غزة /اشعلت الانتخابات الداخلية في حماس ، صراعاً غير مسبوقاً بين اعضاء مجلس الشورى المكون من سبعين عضواً والمكتب السياسي القديم ، بسبب تجاذبات شهدتها نقاشات حادة ، حول البرنامج ” الأم” للحركة والتغييرات الحاصلة بحكم الوقائع والممارسات ، والتي افرزت آراء تؤكد على ضرورة تطوير الخطاب والاسلوب داخل الحركة ، وهذا بدى للبعض أنه تراجعاً عن الثوابت التي انطلقت من أجلها حركة حماس في عام 1987 ، ليجد “الحداثيون” في الحركة أنفسهم في تيار و”المتشددون” في تيار أخر ، وأن برز تيار “الوسط” الذي يمسك العصا من المنتصف ، إلا أن الصراع ظل قائماً بين ” الحداثيون والمتشددون” وربما خالد مشعل صاحب مدرسة التطوير والتغيير والتبديل في الاساليب والمفاهيم داخل الحركة هو أكثر المقبولين على الصعيد الاقليمي والفلسطيني ، وربما أكثر المرفضين من تيار المتشددين داخل الحركة ، والذي يتزعمه الدكتور محمود الزهار .
الدكتور الزهار حسب ما تم تسريبه من أنباء غير مؤكدة من جهات رسمية في حركة حماس خسر مكانه في المكتب السياسي ، واذا صدقت الأنباء فأن الزهار سيعود الى قطاع غزة ، بوضع صعب ، يترتب عليه عدة ردات فعل خاصة وأن علاقاته محصورة ولكنها قوية في الدائرة الامنية والعسكرية في حركة حماس ، وعليه قد يشهد القطاع تطوراً بالتصعيد مع حركة فتح لم يكن مقدر لها أن تكون لو بقي الزهار عضوا في المكتب السياسي ، ليشارك في صياغة القرار الاعلى للحركة بخصوص التهدئة مع اسرائيل والمصالحة مع حركة فتح ، ولكن خروجه من دائرة القرار يعني ، توسعه في التأثير على من يملك عليهم سلطة وقوة وهم على الارجح قادة أجهزة أمن حماس .
من جهتها أفادت تقارير صحفية إسرائيلية، أن مصادر من حركة ‘حماس’ كشفت أن مسئولين مصريين بارزين وآخرين في حماس ضغطوا على خالد مشعل مدير المكتب السياسي للحركة للبقاء في منصبه لأن انتخاب قائد جديد سوف يشعل الفتنة الداخلية، مما سوف يؤدي إلى تأخير تدابير مرتبطة بالعلاقات المصرية مع غزة والمصالحة مع حركة ‘فتح’.
وقالت صحيفة ‘هآرتس’ العبري:’ إن مصادر في القاهرة أكدت أن ‘موسى أبو مرزوق’ نائب ‘مشعل’ و’إسماعيل هنية’ رئيس حركة حماس في غزة اختارا عدم المشاركة في الانتخابات’.
يذكر أن هيئة صنع القرار الرئيسية لـ ‘حماس’ أعادت اختيار مشعل كقائد سياسي لأربعة سنوات أخرى، وأكدت الحركة على ذلك أمس الثلاثاء.
فيما تكتمت المصادر عن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي لحركة حماس ، وبدأت التكهنات تتسرب الى وسائل الاعلام ، مع القليل من ترشيحات وصلت الصحفيين ، وجلها تقول أن محمود الزهار خسر كرسيه في المكتب السياسي بالاضافة الى أخرين ابرزهم أحد مساعدي مشعل ومقربيه ومستشاريه الاعلاميين عزت الرشق ، بينما لم تؤكد المعلومات صحة ما جاء أن يحيى السنوار الاسير المفرج عنه بصفقة شاليط ، ومعه روحي مشتهى ، والقيادي البارز في كتائب القسام ، قد نجحا بالحصول على عضوية المكتب السياسي ، ولكن تعدد المصادر يشير انهما نالا ثقة شورى حماس .
وفي محاولة استرضاء غير متوقعة كان من المقترح أن يتسلم خالد مشعل رئاسة مجلس شورى حماس ، ولكنه رفض هذا المنصب واعتبره ابعادا عن القرار السياسي .
ونفت المصادر ما تردد أن مشعل فاز برئاسة حركة حماس بالتزكية عقب انسحاب أبو مرزوق وهنية لصالحه، وأوضحت أن “هذا الأمر طرح لكن هنية أصر على ضرورة أن تجرى الأمور عبر الترشح والانتخاب”.
وجاءت العديد من المصادر لتؤكد أن الزهار خسر كرسيه في المكتب السياسي لحماس ، وأضافت المصادر أن الاجتماعات أسفرت عن خروج الزهار من موقعه في المكتب السياسي، لافتة إلى أن “الزهار آثر الانسحاب لأنه رفض ما يجري من توزيع الملفات والمهمات، إذ يبدو أنه لم يرض بالملف الجديد الذي تم تكليفه به”.
أمد.