الناصرة / صرح نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، داني أيالون، من أقطاب حزب (اسرائيل بيتنا)، صباح الجمعة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتًا إلى أن هذا الدعم يتصاعد مع استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، على حد قوله.
وتابع أيالون، الذي يتواجد في هذه الأيام في نيويورك، في حديث أدلى به للإذاعة الإسرائيلية الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت)، قائلاً إن الإدارة الأمريكية تعتبر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منظمة إرهابية، على حد تعبيره، وأن الولايات المتحدة على قناعة بأنه لا يوجد للدولة العبرية الحق في الدفاع عن مواطنيها، وإنما من واجبها أن تقوم بذلك، على حد تعبيره.
وتابع نائب وزير الخارجية قائلاً إن الأوروبيين، وعلى الرغم من ردودهم الحذرة، فهم يدعمون إسرائيل. ولفت في سياق حديثه إلى أنه استنادًا على أقوال جهات تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فإن الأخير يُلقي بمسؤولية التصعيد على حركة حماس. في السياق ذاته، كشف المراسل للشؤون السياسية في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، كشف النقاب عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قد تحدث هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعبر عن قلقه العميق من الوضع في المنطقة، محملاً حركة حماس المسؤولية عما أسماها بالأزمة، وبحسبه فإن إطلاق الصواريخ على إسرائيل غير مقبول، على حد قوله. إضافة إلى ذلك، قال التلفزيون الإسرائيلي إن توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية إلى منطقة الشرق الأوسط حمل حركة حماس المسؤولة عن التصعيد، وبحسبه فإنه يتحتم على حماس أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ، وزاد التلفزيون أن جميع القادة الغربيين الذين تحدثوا إلى نتنياهو عبروا عن دعمهم الكامل لإسرائيل، لافتًا إلى أن المصادر المحيطة برئيس الوزراء أكدت على أنه يجب على الدولة العبرية استغلال هذا الموقف المؤيد لإسرائيل لتنفيذ أكبر قدر من الأهداف للعملية العسكرية، ولفت المراسل الإسرائيلي إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، كان الوحيد من بين القادة الذين تحدثوا إلى نتنياهو هاتفيًا، الذي حمل الطرفين مسؤولية التصعيد، وطلب منه إيقاف العملية العسكرية، كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الكندي، كان من أشد المتحمسين خلال حديثه مع نتنياهو وعبر عن تأييد بلاده لموقف إسرائيل القاضي بالدفاع عن نفسها في مواجهة الإرهاب، على حد تعبيره.
جدير بالذكر، أن مجلس الشيوخ الأمريكي صادق بالإجماع، يوم الخميس، على قرار يعترف بما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الصاروخية من قطاع غزة. وكان قد بادر إلى القرار، غير الملزم، كريستين جيليبراند من الحزب الديمقراطي، ومارك كيرك من الحزب الجمهوري.
على صلة بما سلف، قال وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق بنيامين بن إليعازر (حزب العمل) إنه يجب مواصلة العدوان على قطاع غزة بشكله الحالي، وبحسبه فإن العملية العسكرية الإسرائيلية تُحقق أهدافها، وقال الوزير الإسرائيلي السابق للتلفزيون إنه عدا عن اغتيال أحمد الجعبري، والذي هو إنجاز بحد ذاته، فقد تم تدمير مخازن كثيرة من الوسائل القتالية والذخيرة، وخلص إلى القول إن العملية العسكرية يجب أنْ تستمر حتى يفهموا في قطاع غزة أنه حصل تغيير في قواعد اللعبة، كما أن زعيم حزب (كاديما) ووزير الأمن الأسبق، شاؤول موفاز، أعرب عن تأييده لرئيس الوزراء في قراره شن العملية العسكرية ضد قطاع غزة، وطالب بأنْ تستمر حتى تحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف التي وضعها المستوى الأمني، وصادق عليها المستوى السياسي في تل أبيب.
في السياق ذاته، قال الجنرال في الاحتياط، عاموس يدلين، في دراسة نشرها الخميس على موقع مركز أبحاث الأمن القومي، الذي يترأسه، قال إن أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة قد تحققت تقريبا بأجمعها، ويتحتم على الدولة العبرية العمل على وقف هذه الجولة من الحرب، كما حذر يدلين من إمكانية قيام جيش الاحتلال بإعادة احتلال قطاع غزة، ولكنه بالمقابل، أكد على أنه إذا لم تسمح حركة حماس بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تهدئة، فإنه يجب على الجيش أنْ يكون في أهبة الاستعداد للقيام بعملية برية واسعة النطاق، ولكنه أشار إلى أن احتمال تأجيج هذه الجولة من العنف بين الطرفين منخفض للغاية، على حد تعبيره.
وبرأي الجنرال يدلين، فإن لمصر توجد وظيفة مهمة في الأزمة الحالية، من ناحية إمكانية إيجادها آلية لوقف النار، ويجب على تل أبيب الاستعانة بها، على الرغم من رد فعلها الأولي على العملية.
وزاد يدلين قائلاً إن الجمهور الإسرائيلي وصناع القرار في تل أبيب يفهمون أن شعارات مثل القضاء على حماس، أو التفاوض معها، لا يمكنها المساهمة بالانتصار في الحروب، أو في حل القضية الفلسطينية، ولفت إلى أن أهداف العملية معروفة وهي إعادة قوة الردع للدولة العبرية وتدمير البنية التحتية للتنظيمات الفلسطينية في القطاع، لمنعهم من استعمال الترسانة الإستراتيجية التي يملكونها، مشيرا الى ان العملية العسكرية بدأت بنجاح استخباري وعسكري مثير للدهشة، ومع أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تدمير جميع الصواريخ الإستراتيجية التي تمتلكها التنظيمات في القطاع، فيُمكن القول والفصل إن الأهداف حُققت في أغلبها، على حد قوله.
وتطرق الجنرال يدلين إلى الدور المصري وقال إنه إذا أرادت مصر العودة إلى لعب دور الوسيط، كقوة إقليمية، فعليها العمل وبسرعة على التوصل إلى وقف الجولة الحالية من العنف، وبالتالي يتحتم عليها المحافظة على قنوات اتصال مع تل أبيب، لافتًا إلى أن القرار بإيفاد رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، إلى قطاع غزة، تدل على أن القاهرة ترغب في توثيق دورها كوسيطة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، على حد قوله.
وخلص يدلين إلى القول إن حل القضية في المستقبل البعيد يتعلق بالرؤية السياسية، ذلك أن الشرعية الدولية التي حصلت عليها الدولة العبرية في العملية الأخيرة، من شأنها أنْ تنتهي، خصوصا إذا استمرت حكومة نتنياهو بعدم التوجه للمفاوضات مع المعتدلين في الجانب الفلسطيني، وبالتالي فإن الإستراتيجية الإسرائيلية، أكد يدلين، يجب أنْ تعتمد على سياسة العصا والجزرة، عرض الجزر على المعتدلين في السلطة الفلسطينية بهدف تقويتهم، ومن الناحية الأخرى، ضرب الإرهاب الفلسطيني بكل قوة وبدون رحمة، بهدف إضعافه، على حد وصفه.
‘القدس العربي’– زهير أندراوس