربي بريء على ايدي قتلة يهود. لا يوجد فرق بين دم ودم”.
وقال الوزير اوري اريئيل ان “القتل هو القتل، ولا احد يملك حق انتزاع حياة بريء وعلى الشرطة استنفاذ القانون بحق القتلة ومعاقبتهم بشدة”.
وكتب رئيس كتلة حزب العمل ايتان كابل، على صفحته في الفيسبوك، ان “قتلة محمد ابو خضير ليسوا يهودا. ربما كانوا يعتبرون انفسهم يهود، لكن الحيوانات لا تنتمي الى ديانة ما، وبالتأكيد ليس لليهودية”.
وقالت رئيسة حركة ميرتس زهافا غلؤون، ان “عملية القتل هي نتاج التطرف والتحريض العنصري وشهوة الدم التي عبر عنها وزراء في الحكومة في مطالبتهم بالانتقام بدون تمييز، وبسبب سياسة “العين بالعين”. وعندما يدعو وزير كبير في الحكومة الى “الانتقال للعمل”، فهناك من يتلقفون كلماته ويحققون الانتقام”.
مظاهرات ومواجهات من الجليل وحتى النقب
وكتبت الصحف الإسرائيلية ان المظاهرات والمواجهات بين الشرطة والمواطنين العرب امتدت من الجليل ووادي عارة الى النقب. وتظاهر قرابة 200 بدوي في تل السبع واللقية وحورة وعرعرة النقب، امس، وقام ملثمون برشق الزجاجات الحارقة والحجارة على السيارات المسافرة على مفترق تل السبع. وتم اعتقال ثمانية شبان على الأقل، وتم اغلاق شارع 60 الممتد من مفترق شوكت وحتى بئر السبع، وشارع 80 الممتد بين تل عراد وعرعرة النقب.
وتواصلت المواجهات في الشمال، امس. وقام قرابة 50 شابا باحراق حاويات القمامة ورشق الشرطة بالحجارة في شفاعمرو، وفي الناصرة رشق عشرات الشبان الحجارة على محطة المطافئ، وعند مفترق عبلين احرق المتظاهرون اطارات وتسببوا بحريق. وفي مدينة طمرة تظاهر 150 شخصا عند مدخل المدينة. وتم امس اعتقال 70 شابا في الشمال بشبهة المشاركة في خرق النظام.
التخنيون يشتكي طالبا عربيا نشر رسما كاريكاتوريا
كتبت “يسرائيل هيوم” ان معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا، قدم شكوى الى الشرطة ضد احد الطلاب العرب بحجة قيامه بنشر كاريكاتور محرض على صفحته في الفيسبوك. ويظهر في الصورة يهوديان متدينان وبنادق موجهة اليهما، وكتب تحتهما “الدم = الدم”، “يجب قتلهم”، و”الموت لليهود”.
الى ذلك اعتقلت وحدة السايبر القطرية التابعة لوحدة “لاهف 433″، مواطنا من بلدة عراد (37 عاما) في اطار التحقيق التي تجريه حول مخالفات التحريض العنصري والتعرض الى المشاعر الدينية على الانترنت. كما تم التحقيق مع مواطنين آخرين، احدهما من مبسيرت تسيون، والاخر من بيتح تكفا، حول نشر رسائل متطرفة تدعو الى العنف. وتم اطلاق سراحهما بقيود. ونشر الثلاثة رسائل تحريض على صفحة تحمل اسم “عصابة اليهود”.
قانون خاص لتبرير اعتقال الاسرى المحررين
قالت “يسرائيل هيوم” ان اللجنة الوزارية لشؤون القانون، صادقت امس، على مشروع القانون الحكومي الذي يسمح للحكومة باعادة اعتقال الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم في صفقات سياسية مع السلطة الفلسطينية، في حال عودتهم الى ممارسة الارهاب، او في حال حدوث عملية اختطاف لمواطن او جندي اسرائيلي وان لم يكن لهم شأن فيها!! وقد بادر الى مشروع القانون هذا رئيس لجنة الخارجية والأمن زئيف اليكن (الليكود) مع مجموعة من النواب من مختلف الاحزاب السياسية.
تسعى قتلى بالقصف الإسرائيلي لقطاع غزة
نشر موقع “واللا” العبري، صباح اليوم ان القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، الليلة الماضية، اسفر عن قتل تسعة فلسطينيين. وحسب إسرائيل فقد تم قصف 14 “هدفا ارهابيا”، بينها منصات لإطلاق الصواريخ مدفونة تحت الأرض، ومراكز “نشاط ارهابي” في قطاع غزة.
وبعد فترة وجيزة اعلنت حركة حماس ان سبعة من نشطاء ذراعها العسكري قتلوا في الهجوم الاسرائيلي. وجاء من غزة ان تسعة فلسطينيين على الأقل قتلوا خلال هجمات الجيش، الليلة الماضية، وجميعهم ينتمون الى مختلف التنظيمات. وقال الناطق بلسان حماس، سامي ابو زهري ان الرد سيأتي، وان العدو سيدفع ثمنا باهظا.
وحسب “هآرتس”، فقد جاء القصف بعد ان تم يوم امس اطلاق قرابة 30 قذيفة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، انفجرت 17 منها دون ان تسبب اضرار.
وتم في اعقاب ذلك اغلاق معبر كرم ابو سالم واعلن الجهاز الامني عن تقليص مجال الصيد في شاطئ غزة من ستة أميال الى ثلاثة. وقال الناطق العسكري ان سلاح الجو قصف عشرة اهداف “ارهابية” في وسط القطاع وجنوبه. واضاف ان الجيش مستعد للدفاع عن سكان إسرائيل في مواجهة أي تهديد وسيواصل العمل باصرار من اجل اعادة الهدوء والحياة الطبيعية.
جنرال متقاعد: يمكن احتلال غزة لشهرين لاستعادة الردع!
كتب موقع المستوطنين (القناة السابعة) ان الجنرال المتقاعد تسفيكا فوغل، دعا الى اجراء تغيير جوهري في تعامل إسرائيل مع “الهجمات الإرهابية” التي تواجهها في منطقة قطاع غزة. وقال انه يجب أن نتذكر أنه في حين يتواجد في بقية القطاعات، شريكا لإسرائيل في مكافحة الإرهاب، سواء كان شريكا مريحا أو غير مريح، فانه لا وجود لمثل هذا الشريك في غزة. فهناك على الحدود الجنوبية يتواجد الجنرال السيسي الذي يحارب الإرهاب في سيناء، وعلى الحدود الشمالية تتواجد الحكومة اللبنانية التي لا ترغب بارهاب حزب الله، كما ان هناك شريكا في سوريا يتمثل بنظام الأسد غير القادر على احتواء الإرهاب ناهيك عن الثوار الذين يحاربهم في كل حال.
ويعتقد فوغل انه يتحتم اعادة الردع الاسرائيلي في مواجهة الارهاب ولذلك يجب تدمير البنى التحتية في غزة، سواء كانت مدنية او عسكرية، وتدمير والقضاء على كل من يساعد الغزيين على اطلاق الصواريخ. ويقول انه لا حاجة الى السيطرة على قطاع غزة في سبيل تنفيذ عمليات ناجعة، ويكفي فقط تواجد الجيش هناك لشهر او شهرين في سبيل استعادة الردع العسكري المفقود.
ويدعو فوغل الى ضرب البنية التحتية للسلطة الفلسطينية ايضا، ويعطي مثالا على إمكانية تطبيق ذلك من خلال الغاء تصاريح العمل داخل إسرائيل لـ23 الف فلسطيني يمتلكونها اليوم، واشتراط اعادتها بتوصل الجانب الثاني الى اتفاق وتوفير الهدوء والامن لمواطني اسرائيل! وحسب رأيه فانهم سيتقبلون الاملاء الإسرائيلي لأن إسرائيل قوية ومصرة وتريد البقاء. وينصح فوغل الجميع بالتعلم من الجنرال السيسي كيفية معالجة الارهاب وكيف يتم التعامل معه في سبيل حماية سكان الدولة، او التعلم من تجربة الملك حسين مع الفلسطينيين في 1970.
اعتقال “حسام دوفش” احد المشبوهين باختطاف الشبان
كتبت “هآرتس” ان قوات الأمن، اعتقلت امس، حسام دوفش، من سكان الخليل، والذي تتهمه إسرائيل بالتورط في اختطاف الشبان الاسرائيليين الثلاثة وقتلهم، سوية مع مروان القواسمة وعامر ابو عيشة. واشار الجيش الى انه تم هدم منزل دوفش في غيابه عن منزله. وقال الشاباك انه يجري فحص شبهة مشاركته في اختطاف الشبان.
الافراج عن الطفل طارق ابو خضير وابعاده عن منزله
ذكرت الصحف الإسرائيلية ان المحكمة افرجت امس عن الفتى طارق ابو خضير، ابن عم القتيل محمد ابو خضير، وفرضت عليه الحبس المنزلي خارج بيته لمدة تسعة ايام. وكانت قوة من حرس الحدود قد نكلت بطارق وتم توثيق الاعتداء عليه ونشره على شبكة الانترنت.
وقال طارق في حديث للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، امس، انه قفز من فوق السياج وحاول الهرب بعد مشاهدته لاحد افراد الشرطة وهو يطارده. وقبل انقضاضهم عليه شاهد ثلاثة اشخاص يتجهون نحوه، وقام اثنان منهم بضربه حتى غاب عن الوعي. ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، مساء امس، اعربت فيه عن قلقها ازاء الاعتداء على طارق ابو خضير الذي يحمل الجنسية الامريكية. وشجب البيان التنكيل بطارق وطالب اسرائيل التحقيق العاجل والشفاف والحقيقي في الاعتداء.
60% من الاسرائيليين يؤيدون حل الدولتين ولا يصدقون نوايا نتنياهو
لا يزال غالبية الاسرائيليين يعتبرون حل الدولتين هو الحل الأمثل على المدى الطويل، شريطة ان يدعمه رئيس الحكومة، لكن غالبيتهم لا يصدقون ان رئيس الحكومة ينوي الدفع نحو هذا الحل. هذا ما يستدل من استطلاع للرأي اجرته شركة “ديالوج” باشراف البروفيسور كميل فوكس، من جامعة تل ابيب، لصالح صحيفة “هآرتس” بمناسبة مؤتمر السلام الخاص الذي بادرت اليه الصحيفة. وشارك في الاستطلاع 504 اشخاص.
ويتبين من الاستطلاع أن ربع الاسرائيليين يعتبرون حل الدولة الواحدة هو الحل الامثل، علما ان هذا الحل يحرم الفلسطينيين من الحقوق، بمعنى دولة أبرتهايد. وقال 60% منهم انهم سيدعمون التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين ينص على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، بينما قال 32% انهم يعارضون ذلك. وقال 28% انهم يؤيدون تقسيم البلاد، فيما قال 25% انهم يؤيدون استمرار الوضع الراهن، فيما قال 23% انهم يفضلون دولة واحدة يتمتع فيها الفلسطينيين بحقوق محدودة. وقال 10% فقط انهم يؤيدون دولة واحدة يتمتع يفها الجميع بحقوق متساوية.
مقالات
القبيلة قالت كلمتها.
تحت هذا العنوان تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية ان الكلمات لا تكفي لوصف الجريمة البشعة التي ارتكبها، حسب الشبهات، ستة يهود بحق الولد محمد ابو خضير من شعفاط، خاصة وان قرار المنع يحظر نشر تفاصيل الجريمة حاليا، ويخفي هوية مرتكبيها، ولكن رواية عائلته التي تقول انه تم احراقه حيا، تكفي لارهاب كل انسان، ومن لا يكفيه هذا الوصف يمكنه مشاهدة الشريط المرعب الذي يشاهد فيه جنود حرس الحدود وهم يحطمون عظام طارق ابو خضير، ابن عم محمد.
وتضيف: لقد سارعت الشرطة الى وصف القتلة بأنهم “يهود متطرفون”، أي كأنهم لا ينتمون الى الطائفة، وانهم جهات استثنائية واعشاب ضارة. وهي تحاول بذلك كما يبدو تطهير الوحش، ولكن هذا الوحش ضخم ومتعدد الأذرع، ويحتضن اولئك الشبان والجنود الذين غمروا الشبكة الاجتماعية بدعوات الانتقام والشتائم الشيطانية ضد العرب، والدعوة الى التجند للانتقام. كما وجد هذا الوحش دفيئة في صفوف اعضاء كنيست وحاخامات وشخصيات رسمية، طالبت بالانتقام، ولم يتجاوز حتى رئيس الحكومة الذي استنفر وحذر من “الانتقام لدم طفل لم يخلق مثله الشيطان”.
وتقول “هآرتس” ان قتلة محمد ابو خضير ليسوا “يهودا متطرفين” بل هم احفاد وبناة حضارة الكراهية والانتقام التي يرعاها قادة “الدولة اليهودية”، الذين يعتبرون كل عربي عدوا مريرا، لمجرد كونه عربي. لقد صمت هؤلاء عندما اطلق مؤيدو فريق بيتار القدس هتافات قاتلة ضد اللاعبين العرب، وهم الذين يعظون على تطهير البلاد من العرب، او على الأقل يقترحون طردهم من المدن والبيوت اليهودية. وبشكل لا يقل عنهم، يعتبر شريكا في جريمة القتل اولئك الذين لم يجتثوا بقبضة حديدية ظاهرة عنف الجنود بحق الفلسطينيين، وكذلك اولئك الذين اغلقوا ملفات التحقيق في شكاوى العنف بحجة “عدم وجود مصلحة عامة”. ويبدو ان مصطلح “يهود متطرفين” يلائم بالذات تلك الأقلية اليهودية التي لا تزال تشعر بالصدمة ازاء اعمال القتل والعنف. ولكن هؤلاء، ايضا، يفهمون، انهم ينتمون الى القبيلة اليهودية الناقمة والحاقدة، التي حصلت على شرعية ارتكاب الفظائع بفضل الفظائع التي ارتكبت بحقها.
وترى “هآرتس” ان تقديم القتلة الى المحاكمة لم يعد كافيا، فدولة اسرائيل مطالبة بالمرور بانقلاب ثقافي، وعلى قيادتها السياسية وقادة الجيش الاعتراف بالظلم وتصحيحه. عليها ان تبدأ بتثقيف الجيل القادم على القيم الإنسانية، وتنمية حوار متسامح، لأنه بدون ذلك لن تستحق القبيلة اليهودية دولتها.
من المذنب؟
تحت هذا العنوان يكتب موشيه ارنس في “هآرتس”، ان قتل الشبان الثلاثة على ايدي الإرهابيين من حماس هو جزء من سلسلة طويلة من جرائم القتل التي ارتكبها عرب الخليل بحق اليهود. بدءا من مذبحة السكان اليهود في الخليل في أغسطس 1929 حيث تم خلال أعمال الشغب التي استمرت ثلاثة أيام ذبح 67 يهوديا من الرجال والنساء والأطفال بالسكاكين وقضبان الحديد. وقد وضعت تلك المجزرة حدا للاستيطان اليهودي في الخليل الذي تواصل منذ العصور الوسطى.
ويقول: لقد اعتبر اليهود على مدار قرون، الخليل، حيث الحرم الابراهيمي، احدى المدن المقدسة، الى جانب القدس وصفد وطبرية، واليهود الذين جاءوا الى الأرض المقدسة سكنوا في هذه المدن. وبعد حرب الأيام الستة فقط اعيد الاستيطان اليهودي في الخليل.
واما غوش عتصيون التي اقيمت خلال فترة الانتداب البريطاني، على مسافة 20 كلم من الخليل، بالقرب من شارع القدس، فقد اعتبر العرب سكانها ضيوفا غير مرغوب فيهم. وفي نوفمبر 1947 قال الشيخ محمد علي جعبري، رئيس بلدية الخليل، ان على يهود غوش عتصيون المغادرة، لمصلحتهم، لأن عرب المنطقة قرروا طردهم. وبعد ذلك هجم العرب على غوش عتصيون وسقطت قوافل الاغاثة التي كانت في طريقها اليها من القدس، ضحية للاعتداءات.
وفي 15 يناير 1948 خرجت مجموعة ضمت 35 متطوعا، من طلاب الجامعة العبرية لتقديم المساعدة لسكان غوش عتصيون، فهوجموا من قبل المحاربين العرب، وحارب هؤلاء حتى نفذت ذخيرتهم وسقطوا في المعركة، وتم التنكيل بجثثهم بوحشية، ولم يتم نشر صورهم التي عثر عليها لاحقا، بتاتا.
وفي 12 أيار 1948، عندما كان البريطانيون لا يزالون في البلاد هوجمت غوش عتصيون من قبل جنود الفيلق العربي الأردني، الذي خضع للقيادة البريطانية، وبفضل تفوقهم في السلاح والعدد هزموا محاربي غوش عتصيون خلال ثلاثة ايام. وسقط اكثر من 100 محارب من غوش عتصيون، وقتل اكثر من 100 بعد استسلامهم، وتم اسر 320 شخصا واخذهم الى الأردن، ومن ثم تم تخريب غوش عتصيون. واعيد بناء البلدات بعد حرب الأيام الستة.
ويهاجم ارنس الصحفي اريه شبيط الذي تجاهل في كتابه My Promised Land — the Triumph and Tragedy of Israel, هذه الاحداث، ويقول ان مذبحة الاستيطان اليهودي في الخليل عام 1929 يتم ذكرها في الكتاب كجزء “من اندلاع قصير للعنف”، ولا يذكر الكتاب المعركة اليائسة التي ادارها المقاتلون، لا في الدفاع عن الغوش خلال حرب الاستقلال، ولا قتل المحاربين الذين استسلموا.
ويذكر شبيط فقط ان غوش عتصيون هُجرّ ودمر في 1948. وفي المقابل تحظى معركة اللد بمكانة محترمة في كتاب شبيط، حيث حارب الجيش الاسرائيلي قوات الفيلق العربي الأردني الذي سيطر على منطقة اللد. ويتهم ارنس شبيط بتجاهل ما يسميه “صراع الحياة او الموت الذي فرض على اسرائيل مع اجتياح الجيوش العربية، والاكتفاء باختيار بعض الحقائق التي تلائم روايته، ويركز على معركة اللد ويتهم الصهيونية بارتكاب جرائم حرب.
ويقول ارنس ان على قراء الكتاب الأجانب ان يعرفوا بأن غالبية الاسرائيليين الشبان والمسنين، لا يشاركون شبيط مشاعره، انهم لا يخافون ويعرفون جيدا من يتحمل المسؤولية عن الصراع اليهودي العربي المتواصل. وقتل الشبان الثلاثة يشكل تذكيرا لكل من نسي.
الحماسيون اليهود
تحت هذا العنوان يكتب عاموس هرئيل في “هآرتس”ن “ان ما يبدو كحل سريع للغز قتل الفتى محمد أبو خضير من شعفاط يعد إنجازا مثيرا للإعجاب من جانب جهتين تلقتا الكثير من الضربات في وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة – الشاباك والشرطة. فالقبض على الشبان الستة من اليمين المتطرف المشبوهين بالقتل، يمكنه أن يساعد في صد الادعاءات التي نسمعها من قبل السلطة الفلسطينية والعرب في إسرائيل، كما لو أن الدولة غير مكترثة لقتل الفتى. كما ان حقيقة نجاح الشرطة، خلافا لتعاملها في احداث أكتوبر عام 2000، بتجنب سقوط ضحايا بين المتظاهرين في القدس الشرقية والجليل والمثلث، يستحق التقدير الكامل. فالوصف الفظيع لقتل الفتى يشعل الغضب؛. ومفتاح تهدئة النار يكمن في منع المزيد من الجنازات.
ويقول هرئيل ان غالبية التفاصيل لا تزال محظورة ولكن حقيقة كون المعتقلين الستة من القدس وبيت شيمش، تثير الاشتباه بأنهم لم يأتوا من المجال الذي تهتم به الكتيبة اليهودية في الشابك، شبيبة التلال وامثالهم في هامش معسكر المستوطنين. فالمشبوهين اقرب الى هامش المجتمع المتدين، من النشطاء الذين يظهرون هنا وهناك في تظاهرات اليمين المتطرف. وحسب التحقيق يثور الاشتباه بأن المجموعة التي تم اعتقالها حاولت اختطاف طفل في التاسعة من عمره من شعفاط قبل يوم واحد من قتل محمد. وسيضطر المحققون الى فحص ما الذي فعلوه في الليلة التالية، قبل خروجهم الى شعفاط فجر الاربعاء.
ويضيف: لن يكون مفاجئا اذا تبين ان المشبوهين شاركوا في تلك الساعة مجموعة الغوغاء الذين لاحقوا العمال الفلسطينيين في مركز القدس بهدف الانتقام منهم. فهذه هي الحشود التي تم ترويضها على العمل، من قبل طلبة الحاخام كهانا، بالتلميح والغمز وليس بتصريح مفصل يمكنه ان يؤدي الى ادانة قانونية، وذلك على مدار سنوات طويلة. وهي تلك المجموعة ستصل كما يبدو الى المحكمة في الأيام القريبة كي تتضامن مع المعتقلين وتتذمر من الملاحقة الوحشية من قبل السلطات.
ويشير هرئيل الى قول نتنياهو خلال جنازة الشبان اليهود الثلاثة ان هناك فجوة اخلاقية عميقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ويقول ان ما نشر حول طريقة قتل ابو خضير يبين ان هذه الفجوة تتقلص بسرعة. ويتساءل: من سيجيد الحكم اخلاقيا بشأن ما هو الأمر الأشد خطورة، قتل الشبان الثلاثة بالرصاص، والغناء بفرح بعد ذلك، او ضرب الضحية وسكب البنزين في فمه واحراقه وهو على قيد الحياة؟
ويقول هرئيل: بعد مقتل ابو خضير نشرت الشرطة تكهنات غير موثوقة (والتي تم نشرها بشكل ما كان سيتم ابدا بشأن ضحية يهودية) تدعي ان قتل ابو خضير تم على خلفية علاقة جنسية مثلية. وقال اليمين ان اليهود لا يرتكبون مثل هذه الفظائع وسارعوا الى نسيان قائمة ليست قصيرة ضمت اسماء مثل عامي بوبر وعيدن نتان زادة وغيرهما من الحماسيين اليهود.
وينتقد هرئيل سلوك نتنياهو بعد الكشف عن قتلة ابو خضير، ويقول انه وعد باستنفاذ القانون بحق قتلة الفتى الفلسطيني وبعث بتعازيه للعائلة، لكنه على الفور عاد الى التمييز بين تعامل اسرائيل مع الارهاب المحلي وسلوك السلطة الفلسطينية في احداث مشابهة. ويضيف: صحيح ان إسرائيل لا تقترب حتى من احتفالات الفلسطينيين بتخليد القتلة كأبطال قوميين، ولكن هذا لا يعني انها تتعامل بشكل متساو مع “المخربين” من الجانبين. ففي الأسبوع الماضي تم هدم منزل الناشط في حماس المشبوه بقتل باروخ مزراحي، لكن احدا لن يهدم بيوت عائلات المشبوهين بقتل ابو خضير لا قبل المحكمة ولا بعدها، ولن يقترح احد اغلاق المؤسسات الدينية التي تعلم فيها هؤلاء. ويمكن الافتراض بأن أي كاتبة لن تركز على مسألة ما الذي دار في خلد الفتى الذي اختطف وقتل في لحظاته الأخيرة.
ويتطرق الكاتب الى اختيار الشاباك ليوم امس بالذات للكشف عن اعتقال سائق سيارة اجرة عربي من الجليل بتهمة قتل الشابة شيلي دادون من العفولة. ويقول ان هذا التوقيت المتكامل بدا وكأن هناك من سعى الى ضمان التوازن المقدس. ويستهجن النشر خاصة وان التحقيق لم ينته بعد.
ويقول: غوش عتصيون، شعفاط والجليل بدت في الأيام الأخيرة، وكأنه عادت الحرب الواسعة بين اليهود والعرب على جانبي الخط الأخضر ويتم اشعال هذا الانطباع من خلال التظاهرات العنيفة التي لم نشهد مثلها طوال سنوات في قرى المثلث والجليل، حيث أثار قتل ابو خضير صدى قاسيا اكثر مما في الضفة الغربية. ويبدو الآن كما لو انه لا تقف وراء هذه التظاهرات واعمال الشغب قيادة ممأسسة، وانما مجموعات شبابية تنسق بعض خطواتها عبر الشبكات الاجتماعية. ويمكن التكهن بأنه توجد هنا دلائل على خلاف بين الأجيال، لأن الكثيرين في المجتمع العربي في اسرائيل يتخوفون من تكرار الضرر الاقتصادي طويل المدى الذي جرته احداث اكتوبر 2000.
ويرى هرئيل بأن الاشتعال في المجتمع العربي في الداخل يوفر لنتنياهو مبررا آخر للامتناع حاليا عن توسيع المعركة ضد حماس في قطاع غزة رغم استمرار اطلاق الصواريخ على النقب. ويقول ان التجاوز المتواصل لما يحدث في غزة يمزق الائتلاف من الداخل ويزيد من عصبية نتنياهو، كما ظهر في المواجهة الفظة بينه وبين وزير الخارجية ليبرمان خلال جلسة الحكومة، امس. وكما قبل عملية “عامود السحاب” في نوفمبر 2012، واجه نتنياهو انتقادات شديدة في وسائل الاعلام وعلى الحلبة السياسية بادعاء تخليه عن سكان محيط غزة. ولكن الفارق هذه المرة هو انه لن يضطر الى المنافسة الانتخابية بعد شهرين. ورغم اطلاق النار فانه يبدو بأن رئيس الحكومة يتمسك بالاحتواء، حتى وان كان يتخوف من ان تحطيم حماس سيؤدي الى حالة فوضى في غزة على غرار الصومال او العراق ويمنح السيطرة لتنظيمات مثل “الدولة الاسلامية” (داعش سابقا) التابعة للقاعدة. ويرى ان إسرائيل وان كانت لا تقول ذلك علانية، تفضل البقاء مع حماس في غزة، فحماس وان كانت ضعيفة ومرتدعة، فانها تخضع للسيطرة ويمكنها كبح التنظيمات الأخرى.
نحن سنصرخ باسمهم
تحت هذا العنوان يشارك الرئيسان، المنتهية ولايته شمعون بيرس، والمنتخب رؤوبين ريفلين، في توجيه دعوة عبر “يديعوت احرونوت”، لوقف العنف والتحريض، واللجوء الى الوحدة ووضع حد لسفك الدماء.
وقالا: “ملعون من يقول: لننتقم”، قال بيالك. ملعون الانتقام المدمر، المسبب للألم لمجرد الألم والمس بالأبرياء. الكفاح القومي لا يبرر العمل الارهابي، اعمال الارهاب لا تبرر الانتقام، الانتقام لا يبرر الدمار والسلب والخراب. وحتى امام الغضب والاحباط، والعنف والألم، يمكن للوضع ان يكون مغايرا، بل يتحتم ان يكون مغايرا”.
“لنسمع الآن الصراخ الصامت لشيلي ونفتالي وغيل عاد وايال ومحمد – اولادنا – يمنع ان يبقى هنا أحد صامتا، لقد صرخوا ونحن سنصرخ باسمهم. في دولة اسرائيل لا فرق بين دم ودم، دولة اسرائيل الديموقراطية تقدس الحق الاخلاقي بالحياة، والحق المتساوي لكل انسان بأن يكون مختلفا. قتل شاب او فتاة، يهودي او عربي، هو عمل لا يمكن تقبله”.
واضاف بيرس وريفلين انه لن يتم طمس أثار القتلة، ولن يتم تكنيسها تحت البساط، فسيتم ضبط المجرمين القتلة وانزال اشد العقوبات بهم. نحن نملك الخيار، الاستسلام للصورة المدمرة التي يعرضها امامنا العنصريون والمتطرفون، او محاربتها حتى النهاية، الاستسلام للارهاب الاسلامي او اليهودي المتوحش او وضع حد له بكل الطرق”.
واضافا: “يجب علينا وقف حملة التحريض، علينا ان نفهم انه لا طريق اخر امامنا الا العيش المشترك. سيتوقف سفك الدماء فقط عندما نفهم جميعا انه لم يكتب علينا العيش معا وانما اعددنا للعيش معا. ان أي تلعثم او تسوية في هذه المسألة سيؤدي الى التدهور الذي يمكنه انزال كارثة ليس بالحياة المشتركة فقط، وانما بالحق بالحياة”.
“لقد علمنا تاريخ شعبنا انه يمكن للكلمات ان تقتل، اننا نتوجه الان الى كل مواطن ومواطنة في بلادنا: حافظوا على احترام القانون وضبط اللسان. في هذا الوقت يمنع الانجرار وراء التحريض الذي سيقودنا الى منحدر الكراهية والعداء. وهذا ليس طريقنا”. “اننا نطمح الى العيش بسلام بيننا والسماح لجيراننا بالعيش بسلام، علينا ان نكون شعبا موجدا في انضباطه واسلوبه”.
لا تشجبوا. الفظوهم
تحت هذا العنوان يكتب ناحوم برنياع في “يديعوت احرونوت” انه بعد الاعلان عن اعتقال اليهود الستة المشبوهين بقتل محمد ابو خضير، صدرت بيانات شجب شديدة اللهجة عن وزراء البيت اليهودي وغيرهم من السياسيين في اليمين. ومضى رئيس البيت اليهودي نفتالي بينت خطوة ابعد من رفاقه، وتعهد بالمطالبة بتطبيق قانون منع العفو العام على قتلة محمد كالمخربين حتى يبقون في السجن حتى آخر أيامهم.
“لا يوجد ما يجعلنا نشكك بهذه البيانات، فالقتل هز كل انسان، في اليمين واليسار او المركز، وكان لدى وزراء اليمين سببا آخر جعلهم يغضبون: فعملية القتل ازالت مطالبهم عن جدول الاعمال. اذ يصعب ادارة حملة فاعلة لاحتلال غزة، وضم اجزاء من الضفة، والقيام بحملة انتقام بدون تمييز ضد البلدات العربية، او تأهيل البؤر الاستيطانية غير القانونية، على مرآى من جثة محترقة لفتى بريء. ان مطالبهم لم يكن لها أي مبرر منذ البداية، وجاءت عملية القتل لتعريها من الغطاء الاخلاقي.
ويقول برنياع: “هذا هو الوقت لنقول لكل الشاجبين: لا تشجبوا، بل الفظوهم. لا تتنافسوا في كيل الشتائم للقتلة، عالجوا المحرضين في صفوفكم، اولئك المسؤولين عن التصريحات المنحلة، غير المسؤولة، التي اطلت بعد اختطاف وقتل الشبان اليهود في غوش عتصيون. الفظوهم من بينكم لأن هذا القتل لم يأت من فراغ، تماما كقتل يتسحاق رابين وايميل غرينتسفايغ، وكأعمال القتل والتخريب التي نفذتها العصابة السرية اليهودية، وكذلك المذبحة التي نفذها غولدشتاين في الحرم الابراهيمي في الخليل، وكعمليات الارهاب التي تنفذها “بطاقة الثمن” وجرائم القتل التي نفذها جاك تايتل وعصابة بات عاين”.
“هذا القتل له ام وأب وعم وعمة. لقد كان يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة رابين، طالبا لدى اهم الحاخامات في القطاع الاستيطاني. وهكذا ايضا القتلة، اعضاء العصابة السرية اليهودية. ويونا ابو روشمي، قاتل اميل غرينتسفايغ، كان جنائيا صغيرا من القدس، ولكنه، حسب افادته، استلهم القتل من خطابات التحريض التي سمعها من الساسة. وحتى اذا كان قتلة الطفل من شعفاط يشبهون يونا ابو روشمي في خلفياتهم، اكثر من يغئال عمير، فان التحريض يتواجد في قلب دافعهم”.
ويقول برنياع انه سيتم معالجة القتلة من قبل رجال القانون، اما المحرضين فيمكن ان يعالجهم الجهاز السياسي. ويعطي برنياع مثالا على المحرضين الذين يجب لفظهم، ويكتب ان داني دانون، نائب وزير الامن، اوصى عشية العثور على جثث الشبان اليهود، بانتهاج اسلوب الرئيس الروسي. وكتب على صفحته في الفيسبوك: “لو تم اختطاف فتى روسي، لكان بوتين سيمسح القرى عن وجه الأرض الواحدة بعد الأخرى”. ويتساءل برنياع: هل قام دانون بعد قتل الفتى محمد بانتقاد عملية القتل او انه يشعر بالسعادة. لكن الامر لن يغير شيئا. فالأمر الذي يحدد في التحريض هو ما تم كتابته من قبل.
ويضيف: يمكن لدانون ان يكون نائبا لوزير الامن في حكومة بوتين، لكنه كان يجب على حكومة نتنياهو ان تلفظه من داخلها. ومثل دانون هناك العديد من الشخصيات التي ينتقد برنياع تصريحاتها المحرضة وصمتها ازاء قتل الفتى الفلسطيني. ومن بين هؤلاء عضو الكنيست اوريت ستروك من البيت اليهودي التي لم تكتب شيئا عن قتل الفتى العربي، لكنها عندما قتل الشبان اليهود كتبت انه سيتم اختبار الحكومة بناء على الثمن الباهظ الذي ستجبيه من المخربين وبيئتهم. ويتساءل برنياع: ما الذي تعنيه ببيئتهم؟ انها لم توضح ذلك، وتركت التفاصيل لخيال القراء.
ويخلص برنياع الى القول: ان العبرة من كل ذلك هي انه لم يتم استخلاص العبر بتاتا، لا من قتل اميل غرينتسفايغ، ولا من قتل رابين، ولا من جرائم العصابة السرية اليهودية ولا من مجزرة غولدشتاين. انهم يشجبون اعمال القتل، لكن التحريض الذي يقود الى القتل يعتبر خطوة شرعية، وطنية، قومية، وهناك من يقول انها تجلب الأصوات، ايضا.
كما يبدو فان التاريخ لن يتكرر
تحت هذا العنوان يكتب غيورا ايلاند في “يديعوت احرونوت” ان احداث الأيام الاخيرة ولدت الكثير من التصريحات بشأن اندلاع انتفاضة ثالثة، وبالفعل فان الظروف الحالية تذكر بتلك التي سادت في اكتوبر 2000، ففي الحالتين جرت مفاوضات اسرائيلية – فلسطينية آلت الى باب موصد، وفي الحالتين وقع حدث منفرد في القدس، ادى الى اشعال النار، وفي الحالتين اشعلت حلبة واحدة الحلبات الأخرى، وفي الحالتين قام العرب في اسرائيل بأعمال شغب عنيفة جدا. ومع ذلك، يبدو ان التاريخ لن يكرر نفسه، لان هناك فارقا جوهريا في عدة جوانب، وكذلك لأنه تم استخلاص العبر.
فالعبرة الأولى التي تم استخلاصها من قبل الشرطة هي نشر الكثير من القوات خلال فترة زمنية قصيرة. والقوات الكبيرة تخلق الردع، لكن الأهم انها تتيح التغلب على الاضطرابات دون الحاجة الى استخدام النيران الحية. كما ان القيادة العربية في إسرائيل، او على الأقل جانبا منها، استخلصت العبر من تلك الأحداث. فتصريحات مهدئة كتلك التي سمعناها من رئيس بلدية قلنسوة وغيرها لم نسمعها في احداث 2000.
لقد بات واضحا للقيادة الموزونة للعرب في اسرائيل ان كل جولة من العنف تعيد الى الوراء كل محاولة لتحسين حقوق العرب. واما العبرة الثالثة التي تم استخلاصها، وان كان ذلك متأخرا، فهي تتعلق بالحاجة الى تطبيق القانون ضد نشاطات “بطاقة الثمن”. واذا تم حقا حل لغز قتل الفتى من شعفاط، فهذا يعبر عن الاصرار المطلوب اظهاره حتى عندما يكون الضحايا عربا.
والعبرة الرابعة والأخيرة تتعلق بسرعة البدء بالتسهيلات في الخليل منذ لحظة العثور على جثث الشبان الثلاثة. ويبدو ان الجهاز الأمني يميز بين استمرار الجهود لاعتقال القاتلين وتقييد خطوات حماس، وبين الاعتراف بأن الضغط على الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية يجب ان يكون نتاجا لحاجة عسكرية فقط وليس وسيلة للعقاب الجماعي.
ويرى ايلاند وجود فارقين آخرين بين آنذاك والآن، يتعلقان بالجانب السياسي. الاول، ان ياسر عرفات شجع العنف في عام 2000، بينما يتحفظ منه ابو مازن، والثاني هو ان غزة والضفة لا تشكلان عمليا كيانا سياسيا واسعا. وحسب رأيه فان السلطة الفلسطينية والغالبية الفلسطينية في الضفة لا تملك حاليا مصلحة في اطلاق انتفاضة ثالثة. واما حماس في غزة فمعزولة، وكلما هدأت الأوضاع في الضفة والقدس وداخل إسرائيل، كلما تقلصت محفزات حماس على اطلاق النار. ولكن اذا قررت إسرائيل الرد على اطلاق الصواريخ، على غرار عملية “الرصاص المسكوب”، فان ذلك سيكون مواجهة عسكرية بين دولة اسرائيل ودولة غزة، وليس انتفاضة تشمل الفلسطينيين في الضفة وفي اسرائيل.
ويرى ايلاند ان التعامل مع غزة كدولة يسمح لإسرائيل، حسب القانون الدولي، ايضا، بمهاجمة بناها التحتية القومية في حال مهاجمتها لإسرائيل، وحسب رأيه فان هجوما كهذا فقط يمكنه ان يخلق ردعا فاعلا وجدولا زمنيا قصيرا. ويقول ان هذا الهجوم سيقع، واذا لم يكن اليوم فبعد عدة أشهر، والمهم ان يتم اعداده عسكريا وشرحه سياسيا كخطوة تقوم بها دولة ضد دولة تهاجمها.
وحسب رأيه فان النجاح النسبي في الحفاظ على الردع مقابل لبنان ينبع عن فهم مصادر القوة هناك ان “حرب لبنان الثالثة” ستؤدي الى تدمير للدولة اللبنانية وبناها التحتية، وحزب الله ليس معنيا بذلك. وحماس، حسب رأيه تعمل وفق المنطق ذاته.
العالم يهتم فقط باليهود القتلة
تحت هذا العنوان يكتب درور ايدر في “يسرئايل هيوم” انه “بعد عدة أسابيع من الوحدة في المجتمع الإسرائيلي بدأ الهجوم المضاد “الاخلاقي” واصبح يتم اظهارنا جميعا، كل مواطني اسرائيل، منذ الآن، كمسؤولين عن جريمة القتل البشعة لمحمد ابو خضير. لقد كتب النائب احمد الطيبي محرضا، الى جانب صورته مع الفتى العربي الذي تعرض الى الضرب الشديد من قبل حرس الحدود ان “إسرائيل التي تدعي بأنها دولة ديموقراطية هكذا يبدو وجهها”، وفهم ناخبوه الرسالة واشعلوا بلداتهم”.
ويقول ايدر: “ان المفهوم ضمنا، هو ان من سيتم التوصل الى مسؤوليته عن عملية القتل الرهيبة والبشعة للطفل العربي من شعفاط، يجب تشديد العقوبة ضده اكثر مما يحدد القانون، ومعاقبة كل من دعم وساعد على تنفيذ العملية وشجبه ولفظه من قبل المجتمع، فتعالوا نأمل ان يؤدي الكشف عن هذه المجموعة الى معالجة هذا الورم اللعين الذي يهددنا جميعا. ولكننا لا نحتاج الى تأهيل اخلاقي من الطيبي او ابو مازن، ولا من مجموعة المنافقين في اليسار الراديكالي التي تتربص بنا وتسوق فرية دموية، كما لو كنا جميعا نريد قتل الفتى.
“لن تعلمونا الاخلاق، فليست الاخلاق هي التي ترشد المنافقين وانما الرغبة باخضاع اسرائيل ونزع شرعيتها، كي لا تستطيع الدفاع عن نفسها في مواجهة من يستهدفونها.
وحسب ادعائه: “لم نسمع هذه المجموعة ولا ذرة من الصدى العالمي للقضية الحالية، عندما اختطف الشبان الثلاثة. وفي اليوم الذي قتل فيه محمد ابو خضير، قتل في سوريا والعراق وغزة مئات العرب بأيدي اخوتهم، فهل سمع احد صوت الطيبي؟ العالم يهتم فقط بالقتلة اليهود، اما العرب القتلة فلا يعتبرون خبرا.
لقد نجح الفلسطينيون ومساعديهم طوال سنوات، بغمر وسائل الاعلام والسياسة العالمية بانعكاسات مضادة لإسرائيل عزفت على اللاسامية القديمة. وهاكم ورقة اختبار حقيقي: ابحثوا عن ذات المقياس من القلق والرهبة ازاء الكشف عن هوية القاتل العربي الإسرائيلي للشابة شيلي دادون.
والآن الى المقارنة. لا توجد أي مقارنة، فبينما يجري الحديث لدينا عن مجموعة هامشية دنسة في المجتمع الذي يشجب جرائمها ويتمنى لها كل الشر الكامن في العالم، فانه لدى جيراننا يحظى قتلة الاطفال بالتقدير، ويتم اطلاق اسمائهم على الساحات، وتمجيدهم في كتب التعليم، ولا يوجد أي شجب، باستثناء الشجب الفارغ: “نحن نشجب كل قتل للأبرياء” (والذي يعني ان اليهود الذين قتلوا ليسوا ابرياء). وملاحظة اخيرة: كل صاروخ يسقط في النقب يعتبر كجريمة قتل، ويجب الرد بما يتفق مع ذلك!