برلين – د ب أ: كشف استطلاع حديث للرأي أن الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في ألمانيا تتطلع بشكل متزايد إلى توسيع سلاسل التوريد الخاصة بها من الهند، في حين تفقد الولايات المتحدة شعبيتها كموقع للأعمال.
وفي أعقاب جائحة عالمية، وتداعيات حرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير – ما تسبب في اضطراب التجارة العالمية – يعتزم حوالى 40% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا إعادة هيكلة سلاسل التوريد الخاصة بها، وفقا للاستطلاع الذي أجراه مصرف “البنك التعاوني المركزي الألماني”، وأطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وأشار الاستطلاع إلى أن الشركات المتوسطة، الأكبر حجما على وجه الخصوص – يبلغ حجم الشركة سنويا متوسط 50 مليون يورو – تبحث توسيع العلاقات التجارية مع الهند.
ووفقا للاستطلاع، يعتزم حوالى 15% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا توجيه سلاسل التوريد الخاصة بها إلى الهند على مدار السنوات الخمس المقبلة، ارتفاعا من حوالى 10% في العام 2022.
ويرى البنك أن الهند أصبحت “الدولة غير الأوروبية الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم الألمانية التي تعيد تنظيم سلاسل التوريد الخاصة بها”.
وأشار البنك إلى أن العديد من الشركات أدرك زخم النمو القوي في أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم.
وتكتسب الصين أيضا شعبية مرة أخرى بين الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم – على الرغم من التوترات مع تايوان، وفقاً للاستطلاع الذي شمل أكثر من ألف مدير تنفيذي وصانع قرار خلال الفترة من 5 آذار وحتى 2 نيسان الماضي.
وقال المحلل لدى البنك، كلاوس نيجش: “حقيقة أن الهند وجنوب شرق آسيا أصبحتا أكثر أهمية ترجع بشكل أساسي إلى سعي الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها وسط حالة متزايدة من عدم اليقين السياسي”.
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، ينحسر إقدام الشركات المتوسطة على توسيع سلاسل التوريد هناك، بعد أن كانت تكاليف الطاقة المنخفضة والدعم الضخم من حكومة الولايات المتحدة تجتذب الشركات الألمانية في الأعوام الأخيرة.
وأظهر الاستطلاع الآن أن 12% فقط من الشركات المتوسطة تعتزم التركيز بشكل أكبر على السوق الأميركية في المستقبل (خريف: 2022 15%)، بينما تعتزم 9% من الشركات الانسحاب من هناك.
وأشار الاستطلاع إلى أن قطاع الصناعات الكيميائية على وجه الخصوص فقد الاهتمام بالولايات المتحدة، وربما يرجع ذلك أيضاً إلى عودة أسعار الطاقة في ألمانيا إلى طبيعتها.
وفي الوقت نفسه، يرجح البنك أن المخاوف بشأن احتمال عودة دونالد ترامب للرئاسة وارتفاع الرسوم الجمركية ورد فعل مضاد من الاتحاد الأوروبي، قد تلعب دوراً أيضاً في نتائج الاستطلاع.
وجاء في بيان للبنك: “مثل هذا التطور من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة أقل جاذبية بشكل ملحوظ كجزء من سلاسل التوريد”.
وذكر 17% ممن شملهم الاستطلاع أن الصين ستصبح أكثر أهمية لأعمالهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال نيجش إنه بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج والتشابكات الوثيقة، تظل الصين دولة لا غنى عنها، مضيفاً في المقابل إن حوالى 10% من الشركات المتوسطة تخطط لتقليص العلاقات التجارية مع البلاد.
وتظل أوروبا المنطقة التجارية الأكثر أهمية للشركات المتوسطة الألمانية، حيث ترغب 21% من الشركات في تسريع توسيع سلاسل التوريد في غرب أوروبا و24% في وسط وشرق أوروبا.
وفي الوقت نفسه يعتزم نحو 10% من الشركات نقل سلاسل التوريد الخاصة بها بعيداً عن أوروبا.
وجاء في بيان البنك: “تتجرأ الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل متزايد على الخروج من الموانئ الآمنة”.