غزة – معا- وقع 16 فتى وفتاة من مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر على إصداراهم التفاعلي الأول من نوعه “كتيب التراث الفلسطيني ” .
الكتيب والذي يستهدف الأطفال صمم بشكل ابداعي يتيح للأطفال التفاعل مع حياة الأجداد والتعرف على نمط معيشتهم الاجتماعي ومهنهم وازيائهم وقراهم من خلال الرسومات والألعاب والقصص ،وابداء آرائهم وملاحظاتهم من خلال الماسح الضوئي للرمز الشريطي بأخر الكتيب .
واطلق الكتيب الذى أصدرته جمعية الثقافة والفكر الحر-مركز بناة الغد- بالتعاون مع منظمة الإغاثة الأولية الدولية، مساء اليوم الخميس ، خلال حفل توقيع وتكريم المشاركين بمقر المركز غرب محافظة خانيونس جنوب القطاع ، وبحضور نوعى من وزارة السياحة والاثار والثقافة وممثلي عن مؤسسات ثقافية واهلية .
وقالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر، مريم زقوت: ” ان الكتيب التفاعلي يأتي ضمن الأنشطة والبرامج والمهرجانات التفاعلية والابداعية لجمعية الثقافة والفكر الحر لتعزيز وترسيخ الهوية الفلسطينية والموروث الثقافي والتراثي في عقول الأطفال ليتناقلوه عبر الأجيال “.
وأكدت زقوت علي أهمية تطوير التراث وعصرنته ليواكب الحداثة مع المحافظة على العراقة لتبقى فلسطين حاضرة في واقعنا وواقع أطفالنا من اجل الوقوف ضد كل محاولات الاحتلال لطمس هويتنا الفلسطينية الذى يحاول بشتى الطرق لاغتيال الرواية الفلسطينية حتى لو ارتكب جرائم قتل كما حدث مع الشهيدة ايقونة الاعلام شرين أبو عاقلة .
وقالت ميسا سلامة منسق المشروع :ان الكتيب يهدف لرفع الوعي بأهمية الموروث الثقافي الفلسطيني والمواقع الأثرية في قطاع غزة عند الأطفال مع التركيز على موقع تل أم عامر (دير القديس هيلاريون)، وذلك ضمن المشروع الممول من قبل التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألِف) تحت عنوان (حماية وحفظ وتعزيز التراث الثقافي في قطاع غزة) وبرنامج صفحات أثرية الذي تنفذه جمعية الثقافة والفكر الحر .
وبينت مدير مركز بناة الغد امال خضير ان الكتيب يأتي استكمالا للبرامج والاصدارات التي أصدرها المركز ومنها الدليل السياحي” الضوء المتجول ” بجانب الورش والرحلات الاستكشافية والتعريفية بأثارنا الفلسطينية ودمج الأطفال في مختلف الأنشطة ذات العلاقة لبناء جيل متمكن ومثقف وواع بمورثه الثقافي وعاداته الاصيلة .
وعن تجربتها ومشاركتها بكتيب التراث ،قالت الفتاة زينة شبير ” ان الكتيب هو امتداد لبرنامج صفحات أثرية والذى من خلاله شاركنا بعدة ورشات تفاعلية و زرنا عدة مواقع أثرية منها تل ام عامر “.
وأضافت البرنامج كان اضافة نوعية تجاوزنا الحدود والحواجز وتشاركنا مع اطفال بالضفة الغربية بتجربتنا وكنا عيونهم بقطاع غزة وهما عيونا بالضفة تجولنا افتراضيا وواقعيا معا”.
وأكدت شبير ، ان الكتيب التي شاركت مع زملائها وزميلاتها بمركز بناة الغد بإعداده جاء بعد نقاشات وزيارات ميدانية للمواقع الاثرية والمشاركة بجلسات نقاشية وتوعوية عن الموروث الثقافي الفلسطيني واهميته .
وبدورها أثنت رفيف العمصى ممثلة منظمة الإغاثة الأولية الدولية على التفاعل والمشاركة الإيجابية للمشاركين من الفتيان والفتيات بمركز بناة الغد في الورش والنقاشات التي أسهمت بتطوير هذا الكتيب التفاعلي حول التراث الفلسطيني “،مؤكدة على ان ن حماية الإرث الثقافي حق أساس من حقوق الإنسان المتفق عليها عالميا”.
وبينت ان الكتيب جاء ضمن برنامج “انتقال 2030” وهو برنامج لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال حماية الموروث الثقافي الفلسطيني من خلال الحماية الطارئة وترميم المواقع الاثرية والتدريب وبناء القدرات .
وبدوره اعرب د.جمال ابو ريدة مدير عام الاثار والتراث الثقافي بوزارة السياحة عن سعادته بهذا الاصدار الذى يعتبر اضافة نوعية في مجال المطبوعات التراثية والتي تستهدف احياء تراثنا الفلسطيني وعصرنته بطرق إبداعية محببة للأطفال لتبقى هويتنا الثقافية حاضرة بعقول أطفالنا ، مؤكدا معركتنا هي معركة حضارية نعبر عنها بكل الاساليب والوسائل الادبية والفنية والابداعية ، مشيدا بالجهد الذى بذله الفتيان والفتيات وكل المشاركين بهذا الاصدار النوعي.