بعد ان سقطت ديباجة وخاتمة بيانات فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية من بياناتها في زمن الثورة التي أكدت على شعار ( تسقط الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية )،لا نستطيع ان ندعي بان ما يسوغ عنوان المقال مرتبط بذلك الشعار العظيم والذي لا يزال صائبا،وانما بمستوى السذاجة الواقعية التي تتحلى بها السياسة الفلسطينية والعربية اليوم بدعوى الواقعية .
فمن الواقعي ان تتم معاملة رئيس بحجم الرئيس الاميركي في اسرائيل بما يليق برئيس دولة عظمى ترعى حقوق الانسان الاميركي وتوأمه الاسرائيلي حتى وان تطلب الدفاع عن حقوق هذين الشعبين ابادة شعوب اخرى ، والاستيلاء على اوطانها وتدمير مقدراتها لصالح المواطن الصالح في واشنطن وتل ابيب.
أما في فلسطين فحكاية الترحيب بالرئيس أوباما يفترض ان ترتبط بموقف هذه الدولة الرافض لقيام الدولة الفلسطينية مصطفا مع حكومة المستوطنين في الكيان الاسرائيلي، التي تقتل وتعتقل وتهجر شعبنا يوميا اذا تجاوزنا وجود هذا الكيان القائم على مقبرة الفلسطينيين.
وليس المطلوب هنا سلوك فلسطيني خارج عن اساسيات اخلاق الضيافة والكياسة الفلسطينية، وانما شيئا شبيها بطريقة استقبال أوباما في اي ولاية اميركية تحتج على الضرائب او سياسات التعليم، وليس احتجاجا على اعتراف الاتحاد الاميركي بهذه الولاية .
ونعلم جميعا بان اية ولاية اميركية كانت ستستقبل الرئيس بالمظاهرات الاحتجاجية امام رفضه مطالبها المعيشية ، بينما اجدادهم استقبلوا اسلاف الرئيس بصراع ضروس، في رفضهم لهيمنة الشمال على الجنوب،فكيف سنطالب شعبنا باستقبال الضيف المهم .
ان هذا الاستقبال يجب ان يكون بمستوى رفض الرئيس لاستقبال فكرة اعتراف الامم المتحدة بعضوية فلسطين كدولة
–مراقب- في المنظمة الدولية ، وحتى وان قامت القيادة الفلسطينية بالقيام بواجبها الدبلوماسي استقبالا للرئيس ، فان شعبنا ليس ملزما باستقبال هذا الرجل بغير ما يليق بسلوك ادارته تجاه قضيتنا وتجاهله بل ودعمه لسياسات اسرائيل العدوانية من نهب للارض وسفك لدماء الانسان وابن الانسان الفلسطيني.
ورغم التفهم لدى قطاع من شعبنا لسياسات الرئيس الفلسطيني واستقباله للرئيس في المكان الذي صمتت فيه اميركا على حصار واغتيال الرئيس الرمز ، الا ان شعبنا الحي لا يرى في أوباما شخصا اهم من اي متضامن دولي مع ابناء شعبنا ويشارك في نضالاته .
ومن هنا فان افضل استقبال لسيد البيت الابيض وسيد عبيده من عرب ومسلمين ، يجب ان يتحول الى احتفالا رمزيا بالشهيدة راشيل كوري التي قتلتها جرافة اسرائيلية تحرسها بندقية مصنوعة في اميركا وتعمل بسولار قطري ، وعليه يجب ان تغطي صورها شوارع رام الله وبيت لحم مكللة باغصان الزيتون المباركة ، وعبارة …عاشت راشيل كوري…..ويسقط اعداء شعبنا –امبرياليون وصهاينة ورجعيون عرب………
ملحوظة: فكرة كتابة المقال فرضتها واقعة سمعتها عن اقتلاع شجرة زيتون في بيت لحم ضمن اجراءات تحضير الاستقبال.