غزة/ تشهد ساحة العمل الداخلي الفلسطيني الهادفة لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة في هذه الأوقات جهودا كبيرة، للاتفاق أولا على تحديد موعد (ترعاه مصر) لعقد اجتماع لهيئة القيادة المؤقتة للشعب الفلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة، والمرجح أن يتم بحسب ما أفصح به مسؤول فلسطيني لـ’القدس العربي’، بعد استقرار الأوضاع المصرية، حيث تم خلال لقاء جمع قياديون من حركتي فتح وحماس طرق العودة لاستئناف جلسات الحوار المعطلة منذ أشهر.
وتفيد معلومات مؤكدة أن هناك ‘إشارات إيجابية’ أبداها قادة حركتي فتح وحماس الذين عقدوا مساء الأربعاء اجتماعا في العاصمة المصرية القاهرة، تجاه تحقيق المصالحة، أهمها بإعطاء هامش كبير من الحرية لعمل التنظيمين في كل من غزة والضفة، وأولها تنظيم احتفالات جماهيرية بذكرى الانطلاقة.
وقال مسؤول في حركة فتح ان المسؤولين المصريين المشرفين على عملية إنهاء الانقسام التقوا على مدار اليومين الماضيين وفودا من فتح وحماس، الأول برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية، والثاني برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي أنهى زيارة لغزة.
وبحسب هذا المسؤول فقد ذكر ان زيارة مشعل لغزة تم خلالها بحث ملف المصالحة في أطر حركة حماس، خاصة في ظل وجود معارضة من قبل قيادات في الحركة لإعلان الدوحة، الذي وقعه مشعل مع الرئيس محمود عباس، وينص على تولي الأخير رئاسة حكومة التوافق الوطني.
ويجري في هذه الأوقات تكثيف الجهود والاتصالات بين الطرفين، للاتفاق على صيغة تجمع الطرفين نحو إنهاء حالة الانقسام، خاصة في ظل تأكيد فتح على موقفها المستند لوثيقة المصالحة التي تنص على إجراء الانتخابات العامة بعد ستة شهور من تشكيل حكومة التوافق، وهو أمر تعارضه حماس، وتدعو لتنظيم هذه الانتخابات حينما تتوفر الظروف المناسبة.
ويتوقع أن تتوصل مصر مع الطرفين إلى هذه الصيغة قبل عقد اجتماع الهيئة القيادة المؤقتة المكونة من أعضاء اللجنة التنفيذية، والأمناء العامين للفصائل، بما فيهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي، برئاسة الرئيس عباس.
وكان الرئيس عباس اتفق خلال اتصال مع مشعل المتواجد في القاهرة على ضرورة استمرار التواصل من اجل سرعة إنهاء الانقسام وفق الورقة المصرية واتفاق الدوحة.
وقال الأحمد الذي يرأس وفد فتح في حوار المصالحة لأن مشعل أطلع الرئيس عباس خلال الاتصال على ما دار معه في غزة، وعلى الأجواء الايجابية التي برزت في قطاع غزة، وبرزت في الضفة أيضا.
وكان الأحمد عقد هو وصخر بسيسو عضو اللجنة المركزية لفتح لقاء مع مشعل وعدد من قيادات حماس.
وذكر أنه عبر لمشعل عن ترحيبه بالخطابات التي ألقاها في غزة، التي تنصب في صالح إنهاء الانقسام.، وأكد له على ضرورة تجاوزه وسرعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إعلان الدوحة، مشددا على انه سيتم التواصل بين الجانبين من أجل سرعة تنفيذ ذلك.
وحول توقعاته لتوقيت عقد الاجتماع الخاص منظمة التحرير، قال ‘ننتظر عودة كافة قيادات حماس من غزة حيث أن الأخ موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لازال في غزة، كما ننتظر تفرغ الجهات المصرية المسؤولة عن متابعة ملف الحوار’.
وتمنى أن تنتهي مصر في القريب من عملية الاستفتاء، ليكون هناك متسع من الوقت لاستضافة اجتماعات لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، لافتا في ذات الوقت إلى أن الرئيس محمد مرسي يتابع بنفسه ملف المصالحة.
وسبق لقاء الأحمد بمشعل أن التقى مع الوزير رأفت شحاته رئيس جهاز المخابرات المصرية، وقال المسؤول الرفيع في فتح أن اللقاء جاء في إطار التنسيق الدائم والتشاور حول الوضع الفلسطيني بشكل عام.
وشدد الأحمد على أن حركة فتح لديها قرار بعقد اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية.
يشار إلى أن حوارات المصالحة بين فتح وحماس توقفت منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، بسبب خلافات طرأت بين الطرفين، على طريقة إجراء الانتخابات، حيث أوقفت حماس عمل لجنة الانتخابات المركزية بعد أن سمحت لها بالعمل لمدة أيام في غزة، وهو ما اعتبرته وقتها فتح انقلابا على الاتفاق، وسبقها هذه الخلافات أجواء إيجابية جرى خلالها التوصل لحلول لعدد من الملفات العالقة.
وبعد انتهاء حرب إسرائيل الأخيرة ضد غزة ‘عامود السحاب’ قبل ثلاثة أسابيع، وعقب نجاح القيادة الفلسطينية في تحقيق نصر سياسي بالحصول على عضوية لفلسطين في الأمم المتحدة كدولة ‘غير عضو’ أكد طرفا الخلاف على ضرورة العودة لإنهاء ملف الانقسام وتحقيق الوحدة.
‘القدس العربي’ من أشرف الهور.