في أمسية توقيع روايته الجديدة “طفولتي حتى الآن” بعمّان
كتبت بديعة زيدان:”بعض الأسرار التي لا نقولها تصبح معروفة أكثر لأننا نبالغ في صمتنا كلما تذكَّرْناها، أو كلما سُئلنا عنها. أنتَ الذي تكتب، قلْ لي: هل يلتقي الحبُّ والخوف؟ هل يمكن أن يلتقيا دون أن يقتُلَ أحدُهما الآخر؟!”.. كان هذا شيء ممّا قرأته الفنانة المسرحيّة الأردنية أسماء مصطفى، في حفل توقيع “طفولتي حتى الآن”، أحدث الأعمال السرديّة للروائي إبراهيم نصر الله، في قاعة الدار الأهلية للنشر والتوزيع بالعاصمة الأردنية عمّان، مساء السبت الماضي.
وقال نصر الله، خلال لقاء التوقيع، كما فضّل وصفه: كثير من أحداث هذه الرواية تدور في عمّان، وبنتها عمّان كلمة كلمة.. هذه الرواية تتقاطع مع حياتي، وهي كما قلت في المقدمة رواية عن الحقيقة التي عشتها، والخيال الذي عاشني.
وأضاف نصر الله عن “طفولتي حتى الآن” الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون: هي واحدة من الروايات القريبة جداً إليّ، وهي جزء أو تتمة لأعمال “الملهاة الفلسطينية”، لكنّها تتمة من زاوية أخرى، وأعني الزاوية الشخصية، وتتقاطع مع الواقع العام على مدار ستيّن عاماً.
وتابع نصر الله حديثه المقتضب بالقول: بقدر ما هي رواية تتحدث عن الصعوبات الأولى والكثيرة في المخيّمات، بقدر ما هي عمليّاً رواية عن الحياة، ورواية عن الجمال، ورواية عن الحب.. أظنّ أنها رواية حبّ فعلاً.
وختم عن “طفولتي حتى الآن”، وصدرت منها طبعة خاصة بفلسطين عن دار طباق للنشر والتوزيع: قلت منذ فترة أنني أتمنى الخروج برواية حب عابرة للحروب، وكنت أحسد أولئك الذين كتبوا واللواتي كتبن روايات كهذه.. الحقيقة أنني لم أنتبه إلى أنني أنجزت روايتي هذه، وهي رواية حب، إلا بعد أن فرغت منها.. قد نكون محظوظين جداً إذا تبيّن لنا في يوم من الأيام أن أجمل رواية قرأناها هي حياتنا التي عشناها.
وكان الروائي والناقد فاروق وادي أشار في كتب عن الرواية: على الرغم من أنني قرأت جميع أعمال إبراهيم نصر الله، بلا استثناء، إلا أن سحر “قناديل ملك الجليل” ظلّ طاغياً في عقلي ووجداني، لم يزاحمها من أعمال إبراهيم السردية إلا رواية “طفولتي حتى الآن”، وهي عمل ساحر بمواصفات فنيّة إبداعية أخرى، جديدة ومختلفة، وفي مقارنة شفاهية بين العملين، قلت لإبراهيم: إذا كانت “القناديل” هي رواية عقلي التي نهضت على سرد إبداعي واستقصاء بحثي تاريخي لم يحل دون بهاء التخييل بأجنحته المختلفة، فإن “طفولتي حتى الآن” هي رواية قلبي التي ارتبطتُ بها وجدانيّاً أكثر من غيرها، لما فيها من عناصر السيرة، أو شبه السيرة، بكل ألقها وحميميّتها التي لم تحل دون جنوح الخيال وانطلاقته الحرّة.. على أي حال فإن رواية قلبي الإبراهيمية هي الآن بين أيديكم، ولن أفرط في الحديث عنها، فأصادر حقكم في المتعة والعيش والتأمل والدهش”.
وكان حفل أو لقاء توقيع الرواية انطلق بقراءات للفنانة مصطفى من رواية “طفولتي حتى الآن”، هي التي قالت في حديث خاص بـ”أيام الثقافة”: هي مُغامرة بدأت بفكرة من الناشر أحمد أبو طوق، صاحب الدار الأهلية للنشر والتوزيع، لأشارك في حفل توقيع رواية “طفولتي حتى الآن”، وهي الأحدث للروائي والشاعر والفنان التشكيلي الكبير إبراهيم نصر الله.. هي تجربة تلقائية مهمة بالنسبة لي أعتز بها، وقامت على قراءة مقاطع من الرواية اختارها لي صاحبها بنفسه.. أن أقرأ هذا البوح بصوت مرتفع لقامة إبداعية كإبراهيم نصر الله حدث يضاف إلى مسيرتي الفنيّة.. كان حديثاً مليئاً بالحب، ومُغايراً عن الصورة النمطية في تنظيم احتفالات لتوقيع الروايات، وما لفتني تلك السيدة، وعلمت أن اسمها “سعاد”، وحضرت خصيصاً بمساعدة “المزدوج” (الووكر)، لتقتني نسخة من الرواية وتوقعها من إبراهيم نصر الله، وتغادر.
وممّا قرأته مصطفى أيضاً: “كيف لم أنتبه من قبل إلى أن السينما أجملُ فنٍّ في الدنيا، ولولا خوفي من أن تزجرني أمّي، لأخبرتها أنني أريد أن أصبح مخرجاً، فقد أتعبتُها كثيراً حتى أصبحتُ شاعراً! وأتعبتها أقلّ، حين أصبحتُ روائياً، وأتعبتها كثيراً جداً، لأنها دفعت أقساط تعلُّمي العزف على العود لأصبح موسيقيّاً، ولذا لم أستطع أن أتخيل ردَّ فعلها إذا أخبرتها بأنني أريد أن أكون سينمائياً”.
وختمت الفنانة المسرحية قراءاتها من “طفولتي حتى الآن”، بجملة مفادها: الآن، أستطيع أن أقول: لسنا بحاجة لإنسان نشيخ معه، بقدر ما نحن بحاجة لإنسان نبقى معه أطفالاً”.