القدس / بانتظار ما سيقوله اليوم في أعقاب لقائه مع الرئيس محمود عباس في رام الله وما سيقوله أيضا في خطابه إلى الشعب الإسرائيلي، فإن الرئيس الأميركي باراك اوباما أكد تمسكه بحل الدولتين وأشاد بالأداء الأمني للسلطة الفلسطينية من دون أن يتطرق إلى موضوع الاستيطان.
ويقول مراقبون أن تمسك القيادة الفلسطينية بوقف الاستيطان في مقابل إصرار الحكومة الإسرائيلية الجديدة على الاستمرار بنشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية ستكون الاشكالية الأكبر التي تواجهها الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية المجمدة، سيما لرفض الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على اسرائيل لوقف الاستيطان رغم اقرارها بأن الاستيطان عقبة في طريق السلام.
وعلى ذلك فقد تجنب الرئيس الأميركي طرح مبادرة يعتقد انه سيكون من شأنها الفشل وترك هذه المهمة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيعود إلى المنطقة بعد انتهاء زيارة اوباما إلى الأردن في محاولة لاستكشاف فرص استئناف المفاوضات.
ولم يأت الرئيس الأميركي بجديد حينما أكد في مؤتمره الصحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحاجة لقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، ولكن الجديد كان تذكير الجانب الإسرائيلي بأهمية وجود سلطة فلسطينية قوية وفعالة كما وصفها.
وقال أوباما: “أود الإشارة إلى أن العام الماضي كان معلما، إنها السنة الأولى في أربعة عقود التي لا يفقد فيها مواطن إسرائيلي حياته بسبب الإرهاب المنطلق من الضفة الغربية، إنها تذكير بأن إسرائيل لديها مصلحة عميقة في سلطة فلسطينية قوية وفعالة، وكرئيس الوزراء حكومة جديدة تبدأ عملها، سوف نستمر في البحث عن الخطوات التي يمكن القيام بها من قبل كل من الفلسطينيين والإسرائيليين لبناء الثقة التي سيعتمد عليها سلام دائم”.
ولربما أراد الرئيس الأميركي من خلال هذه الكلمات تذكير الجانب الإسرائيلي بأن ليس من مصلحته وجود سلطة ضعيفة إلى جانب إسرائيل في الضفة الغربية.
وتحث أطراف عربية ودولية الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل لوقف الإجراءات التي من شأنها أضعاف السلطة الفلسطينية مثل الاجتياحات للمناطق(أ) وحجز الأموال الفلسطينية بما يضعف السلطة الفلسطينية ويضعها في أزمات مالية متلاحقة إضافة إلى عدم الإفراج عن المعتقلين والقيود التي تضعها إسرائيل على حركة الأفراد والبضائع في داخل الضفة الغربية وبين الضفة الغربية والعالم الخارجي.
ولكن هذا الأطراف تؤكد أيضا ان من الضروري وجود أساس قوي تستأنف على أساسه المفاوضات بدءا من حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع إمكانية تعديلات طفيفة ومتفق عليها للحدود ، ووقف النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية إضافة إلى الإفراج عن الأسرى القدامى من السجون الإسرائيلية.
وحتى الآن لم توافق الحكومة الإسرائيلية على هذه المطالب وهو ما عبر عنه نتنياهو في مؤتمره الصحفي مع أوباما إذ قال: أنا أعرف أنه كانت هناك تساؤلات عن سياسة الحكومة الجديدة نحو السلام مع الفلسطينيين ، لذلك اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح: إسرائيل لا تزال ملتزمة تماما بالسلام وحل دولتين لشعبين، ونحن نمد أيدينا بسلام وصداقة إلى الشعب الفلسطيني ، آمل أن زيارتكم، جنبا إلى جنب مع زيارة وزير الخارجية كيري ستساعدنا في فتح صفحة في علاقاتنا مع الفلسطينيين ، دعونا نجلس إلى طاولة المفاوضات، دعونا نضع جانبا كل الشروط المسبقة، دعونا نعمل معا لتحقيق التسوية التاريخية التي من شأنها إنهاء الصراع مرة وإلى الأبد.
وفي هذا الشأن فقد قال الرئيس الأميركي : بحثنا في سبل المضي قدما في التوصل إلى حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنا رحبت كثيرا بكلمات بيبي (نتنياهو) قبل أن تحدث.
وأضاف: سأجتمع مع الرئيس عباس غدا، وسوف يكون لدي المزيد حول هذا الموضوع في الخطاب الذي سأوجهه للشعب الإسرائيلي غدا، لكن في الوقت الراهن، اسمحوا لي أن أؤكد على أن أحد العناصر المركزية لتحقيق سلام دائم يجب أن تكون دولة يهودية قوية وآمنة، حيث يستجاب للمخاوف الأمنية الإسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة.
القدس .