رام الله / أظهر استطلاع للرأي العام أجراه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية ‘أوراد’، ونشرت نتائجه اليوم الخميس، أن 86% من عموم المستطلعة آراؤهم يؤيدون إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فورا، بنسبة تأييد في قطاع غزة 95%، و82% في الضفة الغربية.
وكشفت النتائج المعلنة التي نفذها المركز في الفترة الواقعة بين 10-12 الشهر الجاري، عن تراجع ملحوظ في التقييم الإيجابي لنتائج هذا الاستطلاع، وآخر تم تنفيذه بعد العدوان على غزة والتصويت في الأمم المتحدة. حيث تراجع الاعتقاد بأن توقف العدوان على غزة بإبرام اتفاق التهدئة انتصار للفلسطينيين من 90% في استطلاع كانون الأول 2012 إلى 78% الآن (انخفاض 12 نقطة).
كما تراجعت النظرة الإيجابية لخطوة التوجه إلى الأمم المتحدة باعتبارها انتصارا للفلسطينيين من 85% إلى 75% في الاستطلاع الحالي (انخفاض 10 نقاط).
ولفت المركز إلى أن نتائج هذا الاستطلاع تبرز أهميته اذا ما قورنت بنفس القضايا التي جاءت في استطلاع كانون الأول 2012، فالدلالات تؤكد تراجع مستوى الشعور بالأمل والتفاؤل بقرب انهاء الاحتلال وإقامة الدولة بعد خطوتي التوجه الى الأمم المتحدة والعدوان الاخير على غزة. حيث يبحث الاستطلاع في مدى استمرارية تأثير هذين الحدثين على تقييم المواطنين الفلسطينيين للقيادات الفلسطينية، والفصائل، وعملية السلام، والمصالحة وفرص اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، والتوقعات المستقبلية للقضية الفلسطينية بشكل عام، بعد الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة، إضافة إلى استحداث الفلسطينيين لأنماط جديدة من المقاومة الشعبية، كمبادرة باب الشمس.
وبينت النتائج أن مشاعر الانتصار برد العدوان الاسرائيلي عن غزة شهدت تراجعا قدره (12 نقطة) من 90% في استطلاع كانون الأول إلى 78% في الاستطلاع الحالي.
كما تراجع الاعتقاد بأن نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة ستؤدي إلى تحسين المسار السياسي على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من 84% الى 70% في الاستطلاع الحالي (بفارق 14 نقطة).
وانعكست نتائج العدوان الأخير على الشعور العام بتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، ولكن هذه المشاعر انخفضت من 87% في كانون الأول إلى 74% الآن (انخفاض 13 نقطة).
ومن بين أهم المؤشرات تلك المتعلقة بآثار رد العدوان على مجمل القضية الفلسطينية في الواقع، حيث صرح 44% من المستطلعين بأن وضع القضية الفلسطينية قد تحسن نتيجة لرد العدوان، مقارنة مع 73% في استطلاع كانون الأول (انخفاض 29 نقطة). كما صرح 36% بأنه لم يتغير شيء مقارنة مع 17% في الاستطلاع الماضي (بفارق 19 نقطة)، و 18% الآن يرون أن وضع القضية قد تراجع بعد رد العدوان على غزة، مقارنة مع 8% في استطلاع كانون الأول الفائت.
وأبرزت النتائج عودة لتفضيل منهج حركة فتح على منهج حماس، فخلافا لنتائج استطلاع كانون الأول الذي أظهر تفوقا لنهج حماس عند مستطلعي الضفة والقطاع، كشف الاستطلاع الحالي أن 44% يختارون نهج حركة فتح، بالمقارنة مع 28% يختارون نهج حماس. وفي حين ارتفعت نسبة الاختيار لنهج فتح بحوالي (10 نقاط)، تراجعت نسبة اختيار نهج حركة حماس بحوالي (12 نقطة).
وأوضحت النتائج أن تفضيل سكان الضفة لنهج حركة حماس تراجع بمقدار(13) نقطة، فمن 42% في الاستطلاع السابق إلى 29% في الاستطلاع الحالي. أما بالنسبة لأهالي غزة فإن النتائج أشارت إلى تراجع في تفضيل أهالي غزة لنهج حماس بمقدار (10) نقاط ،فمن 37% في الاستطلاع السابق إلى 27% في الاستطلاع الحالي.
أما بالنسبة لحركة فتح، فإن الوضع معاكس إلى حد ما، حيث ارتفعت نسبة تفضيل منهج فتح بمقدار(9 نقاط) في الضفة (من 28% إلى 37%)، ولكنها ارتفعت بمقدار 15 نقطة في غزة (من 40% إلى 55%).
وأشارت نتائج الاستطلاع الحالي إلى أن التأييد للعودة إلى المفاوضات بلغ 54% في هذا الاستطلاع، مقابل 43% يعارضون العودة إليها، ومقارنة مع الاستطلاع السابق فقد بلغ التأييد 45% أي بفارق (10) نقاط. بينما وصلت نسبة المعارضين 49% ، أي بتراجع قدره (6) نقاط.
وأيد 68% من عموم المستطلعين في الضفة وغزة وبنسبة واحدة العودة إلى المفاوضات في الوقت الحالي في حال تم ايقاف البناء الاستيطاني في الضفة، بينما عارض 30% الأمر(32% في غزة و29% في الضفة).
وأبدى غالبية الفلسطينيين عدم اكتراثهم بالانتخابات الإسرائيلية، فقد رأى 56% من المستطلعة آراؤهم بأن الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة لن تحدث فرقا في التوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بينما صرح 24% بأن فرص ذلك ستتراجع، و11% فقط رأوا أنها ستتحسن.
وحول تحديث السجل الانتخابي، صرحت الغالبية بنسبة 66% بأنها سمعت بأخبار تحديث السجلات الانتخابية التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات المركزية، بينما صرح 34% عكس ذلك. كما توقع 71% بأن تكون الخطوة التالية لما بعد اجراء التسجيل عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية، بينما توقع 20% عدم حدوث ذلك، و10% لا يعرفون.
أبرزت النتائج المعلنة تأييد غير مسبوق لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية على الفور، وخصوصا في غزة، فقد أيد 87% إجراء الانتخابات التشريعية فورا في الضفة وغزة، ومقارنة مع استطلاع كانون الأول الماضي فان 78% أيدوا ذلك (أي بفارق 10 نقاط).
وفي نفس الوقت، أيد 86% إجراء الانتخابات الرئاسية فورا في الضفة وغزة، ومقارنة مع استطلاع كانون الأول فإن 76% أيدوا ذلك (أي بفارق 10 نقاط) أيضا. حيث وصلت نسبة التأييد لإجراء الانتخابات إلى 95% بين سكان قطاع غزة، ووصل إلى 82% في الضفة الغربية.
وأظهرت النتائج ارتفاعا في شعبية حركة فتح مقداره (5) نقاط، فمن 37% في استطلاع كانون الأول إلى 42% في الاستطلاع الحالي. أما بالنسبة لشعبية فتح في غزة فإنها شهدت ارتفاعا متواصلا فمن 38% في استطلاع حزيران 2012 إلى 44% في استطلاع كانون الأول، إلى 47% في الاستطلاع الحالي. أما شعبية فتح في الضفة فقد ارتفعت بنسبة أقل (5 نقاط) من 33% في استطلاع كانون الأول إلى 38% في الاستطلاع الحالي.
كما أوضحت النتائج أن 33% من عموم المستطلعين لا يؤيدون أي فصيل سياسي (36% في الضفة، و29% في قطاع غزة).
وعن التوقعات ببقاء السلطة الوطنية، خاصة بعد توجهها إلى الأمم المتحدة والأزمة الخانقة التي تعاني منها، صرحت غالبية قدرها 68% من عموم المستطلعة آراؤهم بأن السلطة مستمر بوجودها وجاءت النسبة الأكبر في غزة بنسبة 81% وشاركهم الرأي ذاته 61% في الضفة.
في حين رأى 26% أن السلطة ستنهار، وعلى العكس جاءت النسبة أكبر في الضفة الغربية ،حيث بلغت (31%) وشاركهم الرأي ذاته 16% في غزة. كما شكك 6% من بقاء أو انهيار السلطة.
كما حظيت المقاومة الشعبية بإجماع واسع، حيث صرح 50% من المستطلعة آراؤهم بأنهم سمعوا عن فعاليات المقاومة الشعبية مؤخرا كمبادرة قرية باب الشمس. وكانت الفجوة المعرفية كبيرة بين الضفة والقطاع، حيث صرح 29% في غزة بأنهم سمعوا بها، مقابل 62% في الضفة. في المقابل، صرح 71% في قطاع غزة بأنهم لم يسمعوا عن باب الشمس، مقابل 38% في الضفة.
وصرح 69% من عموم المستطلعين بأن هذا النوع من المقاومة سيحدث تأثير حقيقيا على طريق انهاء الاحتلال الإسرائيلي، بينما صرح 28% عكس ذلك. كما صرح 65% عن رغبتهم بالمشاركة في هذا النوع من المقاومة الشعبية وكانت النسبة الأكبر في قطاع غزة حيث بلغت 78% بينما بلغت في الضفة 61%.
وحول التفاؤل بتحقيق المصالحة، أعرب 69% عن تفاؤلهم من امكانية تحقيق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، مقابل 29% صرحوا بأنهم متشائمون، و3% لا يعرفون.
وفي معرض ردهم على جدية حركتي فتح وحماس في إنهاء الانقسام، اعتقد 65% أن حركة فتح جدية، مقابل 52% لحركة حماس.
وحسب البيانات المتوفرة، فقد صرح 74% من أهالي غزة بأن حركة فتح جدية في انهاء الانقسام، وشاركهم الرأي ذاته 61% من أهالي الضفة. فيما صرح 56% من أهالي الضفة بأن حركة حماس جدية في انهاء الانقسام، وشاركهم الرأي ذاته 45% من أهالي غزة.
وعند سؤالهم عن الحل الأنسب للخروج من مأزق الانقسام الحالي، صرح 36% عن اعتقادهم بأن دعوة فورية لعقد الانتخابات الضفة وغزة أفضل الطرق لإنهاء الانقسام، بينما فضل 32% زيادة الضغط الشعبي على حركتي فتح وحماس لإتمام المصالحة، كما أيد 19% خيار الاستمرار في متابعة محادثات المصالحة، و10% عبروا عن اعتقادهم بان الخيارات المذكورة لن تنجح في الخروج من الأزمة.
يشار إلى أن عينة المستطلعة آراؤهم كانت مختارة بشكل علمي، ومكونة من 1200 من البالغين الفلسطينيين من كلا الجنسين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمن نسبة خطأ +3%.
وكالة وفا.