الناصرة – ‘القدس العربي’: يستدل من استطلاع رأي واسع وشامل أن نصف الإسرائيليين يعتقدون أنها تسير بالإتجاه المعاكس ونصفهم عرفوا أنفسهم بأنهم يمينيون وأغلبيتهم تبتعد عن السياسة. ويقول في استطلاع شامل أعده موقع ‘ واينت ‘ الإخباري أن ثلاثة فقط من بين كل عشرة إسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل تسير بالطريق السليم ولدى الشباب دون جيل 34 الرؤية للمستقبل متشائمة وكذلك النساء أقل تفاؤلا من الرجال حيال مستقبل إسرائيل ومستقبلهم فيها خاصة في المجال الإقتصادي وفرص العمل، إذ يقول 59 منهن أنها تسير بالإتجاه الخاطئ مقابل 48′ من الرجال.
وبسبب الفوارق الطبقية وغلاء المعيشة يقول أبناء الفئة العمرية(35-49) إنهم يتقاضون مساعدات مالية دائمة من أهاليهم ويكشف نصفهم أنهم عملوا في أكثر من مكان عمل بالسنوات الخمس الأخيرة تعبيرا عن عدم استقرار في العمل.
ويكشف الإستطلاع أن نصف الإسرائيليين حتى جيل 34 عاما لا يملكون شقة سكنية لكنهم يسافرون إلى خارج البلاد مرة وحدة في العام على الأقل. ويستدل من الإستطلاع أن 94′ من الإسرائيليين يأكلون اللحوم وليسوا نباتيين وأن 30′ منهم لا يذهبون لدور السينما والمسارح ويقول 23′ أنهم يقضون أوقاتهم في نزهات فقط في أوقات متباعدة. وبحوزة 64′ من الإسرائيليين هواتف ذكية و69′ من الفئة العمرية دون الـ 34 عاما يبحرون في شبكة الإنترنت بواسطة هذه الهواتف(59′ رجال و 50′ نساء).
ويظهر الإستطلاع أن 72′ من الإسرائيليين يواظبون على قراءة الكتب،10 ‘ منهم يقرأون الكتب بالإنترنت، لكن النساء أكثر قراءة(79′) من الرجال(61′). ويقول 17′ فقط منهم أنهم شاركوا خلال العام الأخير في فعالية سياسية أو اجتماعية، دون فرق بين رجال ونساء.
وبخلاف ما هو قائم في العالم حيث يبدي الشباب مواقف أكثر ليبرالية ويسارية يعرّف 51′ من الإسرائيليين أنهم يمينيون و22′ ينتمون للمركز و 27′ يساريون وفي الفئات العمرية الشبابية تزداد نسبة اليمينيين وتقل نسبة اليساريين.
ورغم كل ما تقترفه إسرائيل من جرائم بحق الفلسطينيين والعرب يرى 52′ من الإسرائيليين أن ‘ العالم كله ضد إسرائيل ‘ خاصة العالم الغربي وترتفع النسبة لدى الشباب لـ 63′ وتؤمن النساء بذلك أكثر من الرجال. وردا على سؤال هل ترضى أن يقيم ابنك خارج البلاد أعرب 50′ من الإسرائيليين عن موافقتهم على ذلك مقابل رفض نصفهم الآخر. ويرى 53′ من الإسرائيليين أنفسهم كعلمانيين و 26′ يعرفون أنفسهم كتقليديين و 21′ هم من المتدينين وترتفع نسبة المتدينين خاصة الأصوليين(الحريديم) إلى 30.
وأنهى 38′ من الإسرائيليين تعليمهم الثانوي و 13′ منهم أصحاب ثقافة فوق ثانوية وبحوزة 28′ شهادة أكاديمية (لقب أول) و 21′ يحملون لقب الماجستير، ما يعني أن نصف الإسرائيليين تقريبا أكاديميون (54′ نساء و 42′ رجال). ويقول 65′ من الإسرائيليين إنهم يمارسون نوعا من اللياقة البدنية والرياضة ويشاهدون التلفاز لساعتين في اليوم بالمعدل. كما يقول 18′ من الإسرائيليين الشباب(20 عاما فما فوق) إنهم شاركوا في عمل تطوعي معين في مجال التربية والصحة. أما متوسط ساعات النوم للإسرائيلي فيبلغ 6 ساعات ونصف باليوم.
وينسجم الإستطلاع مع معطيات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل مطلع العام وكشفت عن ارتفاع كبير في نسبة المهاجرين الإسرائيليين الشباب إلى خارج البلاد وبينّت أن هناك آلاف منهم في مدينة برلين وحدها.
ويرى مراقبون بهذه المعطيات دليلا واضحا على تراجع القيم الصهيونية من جهة وعلى تغيّر إسرائيل التي باتت في 2014 أكثر يمينية وتدينا.
ويشير الباحث في علم الإجتماع عزيز حيدر لـ ‘القدس العربي’ أن التغيير بدأ في صعود حزب ‘ ليكود ‘ للحكم للمرة الأولى عام 1977 ومضيه في تغيير مناهج التعليم لتصبح أكثر قومية، نتيجة التغيير الديموغرافي وهجرة مليون روسي لإسرائيل عقب انهيار الإتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات علما أن هؤلاء يبدون مواقف أكثر تشددا ويمينية وتطرفا لإثبات وجودهم ووطنيتهم.