الايام -محمد بلاص:رتقى 13 شهيداً، أمس، برصاص الاحتلال وصواريخ مسيّراته، وأصيب العشرات بجروح، خلال اجتياح واسع النطاق في محافظات عدة، تركز في محافظات جنين وطوباس وطولكرم، حاصرت خلاله قوات الاحتلال مشافي وألحقت دماراً واسعاً في الممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية، وحولت منازل إلى ثكنات ومراكز تحقيق ميداني ، وأخطرت في سياقه أهالي مخيم نور شمس بمغادرته.
والشهداء هم: قسام محمد جبارين (25 عاماً)، وعاصم وليد ضبايا (39 عاماً)، وسعيد وهدان، ومحمد أبو زميرو، وأحمد الصوص، وأحمد حسين تركمان “كروزو”، من مخيم جنين. ومحمد إبراهيم توفيق عابد (32 عاماً) من بلدة كفر دان، غرب جنين، والشقيقان مراد ومحمد مسعود جعايصة (13 و17 عاماً)، وإبراهيم عبد القادر غنيمي (22 عاماً)، وأحمد صالح نبريصي (23 عاماً)، من مخيم الفارعة جنوب طوباس.
ومساء أمس، استشهد المواطن فراس تركمان بعد إصابته برصاص الاحتلال في جنين، وهو ملازم في الامن الوطني.
كما أعلن عن استشهاد المواطن عايد محمود نمر أبو الهيجا (62 عاماً) وهو من ذوي الإعاقة، برصاص قناصة الاحتلال داخل منزله في مخيم نور شمس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية مساء أمس، إن قرابة ألف جندي يشاركون في العملية العسكرية شمال الضفة.
ففي جنين، تمكن مقاومون من اكتشاف عملية تسلل قوات إسرائيلية خاصة إلى محيط مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي بالمدينة، وخاضوا معها اشتباكاً مسلحاً، ارتقى خلاله الشهيد جبارين، والشهيد ضبايا الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى.
وروى شهود عيان لـ”الأيام”، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت في تلك اللحظات المدينة من محاور عدة وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال قطعت مع بداية الاقتحام الطرق المؤدية إلى مستشفى ابن سينا التخصصي بالسواتر الترابية، وحاصرت المستشفى الحكومي، ومستشفى “الشفاء”، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، وألحقت دماراً كبيراً بمرافق البنية التحتية وجرفت العديد من الشوارع في المدينة والمخيم.
وفرضت قوات الاحتلال، حظر تجول على الحي الشرقي في مدينة جنين، ومنعت المواطنين من الخروج من منازلهم، وشنت عمليات دهم واقتحام واسعة أخضعت خلالها مواطنين لتحقيق ميداني.
وقال مدير المستشفى الحكومي في جنين الدكتور وسام بكر إنه تلقى تهديدات من الاحتلال باقتحام المستشفى بعد حصاره ومنع طواقم الإسعاف من الدخول إليه، وعرقلة عمل الطواقم الطبية.
وبالتزامن مع اقتحام مدينة جنين ومخيمها، اغتالت قوات الاحتلال الشبان تركمان والصوص وأبو زميرو ووهدان، عندما قصفت طائرة مسيرة مركبة كانوا يستقلونها في المنطقة الواقعة بين قريتي صير ومسلية جنوب جنين، لتنقل جثامينهم إلى المستشفى الحكومي التركي في مدينة طوباس.
ومساء، أصيب مواطنان برصاص الاحتلال خلال الاقتحام المستمر لمدينة جنين.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها نقلت مواطناً مصاباً بإصابة خطيرة من الحي الشرقي، وطفلاً مصاباً في رأسه من حي الألمانية.
وفي بلدة كفر دان، غرب جنين، استشهد الأسير المحرر محمد إبراهيم توفيق عابد (32 عاماً).
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وحاصرت منزلاً، وأصابت فتى بالرصاص الحي وفتاة بالشظايا، وعندما انسحبت وجد الأهالي الأسير المحرر عابد وقد أصيب برصاصات قاتلة في صدره، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال كانت أفرجت عن الشهيد في العام 2022.
وفي بلدة اليامون، غرب جنين، أصيب فتى برصاص الاحتلال.
وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال على مدخل البلدة، أصيب خلالها فتى بالرصاص الحي ونقل إلى مستشفى جنين الحكومي.
محافظة طوباس
وفي طوباس، ارتقى الشهداء: الشقيقان جعايصة وغنيمي ونبريصي جراء قصف نفذته طائرة مسيرة على مخيم الفارعة جنوب المدينة، وأصيب آخرون بجروح، قبل أن تقتحم قوات الاحتلال المخيم وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن جنود الاحتلال دهموا النقطة الطبية التي تستخدم لعلاج المصابين داخل المخيم، واحتجزوا العاملين فيها، وقطعوا التواصل معهم، واعتدوا على مدير المركز بالضرب، وأطلقوا الرصاص الحي داخلها.
وقالت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة، إن الاحتلال فرض حصاراً كاملاً على المخيم، ومنع حركة المواطنين داخله.
ومساء أمس، أصيب ثلاثة شبان، خلال عدوان الاحتلال المتواصل على مخيم الفارعة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع إصابة شاب بشظايا رصاص الاحتلال، وآخرين جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهما بالضرب، وجرى نقلهم إلى المستشفى.
كما ألحقت قوات الاحتلال أضراراً بمسجد أبو بكر الصديق في مخيم الفارعة حيث فجّرت مرفقاً أسفله ما أدى إلى حدوث أضرار واشتعال النيران في المسجد.
محافظة طولكرم
وفي محافظة طولكرم، شنت قوات الاحتلال عملية اقتحام واسعة النطاق في مخيم نور شمس شرقاً.
وقال شهود عيان، إن جرافات الاحتلال دمرت خط المياه الرئيس المغذي للمخيم، ما تسبب بانقطاع المياه عنه، رافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في شوارعه الرئيسة وممتلكات المواطنين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.
وأكد الشهود، أن قوات الاحتلال دفعت بعشرات الآليات إلى المخيم، ترافقها جرافات ثقيلة، بعد أن فرضت طوقاً عسكرياً مشدداً عليه، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة المحيطة به، وأطلقت النار بشكل مكثف تجاه كل شيء متحرك، وطال ذلك مجموعة من الصحافيين وطواقم إسعاف الهلال الأحمر.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال دهمت عشرات المنازل وفتشتها وأخضعت سكانها للتحقيق، إلى جانب دهم منشآت تجارية بعد خلع أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع، وحاصرت مستشفيي “الإسراء” التخصصي التابع للجنة الزكاة، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، ومنعت الدخول إليهما والخروج منهما، وأعاقت تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، وأخضعتهم للتفتيش والتدقيق في الهويات.
وأكدوا أنها نشرت آلياتها في مدينة طولكرم ومنعت تنقل المواطنين، ودمرت جرافاتها شبكة المياه في محيط دوار العليمي “المحاكم”، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة، ودوار ضاحية اكتابا وشارع، الإسكان في الضاحية، كما أغلقت طرقاً بالسواتر الترابية.
وأصيب خلال العدوان مواطنان من مخيم نور شمس بالشظايا بعد أن قصفت طائرة مسيرة موقعاً في حارة المنشية بالمخيم، وتم نقلهما إلى المستشفى ووصفت حالتهما بالطفيفة.
وأخطرت قوات الاحتلال المواطنين في مخيم نور شمس بمغادرته خلال ساعات، وفقاً لما أكده مصدر أمني قال إن جيش الاحتلال أخطر الأهالي بمغادرة المخيم، وأقام نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم، قبل المغادرة.
محافظة رام الله والبيرة
وفي محافظة رام الله والبيرة، شنت قوات الاحتلال حملة دهم واسعة طالت عدداً من القرى والبلدات.
ففي بلدة قراوة بني زيد، شمال غربي رام الله، أصيب، 4 شبان بالرصاص الحي.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات اندلعت خلال التصدي لعملية اقتحام واسعة طالت العديد من المنازل واعتقل خلالها الاحتلال تسعة مواطنين، مشيرة إلى أن المواجهات أسفرت عن إصابة طفل وثلاثة شبان بالرصاص الحي.
وفي بلدة عبوين، شمال رام الله، أصابت قوات الاحتلال شاباً بالرصاص الحي في أسفل الظهر، خلال مواجهات دارت عقب اقتحام البلدة، وجرى نقله إلى المستشفى، حيث وُصفت إصابته بالمستقرة.
في الإطار، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات عارورة وبيت ريما وسنجل ونصبت حواجز داخلها وعلى مخارجها ودهمت عشرات المنازل وحولت بعضها إلى مراكز تحقيق ميداني، واعتقلت مواطنين.
محافظة القدس
وفي محافظة القدس، أجبرت سلطات الاحتلال مقدسياً على هدم منزله ذاتياً.
وقالت مصادر محلية إن سلطات الاحتلال أجبرت مواطناً على هدم منزله، في حي واد قدوم ببلدة سلوان، بالقدس المحتلة.
وقال المواطن عبد الله ماهر السلايمة، إن قوات الاحتلال أجبرته على هدم منزله ذاتياً، بعد أن أخطرته بأمر الهدم في الثامن عشر من الشهر الجاري.
وأضاف إن 14 فرداً يسكنون المنزل منذ العام 2010، وإن سلطات الاحتلال أجبرته على دفع غرامات مالية على مراحل وصلت قيمتها إلى 120 ألف شيكل.
وفي قرية المالحة، شرق بيت لحم، أخطرت قوات الاحتلال بهدم ثمانية منازل قيد الإنشاء.
وأفاد مراد جدال، رئيس المجلس القروي في المالحة، بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسلّمت إخطارات بهدم منازل قيد الإنشاء، عُرف من أصحابها: محمود محمد جدال وتبلغ مساحة منزله 120 متراً مربعاً، ومنزل المواطن عبد القادر ذويب الذي تبلغ مساحته 120 متراً مربعاً، ومنزل المواطنة صفاء محمد الوحش والذي تبلغ مساحته 80 متراً مربعاً، ومنزل المواطن حسين عويسات البالغة مساحته 80 متراً مربعاً، بحجة عدم البناء دون ترخيص.
يشار إلى أن الاحتلال يهدد بهدم نحو 3000 منزل ومنشأة في المالحة، وفق مخطط استيطاني يقوده وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش.