رحلات عمرة وتذاكر طيران لحثّ المغتربين في عُمان على المشاركة وحافلات لنقل الناخبين في السعودية
القاهرة ـ «القدس العربي»: اختتمت، أمس الأحد، عملية تصويت المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية المصرية، وسط اتهامات للنظام بحشد المغتربين للتصويت، خشية من عزوف المواطنين عن المشاركة، وفي مشهد يشكل بروفة لطريقة إدارة النظام للانتخابات في الداخل، والتي باتت نتائجه «شبه محسومة».
إذ يتنافس، الرئيس المنتهية ولايته، عبد الفتاح السيسي، مع أحد مؤيديه وهو رئيس حزب الغد الليبرالي، موسى مصطفى موسى، الذي تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في انتخابات «بلا ضمانات نزاهة أو مرشحين حقيقيين».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي رسالة تتضمن تنظيم سفارة مصر في سلطنة عُمان، تجمع ترفيهي لكل أبناء الجالية أيام 16و17و18 مارس/آذار الجاري، في محاولة لحشد المصريين المقيمين في السلطنة للتصويت.
وحسب نص الرسالة، «يتضمن الاحتفال توزيع هدايا على الحضور تتمثل في 3 رحلات عمرة ، و3 هواتف محمولة وأكثر من 150 كارت شحن و100 تيشرت، وعمليات تجميل بالليزر للسيدات، و 10 عمليات تصحيح نظر بالليزر و20 كشفا مجانيا مقدمة من مستشفى دار العيون، وعملية تجميل لتبييض الأسنان مجانا، وعدد 2 تذكرة طيران إلى مدينة دبي مقدمة من طيران السلام، إضافة إلى مجموعة مستحضرات تجميل للسيدات ونظارات شمسية وكميات من البرفيوم من شركات مختلفة، وعدد من دورات وجلسات التخطيط الشخصي و4 اشتراكات مجانية في برامج التغذية ومتابعة الوزن، بالإضافة لـ 50 فحصا مجانيا من مركز دايت كير، وتخفيضات خاصة على الشحن من شركة النقل أفاق دبي». وأشارت كذلك إلى «توفير وجبات مجانية مقدمة من أفخم المطاعم المصرية في السلطنة، ومشروبات مجانية».
يأتي ذلك في وقت قالت فيه وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، إنها وفرت حافلات لنقل المصريين المقيمين في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، للانتقال للتصويت في الرياض.
30 استفسار
وقالت الوزارة في بيان إنها «تلقت 30 استفسارا من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، حول عدم قدرة المصريين المقيمين في المنطقة على المشاركة في العملية الانتخابية، نظرا لبعد المسافة الفاصلة بينها وبين مقر اللجنة الانتخابية في الرياض، حيث تصل المسافة لأكثر من 450 كيلومترا». وتابعت: «استجابة لهذه المطالب سارعت غرفة العمليات بالتحرك لتوفير حافلات نقل لهم، من خلال التواصل المكثف مع محمد حسين وحمادة عثمان، من الجالية المصرية في المنطقة الشرقية، لمساعدة المصريين الراغبين في السفر إلى مدينة الرياض للإدلاء بأصواتهم».
وأشارت الوزارة إلى «توفير 4 حافلات نقل كبيرة وأكثر من 20 سيارة صغيرة لنقلهم، إضافة إلى التنسيق المستمر مع المسؤولين عن الحافلات للتواصل مع المصريين في المنطقة الشرقية لسهولة التجمع».
في السياق ذاته، استجابت غرفة العمليات التي تنظمها الوزارة لـ211 استفسارا جاء أهمها حول أصحاب بطاقات الرقم القومي المسجل في محل إقامتهم وهم مقيمون في كردستان، ولا يحق لهم دخول بغداد لعدم وجود تصريح دخول، وأيضا الاستفسار حول أماكن الاقتراع والمستندات اللازمة للانتخاب، بالإضافة لأهمية توفير لجان فرعية أو أماكن نقل لمن هم على مسافات بعيدة، والاستفسار حول طلب التصويت عبر الإنترنت، وهل يجوز التصويت ببطاقة رقم قومي منتهية الصلاحية.
وسعى النظام عبر مؤسساته إلى تصوير المشاركة في انتخابات الخارج على أنها كثيفة.
وحسب الهيئة الوطنية للانتخابات، فإن «المؤشرات الأولية للتصويت في اليومين الأول والثاني من الاقتراع في الخارج لعام 2018 تخطى عدد المصوتين في اليومين الأول والثاني عدد المصوتين في الخارج في الانتخابات الرئاسية 2014».
وبينت أن «الكويت احتلت المركز الأول من حيث عدد المصوتين».
وتبدأ اليوم الإثنين فترة الدعاية الانتخابية الثانية للمرشحين، بعد انتهاء فترة الصمت الدعائي الأولى، بانتهاء تصويت المصريين في الخارج مساء اليوم.
ونشرت وزارة الخارجية، عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صوراً لتوافد المصريين على مقرات السفارات والقنصليات للمشاركة في العملية الانتخابية.
« أكثر من رائع»
قال السفير خالد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج، إن المشهد الانتخابي للمصريين في الخارج أكثر من رائع، وسط إقبال كثيف من المصريين في معظم اللجان.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «الآن»، المذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن «الإقبال الكبير يدل على الوعي الكامل لدى المواطن المصري في الخارج بأهمية مشاركته، وحرصه على مصالح بلده بالتواجد والإدلاء بصوته».
وأشار إلى وجود إقبال جيد في دول أوروبية تهطل فيها الثلوج وتشهد طقسًا غير ملائم، متابعاً: «الإقبال الكثيف يرد على كل أعداء الدولة المصرية».
وأوضح أن بعض البعثات الدبلوماسية «تشهد إقبالًا كثيفًا وسط طوابير طويلة من الناخبين، إلا أن السفراء موجودون وسط المواطنين لتذليل أية عقبات تواجههم أثناء الإدلاء بأصواتهم».
ووفق المصدر «البعثات ذات الكثافات العالية تم تدعيمهم بموظفين إضافيين وأجهزة تابليت إضافية من الهيئة الوطنية للانتخابات، تيسيرًا على المصريين في الخارج».
ورأى معارضون ومراقبون أن الإقبال كان ضعيفا في انتخابات الرئاسة، إذا ما قيس بالأعداد الكبيرة للمصريين في الخارج.