تبادلت إسرائيل وحركة «حماس» رسائل الردع خلال الساعات التي أعقبت قرار توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة. فبعدما أعطى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تعليماته إلى الجيش بـ «خلع القفازات ضد حماس بعدما اختارت التصعيد»، بدأ الجيش باستدعاء 40 ألف جندي في الاحتياط استعداداً لاجتياح بري محتمل، كما شنت قواته غارات على قطاع غزة تجاوزت المئة وأسفرت عن استشهاد 15 فلسطينياً.
وردت «حماس» بالمثل، فكشفت بعضاً من قدراتها العسكرية، بما فيها حيازتها صاروخ «سام 7» الروسي الصنع الذي قالت إنها استخدمته في إسقاط طائرة مروحية إسرائيلية، ثم أعلنت تطوير صاروخ أبعد مدى من «إم 75». كما وسّعت رقعة إطلاق الصواريخ، وأطلقت وفصائل المقاومة، 120 صاروخاً على إسرائيل.
وأدان البيت الأبيض «بشدة إطلاق الصواريخ المتواصل من غزة على إسرائيل، والاستهداف المتعمد للمدنيين من جانب منظمات إرهابية في غزة». وقال الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست في مؤتمر صحافي: «لا يمكن أن تقبل أي دولة إطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين، ونحن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات الشريرة». لكنه دعا نتانياهو إلى الإبقاء على القنوات الديبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الأزمة التي أشعلها قتل ثلاثة شبان اسرائيليين وحرق فتى فلسطيني حياً.
كما دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الإطلاق الأخير للصواريخ من غزة على إسرائيل»، ودعا مجدداً الفريقين إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس». ودانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، كما دعت تركياً إسرائيل الى «الوقف الفوري لهجماتها على غزة» والتخلي عن سياسة «العقاب الجماعي». وطالبت المجتمع الدولي، خصوصاً الامم المتحدة بالتدخل.
وفي آخر التطورات الميدانية مساء أمس، أعلن التلفزيون الإسرائيلي إسقاط صاروخ من طراز «فجر 5» أطلق من غزة على تل أبيب. وقال مصدر عسكري إن إسرائيل اعترضت الصاروخ الذي أطلق على عاصمتها التجارية تل أبيب، وهي أبعد منطقة يستهدفها هجوم من قطاع غزة خلال التصعيد القائم منذ أسبوعين في القطاع. وأظهر بث تلفزيوني مباشر انبعاث دفعتين من الدخان في سماء تل أبيب بعدما دوت صفارات الإنذار.
وفي وقت لاحق، أعلن مصدر أمني إسرائيلي أن الجيش قتل فلسطينيين تسللوا من البحر. وقالت وسائل الإعلام إن أربعة مسلحين قتلوا على الشاطئ، بينما أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، في بيان أن عناصرها هاجموا هذه المنطقة التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. كما أعلنت «الكتائب» في بيان منفصل قصف القاعدتين العسكريتين «زيكيم» و»يفتاح» بعشرة صواريخ من نوع «كاتيوشا»، ثم أعلنت تفجير نفق أسفل موقع كرم أبو سالم الإسرائيلي.
وكانت حصيلة الشهداء أمس ارتفعت إلى 15، بينهم مسؤول الوحدة البحرية في «كتائب القسام» محمد شعبان (32 عاما) الذي استشهد في قصف إسرائيلي استهدف سيارة مدنية كان يستقلها وسط غزة مع آخريْن استشهدا معه. كما استشهد شاب رابع في غارة على توكتوك في منطقة الشيخ زايد شمال القطاع، وخامس في غارة على حي الشيخ رضوان غرب غزة، وآخران في غارة على حي الشجاعية شرق غزة.
وقبلها، استشهد سبعة في غارة استهدفت منزلاً في خان يونس جنوب القطاع. وقال شهود إن «طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً تحذيرياً على المنزل ليقوم سكانه بإخلائه … لكن الجيران والأقارب تجمعوا حوله وصعدوا إلى سطحه ليشكلوا درعاً بشرياً لحمايته من القصف، فأطلقت طائرات إسرائيلية من طراز إف 16 صاروخاً دمره بالكامل وخلف عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى»، ما دفع
الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري سارع الى القول إن «كل الإسرائيليين أصبح بعد هذه الجريمة هدفاً مشروعاً للمقاومة». كما قتل الناشط الـ 15 في غارة ظهر أمس على مخيم النصيرات، وقال شهود إنه من عناصر «كتائب القسام».
الحياة اللندنية