رام الله : تصاعدت وتيرة الأحداث المتواصلة اليوم الأثنين في مدن عدة بالضفة الغربية ، بعد تشييع جثمان الأسير الشهيد عرفات جرادات ، مما أدى الى إصابة العديد من الشبان والمتظاهرين ، الناتج عن اطلاق نار حي ومطاطي ، من قبل أفراد جيش الاحتلال الاسرائيلي .
ورصداً لما يجري في مدن الضفة حصل (أمد) على تصريحات لإمناء عامون في بعض فصائل منطمة التحرير وقيادات وطنية لتسليط الضوء على المشهد وتقديراته المحتملة القادمة :
الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية لمنطمة التحرير الفلسطينية والوزير في السلطة الوطنية يقول :” أن مجموعة من العوامل ستؤدي الى تطوير الاوضاع الراهنة نحو التفجير من الداخل ، ولن تكون هذا التفجير بوجه السلطة الوطنية كما سعت اليه اسرائيل سابقا، ولكن سيكون في وجه الاحتلال ، الذي أوصل شعبنا الى حالة من الاحباط واليأس بسبب انعدام الافق بالعملية السلمية ، مضافا اليه الحصار المالي ، وتغذية الكراهية من قبل قطعان المستوطنين واستمرار الاستيطان ، كما أن قضية الأسرى واساليب القمع والاعتقال والمطاردة حشر الاوضاع في زاوية قاتمة ، وشعبنا لم يعد لديه سوى أن ينفجر أمام هذه المعطيات صنيعة الاحتلال .
وقال مجدلاني بإتصال مع (أمد) :” انسداد الافق بالعملية السلمية بل سقوطها بسبب التعنت الاسرائيلي ، سحب الثقة من ابناء شعبنا وقياداتها بإحداث أي تقدم على هذا الصعيد ، والقوى السياسية لا تستطيع أن تقف متفرجة على حركة الشارع ، والقوى عليها مسئوليتها وأن تكون جزءاً من هذا الحراك ، لإنهاد الجمود بالعملية السلمية ، وفك الحصار المالي ، رغم أن حصول فلسطين على عضوية مراقب في الامم المتحدة أعطى أملاً في قضيتنا الوطنية ، ولكن ما يمارسه الاحتلال على الارض يعزز تقديرات الانفجار في مدن الضفة ، وأعتقد أن قضية الاسرى واستشهاد الأسير عرفات جرادات جعل من الاوضاع أكثر تعقيداً واعطت موجة كهربائية قوية للإنطلاق نحو فعل غير معروف ملامحه بعد إن كان انتفاضة ثالثة أو مواجهة عنيفة مع الاحتلال ، وعلى أي كان الاوضاع تتجه نحو التصعيد “.
اما الدكتور واصل ابو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، قال بإتصال مع (أمد) :” أن الهبة الشعبية العارمة التي خرجت في مدن الضفة الغربية ، للتضامن مع الاسرى البواسل في سجون الاحتلال ، خاصة بعد استشهاد الاسير البطل عرفات جرادات ، فأن هذه الهبة الشعبية العارمة تأتي في ظل انسداد الافق السياسي ، والجمود بالعملية السلمية ، والحصار المالي للسلطة الوطنية ، واستمرار الاستيطان ، بالاضافة الى الوضع الداخلي الفلسطيني ، من انقسام بين شطري الوطن ، وسوء الاوضاع المعيشية وزيادة البطالة ولد عند الكثيرين الاحباط من الشعور بضرورة التحرك من أجل انهاء هكذا حالة لا يمكن التعايش معها “.
من جهتهم دعا أسرى حركة فتح داخل سجون الاحتلال “كل جماهير شعبنا الأبية بعدم وقف الهبة الجماهيرية المشرفة بل وتصعيدها أكثر فأكثر لان الاحتلال لا يفهم لغة المفاوضات الهادئة حتى ننال حريتنا ونوقف جرائم الاحتلال العنصرية”.
وبارك الاسرى في بيان نقله نادي الأسير الفلسطيني ، خطوات القيادة الحكيمة وطالبها بدعم الهبة الجماهيرية الشعبية والغليان السائد في الشارع الفلسطيني لان الخيارات الأخرى ستكون اشد وأصعب وأمر”.
ودعا البيان “كل فصائل العمل الوطني بإشعال الحراك الجماهيري من خلال عناصرها وأبنائها ومناصريها على ارض الواقع في الشارع الفلسطيني والعمل الجاد لإطلاق سراحنا”.
وقال أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري في حركة فتح بإتصال مع (أمد) :” من الواضح أن الامور تتجه نحو التصعيد وانتفاضة ثالثة ، بسبب التعنت الاسرئيلي واساليب قمعه ، وقتله للاسرى في السجون الاسرائيلية ، وبسبب استمرار الاستيطان ، والحصار المالي ، ولا أحد يعرف مدى ما يجري ولا أحد لديه معلومات حول ما سيكون في مدن الضفة الغربية .
وقال مقبول :” أن اليمين المتطرف الاسرائيلي يرغب بمواصلة استفزاز الشعب الفلسطيني ، خاصة مع اقتراب قدوم الرئيس الامريكي باراك اوباما ، واتوقع أن زيارته ستشهد اضطرابات في المنطقة ، لخلط الاوراق من قبل اسرائيل “.
وبخصوص المصالحة مع حركة حماس قال مقبول :” المصالحة انهاء الانقسام أمر ضروري وملح ومن المؤسف أن حماس لا زالت تنظر الى هذه المسألة نظرة تكتيكية ، وتأجيلها للقاءات المصالحة من قبلها يؤكد عدم جديتها في تطبيق المصالحة ، والواجب الوطني يحتم على الجميع الان الالتفاف حول قضية الاسرى لحمايتهم من قبضة السجان ، والانتصار بالوحدة الوطنية لعدالة قضيتنا “.
من جهة ذكرت أنباء إعلامية اليوم الاثنين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهمك منذ ساعات صباح في سلسلة طويلة ومكثفة من المشاورات الأمنية وذلك على خلفية التوتر السائد في الضفة الغربية والتظاهرات الفلسطينية المستمرة وفقا لما أورده موقع “ريشت بيت” العبري.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة مساء اليوم الاثنين، إن استمرار التصعيد الإسرائيلي المتمثل بالاستيطان وحجز الأموال الفلسطينية، والاستخفاف بالطموحات الفلسطينية، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع، ولن يؤدي إلى نجاح عملية السلام، خاصة أن المنطقة بانتظار زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأضاف أبو ردينة في تصريح لوكالة الانباء الرسمية ” وفا” هذه السياسة ستضع المنطقة في حالة من التوتر الذي سينعكس سلبا على الجميع، موضحا أن التصعيد الإسرائيلي يضع العراقيل أمام زيارة أوباما.
أمد.