منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد قوى الفساد والاستبداد المرتبطة بالمراكز الرأسمالية العالمية والرجعية العربية، والشارع العربي يكتشف شكلا جديدا من اللصوصية متمثلا في سرّاق الحراك الشعبي كما حدث في مصر وتونس عندما تمكنت جماعات الإسلام الأمريكي من توظيف كل ما جرى من بطولات وتضحيات شعبية وسرقة السلطة بدعم أمريكي سافر..
وعلى الإيقاع نفسه، فإن رائحة صفقة حماس مع الأمريكان لم تعد تخفى على أحد بعد أن تمت سرقة صمود غزة ودم أطفالها وأبطالها وصواريخ فجر المرسلة من حزب الله، في محطة خطرة جديدة من محطات تصفية القضية الفلسطينية.
وثمة ما يقال عن (أوسلو) جديدة تستبدل أوسلو الصهيونية مع فتح وعرفات بأوسلو أخرى مع حماس، وتستبدل رعاية مبارك برعاية مرسي، كما تستبدل ترتيبات أوسلو السيئة الذكر بترتيبات أسوأ هي الهدنة الطويلة أو صلح الحديبية أو الرملة، كما اقترح ابن باز والشيخ المرحوم أحمد ياسين وخالد مشعل منذ سنوات.. والأخطر هنا أنه إذا كانت الضفة الغربية هي موضوع الصفقة القديمة مع عرفات، فإن غزة هي موضوع الصفقة الجديدة، فيما تترك الضفة الغربية وفق السيناريو الصهيوني لترتيبات مع الأردن..
وكما لم يكن كل ما يلمع ذهبا في غزة، فليس كل ما يلمع من مطالبات بالإصلاح الدستوري والتشريعي في الأردن، هو ذهب أيضا.. فالسيناريو الصهيوني شديد التشابك بين ثلاثة ملفات: العدوان على غزة، وما يجري في الأردن وما تتعرض له سورية..
وكما قلنا ونكرر، فإن تشخيص الفساد والاستبداد هنا وهناك لا يعطي صك براءة أو وطنية أو ديمقراطية للأطراف الأخرى. فالعبرة هنا في تشخيص المعارضة أيضا، ومدى صلابة موقفها من قوى الفساد والاحتلال ومن الأمريكان والاستعماريين الآخرين مثل فرنسا وبريطانيا ومن الرجعية العربية والعثمانية الاستعمارية الجديدة .
العرب اليوم الاردنية.