رام الله/ قالت أغلبية 65% من الإسرائيليين و63% من الفلسطينيين أن من المستحيل التوصل حاليا الى تسوية نهائية ودائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
جاء ذلك في أحدث استطلاع مشترك للرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي أجراه في الفترة الواقعة ما بين 9-15 كانون أول الجاري كل من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله ومعهد ترومان لأبحاث السلام في الجامعة العبرية.
وتعتقد النسبة الأكبر (40%) من الإسرائيليين أن على إسرائيل القيام بعمليات محدودة مؤقتة لوقف القصف الصاروخي ثم الخروج من قطاع غزة، وفيما قال 54% من الإسرائيليين أنهم يعتقدون أنه يمكن لإسرائيل القضاء على سلطة حماس، فإن أغلبية مماثلة (55%) تؤيد وقف النار الحالي مع حماس و51% يؤيدون إجراء مفاوضات مع حكومة حماس إذا كان ذلك ضرورياً من أجل التوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينيين.
في الجانب الفلسطيني فان أكثر من 80% من الفلسطينيين أن نتيجة حرب غزة بين حماس وإسرائيل جاءت انتصاراً لحماس بالتوازي مع ذلك وجد الاستطلاع ازدياداً بمقدار 11 نقطة مئوية في نسبة الاعتقاد بأن العمليات المسلحة هي الخيار الأفضل لإجبار الإسرائيليين على الانسحاب ووجد انخفاضاً بمقدار 7 نقاط مئوية في نسبة الاعتقاد بأن المقاومة السلمية هي الخيار الأفضل وذلك مقارنة بالوضع قبل سنة. هناك أيضاً زيادة بمقدار 7 و8 نقاط مئوية في نوايا التصويت لحماس وهنية في الانتخابات التشريعية والرئاسية مقارنة بالوضع قبل ثلاثة أشهر، بل إن هنية يفوز في انتخابات رئاسية لو جرت اليوم.
وقد بلغ حجم العينة في الجانب الفلسطيني 1270 شخصاً تمت مقابلتهم وجهاً لوجه في 127 موقعاً سكانياً تم اختيارها عشوائيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة الواقعة بين 13-15 كانون أول 2012 وبلغت نسبة الخطأ 3%، أما العينة الإسرائيلية فبلغت 600 إسرائيلياً تمت مقابلتهم من خلال الهاتف وذلك باللغات العبرية والعربية والروسية وذلك في الفترة ما بين 9-13 كانون أول 2012، وبلغت نسبة الخطأ 4.5%.
وتم إعداد الاستطلاع والإشراف عليه من قبل د.خليل الشقاقي أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ود. يعقوب شامير أستاذ الاتصالات بالجامعة العبرية.
وفيما يلي النتائج الرئيسية للاستطلاع:
ردود الفعل على حرب غزة والاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة
-81% من الفلسطينيين يعتقدون أن حماس هي التي خرجت منتصرة من الحرب مع إسرائيل، أما الإسرائيليون فهم منقسمون في تقديراتهم: 42% يعتقدون أن كلا الطرفين لم يخرجا منتصرين و26% يعتقدون أن إسرائيل هي التي خرجت منتصرة و20% يعتقدون أن حماس هي التي انتصرت و10% يعتقدون أن الطرفين قد انتصرا.
– في التقديرات حول الطرف الأكثر استفادة من اتفاق التهدئة تتقارب مواقف الطرفين، النسبة الأكبر من الطرفين (41% من الفلسطينيين و42% من الإسرائيليين) تعتقد أن التهدئة هي في صالح الطرف الفلسطيني، وتقول نسبة من 39% من الفلسطينيين و36% من الإسرائيليين أن التهدئة في مصلحة الطرفين، وتقول الأقلية (16% من الفلسطينيين و13% من الإسرائيليين) أنها في مصلحة إسرائيل.
-55% من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار مع حماس و41% يعارضونه.
-عندما سألنا الإسرائيليين عما ينبغي على إسرائيل عمله في حال تجدد قصف البلدات الإسرائيلية من قطاع غزة أجابت نسبة من 40% بأن الرد ينبغي أن يكون على شكل عمليات محدودة مؤقتة ثم الخروج من القطاع وقالت نسبة من 25% أن على إسرائيل في هذه الحالة إعادة احتلال القطاع والبقاء فيه وقالت نسبة من 28% أن على إسرائيل اللجوء للخيار الدبلوماسي وليس العسكري. بعد العملية العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع في عام 2009 كانت النتائج مماثلة: 38% و30% و28% على التوالي.
– 41% من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حكم حماس في قطاع غزة ونسبة من 54% تعتقد عكس ذلك، وهذه النتائج مشابهة لتلك التي حصلنا عليها في آذار 2009 بعد حرب غزة السابقة في ذلك العام حيث قالت آنذاك نسبة من 43% أن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حكم حماس وقالت نسبة من 55% أنها تستطيع ذلك.
– 43% من الفلسطينيين يقولون أنه بالنظر لنتائج الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس فإن إسرائيل لن تقوم بشن حرب برية على القطاع في المستقبل القريب، ولكن 52% يعتقدون أن إسرائيل ستقوم فعلاً بذلك.
-عند سؤال الفلسطينيين عن رأيهم في الطريقة الأفضل لإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وذلك على ضوء نتائج حرب غزة ونتيجة التصويت في الأمم المتحدة لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية فإن 60% اختاروا طريق حماس و28% اختاروا طريق عباس.
– بموازاة ذلك، تتعزز مكانة حماس بين الجمهور الفلسطيني. لو جرت انتخابات رئاسية جديدة فإن هنية يفوز بـ 48% من أصوات المشاركين وعباس يحصل على 45%. قبل ثلاثة أشهر حصل عباس على 51% وهنية على 40%. نسبة التصويت الراهنة لهنية هي الأعلى منذ فوز حماس في الانتخابات في عام 2006، أما في الانتخابات التشريعية فإن 35% يقولون أنهم سيصوتون لحماس و36% لفتح.
تشير هذه النتائج إلى ارتفاع حاد في شعبية حماس مقارنة بالوضع في الماضي عندما حصلت حماس على 28% من الأصوات، أما شعبية فتح فبقيت تقريباً دون تغيير.
-سألنا الفلسطينيين عن رأيهم في كيفية إجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية بعد التصويت في الأمم المتحدة وسألنا الإسرائيليين عن تقديراتهم لما سيقوم به الفلسطينيون، 41% من الإسرائيليين يعتقدون أن الفلسطينيين سيعودون للانتفاضة والمواجهات المسلحة بينما تعتقد نسبة من 26% أنهم سيبدأون مقاومة سلمية و20% يعتقدون أنهم سيعودون للمفاوضات.
وجد الاستطلاع أن 41% من الفلسطينيين يدعون فعلاً للعودة لهجمات مسلحة ضد الجيش والمستوطنين، و24% يدعون لمقاومة سلمية، و30% يدعون للعودة للمفاوضات. في استطلاعنا السابق في كانون أول 2011 كانت مواقف الفلسطينيين منقسمة حيث قالت آنذاك نسبة من 31% أن مقاومة سلمية يمكنها إجبار إسرائيل على الانسحاب، وقالت نسبة من 30% أن العمليات المسلحة ضد الجيش والمستوطنين هي الأكثر فاعلية وقالت نسبة من 32% بالعودة للمفاوضات.
– 32% من الإسرائيليين يعتقدون أنه وبعد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة فإن على إسرائيل قبول القرار الدولي وبدء مفاوضات مع الفلسطينيين لتطبيقه، وقالت نسبة من 26% أن على إسرائيل قبول القرار الدولي ولكن بدون السماح للفلسطينيين بإحداث أي تغيير على الأرض، وقالت نسبة من 27% أن على إسرائيل معارضة القرار وتعزيز البناء في المستوطنات، وقالت نسبة من 4% أنه على إسرائيل ضم المناطق لها، وقالت نسبة من 6% أن على إسرائيل إعادة احتلال مناطق السلطة لمنع قيام دولة فلسطينية.
-بعد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة وبعد حرب غزة فإن 61% من الإسرائيليين يعتقدون أن العمليات المسلحة لن تتوقف وأن الطرفين لن يعودا للمفاوضات فيما تعتقد نسبة الثلثين من الفلسطينيين أن المفاوضات ستعود مع أو بدون مواجهة مسلحة.
2) هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية:
-53% من الإسرائيليين يؤيدون تعاوناً بين الولايات المتحدة وإسرائيل في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية و20% فقط يؤيدون هجوماً إسرائيلياً منفرداً بدون تعاون مع الولايات المتحدة، و21% يعارضون أي هجوم على إيران.
-تعتقد أغلبية من الفلسطينيين (55%) أن إسرائيل لن تقوم بشن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية إذا تم انتخاب نتنياهو رئيساً للوزراء في إسرائيل، وقالت نسبة من 34% أن إسرائيل ستقوم بشن ضربة كهذه في تلك الحالة.
3) الحل الدائم على غرار أفكار كلينتون ومبادرة جنيف:
-56% من الإسرائيليين و43% من الفلسطينيين يؤيدون هذا الحل الدائم، تشير هذه النتائج إلى انخفاض ملموس في تأييد هذا الحل بين الفلسطينيين وانخفاض محدود بين الإسرائيليين مقارنة بالوضع قبل سنة (في كانون أول 2011) عندما أيده 58% من الإسرائيليين و50% من الفلسطينيين.
-منذ بدأنا فحص المواقف تجاه هذا الحل الدائم، وذلك في عام 2003، فإننا لم نجد تأييدا من الأغلبية في الطرفين معاً إلا في كانون أول (ديسمبر) 2004 وذلك بعد حوالي شهر من وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. كانت نسبة التأييد لهذا الحل الدائم آنذاك 64% بين الإسرائيليين و54% بين الفلسطينيين. كانت نتائج 2011 هي الأقرب لنتائج 2004.
فيما يلي تفصيلا بمواقف الطرفين من البنود المختلفة للحل الدائم:
أ) الحدود النهائية وتبادل الأراضي:
– بين الفلسطينيين:53% يؤيدون أو يؤيدون بشدة 45% يعارضون أو يعارضون بشدة انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء بعض المناطق الاستيطانية التي تبلغ أقل من 3% من الضفة حيث يتم تبادل أراضٍ مع إسرائيل تنقل بموجبه مساحة مماثلة من إسرائيل لفلسطين وذلك حسب خريطة قدمت للمستطلعين، كانت هذه الخريطة مطابقة لخريطة قدمت للمستطلعين في استطلاع كانون أول 2011، حيث أيد هذا الحل في ذلك الوقت 63% وعارضه 36%.
– بين الإسرائيليين: 46% يؤيدون 49% يعارضون قيام دولة فلسطينية في كل الضفة الغربية وقطاع غزة ما عدا عدة كتل استيطانية كبيرة تبلغ مساحتها 3% من الضفة الغربية يتم ضمها لإسرائيل، في المقابل يحصل الطرف الفلسطيني على مناطق من إسرائيل ذات حجم مشابه على حدود قطاع غزة وتقوم إسرائيل بإخلاء كافة المستوطنات الأخرى. أيد 51% من الإسرائيليين هذه التسوية وعارضها 44% في كانون أول (ديسمبر) 2011.
ب) اللاجئون:
-بين الفلسطينيين: 41% يؤيدون 56% يعارضون تسوية يتم فيها حل مشكلة اللاجئين بإقرار الطرفين بأن الحل سيتم على أساس قراري الأمم المتحدة رقم 194 ورقم 242. يعطى اللاجئون خمسة خيارات للإقامة الدائمة هي (1) دولة فلسطين، (2) مناطق في إسرائيل يتم نقلها لدولة فلسطين في تبادل الأراضي، ولا يكون هناك قيود على عودة اللاجئين لهاتين المنطقتين. أما المناطق الثلاث الأخرى فتكون الإقامة فيها خاضعة لقرار من دولها وهي: (3) دول أخرى في العالم تبدي استعداداً لقبول اللاجئين، (4) دولة إسرائيل، و(5) الدول المضيفة. يكون عدد اللاجئين الذين يعودون إلى إسرائيل مبنياً على أساس متوسط عدد اللاجئين الذين يتم قبولهم في مناطق أخرى مثل استراليا وكندا وأوروبا وغيرها. ويحق للاجئين كافة الحصول على تعويض عن لجوئهم وعن فقدانهم للممتلكات. حصلت هذه التسوية على تأييد 45% ومعارضة 53% في استطلاع كانون أول2011.
• بين الإسرائيليين: 42% يؤيدون هذه التسوية و49% يعارضونها. بلغ التأييد لهذه التسوية 42% والمعارضة 51% في كانون أول 2011.
(ج) القدس:
– بين الفلسطينيين: 29% يؤيدون 70% يعارضون تسوية لقضية القدس بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وتصبح الأحياء العربية تحت السيادة الفلسطينية والأحياء اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية وتصبح البلدة القديمة بما في ذلك الحرم الشريف تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وحائط المبكى اللذين يصبحان تحت السيادة الإسرائيلية. حصلت هذه التسوية على تأييد 40% ومعارضة 59% في استطلاع كانون أول 2011.