ثمة ما يدفعنى- للمرة الألف- الى النظر لحركة حماس باعتبارها تعبيرا عن ارادة اسرائيل، لا بل هى اداة اساسية من ادواتها.. اذ ان المسار الذى سلكته تلك الحركة منذ حادث اختطاف الاسرائيليين الثلاثة فى الخليل، وصولا الى تدبير انقلاب على السلطة الفلسطينية فى الضفة والرئيس ابو مازن،
والذى انكشفت وثائقه مؤخرا، يؤكد ان حركة حماس وقادتها ينفذون مخططا اسرائيليا يستهدف تدمير السلطة الفلسطينية فى الاساس، واغتيال فرص ظهور الدولة الفلسطينية، او تحقيق خطة ابو مازن للذهاب الى مجلس الامن والحصول منه على نفس ما تحصلته السلطة من الجمعية العامة (اى اعتراف دولى بان اراضى 1967 فى الضفة الغربية وغزة والقدس هى اراض محتلة وليست متنازع عليها كما تدعى اسرائيل)، ومن ثم يتم ترسيم الحدود واقامة الدولة.
هذا الكلام لا تريده اسرائيل التى تقضم كل يوم قطعة من الضفة لتبنى عليها مستوطنات جديدة واخرها كانت اكبر قضمة (4 الاف فدان تقريبا) والتى ضمتها الى مجمع مستوطنات جوش عتصيون فى المنطقة بين بيت لحم والخليل، لتأسس مستوطنة اسمتها “غفعات”.. ولو ان اسرائيل وافقت على خطة ابو مازن فسوف يعنى ذلك- فورا- الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو ما لم ترده تل ابيب ابدا.. ولذلك فكما انشأت اسرائيل حركة حماس عام 1987 لتكون شوكة فى جنب ياسر عرفات، فانها شجعت انقلابها على السلطة فى غزة عام 2007 وخلق ارضية مؤسسية للخلاف مع السلطة والضفة، اعنى وجود سلطتين ونظامين وموارد مالية مستقلة واجهزة ادارية وممثليات فى الخارج وصحافة وتليفزيون لحماس.
الآن حماس- لتحقيق هدفها لضرب السلطة- تسببت فى كارثة انسانية بالقطاع نتيجة الرد الاسرائيلى على خطف الاسرائيليين الثلاثة، وحولت المصالحة بينها والسلطة الى مصالحة شكلية، وجردت حكومة الوفاق من تأثيرها، وحركت حكومة ظل من 27 وكيل وزارة تابعين لها فى القطاع، ثم وصلت- اخيرا- الى محاولة الانقلاب على السلطة فى الضفة التى كشف عنها العميل ناصر ناصر المعتقل من قبل اسرائيل.
فتح تريد نظاما واحدا وسلطة واحدة ولكن حماس تريد تقسيم الفلسطينيين تدفعها رغبة تتعلق بتكوينها الاصيل كفرع لجماعة الاخوان، يقوم بتنفيذ ارادة اسرائيل التى لا تريد دولة فلسطينية، وتستعد لقضم المزيد من اراضى الضفة.. والارض والوطن عند الاخوان او فروعهم ليس لهما اية قيمة.