واشنطن- القدس دوت كوم- سعيد عريقات- نظم “المركز العربي في واشنطن” وهو مركز أبحاث أسس في وقت مبكر من هذا العام في العاصمة الأميركية مؤتمراً صحفياً عرض فيه نتائج استطلاع للرأي نظمه “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” في الدوحة، وهو مقر المركز الرئيس، حول “الرأي العربي العام بخصوص الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية-داعش” يظهر بوضوح أن أغلبية عربية تعارض التدخل الأميركي.
ومع أن الاستطلاع الذي أجري في سبع دول عربية هي: لبنان، تونس، العراق، السعودية ، فلسطين، الأردن ومصر بالإضافة إلى اللاجئين السوريين، أظهر تفاوتا في المواقف بين المواطنين العرب في فلسطين الذي ابدوا بأغلبية واضحة معارضتهم التدخل الأميركي، وبين السعودية حيث ابدي المواطنون هناك أقل معارضة لسياسة التدخل الأميركي العسكرية بشكل عام، إلا أن نتيجة الاستطلاع تظهر بوضوح المعدل معارضة اغلبية تضم 45% من المستطلعين التدخل الاميركي مقابل 31% يؤيدون ذلك.
وقال الدكتور خليل جهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن خلال المؤتمر الصحفي: “إن المركز العربي نفذ هذا الاستطلاع بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العام نحو التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وللتعرّف على مدى تأييد أهداف التحالف الدولي أو معارضتها، ومدى ثقة المواطنين بنجاح التحالف في تحقيق أهدافه، وكذلك آراء المواطنين تجاه هذا التنظيم وأسباب رواجه بين مؤيديه وأنصاره”.
واشار جهشان الى ان هذا الاستطلاع الذي شمل 5100 شخصا موزعين على المجتمعات المستطلعة، وبلغ عدد المستجيبين في كلِّ مجتمعٍ من هذه المجتمعات 600 شخص، بينما بلغ حجم العينة المتعلقة باللاجئين السوريين 900 مستجيبٍ، تم توزيعها على بلدان اللجوء الثلاثة بالتساوي، يعتبر الاول من نوعه حول موضوع التحالف، وحول قضية راهنة ما زالت تتفاعل، وانه الأوسع تمثيلاً وقد نفذ خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 25 تشرين الأول 2014.
ونبه جهشان المشاركين في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في “نادي الصحافة الوطني” إلى أنّ نسبة عالية من المستجيبين تجنّبوا المشاركة في الاستطلاع وفضّلوا عدم إبداء آرائهم في موضوع اعتبروه بالغ الحساسية من الناحية الأمنية والسياسية.
وأوضح “إن الولايات المتحدة التي تستطلع اراء مواطنيها/ وآراء الأوربيين، والغرب بشكل عام، لا تعير انتباهاً للرأي العام العربي ولا تدخله بأي شكل من الأشكال في معادلة اتخاذ قرارات الحرب والسلم التي تتخذها في العالم العربي”.
وأظهرت النتائج أنّ أغلبية مواطني المنطقة العربية تحمل وجهة نظر سلبية تجاه تنظيم “داعش” إذ ان 85% من المستجيبين قالوا إنّ موقفهم من هذا التنظيم هو موقف سلبي أو سلبي إلى حدٍ ما، مقابل 11% أفادوا أنّ نظرتهم تجاه التنظيم إيجابية أو إيجابية إلى حدٍ ما، وهذه النسبة مرتفعة ويجب ألا يستهان بها أو بدلالاتها.
ويرى 13% منهم فقط أنّ شعبية تنظيم “داعش” بين مؤيديه وأنصاره تعود لالتزامه بالمبادئ الإسلامية، في حين أنّ 55% من المستجيبين ذكروا أسبابًا أخرى لرواج هذا التنظيم بين مؤيديه، مثل إنجازاته العسكرية، أو استعداده لمواجهة الغرب وإيران، أو معاداته للنظامين السوري والعراقي، وادعائه الدفاع عن السُنة المظلومين في المشرق العربي.
ويظهر الاستطلاع أن “أغلبية الرأي العام العربي تبدي عدم ثقة بالتحالف وتشكّك كثيرًا في إمكانية تحقيقه أهدافه، حيث أن ما نسبته 22% فقط من المستجيبين أعربوا عن ثقتهم بأنّ هذا التحالف سيحقّق أهدافه. وترى أغلبية المستجيبين أنّ المستفيد الأكبر من هذا التحالف هم بالترتيب: الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، والنظام السوري، في حين قال 3% منهم فقط إنّ بلدانهم هي التي سوف تستفيد من التحالف” بحسب جهشان.
أما بخصوص السياسة الخارجية للولايات، فان الاستطلاع اظهر استياء العرب من السياسة الخارجية الأميركية حيث وصف 73% من المستجيبين سياسة الولايات المتحدة في المنطقة بأنها سلبية. كما اعتبروا أنّ على الولايات المتحدة أن توقف الدعم المادي والعسكري لإسرائيل، وأن “تجد حلًا للأزمة السورية بما يتناسب مع تطلعات الشعب السوري”.
وخلاصة الاستطلاع أنه وفي الوقت الذي تبدي فيه أغلبية عربية من المستطلعين تأييدًا للتحالف ضد تنظيم “داعش” انطلاقًا من رفضها لهذا التنظيم، إلا أنها تشكك في نوايا الولايات المتحدة وقدرة التحالف الذي تقوده واشنطن على تحقيق أهدافه وأنّ المستفيد من هذا التحالف ليس البلدان العربية بل الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران.
يشار إلى أنه تمّ إجراء هذا الاستطلاع هاتفيًا، إذ جرى الاعتماد على قاعدة بيانات المؤشر العربي المخزّنة في المركز العربيّ، والمكوّنة من عينات سُحبت بطريقة العينة الطبقية العنقودية المتعدّدة المراحل الموزونة ذاتيًا، والمزودة بأرقام هواتف المستجيبين. وبذلك، فإنّ هذه العينات التي استُخدمت تمثِّل المناطق الجغرافية لكلِّ بلدٍ من البلدان المستطلعة وبحسب وزنها بالنسبة إلى عدد السكان. وتبلغ نسبة الثقة في استطلاع كلّ مجتمعٍ 95% وبهامش خطأ يتراوح بين ± 4% بحسب التقرير.
القدس دوت كوم