واشنطن/ أظهر استطلاع جديد نظمه “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” المقرب من إسرائيل في العاصمة الأميركية، أن خيار “النضال العنفي” تراجع بشكل ملحوظ بين الفلسطينيين، وأن حركة حماس لم تستفد سياسياً من حملة القمع الإسرائيلية الأخيرة بعد “اختطاف المستوطنين” في ترسيخ مواقفها وحظوظها “وهو ما يعطي صناع السياسة الأميركية متسعاً من الحركة للتركيز على الأزمات الملحة في سوريا والعراق” بحسب محرر الاستطلاع ديفيد بولاك الباحث الكبير في المعهد المختص بالشأن الفلسطيني-الإسرائيلي ومدير مركز “فكرة” في المعهد.
ويشير الاستطلاع الذي استكشف أراء 1200 فلسطيني، ونظمه وموله “معهد واشنطن” الذي أجراه ما بين 15 و 17 حزيران الجاري، أي بعد ثلاثة أيام من بدء حملة القمع الواسعة التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين تحت ذريعة “البحث عن المخطوفين” أن “الاتجاه الشعبي العام للفلسطينيين (تحت الاحتلال) يتخذ مواقف أكثر تصلباً بشأن القضايا طويلة المدى بخصوص السلام مع إسرائيل” كما يظهر أن أقل من 30% من الفلسطينيين يؤيدون “حل الدولتين في الضفة الغربية وقطاع غزة” الآن، بحسب تأكيد بولاك الذي رفض في مكالمة هاتفية اجرتها معه القدس دوت كوم اليوم الخميس، الإفصاح عن الجهة أو المؤسسة التي أجرت الاستفتاء ميدانياً، مؤكداً أنها “جهة موثوقة ومهنية ومتمكنة في أداء هذا النوع من الاستطلاعات، ولكنها آثرت عدم الإفصاح عن هويتها لأسباب خاصة”.
ويظهر الاستطلاع أن الفلسطينيين بشكل عام باتوا يتخذون “مواقف تطالب بأكثر من مجرد حل الدولتين”، مع العلم أن المعهد نفسه كان قد نظم استفتاء في الضفة الغربية وقطاع غزة مباشرة إثر انهيار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في نهاية شهر نيسان الماضي أن “أغلبية ضئيلة لا تزال تؤيد حل الدولتين والتعايش جنباً إلى جنب مع إسرائيل” في حين يظهر استطلاع المعهد الأخير أن “أغلبية واضحة 60% بشكل عام، (55% من فلسطينيي الضفة و 68% من الغزيين) يرغبون بالعمل من أجل استرجاع كل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر” بحسب بولاك.
وقال بولاك: ” فقط 22% من أهالي غزة و 31% من فلسطينيي الضفة يؤيدون الان حل الدولتين، ونسبة أقل من ذلك لا تتجاوز 11% في الضفة الغربية و8% في غزة تؤيد فكرة الدولة الواحدة بحقوق متساوية لليهود والعرب”.
ويؤكد الاستطلاع أن أغلبية فلسطينية متنامية تفضل النضال من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني، وان تحقق حل الدولتين “يجب أن يكون خطوة مرحلية، وهو ما يفسر واقع معارضة الفلسطينيين لحل الدولتين، وفي الوقت ذاته استمرار تأييد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس” بحسب بولاك.
ويخلص الاستطلاع الى أن الفلسطينيين “لا يرغبون بالعودة لخيار العنف على الرغم من التوتر الحالي الذي يلف المنطقة” والعمليات الواسعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس قبضة حديدية في عملية البحث عن “المستوطنين المخطوفين”.
ويظهر الاستطلاع أن 65% من المستطلعة اراؤهم في الضفة و 70% من المستطلعة اراؤهم في غزة يفضلون الحفاظ على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وأن أغلبية ملحوظة (57%) من الغزيين يفضلون قبول حماس بمواقف عباس تجاه حكومة الوحدة الوطنية، في حين يرى 62% من المستطلعين في غزة و 73% من المستطلعين في الضفة “يفضلون المقاومة السلمية غير العنفية ضد الاحتلال”.
ويستنتج الاستطلاع “متفاجئاً” بحسب منظميه ان حماس “لم تشهد تصاعداً في شعبيتها بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة، وأن أغلبية فلسطينية تؤيد محمود عباس (30%) في اي انتخابات مقبلة، يتبعه مروان البرغوثي (12%)، ومحمد دحلان (10%) ورامي حمدالله (6%)، ومصطفى البرغوثي (4%)، وسلام فياض (2%)، ومحمود العالول (1%)، وهو ما يظهر أن نسبة ضئيلة تؤيد حل السلطة الفلسطينية، في حين حظي اسماعيل هنية وخالد مشعل مجتمعين على نسبة تأييد بلغت 9% في الضفة و 15% في غزة”.
وبخصوص العديد من القضايا الأخرى مثل الحصول على وظائف وأعمال من إسرائيل تظهر أغلبية واضحة من الفلسطينيين أنهم يرغبون بذلك في حين “تدين هذه الأغلبية التصرفات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، كما تشعر بالمرارة تجاه الفساد المتفشي بالسلطة الفلسطينية”.
هذا ويطرح الاستطلاع مجموعة من التوصيات للإدارة الأميركية “للسعي من أجل تخفيف التوتر المتأجج في الأراضي الفلسطينية”.
القدس دوت كوم – سعيد عريقات